الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
nasertoba
مرشح
nasertoba

ذكر
عدد الرسائل : 6343
عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان 111010
العمل : عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان Collec10
الحالة : عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان 110
نقاط : 17189
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان 222210

عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان Empty
مُساهمةموضوع: عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان   عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان I_icon_minitime10/5/2012, 09:48

1- الحياة العائلية:


كان التركمان و خاصة الامراء منهم يتزوجون من امرأة واحدة فقط فلم يعرف عندهم الضرة و لا الشريكة, و هذه الخصوصية جديرة بالاهتمام لدرجة كبيرة.

حتى امير الامراء التركمان قازان بيك يذكر له في السير اسم زوجة واحدة لا اكثر و هي (بورلا خاتون ذات القوام الطويل). و يلاحظ عليهم معاملتهم اللطيفة بكل تقدير و احترام لزوجاتهم حيث كانوا يتبعون في امور كثيرة نصائح زوجاتهم و يتصرفون بموجبها و يخاطبونها بكلمة كوزلم (جميلتي).

في قضية الزواج كانت لهم عادة ان تطلب عائلة الفتاة مهرا من عائلة الشاب و كانت العائلات المتحابة تخطب اولاد بعضها البعض و هم لم يزالوا اطفالا رضعا, و عندما يخطب الرجل فتاة كان يضع خاتمه الخاص في اصبعها اما الفتاة فكانت تقدم لخطيبها قميصا لونه احمر خيطته بيدها ليلبسها الشاب في ليلة الزفاف.

و في العرس كان هناك تقليد رمي السهام على خاتم العريس من قبل الاصدقاء, هذا وان العريس كان يحدد مكان ليلة الدخلة بواسطة رمي السهم.

و كان امراء وابطال التركمان يفضلون ان يقترنوا بفتيات فارسات و محاربات تركبن الحصان و تتقلدن السيف مثلهم, و هذه الرغبة لم تكن عنصرا اسطوريا, بل ان مثل هذه الفتيات و النساء الفارسات بين الاقوام و العشائر التركية كانت موجودة بكثرة في كل زمان, و تاكيدا على ذلك فان احد الاوروبيين الذي مر بالاناضول سائحا في القرن الخامس عشر كتب عن مدى استغرابه و تعجبه من شجاعة النساء التركمانيات و انهن يقاتلن مثل الرجال لذا لا يجب ان يستغرب من قيام الامير التركماني بيرق بمصارعة خطيبته بانو- جيجك, لان العلامة التركماني محمود الكاشغري ينقل لنا قولا ماثورا عن الاجداد يقال فيه(لا تصارع فتاتا, و لا تسابق خيلا). بيرق الذي لم يعرف هذا القول الماثور للاجداد او لم يراعي ذلك, كان قد تخلص من الهزيمة بصعوبة كبيرة امام خطيبته.

خلاصة القول, كانت للنساء مكانة مرموقة عند التركمان و يمكن فهم و ادراك مدى الاعتبار الذي كانت تتمتع به النساء في القوم التركماني في الوسط الاجتماعي و المكانة المرموقة و المشرفة لهن وسط المجتمع التركماني, اذا علمنا بان اوغوز- نامة (الرسائل الاوغوزية) التي كانت مصدرا لشجرة التراكمة لابو الغازي كانت مليئة باسماء نساء كثيرات من التركمان قمن باعباء و مسؤوليات اميرية.

اطفال امراء التركمان حديثي الولادة كانوا ينامون على اسرّة هزازة من الذهب و تقوم المربيات بالعناية بهم حتى يكبرون. ان وجود بنت في العائلة لم يكن عارا لها كما كانت عند العرب. حيث ان (باي بيجن بك), كان قد طلب من الامراء التركمان الكبار, الدعاء لكي يرزق بمولودة انثى.

ان تصرفات الاباء تجاه اولادهم كانت تتصف بالشفقة و المحبة , اما الاحترام للام فكان يعبر بكل مناسبة في السير و يقال بان" حق الام, هو حق الله".

