في كل العالم المُمتد توجد على أسطحه درجات الذكاء , فلا غباء صفة مُلازمة لناس ولا ذكاء خارق أيضاً ملازم لناس فقط دون ناس , العقل واحد ودرجات الذكاء إلى أدناها موجودةً في البلد الواحد , الذكي والغبي والمعتوه , فلا العقل الغربي جُله ذكي ولا العقل العربي جُله غبي أو أقل ذكاء وقدرة , الفرق بين العقليين التشغيل والتعطيل ومن ورائها , ومن أجاد استغلالها وتحفيزها واستثمارها في بلده ولخدمة وطنه ,
يؤسف أن نجد من أبنائنا من يشيد بعقلية الغربي في كل محور وفي كل مقام منكساً بذلك العربي صاحب العقل المُعطل الذي يتوكأ على إنجازات الغير , المحشو بأمور عتيقة والمتفرج الدائم , وبدلاً من إن يبحث عن العباقرة بيننا ليكتبهم في كل محفل , يتفنن الجلد اللاذع وكأنه لا ينتسب لعقلنا ذو الهوية العربية وإن كان العقل واحد لا فرق بين مخ عربي وغربي ..
يؤسف أن نجد عباقرتنا ذو الكفاءة العالية والمبدعين في شتى العلوم , طب وهندسة وباحثين بحوث علمية واختراعات في جامعات تقدر أمثالهم وترنو على الدوام إلى نسبهم لجامعاتها التي يأتيها من كل فوج طلاب دراسات , ينثرون ما لديهم على أراضى ليست بالأولّى من أرضهم , لكن في جامعات تطمح لموازنة السحاب , وبيئات تتطلع لرؤية بعيدة تعود بالنفع الجم , ليس لدولة فقط بل لأبنائها وتقنيتها وقبلها التطور السريع في العلم من خلال البحوث المتواصلة التي لا تملّ ,
لماذا لا نرى أبنائنا المُبدعين ونوفر لهم ما يجعلهم يملأن مساحات من التطور , ولماذا العين البصيرة شبة مفقودة من مؤسساتنا ورجالنا أصحاب القرار , ولماذا لا نزال لهذه الدرجة من الهشاشة ونحن من بين أيدينا من يفوق الكثير هناك , لكن لا نراهم ولا نعطيهم فيأتي الطامح الغربي للبلوغ لأقاصي التطور بمصاحبتهم ومن ثم ندد الجبين ليس لدينا ! , العقل الغربي في منتهى الذكاء , العربي عقل بسيط !
العالمة السعودية حياة سندي صاحبة الإنجازات العظيمة والبروفيسورة غادة المطيري الحاصلة على جائزة الإبداع العلمي من أكبر منظمة ترعى البحث العلمي في الولايات المتحدة , والباحث في الخلايا الجذعية د.صفوق الشمري في جامعة أوساكا باليابان , إلى الآخر ..
هؤلاء بعض من أبنائنا هُناك ونماذج مُشرفة , وغيرهم الكثير من لا أستحضرهم - من خبرتنا بهم صحفنا المحلية ولا أظن أخذوا أكثر من ذلك - , زادت الجامعات الغربية فخراً بهم ونجاحاً وفازت بجهودهم ونبوغهم , هي أمنيتهم كذلك ومبتغى كل من يحمل في عقله ويديه كميات هائلة من الأفكار العلمية التي يتمنى تحقيقها على أرض الواقع ويرى نتاج دراساته التي تغلغلت فيّه ..
المشكلة ليست في عقلية وإنما في مؤسسات عششت للركون , ضئيلة الإمكانيات كثيرة التعقيدات بعيدة عن التجديد والتغيير للأفضل والاستفادة من التجارب والخبرات في كافتها , وفقدان الموجود في بلدان تلاحمت بها أكفف تريد بحق صناعة المُجد دوما ً, فلا مراكز بحثية ومعلوماتية معروفة لنا , عملاقة تحتضن الباحثين , وأخشى إن أقول كالجامعات العالمية بقوتها فأجحف .
العالم المصري أحمد زويل , , نار على علم , ويصّر بعضنا على إن العربي أقل !, أول عالم عربي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء 1999م , ومخترع فيمتو الثانية , وحسب ويكيبيديا " لقد ورد أسمه ضمن 29 شخصية حققت النهضة الأميريكية بالترتيب الثامن عشر في قائمة الشرف .
فأول رافع للعصا محبط للهمم , مُوزع للخذلان هو ذلك الجلاد , لعرب لديهم عقول , فبدل من أن يشعل الإيجابية , تتكاثر في حبر قلمه ومنطق قوله فطريات السلبية , وهو ليس واحداً ..
لقد سُئل الكاتب نجيب الزامل عن الدور الاجتماعي للكاتب , فرد قائلاً "أن يجعل مجتمعه يعمل , لا أن يقرأ فقط ، أو يسلمه للإحباط والغضب , عليه أن يعلمه كيف يبقى ويتطور وينافس ".
آلاف مؤلفة من علماء مصر مُهاجرين لخارج البلد , علماء نووي وكيمياء وأطباء , ومنهم من ترأس جامعات عالمية , لِمَ ؟ , وعلى النطاق المحلي , طلاب سعوديون ما إن تظهر عليهم ملامح النبوغ إلا وتعرض عليهم بعض الجنسيات , أليس بالأحق إن نُشِّهر استفهامنا , مهندسون وباحثون تستقطبهم الدول الرائدة بالعلم , والكثير الكثير من هم هناك ومن هم بيننا بما لديهم سيحققون التنمية ونلحق بالعالم الأول علمياً وتقنياً .
ونبقى نسأل بامتعاض سؤالنا الدائم في كل تقدم ظهر يُشيد به دون إن نقدم خطوات تُذكر , وماذا عن العالم العربي ؟ .
لنعمل ونتقدم حتى نجيب دون خجل وبثقة عالية وعلم بيّن يثبت نبوغ العقل العربي وتفوقه .
للامانه الادبيه
سلمى الغانمي