كابتن أحمد منصور مشرف
عدد الرسائل : 6488 بلد الإقامة : المدينة الفاضلة العمل : الحالة : نقاط : 17058 ترشيحات : 47 الأوســــــــــمة :
| موضوع: أبوعبدالله أحمد بن يحيى.. ذو النون المصري 26/4/2011, 11:00 | |
| أبوعبدالله أحمد بن يحيى.. ذو النون المصري
من الذين زهدوا في الدنيا وملذاتها محاولة منهم في التقرب الى الواحد القهار, اتفق المؤرخون على اسمه, بعد أن جاء الى مصر وأصبح ذو النون المصري وعرف بهذا الاسم واشتهر, كما أجمع العلماء على أنه ولد بالنوبة, وبعد ذلك اتجه الى أخميم, وأنه كان يحب الأدب, ويقول الشعر في مقتبل حياته.
بدأ ذو النون حياته كما يروي لنا صلاح عزام مؤلف كتاب "الأولياء الثلاثة" في وسط قوم متوسطي الحال, أو هم أقرب الى اليسر منهم الى الحاجة, وتلقى علومه في بلاد النوبة, وتعرف على مناهج التفكير كلها, وعندما بلغ سن الشباب كان قد ألم بكثير من العلوم, فحفظ القرآن الكريم, وتعرف على المذاهب المختلفة وتأثر بموطأ بن مالك.
نقطة التحول
قال يوسف بن الحسين: حضرت مجلس ذي النون يومًا وجاء سالم المغربي فقال يا أبا الفيض ما كان سبب توبتك? فقال: عجب لا تطيقه, فقال: ألا أخبرتني.
فقال ذو النون: أردت الخروج من مصر الى بعض القرى, فنمت في الطريق في بعض الصحاري ففتحت عيني فاذا أنا ب¯"قبرة" عمياء سقطت من وكرها على الأرض فانشقت الأرض فخرج منها ضبان أحدهما ذهب والآخر فضة, وفي أحدهما سمسم وفي الأخر ماء فجعلت تأكل من هذا وتشرب من هذا, فقلت حسبي سبحان ربي العظيم القادر الذي عرف السر والنجوى, ويرزق الأضعف والأقوى, لقد أطعم الطير الأعمى ولم يتركه يشقى, وما أجدر الانسان أن يتذكر ويخشى فتبت ولزمت الباب الى أن قبلني الله عز وجل.
وفي موقع آخر قال ذو النون : كنت يومًا على شاطئ النيل فرأيت عقربًا فأردت قتلها فهربت وركبت على ظهر ضفدعة, فقامت بها حتى وصلت الى الجانب الآخر, فنزلت عن ظهرها, فاذا برجل نائم وهو سكران وثعبان قد أقبل ليلدغه, فأسرعت العقرب نحو الثعبان فلدغته فتقطع, فأيقظت الرجل فنهض مذعورًا, فأخبرته فطرق ثم قال: يا رب هكذا رحمتك على من عصاك, فكيف بمن أطاعك, فوعزتك لا أعصينك أبدًا.
يتضح في هاتين القصتين اللتين أجمع عليهما المؤرخون أن ذا النون كان في هذه الفترة من حياته يمر بمرحلة حرجة, اذ كان يبحث عن معالم الطريق الى الحق تبارك وتعالى.
ومنذ هذه اللحظة, كما أشار كتاب "الأولياء الثلاثة" عرف ذو النون طريقه وبدأ يفكر بعمق في الاسلام والمسلمين, وفي هذا يحدثنا قائلا: لقد تجنبت الناس ¯ يقصد المجموعة التي كان يقابلها من قبل ليطارحها الأدب ويتحدث معها في أمور عدة ¯ حتى وصف لي رجل بجبل المقطم فقصدته, فمكثت عنده أربعين يومًا, ثم سألته فيم النجاة? فقال: في التقوى والمراقبة, قلت: زدني, قال: ان لله عبادًا حالفوه فسقاهم كأسا من محبته فهم في شرابهم عطاشى, وفي عطشهم سكارى, ونزل من المقطم ليبدأ رحلاته بحثًا عن التقوى والمراقبة.
