خريطة أسعار السلع الغذائية فى رمضانتحقيق – مصطقفى عبيد :تشير التوقعات المبدئية لأسعار السلع الغذائية فى شهر رمضان إلى ارتفاعات كبيرة فى أسعار اللحوم والسكر والأرز والألبان ومنتجاتها، مع استقرار نسبى فى أسعار الدواجن والأسماك.
ومن المعروف أن معدل الطلب على السلع الغذائية خلال رمضان يتراوح ما بين 40 و60 % طبقا لدراسة اقتصادية صدرت منذ سنوات.
"بوابة الوفد " حاورت عددا من صناع السلع الغذائية واستعانت بتقارير متابعة أسبوعية للأسعار العالمية ومقارنتها بالأسعار المحلية لقراءة خريطة الأسعار فى رمضان.
اللحومشهدت أسعار اللحوم خلال الأسابيع الأخيرة ارتفاعا كبيرا بسبب نقص المعروض وارتفاع الطلب وتعثر كثير من شحنات اللحوم الإثيوبية والسودانية القادمة لمصر. وعلى الرغم من إعلان فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولى قرب استئناف استيراد اللحوم الإثيوبية، إلا أن الكميات المتعاقد عليها ضئيلة ولا تحقق أى تغير داخل سوق اللحوم فى ظل تراجع الثروة الحيوانية بمصر.
وطبقا لتفسير محمد مؤمن رئيس شعبة الوجبات الجاهزة باتحاد الصناعات فإن هناك موجة ارتفاع أسعار شديدة يشهدها سوق اللحوم العالمى بشكل كبير . ويبلغ متوسط سعر كيلو اللحوم طبقا للبورصة العالمية نحو 4 دولارات للكيلو، إلا أن نقل اللحوم حية يرتفع بسعر الكيلو إلى نحو 8 دولارات.
ومن المعروف، أن الثروة الحيوانية فى مصر تعانى من أزمة حادة ظهرت جليا بعد ثورة 25 يناير خاصة فى ظل تجميد أى توسعات أو استثمارات جديدة فى المزارع لصعوبة توفير الأراضى. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار اللحوم ليتجاوز سعر الكيلو فى بعض المناطق مائة جنيه.
الدواجنعلى الجانب الآخر، تشهد أسعار الدواجن محليا تراجعا واضحا على الرغم من ارتفاع أسعارها عالميا. وجاء ذلك بسبب ارتفاع حجم المعروض من الدواجن فى الأسواق نتيجة انهيار السياحة مما أدى إلى توقف استيراد الدواجن من الخارج .
وطبقا لتأكيدات د. محمد الشافعى رئيس شعبة صناعة الدواجن واللحوم باتحاد الصناعات فإن مصر ستحقق الاكتفاء الذاتى فى الدواجن خلال العام الحالى لأول مرة منذ ظهور مرض أنفلونزا الطيور.
ويقول المهندس طارق توفيق رئيس غرفة الصناعات الغذائية السابق إن قطاع الدواجن فى رمضان سيكون أفضل كثيرا منه فى رمضان الماضى ويدلل على تراجع الأسعار بانخفاض سعر "الكتكوت" إلى 1.5 جنيه بعد أن كان قد تجاوز ستة جنيهات خلال العام الماضى .
ويتوقع " توفيق " ان تستمر الاسعار مستقرة حتى منتصف شهر رمضان حيث من الممكن أن ترتفع قليلا وتعاود الانخفاض مرة اخرى بعد رمضان .
السكرأما السكر والحلويات والمنتجات التى تعتمد عليه بشكل رئيسى مثل المشروبات والعصائر والشيكولاتة فيشهد أزمة حادة بسبب الارتفاعات الكبيرة للأسعار العالمية مؤخرا.
ومن المعروف أن مصر تستورد نحو مليون طن سكر سنويا لتغطية العجز بين الإنتاج والاستهلاك، حيث ارتفع متوسط سعر السكر عالميا إلى 815 دولارا للطن طبقا للبورصة العالمية فى شهر يوليو مقابل نحو 500 دولارا قبل عام ، وهو ما دفع شركة السكر للصناعات التكاملية إلى زيادة سعر توريدها للمصانع.
وطبقا لحمدى عبد الرءوف عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية فإن معظم الشركات التى تعتمد على السكر فى منتجاتها ستضطر إلى زيادة أسعارها ولكن بنسب ضئيلة حتى لا تتراجع مبيعاتها .
الألبانويرشح قطاع الالبان أن يكون من القطاعات الرئيسية التى ستشهد ارتفاعات كبيرة فى الأسعار بسبب قيام أصحاب المزارع والمربين بزيادة سعر توريد اللبن الخام إلى المصانع بنسبة 25 % خلال الشهور الستة الماضية.
وطبقا للمهندس صفوان ثابت عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات ورئيس مجلس إدارة احدى شركات الألبان فإن عدد سكان مصر ارتفع خلال السنوات السبع الماضية نحو عشرة ملايين شخص، ولم يزد حجم إنتاج الألبان نتيجة توقف ضخ استثمارات جديدة.
وأشار إلى أن مصر ستواجه مشكلة خطيرة فى الألبان واللحوم خلال ثلاث سنوات إذا استمر الاستثمار عند نفس معدلاته الحالية .
لكن حمدى عبد الرءوف عضو مجلس إدارة الغرفة الغذائية يرى أن الارتفاع الأخير فى أسعار الألبان موسمى وطبيعى نتيجة تراجع إنتاج الألبان فى الصيف بنسبة 25 % ، فضلا عن اضطرار أصحاب مزارع الألبان والمربين إلى زيادة أسعارهم نتيجة زيادة أسعار الأعلاف عالميا.
وأوضح أن الزيادات المتوقعة فى أسعار الألبان ستقتصر على الألبان السائبة والزبادى.
الأرز والقمحرغم استقرار الأسعار العالمية للقمح كما يقول على شرف الدين رئيس غرفة صناعة الحبوب ،إلا أن هناك زيادات كبيرة فى أسعار الأرز دفعت كبار التجار فى مصر إلى تهريب الأرز عبر المنافذ للاستفادة من الفارق فى السعر.
ومن المعروف أن هناك حظرا لتصدير الأرز للخارج باعتباره سلعة أساسية. ويعتبر " شرف الدين " اتساع عمليات تهريب الأرز مبررا قويا لارتفاع أسعاره خلال رمضان.