ولقد كانت طريقة القاء التحية بايماء الراس الى الاسفل ووضع اليد اليمنى على الصدر الايسر, كانت هذه الطريقة الرئيسية عند اتراك الاناضول في التحية و قد استمر التعامل بها للفترات الاخيرة.


2- الجيش:


تستعمل كلمة ceri في اللغة التركية للدلالة على الجيش.

الجيش الاوغوزي (التركماني) الذي كان يتشكل بالكامل من الجنود الخيالة كان ينقسم بشكل رئيسي الى جناحين هما اليمين و اليسار, و بما ان التفوق السياسي في القوم الاوغوزي حسب ما يذكر في السير كان من نصيب جماعة اوج- اوق فان هؤلاء كانوا يحتلون مكانهم في الجناح الايمن الذي كان يغتبر مقاما رفيعا.

الاسلحة الرئيسية التي تستخدمها الاوغوز في الحروب كانت عبارة عن : السهم, السيف, الرمح. واما اسلحتهم الدفاعية فكانت الترس و درع الظهر.

لن يكون خطأ, وصف السهم بانه سلاح قومي للاتراك, و الحقيقة ان هناك اقوام قليلة جدا في التاريخ بامكانهم استخدام هذا السلاح بمهارة الاتراك .
و يذكر في السير بان السهم يتم تصنيعه من خشب شجرة الارز, اما السهام العثمانية فكانت تصنع من خشب شجرة الصنوبر. و كانت الاقواس تصنع من اوتار (اعصاب) العجول و يروى بان اقواس ابطال السير كانت تصنع من اوتار الذئب. كان الابطال التركمان يقومون برمي السهام الى الاهداف اما لزيادة مهاراتهم في الرماية او التسلية و قضاء اوقات الفراغ.


3- الفروسية:


من المعلوم انه كان للحصان في حياة الاتراك القدماء مكانة كبيرة. اذ ان اهمية الجمل عند العرب تقابلها بنفس الدرجة اهمية الحصان بالنسبة للاتراك. حيث كان يجتاز التركي السهول المترامية الاطراف بواسطته, يأكل من لحمه و يصنع من حليبه شرابه القومي (قمز) و يستفيد من جلده و شعره ايضا.

و قد كان الاوغوز التركمان الابطال يكررون القول بان " لا أمل لامرئ مترجل, الحصان يعمل و الانسان يتفاخر".

و قد كان المؤرخون المسلمون يعرفون الاتراك بانهم قوم يملكون احصنة لا حصر لها, و يصفون الهاقان التركي بانه سلطان يملك الكثير من الاحصنة.


4- الزي ( اللباس):


ليس بالمكان تكوين فكرة واضحة حول زي اللباس عند التركمان ولكن يجري الحديث عن ان رئيس البوز- اوق المدعو اوروز قوجه كان يرتدي عباءة فرو مصنوعة من فرو الماعز الذكر. لكن كلهم كانوا يرتدون في الشتاء البسة جلدية دون ارتداء الفراء المصنوع من جلد الماعز.

القلنسوة كانت تعتبر غطاء راس قومي للاتراك و حسب معلوماتنا فان لون القلنسوة في ما بين القرنين الثالث عشر و الرابع عشر كانت باللون الاحمر.

اما القلنسوة البيضاء فقد تم ارتداؤها في الاناضول في النصف الثاني من القرن الثالث عشر و لاول مرة من قبل محمد بك الذي هو من امراء الثغور في دنيزلي, و اصبح لبسها تقليدا متبعا فيما بعد.

اما عن العمامة فاننا على علم بان السلطان السلجوقي التركماني طغرل بك كان يضع على رأسه عمامة عندما جاء الى نيسابور في سنة 1038م, و لقد كانت العمامة التركية بالحجم الوسط و ثنيات جميلة تجلب الانتباه من حيث مظهرها الجميل, و لقد عرفت هذه العمامة في مصر على انها عمامة تركمانية.

اما الاحذية فكانت عبارة عن جزم طويلة العنق (أديك) و جزم قصيرة ( سكمان). الجزم القصيرة كانت تستخدم في محافظات مرعش, اضنة, عنتاب, و انطاكية حتى الى ما قبل 15- 20 سنة مضت.

