العمارة الإسلامية في مصر عبر العصور " ج 2 "-
العمارة الإسلامية في مصر في العصر المماليك1-
جامع الظاهر بيبرس ( 1266 م – 1269 م)يقع هذا الجامع بميدان الظاهر بالقاهرة و يشبه في تخطيطه إلي حد كبير مسجد أحمد بن طولون،يعتبر هذا الجامع من أكبر جوامع القاهرة حيث تبلغ مساحته 103 فى 106 مترات ولم يبق منه سوى حوائطه الخارجية وبعض عقود رواق القبلة، و يتكون الجامع من صحن محاط بأروقة من جهاته الأربعة و رواق القبلة يتكون من ست بلاطات بينما يتكون الجانبين من ثلاثة و الشمالي الغربي من إثنين فقط.
يمتاز المسجد بوجود ثلاثة مداخل محورية بارزة عن الواجهات الثلاثة عدا الواجهة الجنوبية الشرقية و المدخل الرئيسي مغطي بقبة بينما الجانبين بقبوين متقاطعين, ويقع أكبر هذه المداخل وأهمها فى منتصف الوجهة الغربية قبالة المحراب. وقد حلى هذا المدخل كما حلى المدخلان الآخران الواقعان بالوجهتين البحرية والقبلية بمختلف الزخارف والحليات فمن صفف معقودة بمخوصات إلى أخرى تنتهى بمقرنصات ذات محاريب مخوصة إلى غير ذلك من الوحدات الزخرفية الجميلة اقتبس أغلبها من زخارف وجهات الجامع الأقمر وجامع الصالح طلائع ومدخل المدرسة الصالحية, وكانت المنارة تقع فى منتصف الوجهة الغربية أعلى المدخل الغربى .
2-
مسجد و ضريح قلاوون بالنحاسين ( 1284 م – 1288 م)تقع مجموعة السلطان المنصور قلاوون بشارع المعز لدين الله و قد أقيمت علي رقعة من أرض القصر الفاطمي الصغير الغربي.
أهم ما يسترعي النظر في هذه المجموعة المعمارية القبة التي تعلو الضريح و يظهر التأثير السوري في تخطيط قاعدتها فهي مقامة علي قاعدة مثمنة مكونة من أربع دعائم مربعة و أربعة أعمدة مستديرة، و الأعمدة ضخمة من الجرانيت و ذات تيجان مذهبة، أما الدعائم فبهاأربعة أعمدة رخامية في أركان كل منها و قد كسيت من الخارج بالرخام الدقيق المطعم بالصدف.
كما يمتاز البناء من الداخل بتكسية الحوائط بأشرطة مستطيلة تجري رأسية و هي من الرخام الملون و ذلك في الجزء السفلي من الحائط.و أمام باب القبة باب المدسة المنصورية و يعتبر محراب المدرسة أقل فخامة من محراب القبة الذي يعد من أكبر و أفخم المحاريب في مصر الإسلامية، أما الأأجزاء الباقية من البيمارستان فتنحصر في بقايا إيوانين كبيرين ،و كلها فاطمية الطراز و قد ظل البيمارستان يؤدي وظيفته إلي سنة 1856 م.
3-
مسجد و ضريح الناصر محمد بن قلاوون ( 703 هـ - 1304 م)يمتاز بمدخله القوطي الطراز المبني بالرخام و الذي نقل من كنيسة سان جورج بعكا علي يد الأشرف خليل بعد أن فتحها، يعلو الباب منارة محلاه بزخارف جصية بدية و دقيقة.
و قد شيد هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد فهو يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات لم يبق منها الآن غير إيوان القبلة والإيوان المقابل له ، أما الإيوانان الآخران فقد حل محلهما بعض أبنية مستحدثة. ولم يتخلف بإيوان القبلة سوى المحراب بعموديه الرخاميين الجميليين وطاقيته المحلاة بزخارف جصية بارزة ومفرغة تعتبر بما يعلوها من زخارف جصية أخرى وما يقابلها بصدر الإيوان الغربى مثلا جميلا لما وصلت إليه هذه الصناعة من رقى وازدهار فى هذه الحقبة من الزمن. وعلى يمين الداخل من المجاز الموصل للصحن باب يؤدى إلى القبة التى لم يبق منها سوى رقبتها ومقرنصات أركانها.
