سياسيون: انكسار هيبة الدولة وتواطؤ الشرطة حوَّل مصر إلى غابةتصوير طارق وجيه
المصرى اليوم : يسري البدري - رشا الطهطاوي - حسن أحمد حسين
أرجع سياسيون الانفلات الأمنى وحالة الفوضى التى تجتاح البلاد فى الفترة الأخيرة، لعدم رغبة جهاز الأمن بالعمل الجاد فى ضبط الشارع، وأكدوا أن انكسار هيبة الدولة حول مصر إلى غابة البقاء فيها للأقوى، وطالبوا الرئيس مرسى بسرعة التحرك لإعادة الأمن إلى البلاد.
قال الدكتور وحيد عبد المجيد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن عدم رغبة جهاز الشرطة وجميع الأجهزة الأمنية، فى التصدى لهذه الظاهرة، يرجع إلى عدم حدوث تغير جذرى منذ الثورة.
وتابع: «الشرطة لا تريد العودة إلى ضبط الشارع والسيطرة على حالة الانفلات الأمنى إلا بشروطها، بمعنى أن تعود لطريقتها القديمة التى لا تعرف غيرها وهى طريقة القمع وإهدار كرامة المواطن، وهى حالة تلقائية وعامة داخل جهاز الشرطة، لأنهم لا يستطيعون معاملة الناس باحترام».
وأضاف أن المرحلة الجديدة تتطلب من الشرطة، معاملة المواطن وفقًا للقانون، وهى طريقة جديدة عليهم ومن الصعب تنفيذها، خاصة أن المواطنين لم يعودوا يقبلون الطريقة القديمة التى تعتمد على الإهانة دون أسباب.
ولفت «عبد المجيد» إلى أن حالة البلطجة السائدة داخل المجتمع خطة مدبرة من الأمن وجهاز الشرطة للضغط على الشعب ليتقبل الطريقة القديمة، لأنه سيبقى أمامه خياران إما اختيار أمنه أو اختيار كرامته وحريته.
ونوه بأن قيادات الشرطة القديمة داخل جهاز الشرطة ما زالت تلعب دوراً مهماً، فى التخطيط لعمليات نشر الفوضى.
وأرجع الدكتور عماد جاد، عضو مجلس الشعب السابق، حالة الانفلات الأمنى المسيطرة على مصر، إلى انكسار هيبة الدولة وعدم خوف الناس من الشرطة والرغبة فى أخذ الحق باليد بشكل حازم وعدم تطبيق القانون.
وأضاف: «هناك حوادث عديدة تكررت، منها حادثة دهشور وبنى سويف ونايل ستى، ورغم ذلك يقتصر دور الدولة على التصريحات فقط ولم يحاسب واحد، ولو كان تمت محاسبة واحد فقط بقوة لخاف الجميع على غرار اضرب المربوط يخاف السايب».
وأشار «جاد» إلى أن الشرطة سقطت يوم 25يناير، وأن الصراعات السياسية الدائرة فى الدولة تمنعها من العودة إلى ممارسة دورها بشكل قوى، مشدداً على ضرورة عودة الشرطة تدريجيا إلى تطبيق القانون بشكل حازم.
فيما رأى القيادى اليسارى أحمد بهاء الدين، أن سوء إدارة الدولة فى المرحلة الحالية، والأقوال بدون أفعال هما السبب الرئيسى فى فشل تحقيق أحلام المواطنين، محذراً من كوارث وشيكة، حال عدم التصدى للبلطجة.