نظرة تحليلية: السياسة والاقتصاد في أميركا وأوروبا والصين الأسبوع القادم

سوق المال - في الأيام المشحونة سياسياً المقبلة، انتخاب وتتويج وتصويت برلماني من مرحلتين سيكون لكل منهما القدرة على تغيير مسار الاقتصاد العالمي لأعوام قادمة.

الانتخاب بالطبع سيكون يوم الثلاثاء على البيت الأبيض والكونجرس. وبعد يومين، يبدأ الحزب الشيوعي الحاكم للصين مؤتمره ال18 في تاريخه.

وبإستثناء واحدة من أكبر المفاجئات السياسية في العصر الحديث، سوف يختتم الإجتماع المرتب بشكل حريص بعد أسبوع بتتويج زي جينبينج كخليفة لهيو جيناتو. وهو سوف يتولى مقاليد السلطة لعشرة أعوام قادمة.

وبما أن أكبر اقتصادين في العالم يختاران زعمائهما في نفس الوقت فهو أمر غير مسبوق. وبالتالي يحق للمستثمرين التأهب والترقب.

ولكن يقال أن تصويتين برلمانيين في اليونان، تلك الدولة الصغيرة، حول مسألة قبول إصلاحات عمالية ومزيد من التقشف سيكون لهما تأثير أكبر في المدى القصير على الأسواق المالية.

في الانتخاب الأمريكي، تستوعب الأسواق الوضع القائم—ألا وهو فوز لباراك أوباما في ولايات حاسمة كافية كي يعود للرئاسة لتجديد صراعه حول الضرائب والإنفاق مع مجلس النواب المعادي ومجلس الشيوخ المنقسم بشدة.

وإن نتيجة المفاوضات حول "الهاوية المالية"—تلك الحزمة من الزيادات الضريبية وتخفيضات الإنفاق التي سوف تدخل حيز التنفيذ في يناير إذا لم يتم التوصل لاتفاق طويل الأمد نحو تخفيض العجز العام في الميزانية—هي عدم اليقين الرئيسي على الاسواق.

وبهذا يمكن لانتخاب يوم الثلاثاء أن يعقد الأمور أكثر.

قال بروس كاسمان، الخبير الاقتصادي لدى بنك جي بي مورجان، في مؤتمر هاتفي "ليس من السهل تصور ما سوف تعنيه نتيجة الانتخاب على السياسة، سواء بعد إعلانها على الفور أو العام القادم أيضا".

وعلى كل حال، يقول بيل أدامز، الخبير الاقتصادي بمجموعة الخدمات المالية بمدينة بيتسبيرج، أن المفاوضات حول الهاوية المالية سيكون لها تأثير أكبر على النمو في عام 2013 مقارنة بالانتخاب نفسه يوم الثلاثاء.

"وبالمثل، مع المؤتمر الحزبي ال18 في الصين، نحن سنعرف من سيربح هذا الانتخاب. وفرص حدوث مفاجئة من هاذين الحدثين تبدو ضئيلة نسبياً"، بحسب ما قاله أدامز.

اليونان على المحك من جديد
وبخصوص اليونان، الإفتراض الأساسي هو ان ائتلاف رئيس الوزراء أنطونيس ساماراس سوف يحشد تأييداً كافياً يوم الأربعاء لكسب تصويت على إصلاحات هيكلية وتصويت لاحق يوم الأحد على ميزانية تقشف لعام 2013.

لكن سيصعب التنبؤ بذلك.

قال هولجر شميدينج، الخبير الاقتصادي ببنك بيرينبيرغ في لندن، أن الأمر ربما يتطلب إنشقاق فقط ثلاثة نواب أخرين بالائتلاف الحاكم ليكون مصير حزمة الإصلاح محكوماً بالفشل.

"في تلك الحالة المستبعدة لكن غير المستحيلة على الإطلاق، يمكن لمنطقة اليورو أن تتجه نحو فترة من الإضطرابات"، بحسب ما أضافه شميدينج في رسالة للعملاء. "والجدل حول خروج اليونان يمكن أن يعود بقوة رغم الرغبة الواضحة من ألمانيا على بقاء اليونان في منطقة اليورو"

وهو يرى أن نسبة خروج اليونان من اليورو تبلغ 25% في الأشهر الستة القادمة.

ولكن على الأقل، سوف يظهر التصويت في حال كان متقارباً بين التأييد والرفض ان اليونان تصل أقصى قدرتها على إستيعاب مطالب الدائنين الدوليين، الذين يطلبون مزيد من التقشف كي تحقق الدولة أهداف العجز التي تصبح بعيدة المنال أكثر كلما طال إنكماش الاقتصاد. فاليونان الأن في عامها السادس من الكساد.

وأشار أدامز "ليس هناك سياسة فعالة داعمة للنمو بمنطقة اليورو حالياً...عاجلاً أو أجلاً سوف تقر العملية السياسية أن هذا المزيج من السياسات لا يفلح، وسيفتح الباب لمزيد من الخلافات".

لا تغيير من البنك المركزي الأوروبي والبنك المركزي الانجليزي
تبقى الأزمة المالية في منطقة اليورو، التي تغازل الكساد، هي العقبة الأكبر أمام النمو العالمي، وفقاً لمسئول أمريكي بارز.

ورغم ذلك، يرى إستطلاع وكالة رويترز ل73 خبيراً اقتصادياً أنه بنسبة 80% سوف يبقي البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة دون تغيير عند 0,75% يوم الخميس.

وعلى نفس النحو، أقر خبراء الاقتصاد باحتمالية نسبتها 40% إجراء مزيد من مشتريات السندات من البنك المركزي الانجليزي، الذي يجتمع أيضا يوم الخميس. وقد إنحسرت في المدى القريب فرص مزيد من التيسير النقدي منذ أن نما الاقتصاد البريطاني أقوى من المتوقع في الربع الثالث.

ويمكن أن يكون اليوم الأكبر للبيانات هو الجمعة، وقتما تصدر الصين بيانات الاستثمار ومبيعات التجزئة والناتج الصناعي لشهر أكتوبر.

لكن هذا الاسبوع متعلق أكثر بالاقتصاد السياسي، والتركيز الأساسي سيكون على اي إشارات من مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم في بكين أن تغيير القيادة العليا ربما ينذر بتغيير عاجل في السياسة الاقتصادية نحو تحفيز الإستهلاك.

ليس هناك مستحيل، لكن المراقبون للصين يعتقدون أن التدريجية ستكون الطابع البارز لما يسمى بالقيادة الجماعية للدولة. فسيحتاج الفريق الجديد الوقت لإحكام قبضته على السلطة.


www.souqelmal.com
www.souqelmal.com/vb