الدكتور حريص رمز الدولار
يميل ممدوح علي ابنه آمرا له بالسكوت .... هشششششش . باين علينا اتأخرنا . أوعي تفتح بقك علشان
نلحق نسمع كلمتين . ثم يجلس في آخر الصفوف علي أول كرسي يقابله ويجلس ابنه علي حجره وينصت باهتمام بالغ للخطبة والتي فاته منها الكثيرالدكتور حريص . ثم إن البلد عليها دين داخلي أكثر من 700 مليار وفوائدها السنوية 130 مليار ..والدين الخارجي ييجي أربعين مليار وفوائدها السنوية مليارات متلتلة علي دماغنا ودماغ اللي خلفونا . دا غير الاتنين ونص بتاع الاتحاد الأوروبي والتلاتة بتوع قطر والاتنين بتوع السعودية ومعرفش كام من تركيا وإيران بتعرض علينا قروض هي كمان وهلما جراممدوح يكلم نفسه . وبوركينا فاسو
مخدناش منها حاجة بالمرةيكمل الدكتور حريص .. دا غير إن هناك دول أسقطت من علينا ديون مستحقة مقدارها 25 مليار دولار دون أن يسكون بيننا وبينهم نسب ولا صلة قرابة والأقربون أولي بالمعروف .. وأنتم أولي بهذا الثواب من أي دولة أسقطت ديونها .. لذلك أدعو من علي منبري هذا بل أناشد كل
فتاة وامرأة أن تتبرع بمصاغها وتضعه في منديل الحكومة حتي ...... يقاطعه رجل تبدو علي هيئته رثاثة شديدة
قائلا ... يا سعادة الضكتور . ما الحكومة برضك تلمها شوية . وبلاش العربيات دي كلها
. إيشي اللي رايحة تجيب عيش للباشا . واللي رايحة تجيب خضار للباشا . واللي بتوصل البيه الصغير للنادي . واللي رايحة تودي الهانم
لحلاق النسوان . دا غير تلات اربع عربيات لزوم .........
طررررررراااااااااااااااااااخ
ولا يقطع هذا النقد سوي صوت انفجار كبير سببه صفعة علي قفا هذا الرجل فيرتمي الرجل علي وجههة من فرط قوة هذه الصفعة فيرفع الرجل رأسه وهو ملقي علي الأرض بذلة وانكسار ويتجه بحديثه للدكتور حريص قائلا يا سعادة الباشا الضكطور .. مصاغ ايه ومنديل حكومة ايه .. دا كل اللي حيلتي مراتي وسبع عيال .. خدوها هي والعيال ينوبكم ثواب . أهم برضك ينفعوكم ويفكوا أزمةالدكتور حريص بكبر وتعالي .. مراتك إيه وعيالك إيه يا جربان انتالرجل الرث بنفس الذعر البادي عليه وهو يقوم من علي الأرض . بلاش يا بيه الولية وعيالها . دول حتي مقملين . . أنا سامع إن الغلابة اللي زينا المشتشفيات بتاخدهم تفككهم وتبيعهم حتة حته . خدوني ياباشا فكوني وبيعوني وسددوا الهم المتلتل اللي قلت عليه من شويةممدوح يقول في نفسه ... يا نهار مش دا الراجل المجنون دا ها يفتح علي البلد فاتحة لا ليها أول ولا ليها آخر يكمل الرجل كلامه يابيه اسمع كلامي ولو فضل مني حاجة ابقي اعملوا بيها عمره للبهوات اللي زيك . وما يغركش صفار الوش اللي أنا فيه ده . " ويشير علي جسده " الجتة اللي قدامك دي غسيل ومكوة علي كيفك ... ثم يكمل كلامه بسخرية ممزوجة
