كتاب د. ياسين كتاني: "ستة روائيين حداثيين"
يشتمل كتاب الدكتور كتاني على ستة فصول، يتناول الفصل الأول "الكتابة تعادل
البقاء: التشكيل الفني في رواية إبراهيم نصر الله "أعراس آمنة، 2004"، للأديب
الفلسطيني- الأردني، يشير فيه د.كتاني إلى التشكيل الحداثي للرواية الذي يتمثّل في
تهشيم التتابع السردي بين السابق واللاحق، مما يستوجب من القارئ أن يقوم بتنظيم
الأحداث من جديد، كما يتمثل بالمفارقة التي يتمّ تفعيلها في النصّ كعنصر أساسي في
بناء النصّ وصياغة الدلالة.
أمّا الفصل الثاني الذي ورد تحت عنوان: انبهام
الحدود ولعبة الإيهام والتجاوز في رواية "ترابها زعفران، 1986" للروائي والناقد
المصري إدوار الخراط، فيتناول إشكالية تصنيف هذه النصوص السرديّة، ويتناول من زوايا
تحليلية مختلفة تقنيات السرد الروائي، وقد اكتسبت لدى الخراط في هذه الرواية فرادة
ورؤيا حداثية جديدة ومميّزة. يتناول الدكتور كتاني في الفصل الثالث موضوع: "التاريخ
والفضاء التخييلي في رواية "نداء ما كان بعيدا، 2006" للروائي الليبي إبراهيم
الكوني، وهي رواية استقى الكاتب فيها مادته من فترة حكم أحمد الأكبر القرامنلي في
القرن الثامن عشر. وإذا كان لجوء الكوني إلى التاريخ في هذه الرواية استجابة لحسّ
وكبرياء وطني، فإنّ الدكتور كتاني يرى فيه محفّزًا لارتياد عوالم تخييليّة أو
افتراضيّة تصدر عن مخيّلة الفنان فتحوّل التاريخي إلى تراث وجداني.
يتناول
الدكتور كتاني في الفصل الرابع، استجابة الشكل للمضمون في القصص القصيرة للأديب
السوري زكريا تامر، ويبرز الأجواء والمضامين في مجموعاته القصصية القصيرة،
والاستجابة المتبادلة بين الشكل والمضمون فيها، حيث أملت المضامين توظيف التقنيات
التي تنسجم مع تجربة الكاتب ومشاعر السأم والغثيان التي يورثها الواقع الاجتماعي
والسياسي.
الفصل الخامس من الكتاب يعالج تجليات الحداثة في رواية للكاتبة
الفلسطينيّة الأردنيّة ليلى الطرش بعنوان: "الرواسي تصير هباءً: المفارقة والتضادّ
في صميم "مرافئ الوهم 2005" ، وهي رواية تعالج، كما يشير الباحث كتاني، مناحي
ثقافية ذكورية في المجتمع العربي وكل المرافئ التي اعتبرت آمنة ليست كذلك في
الحقيقة. الفصل الختامي لكتاب الدكتور كتاني هو الفصل السادس، ويتناول لغة القصة
عند سحر خليفة بعنوان: "الترانسيندنتالي يتسلق على أكتاف الواقع: تعدد اللغات
وتناوبها في رواية سحر خليفة" ويبحث الفصل في تعدد اللغات على مستوياتها المختلفة
لدى هذه الروائية الفلسطينية، فمن اللغة المعيارية إلى اللغة المراوحة للعاميّة ومن
ثمّ ترتقي اللغة لتغدو شاعرية، منسجمة في تبدّلها مع إملاءات الواقع أو سموها عنه
هروبًا من سطوته.
لا نغفل أن نشير في نهاية مراجعتنا للكتاب أننا أمام دراسة
جديدة مميّزة، جادة وحاذقة في حقل أدبي مهمّ في أدبنا العربي الحديث لستة روائيين
حداثيين، بل رائدة في مجال الدراسات الأسلوبية الحديثة للرواية العربية.
د.
ياسين كتاني ستة