أما الوجهة فهى مبنية بالحجر وما زالت تحتفظ بالكثير من معالمها القديمة تحليها صفف قليلة الغور فتح بأسفلها ثلاثة شبابيك معتبة تعلوها عقود عاتقة زينت بزخارف محفورة فى الحجر وتنتهى هذه الصفف من أعلى بمقرنصات جميلة
4-
مسجد سلار و سنجر الجاولي (1303 – 1304 م)يقع هذا الأثر غلي ربوة عالية بشارع مراسينة الموصل من ميدان السيدة زينب إلي القلعة.
و هو عبارة عن خانقاه مبينة علي الصخر مباشرة و مدخلها الرئيسي علي إرتفاع ثلاثة أمتار و نصف من مستوي الشارع، و الواجهة فريدة من نوعها فهي تشتمل علي قبتين و تجاورهما مئذنة ثم المدخل العمومي و تنتهي من أعلاها بشرافات مسننة علي قبتين مبنيتان بالطوب،
و المئذنة مبنية من الحجر و قاعدتها مربعة يعلوها منطقة مثمنة ثم يليها منطقة أخري مستديرة القطاع بها فتحات و بقمة المئذنة طاقية مضلعة, و يتكون من صحن مسقوف وإيوان القبلة ويؤدى الباب الثانى إلى طرقة معقودة بقبوات مصلبة على يمينها قبتان الأولى أكبر من الثانية .
5- خانقاه بيبرس الجاشنكير (1306 م – 1309 م)
تقع هذه الخانقاه حالياً بشارع الجمالية. و قد بدأ في إنشائها بيبرس الجاشنكير .
و الداخل لهذه الخانقاه يجتاز باب المدخل إلي (دار كاه) مربعة علي سارها باب القبة و هي من القباب الكبيرة و قد فرشت أرضيتها بالرخام الأسود و الأبيض، و يتوسط القبة من أسفل قبر المنشئ و جدرانها مؤززة بالرخام و كتبت بالخط الكوفي المربع "محمد" مكررة و المحراب مكسو بالرخام الدقيق.
و تخطيط هذا الأثر من النوع المتقاطع المتعامد و يتكون من صحن مربع حوله أربعة إيوانات و اللمدخل يعلوه عقد مستدير الشكل.
و الواجهة من الحجر تقسمها تجويفات مستطيلة رأسية و تنتهي من أعلاها بصفوف من المقرنصات، كما أن الواجهة تنتهي من أعلاها بصف أفقي من الشرافات المسننة.
6-
قبة حسن صدقة 715 هجرية = 1315متقع هذه القبة بشارع السيوفية وكانت ضمن المدرسة السعدية التى أنشأها الأمير شمس الدين سنقر السعدى أحد أمراء الناصر محمد بن قلاون سنة 715 هجرية = 1315م وقد سميت بقبة حسن صدقة بالنسبة إلى الشيخ حسن صدقة المدفون بها. ولم يبقى من هذه المدرسة سوى المدخل والقبة والمنارة ، فالمدخل يقع فى طرف وجهة القبة يغطيه مقرنص من ثلاث حيطات فوقه طاقية العقد وأسفله شباك على كل من جانبيه ثلاثة أعمدة رخامية صغيرة وتغطيه مقرنصات جميلة. وأسفل الشباك إطار زخرفى يحيط بعتب الباب الملبس بالرخام الأحمر والأبيض ، هذا ويعلو المدخل زخارف جصية مفرغة غاية فى الدقة والجمال شأنها شأن الزخارف الجصية التى تحلى رقبة القبة وقاعدتها وهى أهم ما امتاز به هذا الأثر. ووجهة القبة من أسفل بها صفتان تنتهيان بمقرنصات بكل منهما شباك يعلوه عتب يزدان بزخارف هندسية ذات أطباق نجمية يعلوه عقد مزرر .
