الجريمة والعقاب على النمط النرويجيتدور الكثير من المراجعات في النرويج خلال العام الحالي، وذلك في أعقاب الهجمات التي نفذها أندرس بيهرينغ بريفيك. وتجري مراجعة متأنية للنظام القضائي في البلاد، وربما نعذر للأجانب لافتراضهم أن الرأي العام بات أكثر تشددا في نظرته للجريمة والعقاب.
لكن لا ترى وزيرة الدولة لتحقيق للعدالة كريستين بيرجرسن ذلك.
وتقول "أعتقد أن الجدل الدائر في النرويج حاليا يؤكد أن لدينا قيم حقيقية ونظام مناسب للعقاب."
باستويمن غير المحتمل بدرجة كبيرة أن يطأ بريفيك بقدميه سجن باستوي. ويوجد في النرويج بالفعل سجون للحبس الانفرادي وأماكن عالية التأمين.
لكن لا يزال هذا السجن المفتوح، الذي يوفر لنزلائه القدرة على التجول بين الغابات والحقول، رمزا هاما للنظام النرويجي. ويرى الكثيرون أنه بمثابة جوهرة في تاج الدولة النرويجية.
وتقول بيرجرسن "نؤمن أن علينا البدء بإعادة تأهيل السجين منذ اليوم الأول، حيث يصب ذلك في الصالح العام."
ربما يرى البعض أن سجن باستوي الخيار الأسهل. لكن يعد نزلائه من عتاة المجرمين.
بشكل عام، يقضي هؤلاء السجناء مدد سجن طويلة – وفقا للمعايير النرويجية – جراء ما ارتكبوه من جرائم خطيرة.
تدريبوبالطبع يتم اختيار السجناء الذين يذهبون إلى باستوي بعناية بالغة. وغالبا ما يوشك هؤلاء على إنهاء فترة عقوبتهم. وفي كافة الحالات فهم أفراد قرروا أنه يمكنهم الاستفادة من نمط الحياة هذا.
يقول مورتن، وهو دانماركي يبلغ من العمر 29 عاما يقضي فترة عقوبة ثلاثة أعوام: "من الصعب القول إني أود البقاء هنا. لكن أعتقد أنه لو لم يكن هذا سجن، لكان في استطاعة الحكومة النرويجية تأجير المكان لتنظيم رحلات في أيام الأجازات."
كان إلى جوار مورتن لامين، الذي يبلغ الثلاثين من عمره وأصوله من غامبيا. يقول لامين: "كنت ملاكما، وكنت أشعر بالغضب في كل يوم. لكن منذ جئت إلى هنا، أصبحت أكثر هدوءا وراحة."
وأضاف "أشعر كأني في تدريب لكي أكون أفضل. يبدو الأمر مثل اختبار وعندما أخرج وأحاول عيش حياة طبيعية، سأعرف ما إذا كنت قد اجتزت الاختبار أم لا."
يقول المسؤول عن السجن آرني كفرنفيك نيلسن: "لو كان ذلك بمثابة معسكرا للسجناء، فما المشكلة في ذلك إذا كنت استطيع تحقيق هذه النتائج؟"
ويشير إلى أن معدلات العودة إلى المخالفات بلغت 16 في المئة بين النزلاء السابقين في سجن باستوي، فيما يعد أقل معدل في أوروبا، وربما الأقل في العالم.
ويقول "من المفترض أن هذه الجزيرة تشبه مجتمع صغير عادي في النرويج. ويعد هذا السجن في الكثير من النواحي نموذجا مقابل للسجن العادي. وهنا يمكن للسجين تولي المسؤولية عن حياته."
وسيكون من الصعب الهجوم على هذا السجن. كما تعد تكلفة إدارة باستوي أقل من السجون العادية ونسبة الحراس إلى السجناء أقل كثيرا بالمقارنة مع السجون الأخرى.
وفي الليل من المعتاد أن يبقى ما بين أربعة إلى خمس حراس غير مسلحين ليكونوا مسؤولين عن 114 سجينا. ومما يساعد على انخفاض التكلفة أن السجناء يتولون المسؤولية عن الكثير من الأشياء الخاصة بهم بدءا من تجميع القمامة وانتهاء بالطهو وأعمال النظافة.