دراسة: الذهب عاد لمكانته كملجأ آمن للمستثمرين
يبدو أنَّ الذهب بدأ يستعيد مكانته السابقة كملجأ آمن للمستثمرين والتي بدأت منذ العام 2007 مع ظهور أولى مؤشرات الأزمة المالية العالميَّة، بدليل ارتفاع أسعاره منذ ذلك الوقت وحتى الآن "بما لم يتصوره أحد".
وقالت دراسة صادرة عن مجلس الذهب العالمي،أنَّ الذهب استطاع على المدى الطويل أن يحافظ على قيمته الحقيقية؛ بيد أنّ هناك ستة عوامل تُؤثر عليه كثيرًا؛
متمثلة (العوامل المؤثرة على سعر الذهب) بالضغوطات المالية والاضطرابات السياسية، وأسعار الفائدة المرتبطة بالعقار، والتضخم، ونشاط البنوك المركزيَّة، وأخيرًا سعر صرف الدولار الأمريكي.
وقالت الدراسة في محاولة لتفسير تحركات الذهب كلها منذ عام 1976 وحتى عام 2010 / ان العوامل المذكورة "عوامل مؤثرة قصيرة المدى" يتجاوب معها الذهب بصورة بطيئة لكنها دائمًا ما تكون إيجابيَّة.
وأثبتت الدراسة ان أن الذهب يلمع بريقه غالبًا مع زيادة التضخم العالمي، وأنه يسجل أيضًا نتائج إيجابية عند حصول انكماش في أسعار السلع الأوروبيَّة لأنّه في تلك الحالة يتأثر بالضغوط الماليَّة التي تتعرض إليها دول منطقة اليورو؛ لاسيما مخاوف إفلاس بعض الدول.
وفي ظل أقسى الظروف الاقتصادية وعلى مدار أربعة عقود استطاع الذهب، أنَّ يحافظ على مكانته كأداة للتحوط ضد المخاوف الاقتصاديَّة.
ويتساءل المستثمرون حاليًا عن جدوى شراء السندات الحكومية بهدف التحوط بوجود أداة تحوطية أكثر فاعلية كالذهب، لاسيما بعد أن أدّت الأزَّمة المالية العالمية التي تعيشها دول أوروبا إلى شكوك كبيرة في مدى فاعلية سندات حكوميَّة لدول أوروبية مهددة بالإفلاس.
فمع استمرار ارتفاع التضخم العالمي نتيجة سياسات البنوك المركزية الأوروبية والأمريكيَّة في ضخ الأموال بالبنوك التجارية فإنَّ الذهب سيكون الملاذ المفضل لمحاربته خلال الفترة المقبلة إلى أنَّ تغير تلك البنوك سياساتها التي أدّت إلى وجود هذا التضخم.
ورأت الدراسة الصادرة عن مجلس الذهب العالمي أنّه مع وجود الاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط، التي تؤدي إلى زيادة في أسعار النفط؛ فإنَّ الذهب أيضًا لن يخفت بريقه في الفترة المقبلة.
وأشارت إلى أنَّ إجمالي الطلب العالمي على الذهب بلغ نسبة 40% خلال عام 2010 مقارنة بـ 15 % فقط خلال عام 2002 / ما يؤكد استعادة الذهب مكانته التاريخية كمعدن نفيس وآمن لا يُقارن بأي أداة استثمارية أخرى.