طالبة فلسطينية تحصل على براءة اختراع عالمية لمسكن للآلام دون أعراض جانبيةبقلم: خليل الشيخ وعمر العثماني
غزة (شينخوا) تستعد الطالبة الفلسطينية أماني أبو القمصان (21 عاما) للمشاركة في مهرجان علمي دولي سيقام في الولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من العالم المصري الأصل أحمد زويل في أبريل القادم للإعلان رسميا عن عقارها الجديد المسكن الآلام من دون أعراض جانبية.
وكانت أماني وهي في المستوى الثالث في كلية الصيدلة بجامعة الأزهر في مدينة غزة قد حصلت أخيرا على براءة اختراع لعقارها المسكن دون أية أعراض جانبية على القلب والدماغ ضمن أفضل 15 بحثا علميا للطلاب على مستوى العالم من مؤسسة (كومنيكيشن سايونس) العالمية ومقرها الولايات المتحدة.
وتقول أماني لوكالة أنباء (شينخوا)، إن اكتشافها للعقار جاء بعد قراءاتها العلمية عن وجود أطفال يولدون دون إحساس لكنهم يشعرون بالبرودة والحرارة وذلك بسبب خلل وراثي في الجينات المسئولة عن هذا الإحساس، فولدت لديها فكرة تركيب عقار يقوم على ذات الفكرة.
وتضيف إن تحقيق العقار فعالية في تسكين الآلام من دون التأثير على أي من أعضاء الجسم الأخرى هو سر الاختراع الذي يختلف عن باقي المسكنات المتداولة التي تعمل على إغلاق كل قنوات الصوديوم الموجودة في الجسم ما يؤثر على القلب والدماغ بشكل أساسي.
وتشير أماني إلى أنها اختبرت العقار عن طريق برامج إليكترونية خاصة تحاكي جسم الإنسان قامت بإعدادها بنفسها في سياق البحث العلمي، لافتة إلى أن اختباراتها أعطت نتائج "مذهلة".
وتشتكي أماني من عدم وجود إمكانات اختبار العقار على الإنسان والحيوان في قطاع غزة لذلك فقد أرسلت مشروعها إلى مؤسسة (كومنيكيشن سايونس) العالمية التي قامت باختباره في مختبراتها واثبت نجاعته الكاملة.
وتقول أماني إن وفدا مكونا من ستة علماء يحملون درجة "بروفسور" من المؤسسة المذكورة قدموا إلى غزة وعرضت عليهم مراحل بحثها العلمي، واستنادا إلى ذلك فقد حصلت على شهادة ببراءة الاختراع.
وكانت أماني أرسلت مشروعها ضمن مسابقة أقامتها المؤسسة شارك بها 500 طالب على مستوى العالم تم تصفيتهم إلى 55 طالبا فاز 15 منهم.
وتقول أماني "بحسب شروط المسابقة كان بحثي من بين البحوث الـ 15 الفائزة".
ولم تحصل على براءة اختراع لعقارها فحسب، بل أنها حصلت أيضا على موافقة (إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية) لتداوله.
وتعتبر أماني أن هذه الموافقة شهادة أخرى تؤكد على نجاعة عقارها، مشيرة إلى أن خطوتها القادمة تتمثل باختيار الشركة التي ستقوم بتصنيعه.
وتلفت إلى أنها تلقت سبعة عروض من شركات ألمانية وأمريكية، إضافة إلى عروض أخرى من قبل شركات محلية لتصنيع العقار لكنها لم تقرر أي منها ستختار بعد.
وتضيف أن عروض بعض الشركات الأمريكية تضمنت إتاحة استكمال دراستها العلمية، مشيرة إلى أنها تتجه لقبولها.
وأثنت أماني على دور الدكتور محمد شبير أحد المحاضرين في كلية الصيدلة في جامعة الأزهر في متابعة بحثها، مؤكدة أنه تابعها بكل مراحل البحث.
ويقول شبير لوكالة أنباء (شينخوا)، إنه تابع فعليا الخطوات التي قامت بها أماني منذ بداية فكرتها وحتى تقديمها البحث لمؤسسة (كومنيكيشن سايونس)، معتبرا أن ما قامت به يعد طفرة جديدة في عالم مسكنات الآلام بعد أكثر من عشرة سنوات دون اكتشاف جديد في هذا المجال.
ويشير شبير إلى أن جامعة الأزهر وكلية الصيدلة وبصفته الشخصية كمشرف على البحث تلقوا بريدا إليكترونيا من المؤسسة المذكورة يفيد ببراءة الاختراع وفوز البحث المقدم من الطالبة أماني ضمن أفضل 15 بحثا جديدا.
ويضيف أنه بصدد استقبال الدعوة للمشاركة مع أماني في المهرجان المزمع عقده في الولايات المتحدة الأمريكية في أبريل القادم لتقديم عقارها أمام الرأي العام، والإعلان رسميا عن الاكتشاف الجديد.
ويلفت شبير إلى أن هناك لجنة تحكيم علمية ستكون في المهرجان وستقوم بترشيح 3 أبحاث من بين الأبحاث الـ 15 الفائزة من قبل مؤسسة (كومنيكيشن سايونس) للتنافس على جائزة (نوبل) العلمية، معربا عن أمله بفوز أماني بها.
ويقول شبير إن جامعة الأزهر تدعم وبصورة لا متناهية جهود الطلاب، وتحاول تشجيعهم لتقديم الجديد في مجال العلوم والاختراعات، مؤكدا أن من بين هؤلاء الطلاب الذين يعيشون الحصار والاحتلال عقول متميزة وقادرة على الاكتشافات.
وتنتمي أماني لأسرة يعد التعليم أمرا أساسيا لديها حيث يحمل جميع أشقاءها شهادات علمية عليا مما ساعدها ،بحسب ما تقول، على تنمية قدراتها وتكثيف دراستها إلى أن وصلت لاختراعها الذي لن تتوقف عنده بل أنها ستثابر من أجل الوصول إلى اكتشافات أخرى في مجال العقاقير.
ولم تنس أماني وفي غمار تميزها العالمي، أن تدعو إلى معالجة التحديات التي تواجه العملية التعليمية في فلسطين، مشيرة إلى أن مراحل التعليم هي مراحل "جافة وخالية من التجارب والبحوث العلمية والعملية".
وكانت ميول أماني العلمية بدأت عندما شاركت بمسابقة أقامتها مؤسسة (كومنيكيشن سايونس) للطلبة من غير المتخرجين وهي ما تزال في سن 16 عاما عبر التنسيق مع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية وحصلت على تقدير يعادل 99.5 في المائة وأصبحت بذلك عضوا في المؤسسة.
وتعرب أماني عن فخرها لأنها تفوقت على طالب إسرائيلي كان ينافسها ببحث آخر في مجال مختلف على صعيد المنطقة، حيث تصنف أن مؤسسة (كومنيكيشن سايونس) الأراضي الفلسطينية وإسرائيل كمنطقة جغرافية واحدة.
وتشير أماني إلى أنه رغم تميزها العلمي، فإنها شعرت بالسعادة وهي ترد على استفسارات أعضاء مؤسسة (كومنيكيشن سايونس) حول القضية الفلسطينية وانتماءاتها الوطنية وظروف الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، لافتة إلى أن أي منهم لم يكن يعرف الكثير عنها.