وبكل وجهة من وجهات منطقة الانتقال من المربع إلى الدائرة صفة معقودة بزخارف جميلة وعلى جانبيها عمودان حليا بزخارف دقيقة وبها ثلاثة شبابيك اثنان منها بعقد مثلث يعلوهما شباك مسدس كانت جميعا مملوءة بزخارف جصية مفرغة وإلى جانبى الصفة طبقان زخرفيان مستديران ، هذا ويحيط بدائر القبة أعلى هذه المنطقة نطاق زخرفى جميل يشمل على طراز مكتوب به بالخط المملوكى المزهو آيات قرآنية أسفله شبابيك جصية مفرغة يحيط بها زخارف جصية. وتقوم المنارة على يسار المدخل وقد أنشئت على طراز المآذن التى شيدت فى هذه الحقبة من الزمن , أواخر القرن السابع وأوائل الثامن, أواخر القرن الثالث عشر وأوائل الرابع عشر , وهى تتكون من بدن مربع تحلى وجهاته صفف معقودة وينتهى بدورة المؤذن التى يعلوها مثمن به ثمانى فتحات ذات عقود مورقة داخل صفف تغطيها عقود مخوصة ويعلو المثمن طبقتان من المقرنص المتعدد الحطات يعلوهما قبة مضلعة, والقبة من الداخل محمولة فى الأركان على مقرنصات مكونة من ثلاث حطات بمنتصف الحطةالأولى من كل منها شباك ذو عقد مثلث مثل الشبابيك المجاورة له والسابق الإشارة إليها, وأسفل هذه المقرنصات طراز مكتوب يحيط بالمربع. ويقع المحراب فى منتصف الحائط الشرقى للقبة ويحيط به طراز مكتوب به أدعية وبنهايته تاريخ القبة مكتوبا بالأرقام 721 هجرية وبالقبة تابوت مكتوب به اسم منشئ المدرسة وتاريخ الإنشاء 715 هجرية كما تضم القبة رفات الشيخ حسن صد .
7-
جامع الأمير ألماس 730 هجرية = 1330م.يقع هذا الجامع بشارع السيوفية ، أنشأه فى سنة 730 هجرية = 1330م الأمير سيف الدين ألماس أحد مماليك الناصر محمد بن قلاون الذى ظل فى خدمته إلى أن صار من أكبر أمرائه. وتخطيط الجامع عبارة عن صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة عقودها جميعا محمولة على أعمدة رخامية أحيطت العقود المشرفة منها على الصحن بزخارف جصية ، ويتوسط جدار القبلة محراب مكسو بالرخام الملون ، وتشغل القبة الركن الغربى البحرى من الجامع ، وأهم ما فيها محرابها الصغير بعموديه الجميلين وبقايا الخردة الرخامية الدقيقة التى ما زالت موجودة به.
أما الوجهة العمومية فيتوسطها الباب الذى يقع فى دخلة معقودة بمقرنصات ذات دلايات على جانبيها صفتان قليلتا الغور تنتهيان بمقرنصات ، ويعتبر هذا الباب فى مجموعه من الأمثلة القليلة لأبواب الجوامع التى بنيت بهذا التصميم ، وبالواجهة صفتان على يمين الدخل ويساره فتح بها شباكان سفليان وآخران يعلوانهما صنعاهما وشباكا صفتى المدخل من الخشب المفرغ بدلا من الجص المفرغ وهذه الظاهرة نادرة الوجود فى الجوامع المملوكية. وتقوم المنارة وهى حادثة على يمين المدخل كما تقوم القبة على يساره وليس فى كلتيهما ما يسترعى النظر.
8-
جامع السلطان الناصر محمد بالقلعة 735 هجرية = 1335ميقع هذا الجامع داخل القلعة على يسار الصاعد إلى جامع محمد على باشا الكبير ، أمر بإنشائه الملك الناصر محمد بن قلاون سنة 718 هجرية = 1318م وما لبث أن رغب فى توسيعه فهدمه وأعاد بناءه فى سنة 735 هجرية = 1335م وبلغت مساحته من الداخل 59 مترا طولا فى 53 مترا عرضا
و هو يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة الذى يشتمل على أربعة صفوف من العقود بينما يشمل كل من الأروقة الثلاثة الأخرى على صفين من العقود ترتكز جميعا على أعمدة رخامية مختلفة الأحجام متنوعة التيجان وفتح فى خواصرها فتحات معقودة أعلى الأعمدة قصد بها التخفيف. ويعلو وجهات الأروقة المشرفة على الصحن شرفات مسننة تنتهى عند كل ركن من أركان الصحن بخوذة مضلعة محمولة على قاعدة مقرنصة. وتقوم أمام المحراب قبة أنشئت سنة 1935م حلت محل القبة القديمة التى سقطت فى وقت غير معلوم وترتكز هذه القبة على مربع بأركانه الأربعة مقرنصات كبيرة من الخشب وبأسفلها طراز خشبى مكتوب به بالخط البارز الكبير اسم الناصر محمد وتاريخ الإنشاء سنة 735 هجرية. وهذه القبة بقاعدتها المربعة محمولة على عقود مرتفعة تحملها عشرة أعمدة ضخمة من الجرانيت الأحمر. أما سقف الجامع فهو من الخشب على هيئة قصع نصف كروية تحيط بها أشكال هندسية تحصر بينها نهود بارزة تكون فى مجموعها منظر خلابا يدل ما بقى منه على ما كان عليه هذا السقف من جمال وبهاء. وللجامع مدخلان أولهما يقع فى منتصف الوجهة الغربية والثانى فى منتصف الوجهة البحرية كما أن له مئذنتين تقوم الأولى على يمين المدخل الغربى والثانية بالطرف الشرقى للواجهة البحرية. وبالرغم من أن عدد الجوامع التى لها مئذنتان متماثلتان قليل ومحدود فإن هذا الجامع قد انفرد بمئذنتيه غير المتماثلتين هذا فضلا عن غرابة طرازهما وكسوة قمتيهما بالقاشانى الذى لم يشاهد قبل ذلك إلا فى قمة مئذنة مسجد بيبرس الجاشنكير.
9-
مسجد المارداني (740 هـ - 1340 م)يقع هذا المسجد بشارع التبانة بالدرب الأحمر بالقاهرة.
و يعتبر هذا المسجد من أجمل مساجد القاهرة و يتكون من صحن مستطيل محاط بأربعة أروقة أكبرها رواق القبلة الذي يتكون من أربعة بلاطات، و يتقدم المحراب قبة محمولة علي مقرنصات كما يتوسط الصحن ميضة تعلوها قبة خشبية.و رواق القبلة حافل يالصناعات الدقيقة فعقوده محمولة علي أعمدة من الرخام و الجرانيت الأحمر و السقف به زخارف ملونة و مذهبة بألوان زاهية جميلة.
و يعتبر المحراب من المحاريب الدقيقة بمدينة القاهرة، فقد كسيت جدرانه بالرخام الدقيق و الصدف في أشكال هندسية جميلة و طاقيته من الرخام ذي الألوان الأسود و الأحمر و الفيروزي و بجواره منبر دقيق الصنع.
10-
مسجد أصلم السلحدار 745- 746 هجرية = 1344-1345م.كان الأمير بهاء الدين أصلم السلحدار أحد مماليك الملك المنصور قلاون. ووصل إلى مرتبة الإمارة فى عصر ابنه الناصر محمد. بدأ بناء هذا المسجد سنة 745 هجرية = 1344م وأتمه سنة 746 هجرية = 1345م، وقد أقامه على شكل المدارس ذات التخطيط المتعامد مع اختلاف فى نظام ما سبقه من المساجد المملوكية فجعل صحنه مسقوفا بعد أن كان فى غيره مكشوفا وجعل كل إيوانين متقابلين متماثلين فالإيوان الشرقى ونظيره الغربى فتحا على الصحن بواسطة عقدين كبيرين كما فتح كل من الإيوان البحرى ونظيره القبلى بواسطة ثلاثة عقود صغيرة تحملها أعمدة رخامية فى حين كانت الإيوانات الأربعة فى المساجد السابقة تفتح على الصحن بواسطة أربعة عقود متماثلة وإن اختلفت فى الحجم وذلك باستثناء مسجد قلاون. كذلك جعل أحد أبوابه يؤدى إلى المسجد مباشرة بخلاف ما يشاهد فى المساجد ذات التخطيط المتعامد من أن الباب يؤدى غالبا إلى دركاة ثم إلى طرقة توصل إلى داخل المسجد. وقد أقتبست بعض مظاهر هذا التخطيط فى بعض المساجد اللاحقة سواء من حيث نظام الإيوانات أو تغطية الأصحن بأسقف خشبية. وتقع القبة بالركن الشرقى القبلى للمسجد وبابها على يمين الداخل من الباب القلبى ويغطيه ثلاث حطات من المقرنص. وبالإيوان الشرقى منبر خشبى صغير دقيق الصنع حفرت حشواته بزخارف بارزة جميلة ويدل سقف هذا الإيوان وأسقف الإيوانات الأخرى وما تبقى عليها من زخارف على أنها كانت غنية بالنقوش المختلفة الألوان. أما الصحن فيحلى وجهاته أعلى العقود دوائر ومعينات من الجص المزخرف يتخللها شبابيك وصفف عقودها مثلثة على شكل مراوح يحيط بها إطارات من الكتابة الكوفية.
وللمسجد وجهتان رئيستان : الوجهة القبلية وتظهر فى نهايتها الشرقية القبة المضلعة يحيط برقبتها أسفل التضليع بقايا طراز من القاشانى كتب به آيات قرآنية.. وأستعمال القاشانى فى هذه القبة يعتبر من الأمثلة النادرة فى تزيين القباب المملوكية وفى طرفها الغربى تقوم منارة حداثة. وأهم ما يسترعى النظر فى هذه الوجهة التربيعة الرخامية الكبيرة التى تعلو الباب إذ تتجلى فيها دقة الصناعة فهى من الرخام الأبيض الملبس بالرخام الملون بأشكال زخرفية جميلة. أما الوجهة الغربية فيقع فى نهايتها البحرية باب آخر يؤدى إلى صحن المسجد بواسطة طرقة منثنية وإلى دورة المياه. وهذا الباب بما يتميز به من نسب وبما ينفرد به من مقرنصات تغطيه ، جدير أن يعد من أبدع النماذج لأبواب المساجد الأثرية ، وتضمن الكتابة الموجودة على جانبيه أعلى المكسلتين تاريخ الفراغ من العمل فى هذا المسجد 746 هجرية. كما تضمن الكتابة الموجودة أعلى عتب الباب القبلى تاريخ البدء والفراغ 745/ 746 هجرية.
11-
جامع آق سنقر -إبراهيم أغا مستخفظان 747-748 هجرية = 1346-1347ميقع هذا الجامع بشارع باب الوزير أنشأ الأمير شمس الدين آق سنقر أحد أمراء الناصر محمد ابن قلاون وزوج ابنته. شرع فى بنائه سنة 747 هجرية = 1346م وأتمه سنة 748 هجرية = 1347م وهو يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة الذى كان يغطيه قبوات مصلبة محمولة عقودها على أكتاف مثمنة القطاع.
