د حمزة ال فتحي
بسم الله الرحمن الرحمن
كبيرةٌ \"مصرُ\" في عَيني وفي خَلَدي
جَزَاكمُ الله عن ديني وعن بلَدي!
صنعتُمُ المجدَ للتاريخِ واأملي
ماذا أُردِّدُ من حُسنٍ ومِن رَغدِ؟!
كأنّني اليومَ في الأهرامِ أصنَعُه
مِنْ باقِة الوردِ دونَ الصخرِ والصَلَدِ
هيَ الحياةُ مزاهيرٌ إذا ارتسَمت
بمسلكِ العدل لا بالجورِ والنكدِ
صّيرتُمُ الماردَ الفرعونَ مَضْحكةً
للعالمينَ وما أبداهُ من تُوأدِ
رُغْمَ العناءِ ورغم الكبرِ قد صَنَعت
به المهانةُ والإذلالُ في اللحَدِ
هيَ الحياةُ موازينٌ ومدرسة
لكلِّ مَنْ باعَ دمَّ الشعبِ والبلَدِ
لكلِّ وغدٍ خئونٍ هدَّ أمتَهُ
بالموبقابِ وأدقَعها بذا الكَمَدِ
كم قد رأينا من الدنيا وفِعلتِه
لكنَّ ذا الفعلَ درسٌ فوقَ مُعَتمَدِ
تَمايلَ العُرْبُ أفراحاً وخالطَهم
بَحْرُ السرورِ وهنَّاهم بلا عَدَد
ليهنِكِ المجدُ يامِصري ومَفرحتي
أنتِ الربيعُ لعصرٍ أسودٍ كَسِدِ
جزاؤكَ الخزيُ يا\"حصني\" وعُصبتُه
تَحسي الشقاءَ وتَسقي كلَّ منتكِدِ
جزاءَ ماجئتَ بالسوأى وصورتِها
جزاءَ دهرٍ قبيحٍ زُفَّ بالكَبَدِ
حصني الزعيمُ وراءَ السورِ وافرحي
كم قد سَعِدتُ لشعبٍ طيِّب المَددِ
ليَهنِكَ السجنُ ياطيارُ ما سرَحَت
طيّارةُ الناسِ مِنْ حَرِّ إلى بَرَدِ