بلاد العالم ...
حتى شعارهم تغير ...
انتقدت أحزاب
وجمعيات فرنسية أوضاع حقوق الإنسان في البلاد التي شهدت ميلاد الإعلان العالمي
لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر/كانون الأول 1948.
واعتبرت هذه الهيئات في بيانات وتصريحات أصدرتها، أمس بمناسبة
تخليد الذكرى الستين لإقرار الإعلان، أنه يتوجب على
حكومة الرئيس نيكولا ساركوزي السهر على احترام حقوق الإنسان بالداخل قبل الترويج
لها بالخارج.
فشل داخلي
فمن جانبه أكد الحزب الاشتراكي
الفرنسي -أكبر تنظيمات المعارضة- أنه يتعين على السلطات الفرنسية ألا تسعى لتحسين
أوضاع حقوق الإنسان ببعض البلدان الأجنبية فحسب، وإنما عليها أيضا أن تعمل على
احترام تلك الحقوق داخل البلاد.
وانتقد الحزب ما سماها انتهاكات حقوق
المهاجرين والرقابة الأمنية المشددة على الأفراد والممارسات البوليسية المشبوهة
ومساطر القضاء الاستعجالية بالبلاد.
مولود عونيت
(الجزيرة نت)من
جانبه رأى رئيس جمعية الحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب، مولود عونيت
أنه يحق لفرنسا أن تفخر بأنها كانت البلد الذي ولد فيه إعلان حقوق الإنسان والمواطن
بعد قيام الثورة الفرنسية عام 1789 ثم شهد ميلاد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في
1948.
وأضاف للجزيرة نت أنه يتعين على فرنسا
أيضا أن تعترف بأنها "انتهكت نفس المواثيق في مستعمراتها السابقة وأنها لم تستطع
بعد التقيد بها فيما يتعلق بالتعامل مع المهاجرين وأبنائهم الذين كثيرا ما يعانون
من الحيف والظلم والتمييز في حياتهم اليومية". وانتقد الناشط الحقوقي بشدة ظاهرة "عداء الإسلام" التي وصفها
بالمتصاعدة في البلاد، منددا بقيام مجهولين ليلة الثلاثاء الماضية بتدنيس أضرحة
جنود مسلمين مدفونين بمقبرة نوتردام دي لوريت قرب مدينة آراس بشمالي
البلاد.
ورأى أن هذا الاعتداء الثالث من نوعه في ظرف سنة يكشف عدم فاعلية
الإجراءات الحكومية إزاء هذا الشكل من العنصرية الذي اعتبره "امتدادا للعنصرية ضد العرب".
إقرار رسمي
وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر، قد اعترف في مقابلة صحفية مؤخرا
بوجود مشاكل مرتبطة بحقوق الإنسان في بلاده واصفا بعضها بالمخجلة، ورأى أن
الانتقادات التي تعيب على الغرب "غطرسته وكيله بمكيالين" في مجال الدفاع عن حقوق
الإنسان "صحيحة جزئيا".
كوشنر يتحدث للصحفيين في الذكرى الستين لإعلان حقوق الإنسان
(الفرنسية)وألمح كوشنر -الذي كان من أوائل الساسة الغربيين
الذي أطلقوا فكرة "التدخل الإنساني" التي تتعارض مع مبدأ سيادة الدول- إلى أن
مواقفه الشخصية تلك ربما كانت خاطئة وغير واقعية مؤكدا أن هناك "تناقضا مستمرا بين
حقوق الإنسان، والسياسة الخارجية لأي دولة حتى وإن كانت فرنسا".
وكشف الوزير الفرنسي عن كونه هو الذي اقترح على الرئيس نيكولا
ساركوزي إنشاء وزارة دولة مكلفة بالدفاع عن حقوق الإنسان في العالم، لكنه عبر عن
ندمه على ذلك الاقتراح، مؤكدا أن وجود تلك الوزارة يعد "خطأ".