تعز.. عبق التاريخ:
تقع مدينة تعز ضمن منطقة هي من بين الأقدم التي كانت معمورة في بداية العصور التاريخية للحضارة اليمنية القديمة، يؤكد ذلك وقوعها على مقربة من منطقة وادي الكدرة وموزع وباب المندب وجبل خرزومنطقة صبربلحج التي وجدت بها مستوطنات بشرية يعتقد بانها كانت تمثل مرحلة زمنية واحدة،واعتمدت على الصيد في اقتصاد سكانها المعيشي، والتي يرجح انها ترجع الى نهاية العصرالحجري وبدايةالعصرالتاريخي (العزي، 2003م، 87). وفي تعز وكمحصلة لتوافر الظروف الطبيعيةلانتاج بعض السلع الرئيسيةالتي كانت محل طلب كبيروفي مقدمتهاالمُرالذي اشتهرلدى اليونان والرومان بالمُرالمعيني والذي اعتبره (بليني) (غلة الحضرموتيين والجبانيين Gebbanitae الذين عددهم (بليني) من شعوب بلاد العرب الجنوبية واكد على ذلك (جلازر) الذي قال إن الجبانيين كانوا يسكنون المناطق المجاورة لباب المندب (شهاب، 1997م، 199) وحيث الجبانيين ينسبون الى (جبا) التي قال عنها الهمداني انها تقع في فجوة بين جبل صبر وجبل ذخر (الهمداني،1974م).ونعرف ايضاً ان محافظة تعزكانت في عصر ممالك اليمن القديمة مستقلة عن الممالك الخمس الرئيسية الاخرى (معين، حضرموت، سبأ، قتبان، سبأ وريدان وحضرموت ويمنات)، وقد حاولت مملكة سبأ السيطرة عليها، وهو ما نعرفه بفضل وثيقة نص صرواح المنقوش في موقع معبد المقة الكبير(5493) (RES) الذي تركه لنا المكرب والملك السبئي، كرب آل وتر بن ذمار علي، الذي شن حملته الاولى على مدن المعافر ودمر شرجب وذبحان وجبا وضبر وأظلم وأروى، ومن خلال ذكر اسم (ضبر) بعد (جبا) مباشرة فمن المحتمل ان يكون اسم ضبر هو صبر الذي استبدل فيه الضاد بالصاد. (العزي، 2003م، 94)، ولم تستمر سيطرة ملوك سبأ على منطقة المعافر وباب المندب كثيراً، إذ انه عند ازدهار مملكة قتبان في منتصف القرن الرابع ق. م، فقد دخلت المناطق الجنوبية الغربية في قوقعة قتبان التي وصل نفوذها حتى البحرالاحمرغرباً وخليج عدن جنوباً،الا انه كمحصلة لضعف قتبان وللتحالف الذي نشأ بين ذي ريدان واذواء المعافر (بافقيه، 33، 5891م)، فقد انفصلت هذه المناطق عن قتبان وساهمت في انشاء مملكة حمير، ككيان سياسي جديد توافرت له مقومات الازدهار والنمو