بالألم .. بس الجتة دي تشم ريحة الشوربة وتلاقوها علي الزيرو الدكتور حريص .. أنت فعلا مواطن صالح . ثم يصدر أوامره للبعض . خدوه وبصموه علي الإقرارات اللازمة وودوه لتامر ابني في المستشفي بتاعتهيقوم بعض الفتوات بحمل الرجل من علي الأرض وحمله " مرابعة " والرجل يصيح صارخا .. جري ايه يا باشا مشتشفي ايه وتامر مين .. دا أنا كنت بتمألت عليك .. ثم يصرخ بفزع . نزلني . يا جدع انت وهو . هي البلد مفيهاش أنون . .. يا بيه بلاش انا . دا أنا مدود .. يا باشا دي كل دودة ودودة في جتتي طولها تلاتين متر . أنت اتعبطت في عقلك ولا ايه يا ضكطور . نزلني . يا جدع انت وهو الدكتور حريص . وبعدين معاك . متخلنيش أغير فكرتي عنك . وبعدين انت اللي طلبت والناس دي كلها شاهدة عليك
. ثم يتوجه لواحد ممن يحملون الرجل .. يا نادي . قول للدكتور تامر بابا بيقول لك شفيه كويس عشان فيه ناس كتير مكلماه علي أعضاء . وأعي ترمي منه حاجةممدوح وقد شارف علي الإغماء من هول ما يري ثم بدأ لا شعوريا في تحسس جسده وجسد ابنه ثم تحسس قفاه وقد انكمش قفاه داخل ياقة ملابسة حتي أصبح بلا رقبةضياء ابنه .. بابا أنت مدخل رقبتك زي السلحفاة كده ليهولا يستفيق ممدوح من ذهوله إلا عندما يجد ابنه ضياء يقفز من حجره فيمسكه ممدوح في اللحظات الأخيرة من تلابيبه قائلا . ..أنت رايح فين يا بني ضياء ببراءة . رايح ألعب مع الراجل اللي شايلينه ده . وأخليهم يشيلوني زيه ممدوح بهلع . يا نهار اسود ومنيل . يا واد انت طالع انتحاري لمين . دا أبوك أجبن من الفارضياء شبه باكي . لا أنا ما ليش دعوة أنا عايز اتشال زي الراجل ده .هما مش المفروض يشيلوا ويمرجحوا الصغيرين مش الكبار ممدوح لا يجد بد من أن يسحب ولده في محاولة للخروج الآمن ويعلل بأنه أدخل قفاه من البرد
ضياء . بس ماما قالت إننا لسه في الصيف
ممدوح . ومامتي أنا قالت لي إن برد الصيف ولا حد السيف .. ثم يتحسس قفاه ويقول . والسيوف هنا يابني طرشه وما تعرفشي الرحمة ..دول بيشفوا البني آدمين
يصل ممدوح لباب السرادق وهو خارج منه يعترضه بلطجي ويسأله بغلظة ..
أنت سايب الباشا بيتكلم ورايح فين يا أخ
ممدوح بأدب جم وهو يشير علي ابنه . أصل الولد عايز تواليت وبصراحة الولد واكل كرنب النهاردة ههههه وخايف ريحته تأذي الباشا حبيبنا سعادة الكتور
يقتنع البلطجي ويسمح لهما بالخروج ولكنه يهدد . إياك تتأخر
ممدوح وهو خارج يقول لا . لا مش هتأخر . ثم ما إن يغيب عن أنظاره حتي يتنفس الصعداء وكأنه ولد من جديد ثم يردد الشهادة "أشهد أن لا إليه إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله
ويقطع ضياء الصمت .. بابا . الراجل الشرير ضرب الراجل المسكين علي قفاه ليه
ممدوح . لا يا حبيبي . دا ماكنش
بيضربه . دا شاف ناموسة علي قفاه خاف عليه لتقرصه راح ضربها عشان تموت
ضياء يهش علي قفاه بحركة عصبية
ممدوح يلاحظ هذا فيسأله . مالك بتعمل كده ليه
ضياء .لاحسن ناموسة تقف علي قفايا وحد يشوفها
يضحك ممدوح من منطق وخوف ابنه ثم يقول له . ..معلش يا ضياء أنا تعبتك معايا النهاردة .بس نروح لواحد كمان وبعديها نروح علي البيت طوالي .
ثم يسيران باتجاه شارع مجاور فيه سرادق آخر
ماذا رأي وشاهد ممدوح في السرادق الثاني ... ؟ وهل وجد ضالته المنشودة في مرشح يعطيه
صوته وماذا آلت إليه الأمور هذا
ما سنتابعه إن شاء الله في الحلقة القادة بحول الله وقوته