سوق المال - إنها نهاية شهر أغسطس، لذا سوف تتوجه كل الأنظار مجدداً نحو منتجع مدينة جاكسون هول بولاية ويومينج—التي يبلغ تعداد سكانها 9,577 نسمة—لترى إن كان رئيس الاحتياط الفيدرالي بن برنانكي سيعزز أم سيخيب الأمال بتحفيز نقدي جديد لتدعيم الإقتصاد الأمريكي.
أصبح المؤتمر الصيفي السنوي بجاكسون هول الذي يستضيفه بنك الاحتياط الفيدرالي في مدينة كنساس يتصدر أجندة البنوك المركزية العالمية.
ولم يرتفع حقاً سقف التوقعات هذا العام بقدر ما كان عليه في عامي 2010 و2011، لكن أسعار الأسهم والسلع تتزايد وربما تتجاوب بشكل سيئ إذا إلتزم رئيس البنك المركزي الأمريكي موقفه دون تغيير.
وقد قرر الكثير من صانعي السياسة في إجتماعهم يوم 1 أغسطس أن مزيد من التحفيز سوف يكون مطلوباً ربما في موعد قريب نسبياً مع غياب شواهد على تعافي إقتصادي "كبير"، حسب ما أظهره محضر مناقشاتهم خلال الإجتماع.
ولكن رغم هذا لا يعتقد بعض خبراء الإقتصاد أن جولة ثالثة من التيسير الكمي سوف تفعل الكثير في تحسين النمو العالمي.
في المقام الأول، تبلغ عوائد السندات مستويات منخفضة جداً وأعلن الاحتياط الفيدرالي بالفعل أن أسعار الفائدة قصيرة الأجل ستظل قرابة الصفر حتى عام 2014 على الأقل.
وإجمالاً، شراء مزيد من السندات الأمريكية أو أوراق مالية مدعومة برهون عقارية لن يفعل شيئاً في معالجة المشكلات الأساسية لمنطقة اليورو أو ينهي إعتماد الصين على إنتعاشة الإستثمار التي تبدو غير مستديمة، حسب ما قاله جوليان جيسوب من شركة كابيتال ايكونويكس، تلك الشركة الاستشارية بلندن.
"تلك هي التحديات الأكبر الأن التي تواجه الاقتصاد العالمي، وليس صحة النظام المالي الأمريكي".
لذا بينما إستقرت دون تغيير صارات الصين في يوليو للولايات المتحدة من العام السابق وارتفعت بنشاط الشحنات إلى جنوب شرق أسيا، هوت تلك الصارات إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 16%. وكنتيجة لذلك، زاد إجمالي الصادرات بنسبة 1% فقط.
وقال جوي يانج، الخبير الإقتصادي بشركة ميريا لإدارة الأصول، "أغلب التباطؤ في نمو الصادرات يبرره الأزمة الأوروبية".
لهذا السبب سوف تتلهف الأسواق ليس فقط لخطاب برنانكي يوم الجمعة بل أيضا لإشارات حول السياسة النقدية من منطقة اليورو قبيل إجتماع 6 سبتمبر للبنك المركزي الأوروبي.
إنتظار التفاصيل
يريد المستثمرون أن يقدم البنك المركزي الأوروبي تفاصيل خطة رئيسه ماريو دراغي بعد التعهد "بفعل كل ما هو لازم" للحفاظ على العملة الموحدة رغم إنهيار الثقة في قدرة أمثال أسبانيا وإيطاليا في السيطر على ديونهم.
ويلقي بثقله هذا الإنهيار في الثقة على إقتصاد منطقة اليورو، الذي يقبل على الإنكماش هذا الربع السنوي، وفقاً لما يشير إليه إستطلاعات المديرين التنفيذيين للمشتريات. ويرجح أن يؤكد تقرير إيفو الهام لألمانيا، المزمع يوم الاثنين، هذا الإتجاه من التدهور.
وعلى النقيض، يتوقع خبراء الاقتصاد الذين إستطلعت أرائهم وكالة رويترز أن تظهر بيانات الناتج المحلي الإجمالي المعدل للولايات المتحدة يوم الأربعاء أن الإقتصاد نما بوتيرة سنوية قدرها 1,7% في الربع الثاني، ليرتفع من التقدر السابق البالغ 1,5%.