النعمان بن بشير الانصاري
هو
النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن
الخزرج بن الحارث بن الخزرج. وأمه عمرة بنت رواحة، وأخت عبد الله بن رواحة، والتي
يقول فيها قيس بن الخطيم:
أجد بعمرة غنـيانـهـا
فتهجر أم
شاننا شانهـا
وعمرة من سروات النسا
ء تنفح بالمسك
أردانهـا
وله صحبة بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولأبيه بشير بن سعد. وكان جاء
إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه آخر، ليشهد معه غزوة له فيما قيل، فاستصغرهما
فردهما.
وأبوه بشير بن سعد أول من قالم يوم السقيفة من الأنصار إلى أبي بكر رضي
الله عنه فبايعه، ثم توالت الأنصار فبايعته. وشهد بشير بيعة العقبة وبدراً وأحداً
والخندق والمشاهد كلها، واستشهد يوم عين التمر مع خالد بن الوليد.
وكان النعمان
عثمانياً، وشهد مع معاوية صفين، ولم يكن معه من الأنصار غيره، وكان كريماً عليه،
رفيعاً عنده وعند يزيد ابنه بعده، وعمر إلى خلافة مروان بن الحكم، وكان يتولى حمص.
فلما بويع لمروان، دعا إلى ابن الزبير، وخالف على مروان، وذلك بعد قتل الضحاك بن
قيس بمرج راهط. فلم يجبه أهل حمص إلى ذلك.
فهرب منهم، وتبعوه فأدركوه فقتلوه،
وذلك في سنة خمس وستين.
ويقال إن النعمان بن بشير أول مولود ولد بالمدينة بعد
قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها. وقد قيل ذلك في عبد الله بن الزبير، إلا
أن النعمان أول مولود ولد بعد مقدمه عليه السلام من النصار، روى ذلك عبد الله بن
أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
وروى النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه
وسلم كثيراً.
حدثني أحمد بن محمد بن الجعد الوشاء. قال حدثني أبو بكر بن أبي
شبية، قال: حدثنا عباد بن العوام، عن الحصين، عن الشعبي، قال: سمعت النعمان بن بشير
يقول: أعطاني أبي عطية، فقالت أمي عمرة: لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأتى رسول الله فقال: ابني من عمرة أعطيته عطية فأمرتني أن أشهدك. فقال: أعطيت
كل ولدك مثل هذا؟ قال: لا فقال: فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم.
أخبرني محمد
بن خلف وكيع، قال: حدثنا محمد بن سعيد، قال: حدثنا العمري، عن الهيثم بن عدي، عن
مجالد، عن الشعبي، قال: أمر معاوية لأهل الكوفة بزيادة عشرة دنانير في أعطيتهم،
وعامله يومئذ على الكوفة وأرضها النعمان بن بشير، وكان عثمانياً، وكان يبغض أهل
الكوفة لرأيهم في علي عليه السلام. فأبى النعمان أن ينفذها لهم. فكلموه وسألوه
بالله، فأبى أن يفعل. وكان إذا خطب على المنبر أكثر قراءة القرآن. وكان يقول: لا
ترون على منبركم هذا أحداً بعدي يقول: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فصعد
المنبر يوماً فقال: يا أهل الكوفة. فصاحوا : ننشدك الله والزيادة. فقال: اسكتوا.
فلما أكثروا قال: أتدرون ما مثلي ومثلكم؟ قالوا: لا. قال: مثل الضبع والضب والثعلب:
فإن الضبع والثعلب أتيا الضب في وجاره، فنادياه: أبا الحسل. فقال: سميعا دعوتما.
قالا: أتيناك لتحكم بيننا. قال: في بيته يؤتي الحكم. قالت الضبع: إني حللت عيبتي.
قال: فعل الحرة فعلت. قالت: فلقطت ثمرة. قال: طيباًلقطت. قالت: فأكلها الثعلب. قال:
لنفسه نظر. قالت: فلطمته. قال: بجرمه. قالت: فلطمني. قال: حر انتصر. قالت: فاقض
بيننا. قال: قد فعلت. قال: حدث امرأة حديثين، فإن أبت فعشرة .
فقال عبد الله بن
همام السلولي
فقال النعمان بن بشير: لا عليه ألا يتقرب ، فوالله لا أجيزها ولا
أنفذها أبداً.
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال:
حدثنا الأصمعي ، قال: حدثني شيخ قديم من اهل المدينة. وأخبرني إسماعيل بن يونس
الشيعي، قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا أبو غسان، عن أبي السائب المخزومي.
