كتابان جديدان صدرا في بيروت للشاعرة السعودية أضواء الصالح والشاعرة الإماراتية
لطيفة الحاج.
"طائر غريب يهيم فوق رؤوسهم" هو باكورة أضواء الصالح (مواليد
1983). ونفحة التمرّد في الديوان لا تخفى على قارئه حيث هموم الجسد تجد تقاطعاتها
مع هموم اللغة:
سنعاقب اللغة بتهمة الافتراء
باختراعها كلمة مستحيلة
كـ"السعادة"
وفي مكان آخر:
بعدك لم أفهم إلا وجهاً واحداً للذة
ولم أشأ أن أفسد طعمها وأنا أتذوَّق
جلودَ الرجال ولا أجد طعمك
المستحيل
ولا عجب أن تكثر مفردات "الخطيئة" في ثنايا ديوان ينضح بمعاني
الحرمان والشهوة والوحدة القاتلة والتمرّد على قهر النساء، عبر صور تتقن رسمها
الشاعرة وإمدادها بالحمولة الشعورية اللازمة:
بعدك صار للخطيئة طعمُ
وخَّاز
وصوتٌ قبيح كنعيق الغراب
بعدك الذنوب ضيِّقة
لم تعد جميلة... لم
تعد تلك الصبيَّة
المتباهية في ثياب أنيقة
وجدير بالذكر أن أضواء الصالح
من مواليد مدينة جدّة التي تخصُّها بقصيدة تقول فيها: "جدَّة المدينة التي أوشكت أن
تغرق/ من سخط الله/ ودموع النساء".
أحلام زرقاء
أما الشاعرة لطيفة الحاج
فهي من مواليد مدينة العين بالإمارات العربية المتحدة العام 1981. نالت المركز
الثالث في مسابقة التصوير الضوئي في المعرض الدولي للصيد والفروسية العام 2007.
وديوان "أحلام زرقاء" هو الأول لها. وفيه تخصص الشاعر مساحة كبيرة للرثاء (رثاء
شقيقها) بلغة عذبة، تنجح في إيصال صوتها عبر صور بسيطة وعميقة. من أجواء الديوان
نقرأ:
برجكَ الثور:
كل ما فيك ثائر
حتى غيابك!
أمطري يا
سماءَه
دعيني أرتوي
فالقلوب الجرداء لا يعيش فيها أحد.
على
صدرك
فقدتُ ذاكرتي
يوم سمعتُ قلبك
ينبض بأسماء ليس بينها اسمي.