البعض قال إنها الثورة المضادة
مسلسـل هروب المتهمين من أقســام الشـرطة إلي أين ؟ متابعة: محمد شومان ـ محمد عبدالحميد:عادت قوات الشرطة نسبيا الي قواعدها بعد الفراغ الأمني الرهيب في اعقاب الايام الاولي لثورة52 يناير وتنفس الناس الصعداء وبدأ احساسهم بالأمان يعود من جديد ولكن الأيام الماضية اعادت الكابوس من جديد وعاد شبح الفراغ الأمني يطل علي حياتنا من جديد. البعض يرجعه لعناصر الثورة المضادة واخرون يقولون انه سلبية وعدم فا علية وآخرون يشيرون للفوضي التي تنتشر في المجتمع وعدم الحسم في المواجهة وإعمال القانون.
هروب المحتجزين من داخل أقسام الشرطة خلال الفترة الماضية وصل الي حد الظاهرة داخل الأقسام والسجون بنسبة تصل الي30% من عدد الأقسام علي مستوي الجمهورية ولكن أجرأ عملية هروب هو ما حدث بقسم الساحل عندما اقتحم بعض الأهالي ومجموعة من المسجلين92 محتجزا بالهروب بعد الاعتداء علي ضباط الشرطة واتلاف محتويات القسم وخارجه واطلقوا الرصاص, الامر لم يتوقف عند ذلك بل امتد الي قسم شرطة كفر صقر بالشرقية والذي هرب منه ايضا العديد من المحتجزين وأغرب هذه الحوادث ما شهده قسم شرطة البساتين عندما اعتدي25 محتجزا علي الضباط والهروب وأمثله الهروب من الحجز خلال الأيام الماضية كثيرة وهي أكثر من ان تحصي ولكن علي الرغم من تكرارها, فهناك محاولات باءت بالفشل كان آخرها ما حدث الاربعاء الماضي بقسم الشرطة الطالبية بالجيزة عندما حاول168 محتجزا الهروب واشعلوا النيران وحطموا الأبواب والنوافذ وحاولوا الاعتداء علي ضباط الشرطة وقبله بخمسة أيام تمكنت مباحث الجيزة من اهباط هروب55 محتجزا بقسم البدرشين واكثر هذه الحوادث غربة هو ما شهده قسم الترحيلات بالجيزة عندما حاول170 محتجزا الهروب واحدثوا ذعرا وأشعلوا النيران بداخله إلا أنه تم احباط محاولة هروبهم وفي النهاية هل سيبقي هذا المسلسل المتكرر أو أننا سوف نستيقظ يوما علي هروب جميع المحتجزين من الأقسام؟ ويظل الفاعل مجهولا أو نلقي بتهم علي عناصر خارجية تعبث بالوطن او فلول النظام السابق؟ ولكن اذا استمر القاء هذه التهم فقط علي أشخاص دون ادلة وسوف نكتشف بعد ذلك هروب الجميع وهذا ما نخاف منه ونخشاه.
اللواء عبدالوهاب خليل مساعد وزير الداخلية السابق أكد أن عمليات الهروب من الأقسام ليست منظمة كما يظن البعض لكنها ترجع الي أن معظم من يحاولون الهرب من داخل هذه الأقسام هم عبارة عن مسجلين خطر أو متهمين بسرقة بالاكراه ومعظمهم من معتادي الاجرام, فهم الذين يخططون لعملية الهروب ويجبرون من معهم في الحجز علي الاشتراك معهم لانه لا يستطيع اثنان أو ثلاثة فقط تنفيذ عملية الهروب بمفردهم بل لابد أن يكونوا جماعات وهذا ما حدث في قسم الطالبية أخيرا عندما قام12 شخصا من المسجلين ويتزعمهم شخص يدعي مصطفي عبدالحميد وهو سبق ضبطه في العديد من القضايا وكان هاربا من السجون وتم ضبطه إلا أنه حاول الهروب مرة أخري الا ان أجهزة الأمن حالت دون تنفيذ المخطط ومن هنا تري أن معظم ي الذين خططون لذلك من المتردين علي السجون ولذلك يكون تخطيطهم من السهل تنفيذه.
كيفية المواجهةلايقاف هذه المحاولات المتكررة يقول اللواء عبدالوهاب خليل: من خلال التأمين الجيد لجميع الأقسام ومنع دخول أي آلات حادة الي داخل الحجز وهي التي تستخدم في تحطيم الأبواب والنوافذ, وعدم دخول أي مواد تساعد علي الأشتعال خاصة الحقائب البلاستيكية والتي كان المحتجزون يشعلون بها النيران ويلقونها علي الضباط والقوات مما أدي الي اصابة البعض بحروق شديدة, بالاضافة الي قيام مأمور القسم ورئيس المباحث بالتفتيش علي الحجز ومراقبته علي مدي الـ24 ساعة وتعيين ضابط مخصص له وضرورة تقليل عدد المحتجزين داخل الحجز ليسهل السيطرة عليهم.
خوف الضباطويشير مساعد وزير الداخلية السابق الي ان معظم العمليات التي تمت والتي سوف تتم خلال الأيام القادمة لن تتوقف وهذا يرجع الي خوف بعض الضباط الذين مازالت أيديهم مرتعشة ولا يمارسون عملهم مع معتادي الاجرام, وأنهم لم يستطيعوا التفرقة بين معاملة الشرفاء ومعاملة المجرمين فما حدث خلال الفترة الماضية يرجع الي أن الضباط يتركون المساجين يهربون ولا يقومون بمطادرتهم خوفا من المسئولية لانهم لو قاموا بمطاردتهم سوف يضطرون الي اطلاق الرصاص عليهم وفي هذه الاثناء سوف يسقط بعضهم وهنا يخاف الضابط من المساءلة القانونية كما حدث خلال أحداث ثورة25 يناير وما بعدها وسقوط عدد من الشهداء والمصابين برصاص الشرطة.
وحبس بعض الضباط في هذه الأحداث جعل زملاءهم الموجودين في الأقسام الآن يخافون من اطلاق الرصاص علي المجرمين حتي وإن كانوا محتجزين داخل حجز قسم الشرطة خوفا من العقوبة وان كان هذا ليس سببا مبررا ولكن للأسف الشديد هذا ما يفعله الضباط الآن.
أهالي المحتجزين
ويضيف أن أهالي المحتجزين داخل هذه الأقسام الذين هربوا أو الذين يحاولون يساعدون في هروبهم من خلال التجمهر أمام الأقسام ورشقها بالحجارة ورشق القوات بل انهم يقطعون الطرق, مما يحدث حالة من الهرج والذعر ويتم الاستعانة بالقوات المسلحة في محاولة للسيطرة عليهم.
والحل للقضاء علي محاولات الهروب هو عودة الشرطة كما ينبغي في مكافحة الجريمة وتأدية دورها علي الوجه السليم.
العقاب الرادعالعقاب الرادع لمنع تكرار هذه الحوادث يكون باحالة جميع المحرضين علي الهروب الي النيابة العسكرية وهي التي تتخذ أحكاما رادعة في أيام معدودة عند ذلك سيقل الهروب, وهذا ما حدث بقسم العجوزة قبل ثلاثة أسابيع عندما تم حرق الحجز به كان الحكم من قبل المحكمة العسكرية بالسجن ما بين5 و6 سنوات للمتهمين الخمسة المحرضين وكذلك ماحدث بحجز الترحيلات حيث تم الحكم ايضا علي الاربعة المحرضين بالسجن ما بين4 و6 سنوات وتنفيذ هذه الاحكام سوف يقلل من محاولات الهروب.