وأخبرني الحسين بن يحيى المرداسي عن حماد بن إسحاق عن أبيه، قال: ذكر لي عن جعفر بن
محرز الدوسي قال: دخل النعمان بن بشير المدينة في أيام يزيد بن معاوية وابن الزبير،
فقال: والله لقد أخفقت أذناي من الغناء، فأسمعوني. فقيل له: لو وجهت إلى عزة
الميلاء، فإنها من قد عرفت. فقال: إي ورب الكعبة، وإنها لمعن تزيد النفس طيباً،
والعقل شحذاً. ابعثوا إليها عن رسالتي، فإن أبت صرت إليها. فقال له بعض القوم: إن
النقلة تشتد عليها، لثقل بدنها، وما بالمدينة دابة تحملها. فقال النعمان بن بشير:
وأين النجائب عليها الهوادج؟ فوجه إليها بنجب، فذكرت علة. فلما عاد الرسول إلى
النعمان قال لجليسه: أنت كنت أخبر بها، قوموا بنا. فقام هو مع خواص أصحابه حتى
طرقوها. فأذنت وأكرمت واعتذرت، فقبل النعمان عذرها، وقال لها: غني،
فغنت:
أجد بعمرة غنـيانـهـا
فتهجر أم شاننا
شانهـا
وعمرة من سروات النسا
ء تنفح بالمسك
أردانهـا
قال: فأشير إليها أنها أمه، فأمسكت. فقال: غني، فوالله ما ذكرت إلا
كرماً وطيباً، ولا تغني سائر اليوم غيره. فلم تزل تغنيه هذا اللحن فقط حتى
انصرف.
قال إسحاق: فتذكروا هذا الحديث عند الهيثم بن عدي، فقال: ألا أزيدكم فيه
طريفة؟ فقلنا: بلى، يا أبا عبد الرحمن. فقال: قال لقيط ونحن عند سعيد الزبيري ، قال
عامر الشعبي: اشتاق النعمان بن بشير إلى الغناء، فصار إلى منزل عزة الميلاء، فلما
انصرف إذا امرأة بالباب منتظرة له. فلما خرج شكت إليه كثرة غشيان زوجها إياها، فقال
النعمان: لأفضين بينكما بقضية لا ترد علي، قد أحل الله له من النساء أربعاً: مثنى،
وثلاث، ورباع، له مرتان بالنهار، ومرتان بالليل. أخبرني محمد بن الحسن بن دريد، قال
حدثني عمي، عن العباس بن هشام ، عن أبيه؛ وأخبرني الحسين بن يحيى، عن حماد، عن
أبيه، عن الكلبي . وأخبرني عمي قال: حدثنا الكراني قال: حدثني العمري عن الهيثم بن
عدي، قالوا: خرج أعشى همدان إلى الشام في ولاية مروان بن الحكم، فلم ينل فيها حظاً؛
فجاء إلى النعمان بن بشير وهو عامل على حمص، فشكا إليه حاله. فكلم له النعمان
اليمانية، وقال لهم: هذا شاعر اليمن ولسانها، واستماحهم له. فقالوا: نعم، يعطيه كل
واحد منا دينارين من عطائه. فقال: أعطه ديناراً، واجعلوا ذلك معجلاً. فقالوا له:
أعطه إياه من بيت المال، واحتسب ذلك على كل رجل من عطائه. ففعل النعمان ذلك، وكانوا
عشرين ألفاً، فأعطاه عشرين ألف دينار، وارتجعا متهم عند العطاء. فقال الأعشى يمدح
النعمان .
فبلغ ذلك يزيد بن معاوية، فغضب ودخل على معاوية، فقال: يا أمير
المؤمنين، ألا ترى إلى هذا العلج من أهل يثرب، يتهكم بأعراضنا، ويشبب بنسائنا؟
فقال: ومن هو؟ قال: عبد الرحمن بن حسان. وأنشده ما قال.
فقال: يا يزيد؛ ليس
العقوبة من أحد أقبح منها بذوي القدرة، ولكن أمهل حتى يقدم وفد الأنصار، ثم أذكرني
به. فلما قدموا أذكره به. فلما دخلوا، قال: يا عبد الرحمن، ألم يبلغني أنك شببت
برملة بنت أمير المؤمنين؟ قال: بلى، ولو عملت أن أحداً أشرف لشعري منها لذكرته.
فقال: فأين أنت عن اختها هند؟ قال: وإن لها لأختاً يقال لها هند؟ قال: نعم. وإنما
أراد معاوية أن يشبب بهما جميعاً، فيكذب نفسه. قال: فلم يرضى يزيد ما كان من معاوية
في ذلك، فأرسل إلى كعب بن الجعيل، فقال: اهج الأنصار. فقال: أفرق من أمير المؤمنين،
ولكن أدلك على هذا الشاعر الكافر الماهر الأخطل. قال: فدعاه، فقال له: أهج الأنصار.