سعدون المجنون
خلال الحج وأثناء الطواف يقول ذو النون: بينما أنا أطوف وقد هدأت العيون ببيت الله الحرام, اذا بشخص قد حاذى البيت وهو يقول.. (ربي عبدك المسكين الشريد بين يديك, أسالك من الأمور أقربها ومن الطاعات أحبها وأسألك بأصفيائك من خلقك الكرام من الأنبياء عليهم الصلاة السلام, الا سقيتني بكأس محبتك وكشفت عن قلبي أغطية جهل معرفتك حتى أرقى بأجنحة الشوق اليك فأناجيك في أركان الحق بين رياض العرفان.)
ثم بكى.. حتى سمعت وقع دموعه على الحصى, ثم ضحك, وانصرف فتبعته وقلت في نفسي هذا اما عارف واما مجنون, فخرج من المسجد وأخذ نحو ضراب مكة ثم التفت الي وقال: مالك ارجع, فقلت: ما اسمك يرحمك الله, قال: عبد الله, قلت: ابن من?, قال عبد الله, قلت: قد عرفت أن الخلق كلهم عبيد الله وبنو عبيده فما اسمك? قال: سماني أبي سعدون, قلت: المعروف بالمجنون, قال: نعم, قلت: فمن القوم الذين سألت الله تعالى بهم وبحرمتهم?, قال: أولئك قوم قد ساروا الى الله تعالى سير من نصب المحبة بين عينيه تجردوا تجرد من أخذت الزبانية بقلبه ثم التفت الي وقال: يا ذا النون, قلت نعم: قال: بلغني أنك تقول قل شيئًا أسمع من أسباب المعرفة, قلت: أنت الذي يقتبس من علمك, قال: حق السائل الجواب.
العودة الى مصر
عاد ذو النون من الشام, الى مكة المكرمة, يشده الحنين وروائح أرض الدعوة الطاهرة, ولكنه لم يقم بها طويلا, لأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يكون له في مصر مقام, داعيًا الى الحق تبارك وتعالى وواحدًا من علمائها, وأن تكون أرض مصر بالنسبة له مركزًا لانطلاق دعوته.
استقر المُقام بذي النون في الجيزة, وأصبح له مكان بعد الحاح الناس عليه ليُعلم طالبي العلم والمعرفة فيه, ويلتقي بالوافدين اليه من كل مكان بعد أن اشتهر أمره وأصبحت عبارته التي قالها من قبل حقيقة واقعة وهي (فررت من الناس فكتب علي أن أجالدهم ويجالدونني).
وعرف الناس صلاحه, وصار له بالمسجد الذي اتخذه حلقة علم, يروي فيها الأحاديث, ويُعلم الناس العلم والمعرفة حتى ليقول عنه مسلمة بن قاسم كان عالمًا صالحًا, زاهدًا ورعًا, مفتيًا في العلوم, واحد عصره.
وفاته
عاش ذو النون المصري حياة مليئة بالزهد والرجاء في التقرب الى الله منذ أن هداه الله الى طريقه حتى رقد في فراش الموت, ولم يطل به الأمد ولم يهتز بالمرض, فكان شوقه للقاء الله عظيمًا حتى ان أصحابه سألوه ساعة احتضاره عما يشتهيه فقال.. أن أعرفه قبل موتي.
ثم طلب من أصحابه أن ينصرفوا مشكورين وكما يقول حتى "لا تشغلوني", ودخلوا عليه بعد لحظات ليجدوه يتلو قول الله تعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضى) ثم صمت الى الأبد.
صلى عليه الآلاف وبعدها شيعوه الى مدفنه بمشهده المعروف, القريب من ضريح عقبة بن نافع. |
|
أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37123 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: أبوعبدالله أحمد بن يحيى.. ذو النون المصري 27/4/2011, 00:39 | |
| شكرا لك أحمد بك ولا تطل الغياب |
|
أيام زمان عضو فضى
عدد الرسائل : 1314 بلد الإقامة : مصر المحروسة احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 7937 ترشيحات : 3 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: أبوعبدالله أحمد بن يحيى.. ذو النون المصري 16/11/2016, 00:25 | |
| السلام عليكم جزاكم الله خير علي هذه المعلومات وهذاالنشاط وجعله الله في ميزان حسناتكم أنتم فعلا منتدي يستحق المتابعة
|
|