الأخ صادق جعفر المحترم ,,,
تحياتي لك ولجميع الأخوة من أساتذة وطلبة دراسات عليا وأولية في الجامعة المستنصرية مع سلامي الخاص إلى عميدكم د. سمير مسلط الهاشمي , أرجوا أن تبلغه سلامي وتحياتي الخاصة ! لقد أسعدني جداً مناقشة هذا الموضوع معك وهو مصطلح ( الفورمة الرياضية , وحالات ومكونات التدريب الرياضي ) وبما أنك طالب دكتوراه وهي الدرجة العلمية الأكاديمية العالية , لما إستمرت مناقشتنا على المستوى والشكل الذي هو عليه , كما أن الحوار والنقاش العلمي الذي ينبني على الدلائل الموضوعية هو الطريقة العلمية التطبيقية الرئيسية التي يستفاد منها الطالب جداً . لذلك وبعد قراءة مداخلتك الأخيرة في هذا النقاش العلمي أسجل لك مداخلتي التالية حول أسئلتك على موضوع المصطلح ومكونات أو حالات التدريب الرياضي :
( الأنموذج الرياضي ) وهو المصطلح المقترح من قبلنا والبديل عن مصطلح الفورمة الرياضية يعني :
مرحلة تكامل بناء جميع متطلبات الإنجاز الرياضي العالي , أي هي حالة الرياضي البدنية والصحية والنفسية الآنية المثلى وإستعداده الكامل لتحقيق أفضل إنجازاته الرياضية الممكنة .
لذلك فهي حالة لا تتحدد بنقطة ولا هي عتبة ولا زمن محدد ولا تكون جسراً يقع بين مرحلتين لأجل العبور عليه إلى مرحلة تالية ! لذا فأننا يمكن أن نطلق عليها بحالة الإستعداد المثالي العالي الراقي الذي يصل فيه الرياضي وبصورة فردية أو فرقية للأداء الأقصى وقمة الإنجاز جراء البناء الشامل والكامل لجميع المتطلبات الضرورية والخاصة بتلك الفعالية أو اللعبة الرياضية . كما أن هذه الحالة للإستعداد العالي الراقي للرياضي التي يكتسبها من مراحل التدريب السابقة ويتأهل فيها لخوض البطولات والسباقات المهمة الرئيسية والتي عبر عنها سابقاً ( بالفورمة الرياضية ) وإقترحنا مصطلح ( الأنموذج الرياضي ) لا يستطيع الإنسان إكتسابها بمفرده إلا بمساعة الآخرين من ( العائلة , المدرب , الإداري , الإتحاد , اللجنة الأولمبية , مركز الطب الرياضي , الإستشاري النفسي ...إلخ ) , ولكل رياضي في أي فعالية أو نشاط أو لعبة رياضية فترة زمنية يجب أن يكتسب فيها هذه الحالة ( الأنموذج الرياضي ) يتم التخطيط لها مسبقاً لأجل رفع متطلبات الإنجازات الرياضية العالية كما في مواعيد البطولات العالمية والدورات الأولمبية , التي يتوقع فيها تحقيق قمة الإنجاز الرياضي . وقد تختلف مستويات هذه الحالة ( الأنموذج الرياضي ) من رياضي إلى آخر لأنها فردية الأكتساب والظهور , ويمكننا تحديدها بالألعاب الفردية أفضل من الألعاب الفرقية جراء الإنجازات في الإختبارات والسباقات والتجارب التحضيرية , وصعوبة تحديدها بالألعاب الفرقية كون خواصها الفردية لكل رياضي من أعضاء الفريق , وبشكل عام فأن مستوى أداء الفريق من جميع النواحي البدنية والتكنيكية والتكتيكية والنفسية والإرادية وغيرها ونتائجه الإيجابية في المباريات يمكن أن نطلق عليه أي على الفريق بأنه وصل مرحلة العطاء الراقي ( الأنموذج الرياضي ) .
أما الإخفاقات الرياضية الفردية والفرقية التي تحصل للرياضيين أو الفرق بالألعاب والبطولات العالمية والأولمبية , يمكن لنا أن نعزيها إلى عدم التمكن من التوصل إلى حالة ( الأنموذج الرياضي ) كأهم سبب للإخفاق في التخطيط السنوي للتدريب الرياضي لتلك السنة أو تلك الدائرة التدريبية الكبرى .
ولو أن المصطلح أو التسمية المقترحة جديدة وغريبة على أكثرنا لأننا نسمعهاً الآن بعد أن كانت الفورمة الرياضية هي التي تعودنا على سماعها بآذاننا , ونطقنا بها بألسنتنا , إلا أننا يجب أن نبدأ بإستخدام المصطلحات المعربة والخاصة بنا إن شئنا أو أبينا ولهذا أنشأنا منتدى المفاهيم والمصطلحات الرياضية في هذه الأكاديمية الرياضية العراقية . لقد عانى طلبة الدراسات العليا كثيراً في مناقشاتهم من المصطلح المستخدم , وكذلك الأساتذة في تأليفهم وكتابتهم للكتب ونقلوا ما كتبه الآخرين في كتبهم التي ترجموها حسب قدراتهم وإمكاناتهم الذاتية , ولم يبادر أحد على طرح البديل ولو على واحداً من تلك المصطلحات والمفاهيم غير المعربة . ويبقى المصطلح المستخدم بالمصادر والكتب العربية والمترجم من الكتب الأجنبية عرضة للجدل والنقاش ما لم نتبنى نعديله أو إستبداله جراء اللآراء والنقاشات الواسعة والبناءة !؟
ومما تقدم إقترحنا هذا المصطلح ( الأنموذج الرياضي ) كبديل للفورمة الرياضية , وكذلك (متطلبات الإنجاز الرياضي العالي ) كبديل لحالات أو مكونات أو عناصر التدريب الرياضي , وذلك لإعتقادنا الشخصي الذي بنيناه على الخبرة الطويلة في ميدان علم التدريب الرياضي العملي والنظري , وعلى الدراسات والقراءآت الكثيرة في المصادر والكتب العربية والأجنبية منها الإنكليزية والألمانية , بأن هذه المتطلبات لا يمكننا حصرها بخمسة نقاط كما جاء به الرأي الأول , ولا بثلاثة نقاط كما جاء به الرأي الثاني , ويبقى على الإنسان أن يبادر بنفسه على طرح البديل ووضع الحجج والبراهين اللازمة لإثبات مزاعمه أو التراجع عنها في حالة عدم تحقيق ذلك , كما ويعتمد الأخذ بالرأي أو التخلي عنه تأييداً من عدد من الخبراء , وهذا كما يجري في لجان مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه الآن .
_________________
الدكتور أثير محمد صبري الجميلي
المشرف العلمي العام
عضو الاكاديمية الرياضية العراقية