عنق هذه الجزم كانت بطول 40 سم و هذه الجزم كانت بدون كعاب و بلون احمر او اصفر. و قد كانت النساء ايضا ترتدي هذه الجزم.

لقد كان طراز لباس الاتراك في القرن الخامس عشر و بضمنهم العثمانيين هو نفس طراز لباس اتراك- الجاغاتاي. اذ ان المؤرخ المصري ابن اياس يصف طراز لباس اتراك الاناضول بانها طراز تركماني .

وكان التركمان يطيلون شعورهم و بالمقابل يحلقون ذقونهم,هذا واننا على علم بان بعض الامراء و الحكام التركمان في القرنين الرابع عشر و الخامس عشر كانوا يضعون حلقا ذهبيا على اذانهم مثل الامير يكنك ابن قازلق- قوجه المتصف بلقب " صاحب الاذن بحلق ذهبي".


5- المزاج و السلوك:


اما عن امزجة وسجايا الاوغوز فليس من السهل اعطاء احكام كاملة و نهائية على انه يمكن القول بان الاوغوز الذين عاشوا طراز حياة معينة و تأثيرات الشروط الصعبة للبيئة المحيطة بهم جعلتهم يكونون اناسا ذات امزجة قاسية لحد ما, و كونهم محاربين فهي تعد من ابرز فضائلهم وهم اناس شرفاء مستقيمين و كرماء محبون للضيوف.

الخبر السار كان يتم تداوله بهذه المقولة " بشراك و قر عينا ".

و حين الانتصار على الاعداء في الحروب كانوا يقومون باعتاق العبيد و يكتب المؤرخون بان السلطان محمد الفاتح كان قد اعتق 40000 عبد و جارية بعد انتصاره في معركة اوتلوق- بلي.

كان التركمان يعبرون عن الذهول و الدهشة في معظم الاحوال بضرب يدهم باليد الاخرى. و التعبير الرئيسي لسلوك الحزن العميق عندهم هو البكاء... ففي حوادث الاسر و الموت تلف المعسكرات مأتم عميق, حيث يبكي الفرسان الشجعان بصوت مرتفع, و تنتف النساء شعورهن و تجرحن و جوههن باظافرهن و تخلعن احذيتهن من ارجلهن, انها واحدة من العادات و التقاليد التي لم تتغير بدءا من فترة الغوك- ترك و حتى السلالة العثمانية. فالبكاء كان يخفف العذاب الشديد الذي يشعرون به, البكاء في مثل هذه الحالات كان يعتبر ردة فعل طبيعية عند الاتراك , اذ ان العيب كان في عدم البكاء.

ان بكاء الرجال البواسل, اصحاب الطباع القاسية و لايام طويلة و خلع البستهم الحريرية و ارتداء لباس خارجي من اللباد بدلا عنها, بالاضافة الى بعض تقاليد المأتم الاخرى كانت تقابل من قبل طبقة المتعلمين في العالم الاسلامي بالحيرة و الاستغراب.

روح الجماعة كانت متأصلة في الاتراك طوال قرون من تاريخهم حيث كانوا يستقبلون الفرح و الحزن معا. انه لتعبير جميل لهذه الروح قول هاقان الغوك- ترك في القرن الثالث عشر: " لم أرتاح النهار و لم أنم الليل لأجل القوم التركي".


6- تعريف بالتوتماج:


توتماج هي اكلة تركية معروفة من قبل الجميع ( اي من الاقوام الغير تركية ايضا), جلبت هذه الاكلة من قبل التركمان و الاتراك الاخرين الى بلاد الشرق الادنى, و كانت قد عرفت من قبل الايرانيين و العرب ايضا. لدرجة انها نقلت الى كتب اللغات و بشكل رئيسي الى معاجم اللغة الفارسية و العربية.

روايات الكاشغري و ابو اسحاق عن تتماج يبين لنا بان طريقة تحضير و طبخ الاكلة بمواصفاتها العامة بقيت كما هي دون تغيير حتى وصلت الى ايامنا هذه و هي : العجين غلى شكل رقائق لكن يفتح سميكة قليلا ( حوالي 1,5 سم ), بعد و ضعها على الصاج و طبخها بشكل خفيف تقطع على شكل مثلث او معين و تسلق القطع الناتجة في ماء ساخن و تخلط مع العدس الاخضر المطبوخ و يضاف لها لبن مخلوط بالثوم, بعد الانتهاء من هذه الاعمال تصب عليها سمنة محمرة على النار و معها لحمة مفرومة ناعمة و يرش فوق السمنة هذه نعناع اخضر او يابس.

