يتسهار .. إرهاب إسرائيلي
عاطف دغلس-نابلس
يعتبر شارع يتسهار -نسبة لمستوطنة يتسهار المقامة على أراضي الفلسطينيين جنوب نابلس - أحد الأماكن التي يواجه فيها الفلسطينيون خطرا دائما بفعل تربّص المستوطنين بهم واعتداءاتهم المتكررة عليهم.
الحاجة الستينية ميسّر غانم من قرية صرة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية كادت أن تفقد حياتها وتدفعها ثمنا لهمجية المستوطنين المستمرة خاصة بمناطق التماس مع الفلسطينيين.
فقبل أيام تعرضت الحاجة ميسّر لاعتداء مدبر على أيدي مستوطنين نصبوا كمينا على جانب الشارع وأمطروها وزوجها بالحجارة أثناء مرورهما عليه.
وأكدت ميسّر للجزيرة نت أن الهيئة التي كانوا بها لا توحي بأنهم مستوطنون، بل أناس عاديون أو حتى رعاة أغنام، مضيفة القول "عندما اقتربنا منهم استداروا بسرعة البرق نحونا ورشقونا بالحجارة، ولاذوا بالفرار نحو مستوطنة يتسهار".
غياب الجيش
وأشارت الحاجة ميسّر غانم، التي لا تزال ترقد بمستشفى رفيديا بمدينة نابلس، إلى أن جنود الاحتلال لم يكن لهم أي وجود على الشارع، موضحة أن "المستوطنين كانوا مستعدين لشن هجومهم".
ويقول نجلها فارس إن والدته أصيبت بثلاثة كسور في رأسها إضافة لنزيف داخلي استمر لأكثر من ساعة إلى أن تم نقلها للمستشفى، واصفا حالتها بالحرجة للغاية، وقد مكثت 24 ساعة في غرفة العناية المكثفة.
ويؤكد حقوقيون ومسؤولون فلسطينيون أنه لا يحق للاحتلال منع المواطنين من استخدام طريق يتسهار الذي تلفه المستوطنات بحكم أنه طريق فلسطيني، ويطالبون الجيش الإسرائيلي بحماية الفلسطينيين في مثل هذه الطرق الساخنة وفي أماكن الاحتكاك مع المستوطنين.
ويقول الحقوقي في مركز حاخاميين لحقوق الإنسان زكريا السدة الذي يرصد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على الفلسطينيين بالضفة، إن تلك المواقع والبؤر وخاصة يتسهار أصبحت "مسرحا لجرائم المستوطنين واعتداءاتهم".
وبيّن أن على جيش الاحتلال حماية الفلسطينيين في مثل هذه الأماكن، وفقا للاتفاقيات الدولية المعهودة وحتى القانون الإسرائيلي، لكن إسرائيل تتبع سياسة خاطئة وتُغلق الطريق كله بحجة منع اعتداءات المستوطنين.
وإزاء هذه السياسة المتبعة، يطالب السدة جيش الاحتلال بالوجود على تلك الطرقات ونقاط المواجهة مع المستوطنين، وإغلاق مداخل المستوطنات بدلا من إغلاق الطريق كله، متهما الاحتلال بالتقصير في حماية الفلسطينيين.
ويُفسر الفلسطينيون عدم حماية جيش الاحتلال لهم من اعتداءات المستوطنين بمشاركة الجيش نفسه في الجريمة لا سيما وأنه لا يتوقف عن ملاحقة المواطنين الذين تقام المستوطنات على أراضيهم وقراهم.
فرض إرادة
وفي هذا الصدد يقول رئيس "الشاباك" يورام كوهين إن "مجموعات متطرفة من المستوطنين المتدينين كما هو الحال في يتسهار قررت استخدام الإرهاب لفرض إرادتها على الحكومة".
من جهته يرى مسؤول ملف الاستيطان بشمال الضفة غسان دغلس أن هدف الاحتلال والمستوطنين من ممارساتهم يتمثل في منع الفلسطينيين من استخدام تلك الطرق التي لا مجال أمامهم سواها.
ويضيف أن سلطات الاحتلال تستغل ممارسات المستوطنين لفرض قيود على الفلسطينيين مثل "التنسيق" المسبق، وهو ما حدث في شوارع عدة بالضفة، لافتا إلى أن شارع يتسهار يشهد ثلاثة اعتداءات أسبوعيا.
وأوضح دغلس أن الفلسطيني لا يملك إلا أن يدافع عن أرضه وطريقه في ظل انتشار أكثر من 180 مستوطنة و175 بؤرة استيطانية بالضفة.
وكان تقرير صادر عن مركز معلومات الجدار والاستيطان التابع لوزارة الدولة لشؤون الجدار والاستيطان، رصد أكثر من 122 اعتداء نفذتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي و"قطعان" المستوطنين خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي.