القاهرة- استشهدت، مساء أمس الأول، رانيا فؤاد، الطبيبة بالمستشفى الميدانى بميدان التحرير، نتيجة اختناقها بالغاز المسيل للدموع الذى أطلقته قوات الأمن المركزى ضد المتظاهرين فى الاشتباكات التى استمرت حتى ظهر أمس، الأربعاء.
قال شهود عيان إن الطبيبة كانت موجودة داخل المستشفى الميدانى الذى أقامه المتظاهرون فى جامع عباد الرحمن بشارع محمد محمود، وأكدوا أن قوات الأمن المركزى تقدمت فى الشارع حتى تراجع المتظاهرون، ثم أطلقت القوات قنابل الغاز مباشرة على المستشفى لتصاب ?رانيا? بحالة إغماء، وتدخل فى غيبوبة.
وأضاف شهود العيان أن أصدقاء الطبيبة حاولوا إخراجها من المستشفى الميدانى لإسعافها، ومنع تفاقم حالتها، لكن قوات الأمن منعتهم، لتلفظ ?رانيا? أنفاسها الأخيرة، قبل أن ينجح المتظاهرون فى إجبار القوات على التراجع للخلف.
قال أحمد فاروق، الطبيب بالمستشفى الميدانى، إن "رانيا" طبيبة حديثة التخرج، وكانت موجودة فى المستشفيات الميدانية فى يناير الماضى، وكانت من أوائل المتواجدين فى المستشفى الميدانى الذى أقيم السبت الماضى، فى ميدان التحرير، وأكد أن قوات الأمن المركزى التى تسببت فى استشهاد "رانيا"ألقت القبض على عدد كبير من الأطباء لدى اقتحام المستشفى، وتعرضوا للسحل والضرب.
وقالت داليا محمد، طبيبة، إن "رانيا" خرجت قبل لحظات من استشهادها لشراء مستلزمات طبية إضافية للمستشفى الميدانى، لكن كثافة الغاز الذى استنشقته، واقتحام الأمن المركزى للمسجد، تسببا فى وفاتها. وسيتقدم مجموعة أطباء مستشفى التحرير الميدانى ببلاغ إلى النائب العام، صباح اليوم، للتحقيق فى الواقعة، وإثبات جرائم قوات الأمن المركزى بحق المتظاهرين ـ حسب قولها.
يذكر أن الأطباء قاموا فى ظل ارتفاع عدد القتلى والجرحى، بإقامة 4 مستشفيات ميدانية، إحداها أمام شارع محمد محمود، والثانية فى منتصف الشارع نفسه، والثالثة فى مسجد عمر مكرم، والرابعة فى كنيسة قصر الدوبارة، ومعظم الأطباء من لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء، بجانب مجموعة أطباء التحرير التى شكلت بعد ثورة 25 يناير.