إهمال ضغط الدم المرتفع دون علاج يسبب الجلطةكتب - محمد سلام:يعتبر ضغط الدم المرتفع من أكثر الأمراض انتشاراً إذ تبلغ نسبة المصابين به ما بين 15- 20٪ من السكان في المجتمعات المتقدمة،
علماً بأن نسبة كبيرة منهم غير مشخصة طبياً لأسباب عدة يأتي في مقدمتها ندرة الأعراض التي تظهر على المصاب ولا يحس بها خاصة عندما يكون الارتفاع بسيطاً أو متوسطاً والذي ينطبق على الكثير من المصابين وبالذات في المراحل الاولى للاصابة ويقول الدكتور طارق عبد الغفار استشاري امراض القلب بمعهد القلب القومي إن ضغط الدم هو مقدار الضغط الذي يحدثه سريان الدم على جدران الشرايين التي تقوم بنقله من القلب الى سائر أجزاء الجسم ومعدل ضغط الدم يختلف من شخص لآخر ولكن معدل 100 - 120/ 65 - 80 هو المعدل الطبيعي وعند قياس الضغط يجب ان يكون المريض على سرير أوجالس على كرسي وليس واقفاً لأن ضغط الدم يتغير وقتياً مع الانفعال والنوم والأكل ووقت القياس خلال اليوم مع المجهود الجسماني وكمية الملح في الطعام وكذلك تعاطي بعض الأدوية لذا يجب التأكد بقياس الضغط ثلاث مرات خلال زيارتين أو ثلاث لأن تشخيص ارتفاع ضغط الدم لا يتم بقراءة واحدة ويشير الدكتور طارق عبد الغفار الى أنواع ضغط الدم حيث هناك نوعان الأول ويعرف بارتفاع ضغط الدم الاولى وهو الأكثر شيوعاً إذ ان الوراثة والسمنة والافراط في تناول ملح الطعام والارهاق النفسي وقلة الحركة تساعد على ظهوره، أما النوع الثاني ويعرف بارتفاع ضغط الدم الثانوي ويعود الى اعتلال الكلى في الغالب او اضطراب بعض الهرمونات وأسباب أخرى نادرة وهذا النوع يمكن علاجه عن طريق علاج الأسباب التي أدت الى ذلك.
ويشير الدكتور طارق عبد الغفار: ان اهمال ضغط الدم المرتفع دون علاج له عواقب وخيمة قد تؤدي الى الاعاقة في سن مبكرة حيث تظهر احصائية منظمة الصحة العالمية ان 62٪ من السكتات الدماغية و49٪ من السكتات القلبية سببها ارتفاع ضغط الدم، ومن المؤكد ان المحافظة على العلاج والاستمرار فيه يؤدي الى الحيلولة دون ظهور هذه المضاعفات أو على الاقل تأجيلها لسنوات عديدة ويحقق من حدتها كما أن وجود مشاكل صحية مثل مرض السكري وارتفاع الكوليسترول في الدم والسمنة والتدخين تؤدي الى تفاقم الوضع الصحي للمصابين وتجعلهم عرضة اكثر لحدوث هذه المضاعفات مثل تضخم القلب وفشله في اداء وظائفه وتصلب الشرايين التاجية وقصورها، وكذلك الفشل الكلوي وحدوث تلف قاع العين والعصب البصري والنزيف الداخلي والتأثير السلبي على الابصار وكذلك تصلب الشرايين بصفة عامة ومبكرة خاصة عندما تتوافر لديهم العوامل مثل التدخين وارتفاع الكوليسترول وأيضا الجلطة الدماغية.
ويوضح الدكتور طارق عبد الغفار أن معظم الادوية المتوافرة حديثاً جيدة ومضاعفاتها محدودة على خلاف الادوية القديمة، وان ارتفاع ضغط الدم الاولى متى وجد فهو يشكل ظاهرة مستديمة ويلزم علاجها على الدوام، وارتفاع ضغط الدم ليس له أعراض الا نادراً وعندما يكون الارتفاع شديداً فان اعراضه قد تبدأ في الظهور.
ويشدد الدكتور طارق عبد الغفار على أهمية القيام بالتمارين الرياضية لمرضى الضغط حيث ان الذين لا يمارسون أي تمارين وليست لديهم القدرة على ذلك هم اكثر استعداداً للنوبات القلبية ويكون شفاؤهم أبطأ من غيرهم لذا ممارسة الرياضة تؤدي الى ضخ القلب الدم بطريقة أكثر كفاءة وتعمل على تحسين الدورة الدموية، وأيضاً تساعد الرياضة على تخفيض نسبة الكوليسترول والدهون الاخرى وهذا يؤجل تصلب الشرايين وكذلك تحسين اداء العضلات وقوة الاداء والتحمل وتحسين الحالة النفسية مما يخفف من التوترات العصبية.