تتماج هذه و على مر التاريخ تذكر في كثير من المصادر على انها طعام قومي لكل الاتراك. اذ ان طغرل بك عندما قدمت له حلوى اللوز - لوزينا- في وليمة في خراسان قال معلقا : " انه تتماج لذيذ و لكن ينقصه الثوم" مع العلم ان هذه الاكلة كانت تزين موائد قصور سلاجقة تركيا و العثمانيين, و نعلم بانها تطبخ اليوم في معظم امكنة الاناضول.

لقد كان السلاطين و الامراء الاتراك يزينون الاماكن التي كانت تحت سيطرتهم بالجوامع و المدارس ( الكليات ) و المستشفيات و التكايا و الخانات على الطرق العامة الرئيسية, و الحمامات و الجسور, حيث لا يزال قسم كبير من هذه الاثار شاخصة بابصارها حتى يومنا هذا و شاهدة على الهمم الكبيرة و السعي الحثيث لاولئك العظماء الذين تركوا لنا هذه الماثر الخالدة. لكن السلاطين و الامراء الذين تركوا لنا هذه الماثر العظيمة , كانوا يسكنون ابنية متواضعة جدا لدرجة ان امكنة معظمها غير معروفة و اخريات زالت من الوجود و اصبحت اثرا بعد


المصدر : كتاب الأوغوز التركمان للبروفسور التركي فاروق سومر ( استاذ التاريخ في جامعة انقرة و احد اكبر المؤرخين في العالم التركي)



همسة للجميع: التركمان ليسوا الاتراك بل هم قوم يعيشون في شمال العراقعادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان Wink
منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
nasertoba
مرشح
nasertoba

ذكر
عدد الرسائل : 6343
عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان 111010
العمل : عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان Collec10
الحالة : عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان 110
نقاط : 17189
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان 222210

عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان   عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان I_icon_minitime10/5/2012, 09:49



تاريخهم في العراق...

تركمان العراق، من هم ؟؟؟



التركمان:- قبيلة من القبائل التركية التي وفدت من وسط أسيا، وتحديدا من منغوليا موطنهم الأصلي.



الفرق بين التركمان والأتراك:- هو كالفرق بين العدنان والقحطان أصل العرب.

أما ألاختلاف اللغوي بينهما هو:-


كاختلاف اللهجة العربية العراقية و اللهجة العربية السورية،
(مازالت اللهجة التركمانية تحتفظ بنسبة ٤٠٪ من المفردات العربية بخلاف اللهجة التركية التي أدخلت إليها، بعد تأسيس الجمهورية التركية، المفردات الإنكليزية والفرنسية بنسبة أكثر من ٣٠٪ بدلا من المفردات العربية، وما زال التركمان يعتمدون الحروف العربية في الكتابة):: .





تشير الوثائق التاريخية إلى أن الحضور التركماني الحقيقي في العراق، الذي دونه التاريخ، يعود إلى أوائل الفتح العربي الإسلامي.


أن معظم أفراد الجيش الإسلامي بقيادة (عبيد الله بن زياد) عام (٥٤هـ) الذي فتح تركستان،
كانوا من المحاربين العراقيين، الذين استقروا هناك وتزاوجوا مع التركستانيين.


ولم يكتف العراقيون بالاستقرار والتزاوج مع الترك أو التركمان بل انهم بعثوا بالمقاتلين التركمان ليستقروا بدورهم في العراق.