ويتوسط جدار القبلة محراب من الرخام الملون تعلوه قبة ويجاوره منبر رخامى جميل لبست ريشتاه بالرخام الملون كما حفر دارابزينه وعقوده وخوذته بزخارف متنوعة ويتوج بابه كرنيش من المقرنص المشتمل على ثلاث حطات وله مصراعان من الخشب المجمع مطعم فى أثنائه بالسن ومحفور بوسطها زخارف بارزة ، ويعتبر هذا المنبر أقدم المنابر الرخامية القليلة القائمة بالمساجد الأثرية بالقاهرة. وبوسط الصحن سقيفة متواضعة أقيمت فوق موضع الفسقية التى كان الأمير طوغان أنشأها سنة 815 هجرية = 1412م. ويشغل الركن الغربى البحرى من الجامع قبة أنشئت سنة 746 هجرية = 1345م أى قبل إنشائه بنحو سنة دفن بها علاء الدين كجك بن الناصر محمد. أما الوجهة المشرفة على شارع باب الوزير ففيها الباب العمومى للجامع وهو يقع فى صفة محمول عقدها على كابولين جميلين على هيئة مروحة وعلى يساره بروز القبة ، وبوسط وجهته شباك مستدير من الجص المفرغ الدقيق تحيط به تلابيس من الرخام الملون بشكل جميل وأسفل هذا الشباك لوحه تاريخية مكتوب بها اسم علاء الدين بن الناصر محمد وتاريخ وفاته سنة 746 هجرية. وتقوم المنارة فى الطرف القبلى من الوجهة وهى من المنارات الجميلة فقد جمعت بين البساطة والتناسب وتتكون من ثلاث طبقات أولاها أسطوانية تنتهى بالدورة الأولى بمقرنصاتها البديعة والثانية أسطوانية ذات تضليع تنتهى بالدورة الثانية بمقرنصاتها المماثلة للأولى والطبقة الثالثة مثمنة بأضلاعها ثمانى فتحات تنتهى بدورة ثالثة تعلوها خوذة بهلال نحاسى. وفى سنة 1062 هجرية = 1652م قام إبراهيم أغا مستحفظان بإصلاح هذا الجامع بأن هدم القبوات المصلبة واستعاض عنها بأسقف من الخشب وكسا صدر الإيوان الشرقى بالقاشانى المموه بزخارف باللون الأزرق الجميل ولهذا أطلق عليه الأجانب - الجامع الأزرق - كما أنشأ لنفسه مدفنا بين المنارة والباب القبلى للجامع كساجد جدرانه بالرخام الملون من أسفل وبالقاشانى الأزرق من أعلى وإلى جوار هذا المدفن بالرواق القبلى يقع بناء حادث به مدفن الأمير آق سنقر.
12-
مسجد ومدرسة الأمير صرغتمش 757 هجرية = 1356ميقع هذا المسجد بشارع الخضيرى ملاصقا للزيادة الغربية لجامع أحمد بن طولون، بنى هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد فهو يتكون من صحن مكشوف تشرف عليه أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذى يشمل على ثلاثة أقسام القسم الأوسط منها تغطيه قبة مرتفعة بأركانها مقرنصات خشبية أنشئت فى سنة 1940م محل القبة القديمة التى هدمت أواخر القرن التاسع عشر. ووجد القبة أعلى المحراب ظاهرة عمارية شاهدناها فى كثير من الجوامع السابقة وإن لم نشاهدها فى المساجد المشيدة على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد. وهى فى هذا المسجد تعتبر منيرة انفرد بها دون غيره من المساجد السابقة واللاحقة. ويقوم بصدر هذا الإيوان محراب من الرخام الملون وسط وزرة رخامية أهم ما يسترعى النظر فيها مرتبتان من الرخام الأبيض حفرت بكل منهما زخارف بارزة على شكل سرة فى الوسط وأربعة أركان وطرازان فى أعلى وأسفل المرتبة مكتوب فيها اسم المنشئ متشابهة فى ذلك للكسوة النحاسية لضلف أبواب بعض المساجد المملوكية، ويحيط بالصحن بين فتحات الإيوانات الأربعة خلا وحلت عقود أبوابها بصنج من الرخام الأبيض والأسود كما فرشت أرضه بالرخام الملون يتوسطها مكان الوضوء تغطيه قبة لم يبق منها سوى الأعمدة الرخامية التى كانت تحملها. وإذا ما ترك الإنسان الصحن واتجه إلى الإيوان الغربى وجد على يساره بابا يؤدى إلى الضريح تتوسطة تركيبة رخامية دقيقة الصنع. وكان يكسو جدرانه وزرة من الرخام الملون لم يبق سوى بعض أجزاء منها ويغطى الضريح قبة ترتكز على أركان المقرنص المتعدد الحطات بشكل يختلف عن مقرنصات القبة التى تعلو المحراب ويحلى رقبة القبة كما يحلى حائط الضريح من أعلى شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون برسومات دقيقة.
