دراسة: سكان المدن يعانون ضغوطاً أكثر من الريفكتب – محمود الفقي:كشفت دراسة حديثة أن سكان الريف أقل عرضة للضغط العصبي والقلق من نظرائهم الساكنين في المدن، وأرجعت ذلك إلى أن هناك أجزاء معينة من المخ تكثف عملها فقط حسب المكان الذي يعيش الإنسان فيه، وهو ما يؤدي إلى اختلاف كفاءة أداء وظائف المخ حسب المنطقة.
وذكرت صحيفة (تليجراف) البريطانية أن دراسات سابقة قد توصلت إلى نفس النتيجة، حيث أشارت إلى أن أولئك الذين وُلدوا وتربوا في المدن كانوا أكثر ميلاً للمعاناة من القلق أو اختلال المزاج من نظرائهم في القرى. لكن الأسباب البيولوجية وراء هذا لم تكن معلومة، إلى أن جاءت هذه الدراسة التي نشرتها مجلة (نيتشر)، التي أظهرت أن أجزاءً مختلفة من المخ تؤدي وظائفها بصورة تختلف باختلاف المكان الذي يعيش فيه الإنسان.
وأوضحت الصحيفة أن السكن في المدن يجعل هناك ضغطاً أكثر على لوزة المخ "أميجدالا" المسئولة عن تنظيم العاطفة والمزاج بينما يظهر نشاط أكبر عند سكان القرية في القشرة الحزامية المسئولة عن تنظيم الضغط العصبي.
ونقلت الصحيفة عن د. جينز بروسنر من معهد دوجلاس الجامعي للصحة النفسية قوله: "النتائج السابقة أظهرت أن خطورة الاضطرابات التي يسببها القلق أعلى بمعدل 21% عند ساكني المدن الذين يعانون أيضاً من زيادة بنسبة 39% في اختلال الأمزجة".
وأضاف قائلاً: "كما أنه من المرجح أن مرض انفصام الشخصية (الشيزوفرينيا) يتعرض له ساكنو المدن بنسبة تصل إلى ضعف ما يتعرض له أهل الريف. وهذه النسب سبب يدعونا للانزعاج ومن ثم للبحث بيولوجياً وراء هذه المشكلة لعلاجها".
واستطردت الصحيفة أن بروسنر قام بمشاركة زملائه بدراسة سلسلة من فحوصات المخ من متطوعين أصحاء من مناطق حضرية وريفية، حتى توصلوا إلى النتائج التي جاءت بالدراسة. وقال د. بروسنر "ترجح هذه النتائج أن أجزاء مختلفة من المخ حساسة لتجربة العيش في المدينة أثناء أوقات مختلفة من عمر الإنسان. ومن ثم يجب أن توضح الدراسات المستقبلية الرابط بين علم أمراض النفس وتلك التأثيرات في الأفراد ذوي الاضطرابات النفسية والعقلية. وتكشف هذه النتائج خطورة العيش في المدن على الصحة النفسية بالذات والصحة الجسدية بوجه عام".
واختتم د. بروسنر بقوله إن الحاجة ماسة لربط العلوم الاجتماعية بالعلوم العصبية بل والسياسة العامة للاستجابة لتحدي الصحة الكبير المتمثل في التحضر!!!