يقول الطبري في كتابه الشهير (تاريخ الأمم والملوك): (إن عبيد الله بن زياد)

قام في شهر ربيع الأول سنة ٥٤ هـ (٦٧٣ م) بهجماته عبر (جيحون)

على (بخاري) ثم على (بيكند) فقاومه الجيش التركي تحت إمرة الملكة

(قبج خاتون) مقاومة شديدة جدا،

(جلبت انتباهه وإعجابه لما لمسه فيهم من شجاعة فائقة وحسن استعمال الأسلحة، فاختار منهم ألفي مقاتل يحسنون الرماية بالنشاب فبعثهم إلى العراق وأسكنهم البصرة)


. يلاحظ أن هناك خلطا غير متعمد في كتب التاريخ، بين التركمان وبين الأتراك، :-
فعند وجوب الإشارة إلى التركمان يذكر المؤرخون الأتراك وبالعكس. فأن الذين أستقدمهم عبيد الله بن زياد كانوا من التركمان، الذين انصهروا مع العراقيين واستعربوا مثل الآلاف المؤلفة من المهاجرين من مختلف البلدان التي طالها الفتح العربي الإسلامي.


وخلال اقل من قرن، تنامى الوجود التركماني في العراق بحيث أصبحوا جزءا من الجيش الأموي المقيم.::

وقد بلغ الحضور التركماني والتركي ذروته في العصر العباسي عندما بدأ الضعف ينتشر بين القبائل العربية المهيمنة وفقدانها لروحها البدوية المحاربة بعد استقرارها في العراق وتمتعها بحياة الخصب والرفاهي

وقد وجد القادة العباسيون في الترك والتركمان البديل المطلوب لاحتفاظهم بروحهم الرعوية المحاربة ولشجاعتهم وبسالتهم في سوح القتال، وخصوصا في مواجهة خطر الجماعات الرعوية الأوربية القادمة باسم الحروب الصليبية..


أستقدم الخليفة العباسي المعتصم بالله، (٥٠) ألف محارب من (أخواله) التركمان واستخدمهم في الجيش وبنى لهم مدينة (سر من رأى (سامراء الحالية) في شمال عاصمة الخلافة بغداد). توسع وأمتد نفوذ التركمان والأتراك في الدولة العباسية، شملت جميع مرافق السلطة إلى أن وصل بهم الأمر، في القرن الأخير من حكم الدولة العباسية، إلى خلع وتنصيب الخلفاء أنفسهم.

واستمر الحضور التركماني مع بروز دور مؤسس الدولة العثمانية آل طغرل بن سليمان شاه التركماني، قائد أحد قبائل التركمانية النازحين من سهول آسيا الغربية إلى بلاد آسيا الصغرى.

رافق المحاربون التركمان جحافل التتار(من الأصول التركية) الذين اجتاحوا بغداد و دمروها واحتلوها عام ١٢٥٨ الميلادية،

واستوطنوا العراق منذ ذلك الحين.


أعتنق التركمان الوافدين مع التتار الدين الإسلامي الحنيف (القبائل التركمانية التي رافقت حملة التتار كانوا وثنيين) ومن ابرز شواخصهم الباقية حتى الآن، جامع وخان المرجان في وسط بغداد. ::

أسس التركمان دويلات عديدة في العراق

منها دولة أق قوينلو وقرة قوينلو والدولة الاتابكية في أربيل ،

ثم تعاقبت القبائل التركمانية من القــجار والسلجوقيين (الأتراك) على حكم العراق لغاية سقوط بغداد عام ١٤٥٤ ميلادية على يد العثمانيين التركمان،
وأستمر حكمهم (تناوبت الدولة الصفوية في إيران حكم العراق لفترات متقطعة، الصفويون من القبائل التركية سكنت بلاد الفارس. ذاق العراقيون الأمرين من الخلاف التركماني – التركي، وبسبب هذا الخلاف، بين القبلتين، أجبر إسماعيل الصفوي أهل بلاد فارس، إيران الحالية، باعتناق المذهب الشيعي)


لغاية الاحتلال الإنكليزي للعراق العام ١٩١٧ الميلادي. وفي عام ١٩٢٦ أبرمت اتفاقية بين الحكومتين التركية والبريطانية حول تبعية ولاية الموصل (وتشمل أربيل وكركوك والسليمانية)،

تشير أحدى فقرات هذه الاتفاقية إلى حرية اختيار العراقيين من الأصول التركمانية،


بين البقاء في العراق أو الهجرة إلى تركيا. وقد فضل التركمان البقاء في العراق :: ألا عدد قليل فضلوا الهجرة إلى تركيا والاستقرار فيها .