أما الواجهة فمقسمة إلى صفف فتح بها نوافذ سفلية وأخرى علوية من الجص المفرغ بأشكال هندسية دقيقة وتتوجها بقايا شرفات مسننة ويكون الجزء البارز منها وجهة القبة التى ترتكز على رقبة أسطوانية بدائرها طراز من الكتابة تعلوه ثلاثة صفوف من المقرنصات تشغل الحيز الناشئ من زيادة تنفيخ القبة عند مبدئها عن محيط الرقبة الحاملة لها وهى فى شكلها هذا تختلف عن الشكل المألوف فى القباب المملوكية. ويقع المدخل فى الطرف البحرى للواجهة وهو على النظام المألوف فى مداخل المساجد تغطيه من أعلى طاقية مجوفة بأسفلها مقرنصات جميلة وفوق مكسلتيه على الجانبين طراز مكتوب به اسم المنشئ وتاريخ الإنشاء. وتقوم المنارة على يسار المدخل وهى مبنية من الحجر الأبيض والأحمر ومؤلفة من ثلاث طبقات : السفلية منها مثمنة وتنتهى بمقرنصات تكون الدورة الأولى للمنارة ، والطبقة الثانية مثمنة أيضا وتنتهى بمقرنصات تكون الدورة الثانية ، أما الطبقة الثالثة فتشمل على ثمانية أعمدة رخامية تحمل الخوذه
13-
مدرسة و مسجد السلطان حسن (1356 م – 1362 م)يقع هذا الأثر بميدان صلاح الدين و قد أنشأه السلطان الملك الناصر حسن بن محمد قلاوون.
و هي من أجمل الآثار الإسلامية في مدينة القاهرة إذا أن مبانيها تجمع بين قوة البناء و عظمته و دقة الزخارف و جمالها. و المسقط الأفقي يتكون من صحن مربع يتوسط المدرسة و يحيط به أربعة إيوانات علي نمط التخطيط المتقاطع المتعامد.
و أكبر الإيوانات إيوان القبلة و يوجد خلفه الضريح و يتكون من قاعة مربعة تعلوها قبة محمولة علي ستة صفوف من المقرنصات المصنوعة من الخشب المنقوش و المذهب .
و يكتنف جدار محراب المسجد من الخارج مئذنتان رشيقتان أقدمهما الجنوبية. و المدخل منحرف عن إتجاهات الإيوانات الداخلية و قد حل بطريقة سليمة بحيث لا يشعر الداخل إلي المدرسة بوجود أي إنحراف.
و قد كان البدء في إنشاء هذه المدرسة لتكون مسجداً و مدرسة للمذاهب الإسلامية الأربعة و قد ألحق بها مساكن للطلبة.و يحيط بالإيوان الشرقي إفريز من الجص عليه كتابات بالخط الكوفي الجميل المزخرف الحروف و هي تحوي آيات من سورة الفتح.و بغرفة الضريح يوجد كرسي للمصحف الشريف دقت حشواته بالأويمة الدقيقة.
14-
مسجد ومدرسة السلطان شعبان 770 هجرية = 1368/ 69ميستدل من جميع الكتابات التاريخية التى بهذا المسجد على أن السلطان شعبان هو الذى أنشأه لوالدتة 770 هجرية = 1368/ 69م غير أن المقريزى وغيره من المؤرخين ينسبون إنشاءه إلى خوند بركه أم السلطان شعبان. وقد تعارف الناس من أجل ذلك على تسميته باسم - مسجد أم السلطان،أنشئ هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد إذ يتكون من صحن مكشوف تحدق به أربعة إيوانات ، ويكتنف إيوان القبلة من الجانبين قبتان متماثلتان البحرية منهما أكبر قليلا من القبلية وبها محراب به بقايا كسوة رخامية ومقبرة مدفون بها خوند بركه أم السلطان وأخته خوند زهره، وهى تختلف فى مظهرها عن القباب المملوكية من حيث الاهتمام بزخرفة جدرانها وتعدد حطاتها ومقرنصاتها ، وبالقبتين شباكان يفتحان على إيوان القبلة ويعتبران من النماذج الجميلة للنجارة العربية فهما مصنوعان من الخشب المجمع على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات من الخشب والسن محفور بها زخارف دقيقة. وبصدر إيوان القبلة وزرة رخامية يتوسطها محراب مكسو بالرخام الملون بجواره منبر بسيط أمر بعمله الأمير على أحد أمراء الجراكسة. ويدل سقف الإيوان القبلى المحلى بالنقوش المذهبة على ما كانت عليه باقى أسقف الإيوانات الأخرى من جمال وبهاء. وبأعلى وجهات الإيوانات الأربعة المشرفة على الصحن طراز مكتوب به آيات قرآنية حفرا فى الحجر وتتوجها شرفات مورقة. وعلى جانبى فتحتى الإيوانين البحرى والقبلى أربع صفف تنتهى بمقرنصات ذات دلايات فتح بها أربعة أبواب : البابان المتقابلان من جهة إيوان القبلة يؤدى أحدهما إلى القبة البحرية والثانى إلى القبة القبلية وإلى باب خلفى للمسجد ، والبابان الآخران يؤدى أحدهما إلى طرقة موصلة للمدخل الرئيس للمسجد والآخر إلى دورة المياه.