فقال: أفرق من امير المؤمنين. قال: لا تخف شيئاً، أنا بذلك لك. فهجاهم .
فبلغ
ذلك النعمان بن بشير، فدخل على معاوية، فحسر عمامته عن رأسه، وقال: يا امير
المؤمنين، أترى لؤماً؟ قال: بل أرى كرماً وخيراً. قما ذاك؟ قال: زعم الأخطل أن
اللؤم تحت عمائم الأنصار. قال: أو فعل ذلك؟ قال: نعم. قال لك لسانه. وكتب فيه أن
يؤتي به. فلما أتى به، سأل الرسول أن يدخله إلى يزيد أولاً، فأدخله عليه. فقال له:
هذا الذي كنت أخاف. قال: لا تخف شيئاً. ودخل إلى معاوية، فقال: علام أرسل إلى هذا
الرجل الذي يمدحنا، ويرمي من وراء جمرتنا ؟ قال: هجا الأنصار. قال: ومن زعم ذلك؟
قال: النعمان بن بشير. قال: لا تقبل قوله عليه، وهو المدعى لنفسه، ولكن تدعوه
بالبينة، فإن أثبت شيئاً أخذت به له. فدعاه بالبينة، فلم يأت بها، فخلى سبيله
.
طوى الكشح إذ لم يستطعني وعردا
لما أمر يزيد بن معاوية كعب بن الجعيل
بهجاء الأنصار، قال له: أرادي أنت إلى الكفر بعد الإسلام؟ أأهجو قوماً آووا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ونصروه؟! قال: أما إذ كنت غير فاعل فأرشدني إلى من يفعل
ذلك. قال: غلام منا خبيث الدين نصراني، فدله على الأخطل.
أخبرنا محمد بن الحسن
بن دريد، قال: حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة عن أبي الخطاب، قال: لما كثر الهجاء بين
عبد الرحمن بن حسان بن ثابت وعبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاصي، وتفاحشا، كتب
معاوية إلى سعيد بن العاصي وهو عامله على المدينة، أن يجلد كل واحد منهما مئة سوط،
وكان ابن حسان صديقاً لسعيد، وما مدح أحداً غيره قط، فكره أن يضربه أو يضرب ابن
عمه، فأمسك عنهما. ثم ولي مروان. فلما قدم أخذ ابن حسان فضربه مئة سوط، ولم يضرب
أخاه. فكتب ابن حسان إلى النعمان بن بشير وهو بالشام، وكان كبيراً أثيراً مكيناً
عند معاوية
وهي قصيدة طويلة. فدخل النعمان بن بشير على معاوية، فقال: يا أمير
المؤمنين، إنك أمرت سعيداً بأن يضرب ابن حسان وابن الحكم مئة مئة، فلم يفعل، ثم
وليت أخاه، فضرب ابن حسان ولم يضرب أخاه: قال. فتريد ماذا ؟ قال: أن تكتب إليه بمثل
ما كتبت به إلى سعيد. فكتب معاوية إليه يعزم عليه أن يضرب أخاه مئة. فضربه خمسين،
وبعث إلى ابن حسان بحلة، وسأله أن يعفو عن خمسين. ففعل، وقال لأهل المدينة: إنما
ضربني حد الحر مئة، وضربه حد العبد خمسين. فشاعت هذه الكلمة حتى بلغت ابن الحكم.
فجاء إلى أخيه فأخبره، وقال: لا حاجة لي فيما عفا عنه ابن حسان. فبعث إليه مروان:
لا حاجة لنا فيما تركت، فهلم فاقتص من صاحبك. فحضر فضربه مروان خمسين
أخرى.
أخبرني الحسن بن علي، قال: أخبرنا أحمد بن الخحارث، قال: حدثنا المدائني،
عن يعقوب بن دواد الثقفي ومعاوية بن محارب : أن معاوية تزوج امرأة من كلب، فقال لا
مرأته ميسون أم يزيد بن معاوية: ادخلي فانظري إلى ابنة عمك هذه . فأتتها فنظرت
إليها، ثم رجعت فقالت: ما رأيت مثلها، ولقد رأيت خالاً تحت سرتها ليوضعن تحت
مكانهفي حجرها رأس زوجها. فنطير من ذلك، فطلقها، فتزوجها حبيب بن مسلمة، ثم طلقها،
فتزوجها النعمان بن بشير، فلما قتل وضعوا رأسه في حجرها.