ما يعنينا من هذه المقدمة المختصرة هو استيطان أجداد التركمان الأوائل في العراق منذ ثلاثة عشرة قرنا ونيف.


شاركوا إخوانهم العراقيين السراء والضراء وقدموا التضحيات والشهداء في حروب العراق ومعاركه وثوراته،
وعانوا من ظلم ومآسي حكامه أسوة ببقية إخوانهم العراقيين

، ورفدوا وطنهم العزيز بشخصيات بارزة ساهموا في بنائه ودافعوا عن أمنه واستقراره وتثبيت استقلاله
وقد برز الكثير من أعلام الحضارة العباسية من أصول التركمانية، :-


مثل الفارابي والبخاري والخوارزمي والبيروني والسرخسي والعديد العديد غيرهم، من الذين للأسف احتسبهم المؤرخون القوميون ظلما على (الإيرانيين!!).


كما برز العديد العديد من الشخصيات العلمية والثقافية والأدبية والسياسية،
بعد تشكيل الحكومة الوطنية العراقية عام ١٩٢١،


نذكر منهم في هذه العجالة على سبيل المثال لا الحصر، حكمت سامي سليمان و الوزير عزت كركوكلي (وزير الأشغال في أول وزارة عراقية بعد تشكيل الحكومة العراقية عام ١٩٢١)،

ويقال أن (نوري السعيد نفسه كان تركمانيا )،

والعلامة مصطفى جواد والشاعر عبد الوهاب البياتي والشاعر حسين مردان والأديب الشاعر نصرت مردان والأديب إبراهيم الداقوقي


والشاعر ده ده هجري والأديب وحيد الدين بهاء الدين
والأديب الموسوعي عطا ترزي باشي،


ومن كبار ضباط الجيش غازي الداغستاني



واللواء مصطفى راغب من أبطال معركة فلسطين عام ١٩٤٨،

والقانوني البارز نور الدين الواعظ والعديد من الوزراء والسفراء ومئات من كبار الموظفين والقضاة والمهندسين والأطباء.... الخ.


مناطق تواجد التركمان في العراق.

يتمركز التواجد التركماني في العراق فيقضاء تلعفر شمال محافظة الموصل

وإلى جنوب شرقها باتجاه محافظة أربيل

ويتواجد التركمان أيضاً جنوبا في ناحية التون كوبري باتجاه محافظة كركوك،

ويسكن التركمان أيضاً في ناحية تازة خورماتو وقضاء طوزخورماتو مع اخوانهم الأكراد والكلدان والأشوريين ،

وكذلك جنوب شرق العراق إلى محافظة ديالى في قضاء مندلي والسعدية (قزلربات)

مع تواجد في قضاء خانقين ذي الغالبية الكردية



آسيا الوسطى (أرض التركمان):