أما وجهة المسجد فتنحصر أهميتها فى المدخل الجميل الذى يتكون من صفة بصدرها الباب وعلى جانبيها صفتان معقودتان يحيط بعقديهما وعقود الشبابيك التى تعلو الباب طراز مكتوب به آيات قرآنية ولقب المنشئ وتاريخ الإنشاء .
15-
مسجد ومدرسة ألجاى اليوسفى 774 هجرية = 1373ميقع هذا المسجد بشارع سوق السلاح قرب نهايته من جهة القلعة أنشأه سنة 774 هجرية = 1373م الأمير سيف الدين الجاى أتابك العساكر - كبير الأمراء - فى أيام الملك الأشرف شعبان على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد فهو يتكون من صحن مكشوف كبير تحيط به أربعة إيوانات معقودة الفتحات يدل ما بقى من النقوش المذهبة بسقفى الإيوانين البحرى والقبلى على ما كان عليه سقفا الإيوانين الآخرين من غنى وجمال. وإيوان القبلة على خلاف نظائره فى المساجد الأخرى ترك محرابه وجدرانه بغير وزرة رخامية ، أما منبره ولو أنه فقد الجزء العلوى منه إلا أنه يعتبر من المنابر الخشبية الدقيقة الصنع اجتمعت فيه دقة الحفر فى الخشب وجمال التطعيم فيه كتب بأعلى بابه تاريخ عمله سنة 774 هجرية. وتقع غرفة الضريح فى الركن الغربى القبلى من المسجد تغطيها قبة حجرية مرتفعة.
أما الوجهة الرئيسة للمسجد فجميلة سواء من حيث تناسب أجزائها أو براعة تقاسيمها ، فهى تشتمل على صفتين كبيرتين تنتهيان من أعلى بمقرنصات وصفتين صغيرتين تنتهى كل منها من أعلى بعقد مثلث على هيئة مروحة وفتح بهذه الصفف ثلاثة صفوف من الشبابيك : الصف الأول منها معتب يعلوه عقد عاتق ، والصف الثانى شبابيك معقودة ، والصف الثالث مكون من شبابيك - قندلية - أى شباكين معقودين بينهما عمود تعلوها فتحة مستديرة. ويقع الباب فى الطرف البحرى من الوجهة وهو مفتوح فى صفة تغطيها مقرنصات جميلة ومكتوب على جانبيه فى طراز محفور فى الحجر أعلى المكسلتين اسم المنشئ وألقابه وتاريخ الإنشاء سنة774 هجرية. وتقوم المنارة على يمين المدخل وهى مكونة من ثلاث طبقات الطبقة الأولى مثمنة حليت بفتحات وصفف معقودة وتنتهى بمقرنصات تكون الدورة الأولى للمنارة والطبقة الثانية أسطوانية تنتهى بمقرنصات أيضا تكون الدورة الثانية والطبقة الثالثة مكونة من ثمانية أعمدة رخامية تحمل الخوذة الجميلة. أما القبة الواقعة فى الطرف القبلى من الوجهة فهى من نوع القباب ذات التضليع المحنى .
الى اللقاء