قالوا: وكان النعمان بن
بشير لما قتل الضحاك بن قيس بمرج راهط، في خلافة مروان بن الحكم، أراد أن يهرب من
حمص، وكان عاملاً عليها، فخالف ودعا لابن الزبير، فطلبه أهل حمص، فقتلوه واحتزوا
رأسه. فقالت امرأته هذه الكلبية: ألقوا رأسه في حجري، فأنا أحق به. فألقوه في
حجرها، فضمته إلى جسده، وكفنته ودفنته.
أخبرني هاشم بن محمد أبو دلف
الخزاعي، قال: حدثنا أبو غسان دماذ، قال: حدثنا أبو عبيدة، فقال: نظر معاوية إلى
رجل في مجلسه، فراقه حسناً وشارة وجسماً، فاستنطقه فوجده سديداً. فقال له: ممن أنت؟
قال: ممن أنعم الله عليه بالإسلام، فاجعلني حيث شئت يا أمير المؤمنين. قال: عليك
بهذه الأزد الطويلة العريضة، الكثر عددها، التي لا تمنع من دخل فيهم، ولا تبالي من
خروج منهم. فغضب النعمان بن بشير، ووثب من بين يديه، وقال: أما والله أنك ما علمت
لسيء المجالسة لجليسك، عاق بزورك ، قليل الرعاية لأهل الحرمة بك فأقسم عليه إلا جلس
فجلس. فضحكه معاوية طويلاً، ثم قال له: إن قوماً أولهم غسان وآخرهم النصار،
لكرام.
وسأله عن حوائجه، فقضاها حتى رضى.
نسخت من كتاب أبي سعيد السكري بخطه:
أخبرنا ابن حبيب، قال: قال خالد بن كلثوم.
خرج النعمان بن بشير في ركب من
قومه وهو يومئذ حديث السن، حتى نزلوا بأرض من الأردن يقال لها حفي ، وحاضرتها بنو
القين. فأهدت لهم امرأة من بني القين يقال لها ليلى، هدية . فبينا القوم يتحدثون
ويذكرون الشعراء، إذ قال بعضهم: يا نعمان هل قلت شعراً؟ قال: لا والله ما قلت، فقال
شيخ من الحارث بن الخزرج يقال له ثابت بن سماك: لم تقل شعراً قط؟ قال: لا. قال:
فأقسم عليك لتربطن إلى هذه الرحة، فلا تفارقها حتى يرتحل القوم، أو تقول شعراً.
فقال عند ذلك، وهو أول شعر قاله:
يا خليلي ودعا دار
لـيلـى
ليس مثلي يحل دار الهوان
إن قينية تحـل
مـحـبـا
وحفيراً فجنبتي ترفـلان
لا تؤاتيك في المغيب إذا
ما
حال من دونها فروع قنان
إن ليلى ولو كلفت بليلـى
عاقها
عنك عائق غيروان
قال: وضرب الدهر على ذلك، وأتى عليه زمن طويل. ثم أن ليلى
القينية قدمت عليه بعد ذلك، وهو أمير على حمص، فلما رأها عرفها فأنشأ
يقول:
فإن أناسا زرتهم ثم حرمـوا
عليك دخول البيت غير
كرام
واحسن صلتها، ورفدها طول مقامها، إلى أن رحلت عنه.
أخبرني
عمي، قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد، قال: حدثني محمد بن الحسن بن مسعود، عن أبيه،
عن مشيخة من النصار، قال: حضرت وفود النصار باب معاوية بن أبي سفيان، فخرج إليهم
حاجبه سعد أبو درة - وقد حجب بعده عبد الملك بن مروان- فقالوا له: استاذن للأنصار.
فدخل إليه وعنده عمرو بن العاص، فاستأذن لهم. فقال لهم عمرو: ما هذا اللقب يا أمير
المؤمنين؟ اردد القوم إلى أنسابهم. فقال معاوية: إني أخاف من ذلك الشنعة. فقال: هي
كلمة تقولها، إن مضت عضتهم ونقصتهم، وإلا فهذا الاسم راجع إليهم. فقال له: اخرج
فقل: من كان ههنا من ولد عمرو بن عامر فليدخل. فقالها الحاجب، فدخل ولد عمرو بن
عامر كلهم إلا الأنصار. فنظر معاوية إلى عمرو نظراً منكراً، فقال له: باعدت جداً.
فقال: اخرج فقل: من كان ههنا من الأوس والخزرج فليدخل. فخرج فقالها، فلم يدخل أحد.
فقال له معاوية: أخرج فقل: من كان ههنا من الأنصار فليدخل. فخرج فقالها، فدخلوا
يقدمهم النعمان بن بشير