اسيا الوسطى موطن التركمان قديما وحديثا سكن التركمان آراضي آسيا الوسطى منذ القديم، وفي منطقة واسعة مترامية الأطراف تسمى" تركستان" أي أرض الترك ، والتي توصف بأرض العشب وجبال الذهب. تتميز هذه المنطقة بأراضيها الخصبة ،وصحاريها المعشبة،التي لا تعتبر كغيرها من الصحارى لخصوبتها وإنتاجها النباتي المختلف ،وتعبر أفضل منطقة لتربية الحيوانات. كما أنها تتميز بأنهارها الكبيرة والمتشابكة والمعروفة بغزارتها وأطوالها المترامية، كأنهار سيحون وجيحون وايلي وتاريم وبمياهها الوفيرة التي حولت أراضيها الى جنات غناء ومروج خضراء تبهج الناظرين وتسر الزائرين بأزهارها الجميلة الفواحة وأشجارها الباسقة الظلال ،المثمرة منها والغير مثمرة. تكتنفها الهضاب والنجاد ،وسلاسل من الجبال المرتفعة، كسلسلة جبال تيانشان(طانري داغ)الذي يبلغ أعلى ارتفاع قممه 7315م تغطيها المروج معظم أيام السنة. تقع تركستان في أقصى مناطق آسيا الوسطى من حيث المناخ وفروق الحرارة والبرودة بين الفصول ولاسيما فصلي الصيف والشتاء،وتمتد هذه المناطق بين سيبيريا شمالا حتى بلاد الهند وايران والتبت جنوبا ومن بلاد الصين شرقا حتى بحر قزوين غربا.بعيدة عن المحيطات البحرية لا يوجد لها منفذ بحري سوى بحر قزوين المغلق. عرفت هذه المنطقة الواسعة والشاسعة والتي تبلغ ستة ملايين كيلو متر مربع بخصوبة أراضيها وتعدد زراعاتها ووفرة انتاج غلاتها ،فأول من اكتشف بها زراعة الحبوب وأول الشعوب الذين اقتادوا الخيول والأغنام وغيرها من الحيوانات تحت ادارة الانسان. وقد دلت وثائق الحفريات الأثرية فيها أنها كانت مهد الحضارات البشرية منذ تسعة آلاف سنة قبل الميلاد، ولعبت دورا هاما في المدنية والحضارة الإنسانية سبقت بهما سائر سكان العالم.كما بينت هذه الآثار وجود تربية الحيوانات فيها منذ ثمانية آلاف سنة قبل الميلاد والصناعات المعدنية ق.م. دامت تركستان تحت سيطرة شعوبها وفعالياتهم السياسية والاقتصادية بعد دخولهم الدين الاسلامي حتى أواخر القرن التاسع عشر ق.م ،حيث تم تقسيمها ةتفتيتها الى أجزاء صغيرة من قبل الاستعمار الروسي والصيني والبريطاني بعد تعاونهم على احتلالها في سبيل نهب ثرواتها واستعمار شعوبها فضم قسم منها الى الصين وسميت بـ( تركستان الشرقية) مساحتها مليون و501 013 كيلو كتر مربع، تعرف اليوم باسم مقاطعة سيكيانغ يقطنها ما يقارب من 80 مليون نسمة من قبائل الأويغور وبعض القبائل التركية الأخرى لا زالت تعاني ويلات هذا الاستعمار . والقسم الثاني ضم الى روسيا وسميا بـ ( تركستان الغربية) مساحتها 106000 , 4 كيلو متر مربع، قسمها الروس الى جمهوريات أساسية وفق أسس قبلية دخلت في مجموعة جمهوريات الاتحاد السوفياتي وهي اوزبكستان نسبة الى قبائل الأوزبك وجمهورية كازخستان نسبة الى قبائل القازاق وجمهورية قرغيزستان نسبة الى قبائل القرغيز وجمهورية آذربيجان نسبة الى قبائل الآذر وجمهورية تركمانستان نسبة الى القبائل التي كانت تقطن في مناطق هذ الجمهورية من قبائل التكه واليومود والسالور والساريك والغوقلن وغيرهم من القبائل العديدة الذين حاربوا القوات الروسية باسم التركمان حتى عام 1924 تاريخ تأسيس هذه الجمهورية .كما قسم الروس بعض أجزاء تركستان الغربية المتبقية الى جمهوريات ومناطق ثانوية ذات حكم ذاتي تتبع السلطة المركزية كجهوريات تتارستان وبشكيريا والكبردين والبلقار وغيرها والعديد من المناطق. الا أن الجمهوريات الست نالت استقلالها عام 1992 بعد انفراط عقد الاتحاد السوفيتي وأصبحت جمهريات ذات سيادة ماعدا الجمهوريات الثانوية والمناطق ذات الحكم الذاتي التي ما زالت تعاني تحت سيطرة الحكم الروسي. كما ضم أجزاء من أراضي تركستان وبالاتفاق مع بريطانيا الى أفغانستان بعد تأسيسها وقسم آخر الى ايران. هذا التقسيم والضم والاحتلال لم يتم الا بعد حروب طويلة وقاسية خاضها شعوب هذه المنطقة مع الجيوش الروسية والصينية سنين طويلة ومريرة بين كروفر الى أن قوى الشر والعدوان ، تغلبت على هذه الشعوب بعددها وعددها وتعاونها ، قدم خلالها التركستانيون آلاف الشهداء من أبنائها في سبيل تراب هذا الوطن. قسم العرب واليونان تركستان جغرافيا منذ القديم الى عدة أقاليم وقسمت هذه الأقاليم خوارزم ـ الصغد ماوراء النهرـ ، أشرسونه، فرغانه، الشاش .ومن أهم هذه الأقاليم : سمرقند،بخارى،عشقباد، آلما آتا،جارجوري،كاشغر،ختن، أق صو، كوجار،مبريا ،تورفان، آلتاي. وقد سماها المقدسي أقليم المشرق وأكثرها أجلة وعلماء ومعدن الخير ومستقر العلم وركن الاسلام المحكم وحصنه الأعظم ،ملكه أجل الملوك وجنده خير الجنود،فهم أولو بأس شديد،ورأس سديد، واسم كبير،ومال مديد،وخيل ورجل وفتح ونصر،ترى رساتيق جليلة وقرى نفيسة ،وأشجار ملتفة،وأنهار جارية ،ونعما ظاهرة،ونواحي واسعة ،ودينا مستقيما،وعدلا مقيما ،ونعما ظاهرة ،ونواحي واسعة،ودينا مستقيمافي دولة أبدا منصورة مؤيدة ،ومملكة جعلها الله عليهم مؤبدة ، فيه يبلغ الفقعاء درجات الملوك ،ويملك في غيره من كان فيه الملوك. هو سد الترك وترس الغز وهول الروم ومفخرة المسلمين ومعدن الراسخين ومنعش الحرمين وصاحب الجانبين ، وبين في كتابه ( أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم):فان هذا الأقليم عمره هيطل ابنا عالم بن سام ابن نوح ،وانها من أخصب بلاد الله وأكثرها خيراوفقها وعمارة ورغبة في الدين والعلم والاستقامة واشد باسا وأغلظ رقابا وأدوم جهادا وأسلم صدورا وأرغب في الجماعات مع يسار وعفة ومعروف وضيافة وتعظيم لمن يفهم.وعلى الجملة الاسلام طري والسلطان قوي والعدل ظاهر والفقيه ماهر والغني سالم والمحترف عالم والفقير غانم. هذه المنطقة كما سماها المقريزي بتركستان.كانت مهاد التركمان ومغرس دوحهم ومنبت روضتهم ومنشأ أصولهم وموطن ثالدهم. بدأت نشأتها الأولى على أرضها الجميلة المعطاءة وتحت أديمها الصافي ،راسخة بالعز والفخار،ظهر في تاريخ عزها ملوك وخواقين عظام وأبطال جبابرة استطاعوا أن يبسطوا في ظل عظمتهم على الشعوب والممالك القريبة والبعيدة وساسوا بلادهم بأحسن ما يجب أن يكون،وبسطوا سيطرتهم على بلاد الهند وبلاد فارس وأوربا حتى فيينا ردحا من الزمن .كما أنهم أسسوا لاعديد من الدول والامبراطوريات الاسلامية ما بعد دخولهم الدين الاسلامي وأصبحوا حماة لهذا الدين العظيم من أعدائه حتى سقوط الامبراطورية العثمانية .وساهموا مساهمة فعالة في الفتوحات الاسلامية وفي بناء الحضارة الانسانية وأصبح لهم دور عظيم في التاريخ الاسلامي تتحدث عنهم الكتب على مدى الأجيال. كما ظهر على أرضها المعطاءة العديد من علماء المسلمين الكبار كابن سينا والطبري والبخاري وغيرهم الذين خلدوا في عطآتهم العلمية والدينية وأصبحت مدوناتهم من المراجع التي يعتز بها الاسلام في كل بقاع العالم. هذه هي تركستان موطن التركمان في قديم الزمان.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عادات و تقاليد التركمان منذ قديم الزمان
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عمل مريلة مطبخ من قميص قديم
» التيفيناغ الامازيغي خط عربي قديم عتيق
» بالصور شرح عمل حقيبه للاب توب من قماش مخده قديم
» فيديو:شاب مصرى يحول لاب توب قديم الى جهاز ايباد بنفسه
»  أوباش هذا الزمان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: منتديات السياحة والسفر والتراث :: السياحة والتراث والخيل :: منتدى التراث-
انتقل الى: