تحتفل مصر وشعبها الأصيل هذه الأيام بذكرى تحرير أرض سيناء الحبيبة وعودتها إلى أحضان الوطن الأم فى 25 أبريل 1982، حيث اكتملت مراحل الإنسحاب الإسرائيلى من سيناء عدا طابا التى استردت فى مارس 1989، وقد تم اعتبار هذا اليوم عيداً قومياً لمصر، والحديث عن محافظتي سيناء ليس بحديث عادى، ولكنه حديث عن جزء أو عضو هام فى جسد مصر الكنانة، فسيناء التى حباها اللـه بكل مقومات الحياة [مناخ - تربة جيدة - معادن - ثروة سمكية - بترول .. إلخ] ، حيث لم تنم العيون المصرية منذ سرقتها في حرب يونيو 1967 وإنتفض جيش مصر العظيم في السادس من أكتوبر 1973 وقاد مسيرة ظافرة لتحرير أرضنا العزيزة وسالت الدماء الذكية على أرضها حتى عادت سيناء إلى أحضان المصريين .
وذكرى تحرير سيناء تمثل مناسبه غاليه على نفوس كل أبناء هذا الوطن باعتبار هذه الذكرى أحد الأيام الجليلة التى تمكن فيها المصريون من تأكيد سيادتهم على أراضيهم، وأن ما تم على أرض سيناء يمثل ملحمة صاغها أبناء مصر بفكرهم وجهدهم، فقد كانت سيناء وستظل أرض جميع المصريين، ولذا فقد شهدت أرضها منذ التحرير تنميه شاملة تمثل قيمة مُضافة للاقتصاد القومى وحياة مُتميزة لأبناء الوطن، فتحية إلى القوات المُسلحه فى هذه الذكرى الغالية لكل ماقدمته ولاتزال تقدمه من عطاء من أجل أمن مصر وعزتها.
وكان لتصميم المصريين على تغيير وجه سيناء بعد أن شوهته الحروب المتتالية لتصبح سيناء أرض النماء والرخاء، وعبر سنوات العمل المنظم وتشجيع القطاع الخاص أصبحت سيناء من أكثر المناطق المصرية حيوية من خلال مشروعات التعدين والزراعة والسياحة، التى جعلت منتجعاتها السياحية على كل لسان عالمياً، وأصبحت منطقة جذب للسياحة من كل أنحاء العالم.
لمحة تاريخية عن سيناء:
هناك خلاف بين المؤرخين حول أصل كلمة "سيناء "، فقد ذكر البعض أن معناها "الحجر" وقد أطلقت على سيناء لكثرة جبالها، بينما ذكر البعض الآخر أن اسمها فى الهيروغليفية القديمة " توشريت " أى "أرض الجدب والعراء"، وعرفت فى التوراة باسم "حوريب"، أى الخراب، لكن المُتفق عليه أن اسم سيناء- الذى أطلق على الجزء الجنوبى من سيناء- مُشتق من اسم الإله "سين" إله القمر فى بابل القديمة.
أما بالنسبة لكلمة "الطور" التى كانت تطلق على سيناء فى المصادر العربية، فهى كلمة آرامية تعنى "الجبل"، وهذا يعنى أن طور سيناء تعنى "جبل القمر"، وكان قدماء المصريين يُطلقون على أرض الطور اسم "ريثو"، بينما يُطلقون على البدو فى تلك المنطقة بصفة عامة اسم "عامو".
وفى عام 1905 توصل الباحث "بترى" إلى اكتشاف إثنى عشر نقشاً عُرفت "بالنقوش السينائية"، عليها أبجدية لم تكن معروفة فى ذلك الوقت، وفى بعض حروفها تشابه كبير مع الهيروغليفية، وظلت هذه النقوش لغزاً حتى عام 1917 حين تمكن عالم المصريات "جاردنر" من فك بعض رموز هذه الكتابة والتى أوضح أنها لم تكن سوى كتابات كنعانية من القرن الخامس عشر قبل الميلاد من بقايا الحضارة الكنعانية القديمة فى سيناء.
وعبر ذلك التاريخ لعبت سيناء دوراً مهماً كما يتضح من نقوش "وادي المغارة" و"سرابيط الخادم"، فقد كانت سيناء بالفعل "منجما" للمواد الخام كالنحاس والفيروز، حيث كان يستخرج المصريون القدماء ما يحتاجونه فى الصناعة، كما كان سُكان شمال سيناء وهم "الهروشاتيو" (أى أسياد الرمال) ، وجنوبها وهم "المونيتو" الذين ينسبون لساميى اللغة، كانوا يشتغلون بالزراعة حول الآبار والينابيع، فيزرعون النخيل والتين والزيتون وحدائق الكروم، كما يشتغلون بحرف الرعى على العشب المتناثر فى الصحراء، ويرتادون أسواق وادي النيل فيبيعون فيه ما عندهم من أصواف وعسل وصمغ وفحم ويستبدلونه بالحبوب والملابس.
وتدل آثار سيناء القديمة على وجود طريق حربى قديم وهو طريق حورس الذى يقطع سيناء، وكان هذا الطريق يبدأ من القنطرة الحالية، ويتجه شمالاً فيمر على "تل الحى" ثم "بير رومانة" بالقرب من "المُحمدية"، ومن "قطية" يتجه إلى "العريش"، وتدل عليه بقايا القلاع القديمة كقلعة "ثارو"، ومكانها الآن " تل أبو سيفة " ، وحصن "بوتو" سيتى الذى أنشأه الملك "سيتى الأول"، الذى يقع الآن فى منطقة "قطية".
كانت هناك حضارات مزدهرة فى سيناء خلال فترات التاريخ القديم، فكانت سيناء بمثابة منجم المعادن الذى مد حضارة مصر القديمة بما تحتاجه، ولم تكن تلك صحراء خالية من العُمران، كما اتضح وجود صلات وثيقة بين سيناء ووادى النيل طوال تلك الفترة، ولم يكن هناك انفصال تاريخى بينهما، ويدل على ذلك تلك الآثار المصرية الموجودة على أرض سيناء.
ولعل هذه المناسبة تدعونا للحديث عن تاريخ سيناء المجيد خاصة بعد عودتها بالكامل إلى الأراضى المصرية، وما تم خلاله من إنجازات على كافة الأصعدة " سياسياً .. اقتصادياً .. اجتماعياً .. إلخ " ....
تاريخ سيناء القديم:
سيناء "أرض الفيروز" كما يُطلق عليها لها تاريخ عريق منذ أيام الفراعنة لليوم، وقد لعبت سيناء دوراً هاماً فى تاريخ مصر فقد كانت طريقاً للجيوش وأرضاً للمعارك وعلى ترابها سالت دماء الذين كانوا يحرسون بوابة مصر الشرقية، كما شهدت تقدم جيوش صلاح الدين الأيوبى عندما طارد الصليبيين انتصرت عليهم فى معركة حطين عام 1187م، وعلى أرض سيناء تم إيقاف تقدم المغول والقضاء عليهم فى معركة عين جالوت 1260م، كما شهد عام 1956م العدوان الثلاثى على مصر، وفى عام 1967م وقع على أرضها حرب الأيام الستة التى انتهت بإحتلال إسرائيل لسيناء، وفى عام 1973 شهدت أرض سيناء العبور العظيم للقوات المسلحة المصرية وإسترداد الأرض، وفى مارس 1989 تم رفع العلم المصرى على طابا والتى كانت آخر بقعة من الأرض تم إسترجاعها وأصبح هذا التاريخ هو العيد القومى لمحافظة جنوب سيناء.
موقعة قادش بين مصر والحيثيين
فى الألف الثالث والثانى ق.م لم تكن سورية مستقلة سياسياً، ولكنها كانت ممالك مجزأة للعموريين وهم سكان الغرب، وكانت عاصمتهم "مارى" التى قضى عليها حمورابى البابلى عام 1800ق.م، وقد لعب العموريون دوراً كبيراً فى الشمال فى الألف الثالث وأوائل الألف الثانى ق.م، ثم انتقل نفوذهم إلى الجنوب، ولقد تعرضت بلاد "عمورو" لضغط الحيثيين من الشمال، وضغط المصريين من الجنوب.
مع مطلع القرن 14ق.م تقدم الحيثيون من الشمال لاحتلال سورية بقيادة "شوبيلو ليوماش"، فخضعت له جميع المناطق من الفرات إلى البحر ووصل إلى "قادش" التى كانت أقصى حدود سلطة مصر، و"قادش" النبى مندو تقع جنوب غرب حمص وكانت مملكة مستقلة، ولأن الحيثيين لم يستطيعوا الاستقرار فى سورية بسبب حروبهم مع الميتانيين، عادوا إلى سورية فى حرب ثانية للسيطرة على الميتانيين. ولوضع حد نهائى لتدخلهم فى سورية.
لقد أسس ملك الحيثيين نظاماً جديداً فى سورية يقوم على حُكم الولايات من أهل البلاد، وكان لتقدم هؤلاء الحكام تحت جناح الحيثيين أثره فى إثارة مصر إذ كانت دمشق واقعة على حدود مصر أيام "أمنحوتب الرابع" إخناتون.
وفى عصر "مور شيليوش" ابن "شوبيلو ليوماش" الذى مات فى عصر "توت عنخ أمون" عام 1310ق.م حافظت الإمبراطورية الحيثية على حدودها، ولكن "سيتى الأول" تسلم الحُكم فى مصر وقاتل الحيثيين لوقف توسع نفوذهم، ولعله لم يحسم النزاع، إذ أن ابنه "رمسيس الثانى" الذى استلم الحُكم سنة 1290ق.م، قرر خوض الحرب ضد "مواتاليش" ملك الحيثيين فى "قادش".
سيناء معبر الأنبياء
• لسيناء أهمية دينية كبرى لكل الأديان السماوية لأن هناك العديد من الأنبياء والرسل الذين اجتازوا أرضها أثناء زيارتهم لمصر ومنها عرفت بأرض الأنبياء والرسل وجاء ذكرها في مواضع عديدة من القرآن الكريم فورد ذكرها في سورة التين بقوله تعالى: "والتين والزيتون وطور سينين" كما جاء ذكرها في سورة الطور فقال عز وجل "والطور وكتاب مسطور" الطور1:2 وقال تعالى" "هل أتاك حديث موسى إذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى" طه12 وقوله تبارك وتعالى: "وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة" البقرة93 وقوله تعالى: "وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا" مريم52 وقوله: "وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك" القصص 46 وهذا يدل على قدسية أرض سيناء.
من هم الأنبياء والرسل الذين زاروا مصر ومروا على سيناء ؟
اجتاز أرض سيناء أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم مع زوجته سارة وابن أخيه لوط عليه السلام عام 1890ق.م وتزوج هاجر المصرية . كما اجتازها سيدنا يوسف عليه السلام " عام 1780ق.م الذي التقطه بعض السيارة وباعوه إلى عزيز مصر كما مر بها أبوه سيدنا يعقوب عليه السلام وأولاده الأسباط عند قدومهم للحياة في مصر عام 1706ق.م. وسيدنا أيوب "هايوب" عام 1300ق.م وشعيب الذي عاش بين أرض مدين وأرض سيناء عام 1250 ق.م كما عاش على أرضها سيدنا موسى الذي ناجى المولى عز وجل من فوق جبل الطور وعلى أرضها الطاهرة تلقى الرسالة ونزلت آيات الله لليهود عام 1218ق.م وخرج بالتوراة من مصر وأخوه هارون كما تقابل مع الخضر في جنوب سيناء عند مجمع البحرين.
وفي سيناء عاش النبي داوود عام 1005ق.م وحمل أناشيده وقام اليهود بترتيلها في صلواتهم وأطلقوا عليها مزامير داود والنبي صالح الذي عاش بين سيناء ومدين. ومن أرض سيناء دخلت العائلة المقدسة عام 2م وكانت تتكون من السيدة العذراء ومعها السيد المسيح الطفل إلى الأرض الآمنة أرض الإله وخرج السيد المسيح عيسى عليه السلام من مصر بعد قضائه سبعة عشر عاماً في أحضان العقيدة حاملاً رسالة الإنجيل ينشرها لا في أرض فلسطين وحدها التي كان يحكمها الرومان عبدة الأوثان بل لينشرها في عالم الغرب بأكمله الذي كان يحكمه الرومان ويسيطرون على مقدراته.
سيناء فى العصر الإسلامى
كانت سيناء أحد أهم المعابر خلال القرون الأولى من الفتح الإسلامى، وعبرها "عمرو بن العاص" عند قدومه لفتح مصر عام 641 /. وهناك العديد من الهجرات التى عبرت سيناء منذ الفتح الإسلامى فأخذت تزداد على سيناء خلال العصرين "الأموى - العباسى"، ثم أخذت تقل بشكل ملحوظ منذ عصر "طولون"، نتيجة انهيار النفوذ العربى خلال العصر العباسى الثانى، وتزايد نفوذ عناصر أخرى كالفرس والأتراك.
تعرضت سيناء لمحاولة الغزو من قبل الصليبيين خلال الحروب الصليبية، حيث قام "بلدوين الأول" حاكم بيت المقدس الصليبى بالتوغل فى وادي عربة للسيطرة على المنطقة الواقعة جنوبى البحر الميت، ثم شيد سنة 1115م حصن الشوبك ليكون مركزاً يمكن للصليبيين منه السيطرة على وادي عربة بأكمله، وفى العام التالى "سنة 1116" خرج "بلدوين" فى حملة أخرى، وسار حتى "أيلة" على ساحل خليج، وشيد فى أيلة قلعة حصينة ليستطيع التحكم فى الطريق البرى للقوافل بين مصر والشام.
واستمر بلدوين فى استراتيجيته الرامية إلى السيطرة على شبه جزيرة سيناء والطرق المؤدية إليها، فبنى قلعة "وادي موسى" فى عام 1117م، وفى العام التالى خرج بلدوين بحملة عبر الطريق الشمالى الذى يمر بشمال سيناء، ووصل إلى "الفرما [السويس حاليا]" حيث أحرقها.
وقد تعرضت العريش لهجوم الصليبيين فى عام [577هـ - 1181م] وقطعت أشجار نخيل سيناء وحمل الصليبيون جذوعها إلى بلادهم لاستخدامها فى صناعة السُفن المعروفة بـ" الجلاب " التى تصنع من جذوع النخيل، وذلك ضمن خطة رينالد من شاتيون حاكم حصن الكرك الصليبى للسيطرة على البحر الأحمر، إلا أن خطة رينالد فى السيطرة على سيناء والبحر الأحمر قد فشلت نتيجة الجهود التى قام بها الأيوبيون، وخاصة صلاح الدين الأيوبى فى وقف حملات رينالد فى البحر الأحمر، والتى وصلت حتى عدن ، و إسطول حسام الدين لؤلؤ، الذى دمر الأسطول الصليبى.
أما بالنسبة للعصر الأيوبى فقد تميز بالاهتمام الملحوظ بتعمير سيناء نظراً لظروف الحروب الصليبية التى كانت تملي عليهم ضرورة تجديد القلاع والموانئ خوفا من هذا الخطر القريب، فقد قام صلاح الدين الأيوبى بتعمير وإصلاح ميناء الطور عام [580هـ - 1184م]، فعمر المراكب والميناء، وبدأت تصله المراكب المُحملة بالبضائع من اليمن، وهجر أصحاب المراكب مينائى "عيذاب" و "القصير"، وكان صلاح الدين الأيوبى قد تمكن من انتزاع ميناء إيلات من أيدى الصليبيين فى عام 566هـ -1170م ، ومن ثم صار البحر الأحمر تحت سيطرته، كما قام الصالح نجم الدين أيوب فى نهاية العصر الأيوبى ببناء بلدة الصالحية فى " أرض السباخ " عام 644هـ/ 1246م لتكون محطة على الطريق الموصل إلى الشام.
والعصر المملوكى يُعد بداية لمرحلة من الاستقرار فى شبه جزيرة سيناء نتيجة لتوقف موجات الهجرة العربية، والاهتمام الملحوظ بطريق الحج إلى مكة والمدينة، فقام بيبرس البندقدارى (658 - 676 هـ / 1260 - 1277م) بتمهيد طريق العقبة بعد فتح "أيلة"، فصار طريق السويس - العقبة هو طريق الحج المصرى، حيث كان اهتمام الدولة المملوكية بسيناء يهدف إلى تأمين حدود مصر الشرقية من الأخطار المُحدقة بها ناحية الشرق، والتى كانت تتمثل حينذاك فى بقايا الوجود الصليبى، بالإضافة إلى الخطر المغولى، كما حاولت من وراء إنشاء القلاع وترميمها على طريق الحج أن تظهر بمظهر الدولة التى تؤمن لرعاياها المسلمين آداء فريضتهم الدينية.
سيناء فى العصر العثمانى
وتعرضت دولة المماليك على يد السلطان العُثمانى سليم الأول للإنهيار فى عام 1517، بعد أن دخلت قواته مصر عبر سيناء، فاهتم بالمنشآت العسكرية فى سيناء نظراً لأهميتها الاستراتيجية، فبنى "قلعة العريش" ورمم "قلعة نخل"، ومرت سيناء خلال العصر العثمانى بفترة من الهدوء، وراجت حركة التجارة بين مصر والشام، ولاشك أن هذا الرواج كان له أثره على سكان سيناء الذين يقومون بنقل التجارة بين البلدين، حيث كان الطريق البرى هو الطريق المفضل لنقل البضائع لرخص تكلفته من ناحية وسهولته من ناحية أخرى، فكان لاستخدام الطريق البرى بين مصر والشام عدة نتائج على سيناء، أهمها تحقيق أمن المُسافرين والتجار.
سيناء في عهد الحملة الفرنسية
تركت الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت عام 1798 أثراً واضحاً على وضع مصر فى بؤر الاهتمام الأوروبية، وكانت الحملة بمثابة حداً فاصلاً فى تاريخ مصر الحديث، وكانت المعارك التى وقعت على أرض سيناء بين القوات العثمانية والفرنسية بداية الاتصال بين الحملة وسيناء فى إطار الأطماع التوسعية لنابليون عقب دخوله مصر، فهو كان يُخطط لفتح الشام، فكان لابد من عمل استطلاع لمناطق الحدود مع الشام، وإنشاء نقطة حصينة فى " قطية" بالقرب من الحدود الشامية، واعتبارها محطة عسكرية ونقطة تجمع واستراحة لقوات نابليون، وكان ذلك مع مطلع عام 1799.
وعلى الجانب الآخر كانت هناك تحركات لجيوش المماليك الذين فروا إلى الشام والعثمانيين، وتجمعهم بشكل متزايد فى العريش، داخل الحدود المصرية، حيث كان "أحمد باشا الجزار" يستعد للهجوم على القوات الفرنسية فى مصر.
وغادر جيش نابليون العريش فى 12 فبراير ووصل الشيخ زويد بعد مسيرة يومين، حيث قادهم دليلهم من العربان إلى طريق أبعد إلى الجنوب من الطريق الشمالى المعتاد، وربما كان ذلك عن عمد بهدف توريطهم فى الرمال ، حيث كانوا غير مستريحين للسير على الكثبان الرملية، ولم يُلاقوا بأية مقاومة من الجيش العثمانى طوال هذه المسافة، حتى وصلوا إلى عكا وهناك توقفت جيوش نابليون لتضرب حصاراً على المدينة، وتفشل فى اقتحامها نتيجة لمناعة الأسوار من ناحية، والإمدادات التى يتلقاها "الجزار" من الأسطول البريطانى فى البحر المتوسط.
بعد فشل حصار عكا عاد نابليون وجنوده ثانية إلى العريش فى 2 يونيو، وفشل مشروعه التوسعى، الذى كان يهدف من وراءه على إسقاط القسطنطينية، ولم تكن خسارته فى يافا وعكا كبيرة، لكن تحطمت معنويات جنوده بسبب موت الكثير منهم بسبب الطاعون، وفى 3 يونيو 1799 غادر نابليون العريش إلى القاهرة تاركاً حامية لقلعة العريش قوامها 500 جندى.
وكذلك بعد فشل القوات العثمانية حملتها على أبى قير استعدت للزحف براً على مصر، ولما كان موقف الحملة فى مصر قد بدأ يتأزم نتيجة عدم وجود حماية بحرية بعد تحطيم أسطولهم فى معركة "أبى قير البحرية"، ونتيجة للثورات الشعبية المصرية التى باتت تواجهها الحملة بين الحين والآخر، مما اضطر كليبر إلى عقد مفاوضات مع "سيدنى سميث" للتوصل إلى طريقة تضمن له ولقواته الرجوع إلى فرنسا بسلام، فتم توقيع معاهدة العريش الأولى فى 3 ديسمبر 1799، ولم تدم هذه المعاهدة طويلاً، حيث خرق العثمانيون هذه المعاهدة باجتياحهم للعريش فى30 ديسمبر من العام نفسه.
وبعد مفاوضات بين الجانبين الفرنسى والعثمانى تم التوقيع على معاهدة العريش فى 24 يناير 1800، وقعها عن الجانب العثمانى مصطفى رشيد أفندى الدفتردار، ومصطفى راسخ أفندى رئيس الكتاب نيابة عن الصدر الأعظم، وعن القائد العام للجيش الفرنسى كل من الجنرال "ديزيه" و"المسيو بوسليج"، ولم يوقع عليها أحد من الحكومة الإنجليزية.
وبانتهاء أحداث الحملة الفرنسية على مصر يتضح أن سيناء كانت مسرحاً لأحداث ذلك الصراع الفرنسى العثمانى فى مصر، فقد تعرضت العريش للتدمير بمدافع القوات الفرنسية ، كما قتل الكثير من أهلها نتيجة استبسالهم فى الدفاع عن أرضهم ، والذى وصف بأنه كان مثار دهشة وإعجاب للقادة العسكريين فى ذلك الحين بما فيها القوات الفرنسية.
سيناء خلال القرن التاسع عشر
مع تولى محمد على حُكم مصر عام 1805 بدأت أحداث جديدة فى مصر، كان من أهمها إنشاء محافظة العريش عام 1810 ضمن التشكيلات الإدارية التى وضعها فى هذا العام، والتى كانت تمثل أول شكل إدارى مُنظم فى سيناء فى العصر الحديث، ولها اختصاصات وحدود إدارية، ووضع تحت تصرف محافظ العريش قوة عسكرية لحماية حدود مصر الشرقية، وقوة نظامية لحماية الأمن داخل المدينة، كما أنشأت نقطة جمركية ونقطة للحجر الصحى بالعريش، أما "الطـور" فقد كانت تابعة إدارياً لمحافظة السويس، بينما أدخلت "نخـل" ضمن إدارة القلاع الحجازية التى كانت تتبع "قلم الروزنامة" بالمالية المصرية.
وكان هناك اهتمام بسيناء خلال فترة حُكم عباس الأول "1848 - 1854"، حيث كان ينوى أن يجعلها مصيفاً ومزاراً سياحياً، فبنى بالقرب من الطور حماماً كبريتياً، كما مهد الطريق من دير سانت كاترين إلى قمة جبل موسى لجذب السياحة إلى المنطقة المقدسة، وشرع فى بناء قصر على جبل "طلعة" غربى جبل موسى، ومد طريق العربات من مدينة الطور إلى القصر، لكن لم يقدر لهذه الأعمال أن تنفذ، حيث عاجلته المنية قبل أن يتمها، وفى فترة حكم خلفه محمد سعيد "1854 – 1863" أقام فى سيناء نقطة للحجر الصحى فى الطور بهدف التأكد من سلامة الحُجاج.
وحدثت عدة أحداث متصلة بسيناء خلال فترة حكم إسماعيل "1863 - 1879"، منها زيارات العديد من الرحالة إلى سيناء وكان أهمهم البرفيسور "بالمـر" حيث أرسلته بريطانيا عام 1868 على رأس لجنة علمية للتنقيب فى منطقة الطور ورسم خريطة لسيناء، لكن كان أهم تلك الأحداث التى أثرت على سيناء خلال تلك الفترة هو افتتاح قناة السويس للملاحة عام 1869، التى كان لإنشائها آثارا هامة على مجتمع سيناء، وكان من نتائج إقامة هذا الممر الملاحى المهم أن أنشأت عدداً من المُدن على ضفتى القناة، فقد أنشئت الإسماعيلية فى منتصف القناة تقريباً، كما أنشأت مدينة جديدة على طريق العريش، وهى مدينة القنطرة.
سيناء بين ثلاثة حروب
شهدت أرض سيناء الحبيبة في الفترة من 1956 و 1973 ثلاثة حروب ضارية بين مصر وإسرائيل.
كانت الحرب الأولى هي حرب 1956 أو حرب العدوان الثلاثي الذي شنته كل من انجلترا وفرنسا وإسرائيل على مصر في التاسع والعشرين من أكتوبر إنتقاما من قرار الزعيم المصري الراحل "جمال عبد الناصر" بتأميم قناة السويس. وفي بداية هذه الحرب هاجمت إسرائيل مصر وإحتلت شبه جزيرة سيناء بدعم عسكري إنجليزي فرنسي وعدوان مشترك قاومته مصر بقدر إمكانياتها واستطاعت صد العدوان واحتوائه في سيناء وبورسعيد. واضطرت قوى الغدر إلى الانسحاب من مصر على مرحلتين الأولى في الثالث والعشرين من ديسمبر 1956 والثانية في مارس 1957 وخرج أخر جندي أجنبي من أرض مصر.
وفي الخامس من يونيو 1967 عاودت إسرائيل هجومها على سيناء واحتلتها بعد حرب غادرة لم يتمكن فيها جي مصر من التعبير عن نفسه بعد أن تحطمت دفاعاته الجوية وطائراته قبل أن تبدأ المعركة. واستمر احتلال إسرائيل لسيناء ست سنوات لم تهنأ فيها يوما بالراحة؛ فالقوات المسلحة المصرية لم تنم قط منذ ذلك اليوم وبدأت على الفور تعد نفسها لحرب تسترد فيها كرامتها وتعيد أرضنا السليبة إلى أحضان الوطن. ست سنوات من العمل الدؤوب ليل نهار في إعادة بناء القوات المسلحة وتأهيل جنودها وضباطها نفسيا وبدنيا وعسكريا ليوم الثار. ويشهد على ذلك مجموعة كبيرة من الأحداث التي شهدتها أرض سيناء وسواحلها بعد أقل من ثلاثة اسابيع على بدء الحرب يونيو. بدءا من معركة راس العش نهاية شهر يونيو، ومرورا بعمليات عبور شبه يومية لقوات الصاعقة لتدمير مخازن الأسلحة ثم تدمير المدميرة الإسرائيلية "إيلات" أمام سواحل بورسعيد في 21 أكتوبر 1967. وكان ذلك في مرحلة الصمود والتصدي للعدوان وبعدها بدأت في عام 1968 حرب الاستنزاف التى نقلت الإستراتيجية المصرية من مرحلة الصمود إلى مرحلة الردع، وقد كانت حرب الاستنزاف تمثل ضرورة عسكرية ملخصها أن الجيش المصرى و إن كان فى هذه المرحلة لا يستطيع استعادة سيناء ولكنه يستطيع كسر معنويات إسرائيل بواسطة استنزاف قواها بهجمات وغارات يومية على مواقع العدو سواء الأمامية أو خلف خطوطه الدفاعية وعبور القوات الخاصة وقيامها بعمليات ضد جميع مواقعه واسر بعض من جنوده وضباطه.
وتستمر مشاهد البطولة حتى تتوج عام 1973 بحرب العبور المجيدة حيث تجلت أعظم ملاحم الشجاعة والفداء فى حرب خاضتها مصر كلها قلبا وقالبا فى مواجهة إسرائيل، وقضت مصر على أسطورة الجيش الذى لا يُقهر.. باقتحامها لقناة السويس - أكبر مانع مائى - واجتياحها لكامل نقاط خط بارليف الحصين .. واستيلائها خلال 6 [ست] ساعات فقط على الضفة الشرقية لقناة السويس بكل نقاطها وحصونها.. ثم إدارتها لقتال شرس فى عُمق الضفة الشرقية للقناة..
وبعد توقف القتال تماماً يوم 28 أكتوبر 1973 أدركت إسرائيل أنها خسرت المعركة وأن الجيش المصرى مُتمسك بمواقعه التى حررها من إسرائيل، ووافقت إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار والدخول فوراً فى مباحثات عسكرية للفصل بين القوات لتبدأ مراحل المفاوضات من خلال الأمم المتحدة.
ولقد تمت عملية الانسحاب من سيناء على ثلاث مراحل أساسية ، حيث كانت المرحلة الأولى النتيجة العملية المباشرة للحرب.. والتى انتهت فى عام1975 بتحرير8000 كم مربع، وتحقيق أوضاع عسكرية تمثل سلاماً عسكرياً بين الطرفين، وقد تم خلال هذه المرحلة استرداد منطقة المضايق الإستراتيجية وحقول البترول الغنية على الساحل الشرقى لخليج السويس، ثم نفذت المرحلتان الثانية والثالثة فى إطار معاهدة السلام"1979 ـ1982".
وبالنسبة للمرحلة الثانية فقد تضمنت انسحاباً كاملاً من خط العريش - رأس محمد والتى انتهت فى يناير1980 وتم خلالها تحرير32000 كم مربع من سيناء ليصبح إجمالى الأراضى المُحررة40000 كم مربع وتمثل ثلثى مساحة سيناء، وفى المرحلة الثالثة أتمت إسرائيل الإنسحاب إلى خط الحدود الدولية الشرقية لمصر.. وتحرير21000 كم مربع من سيناء.
وفى يوم 25 أبريل1982 تم تحرير كل أراضي سيناء فيما عدا كيلومتر مربع واحد مُتمثلاً فى منطقة طابا التى خلقت إسرائيل منها مشكلة فى آخر أيام انسحابها من سيناء ، وحاولت كعادتها الفصال والتلاعب وإدعت أن هذه المنطقة تقع ضمن حدود فلسطين المحتلة . وخاضت مصر مع إسرائيل معركة ديبلوماسية طويلة ومرهقة تخللها تحكيما دوليا قضى بعد نحو ست سنوات بسيادة مصر الكاملة على أرض طابا آخر نقطة تحت الإحتلالفي أرض سيناء, ورفع عليه علم مصر فى مارس1989 بعد تطهير سيناء تماما من دنس الوجود الإسرائيلى في المنطقة.
سيناء ومرحلة تنمية جديدة
بمجرد انتهاء المرحلة الثانية للإنسحاب فى يناير1980.. انطلقت القيادة المصرية نحو تعمير الجزء الذى تم تحريره فى سيناء أكثر من65% من مساحة سيناء، وبدأت مشروعات ربط هذا الجزء بوادى النيل والعمل على تحويل سيناء إلى منطقة إستراتيجية مُتكاملة تمثل درع مصر الشرقية.
ومن أجل ذلك تمت إعادة تقسيم سيناء إداريا إلى محافظتين.. بعد أن كانت محافظة واحدة فقسمت إلى محافظة "شمال سيناء" وعاصمتها مدينة " العريش"، ومحافظة "جنوب سيناء" وعاصمتها مدينة " الطور"، فيما انضمت شريحة من سيناء شرق قناة السويس بعرض20 كيلو متراً إلى محافظات القناة الثلاث: بورسعيد والإسماعيلية والسويس.. تأكيداً لارتباط سيناء بوادى النيل.. حيث لم تعد القناة تمثل حاجزاً إدارياً يعزل شبه جزيرة سيناء عن وادي النيل.
وبدأ تنفيذ العمليات الكبرى لتحقيق الربط الجغرافى بين وادي النيل وسيناء عبر قناة السويس، فأنشئ نفق "أحمد حمدى" شمال السويس.. ليمر تحت القناة ويربط غربها بشرقها براً.. كما شقت ترعة السلام جنوب بورسعيد إلى سيناء لكى تروى بمياه النيل ما يقرب من نصف مليون فدان فى شمال سيناء.
وفى إطار الخطة القومية لإعادة تعمير سيناء والتى ستستمر حتى عام2017.. استكملت عملية الربط العضوى بإنشاء جسرين فوق القناة هما: الكوبرى المُعلق جنوب القنطرة وكوبرى الفردان المتحرك للسكك الحديدية، فضلاً عن مد خط السكة الحديد بين الإسماعيلية ورفح ويبلغ طوله217 كيلو متراً.
§ 6 أكتوبر 1973: انتصار قواتنا الباسلة على إسرائيل وإعادة كرامة الشعب المصرى بعد هزيمة 1967، حتى أصبحت هذه الحرب نقطة تحول فى الصراع العربى الإسرائيلى وفى استعادة حقوقنا المشروعة.
§ 24 يناير 1974: فض الاشتباك الأول بين القوات المصرية والإسرائيلية.
§ 29 مايو 1974: صدور القرار الجمهورى رقم 811 باعتبار محافظة سيناء وحدة من وحدات الحكم المحلى وتعيين محافظاً لها.
§ 17 نوفمبر 1975: مصر تستعيد آباربترول سيناء من أيدى إسرائيل " عيد البترول ".
§ 1975: فض الاشتباك الثانى بين القوات المصرية والإسرائيلية.
§ 20 نوفمبر 1977: زيارة الرئيس الراحل السادات للقدس.
§ 26 مايو 1978: توقيع معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل فى واشنطن، على اعتبارها الخطوة الأولى فى سبيل الحل الشامل السلمى للقضية الفلسطينية.
$ 24 فبراير 1979: صدور القرار الجمهورى رقم 84 بتقسيم سيناء إلى محافظتين، مع تعديلات فى الحدود الإدارية بين سيناء ومحافظات القناة.
§ 26 مايو 1979: رُفع العلم المصرى على مدينة العريش واتمام مرحلة الانسحاب الإسرائيلى خط العريش / رأس محمد.
§ 26 يوليو 1979: اتمام الانسحاب للمرحلة الثانية من سيناء ( 6 آلاف كيلو متر مربع ) من أبو زنيمة حتى أبو دربه.
§ 25 سبتمبر 1979: اتمام المرحلة الثالثة للانسحاب الإسرائيلى ( مساحة 7 آلاف كيلو متر مربع ).
§ 11 ديسمبر1981: بدأ بث إرسال القناة الأولى لتليفزيون جمهورية مصر العربية لشمال سيناء.
§ 25 أبريل 1982: رُفع العلم المصرى على مدينة رفح بشمال سيناء ، إعلاناً باستكمال الإنسحاب الإسرائيلى من سيناء وتحريراً لكل أرضها من أى احتلال.
§ 18 مايو 1982: اجتماعات لجنة طابا بين مصر وإسرائيل ، وانتهت لجنة المُشاركة والتحكيم بعد سنوات بالحكم لصالح مصر بشأن " طابا ".
§ 25 أكتوبر 1982: افتتاح أول كلية جامعية على أرض سيناء هى كلية التربية بالعريش – جامعة قناة السويس.
§ 25 أبريل 1984: بدأت إذاعة شمال سيناء بمدينة العريش فى بث برامجها.
§ يوليو 1988: تأسيس شركة سيناء للفحم برأس مال 70 مليون جنيه.
§ 19 مارس 1989: عودة طابا إلى السيادة المصرية.
سيناء والمشروع القومى للتنمية
§ 13 أكتوبر 1994: مجلس الوزراء يقر المشروع القومى لتنمية سيناء.
§ 7 يوليو 1996: افتتاح منجم فحم المغارة وبدء تشغيله .
§ 12 أغسطس 1996: تصدير أول شحنة فحم إلى تركيا من ميناء العريش البحرى.
§ 26 أكتوبر 1997: إطلاق إشارة بدء إنطلاق أول قطرة مياه من نهر النيل إلى سيناء لأول مرة فى التاريخ الحديث ، عبر الأنفاق الأربعة لسحارة ترعة السلام ، التى تمر أسفل قناة السويس بنحو 42 متراً.
§ 2 أغسطس 1998: توقيع عقد إنشاء مجمع الغاز الطبيعى بالشيخ زويد.
§ 6 ديسمبر 1998: ربط المحافظة بالشبكة القومية الموحدة للكهرباء.
§ 2 أكتوبر 2000: ربط منطقة الصناعات الثقيلة بالشبكة القومية الموحدة للكهرباء.
§ ديسمبر 2000: الانتهاء من تنفيذ خط غاز عبر سيناء من جنوب بورسعيد حتى الشيخ زويد.
§ 9 أكتوبر 2001: افتتاح كوبرى السلام) للسيارات فوق قناة السويس.
§ يونيه 2002: الانتهاء من خط غاز منطقة الصناعات الثقيلة بوسط سيناء وخط غاز محطة الكهرباء البخارية.
وبالنسبة لموقع سيناء، فهى تقع فى الشمال الشرقى لجمهورية مصر العربية بين خطى 32، 34 شرقاً وخطى 29، 31 شمالاً، ويحدها شمالاً البحر المتوسط بطول 220 كم، وجنوباً خط يمتد من جنوب ممر متلا حتى رأس النقب ويحدها من الشرق الحد السياسى لمصر مع فلسطين المحتلة، أما غرباً فيمثل خط ممتد من ممر متلا جنوباً حتى بالوظة شمالاً ، وتبلغ مساحة شمال سيناء حوالى 27564 كيلو متر مربع، ويُقدر سكانها بـ 306 ألف نسمة حتى عام 2002، وتتمتع شمال سيناء بمناخ فريد، فهى تبدأ فى الشمال بمناخ البحر المتوسط ثم تتدرج إلى أن تصل إلى مناخ يقترب من مناخ المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، فهى مرتفعة الحرارة صيفاً مائلة للدفء شتاء، وتتراوح درجات الحرارة فيها بين 10 درجات شتاءً إلى 24 درجة صيفاً، ولسيناء أهمية استراتيجية كبرى، حيث تمثل الحصن الشرقى لمصر وهو المعبر الذى عبرت منه معظم الغزوات التى استهدفت مصر ، سواء فى التاريخ القديم أو الحديث.
وبالنظر لشعار محافظة شمال سيناء، نجده عبارة عن ترس وبريمة حفر وغُصن زيتون، تعبيراً عن الثروة المعدنية التى تزخر بها والثروة السمكية من خلال البحر المتوسط وبحيرة البردويل، والسلام والتنمية الزراعية الواعدة بالمنطقة.
مراكز ومُدن المحافظة
مدينة العريش
العريش عاصمة المحافظة تقع فى مكان " رينوكلورا الفرعونية القديمة "، وتتكون من المدينة القديمة وتوسعاتها.
المساحــة: 762 كم مربع.
عدد السكان: 122251 نسمة.
عدد القـرى: 4
عدد التوابـع: 24
ميناء العريش البحرى / مطار العريش الدولى / قلعة لحفن الرومانية / اطلال قلعة العريش / القرى السياحيةعلى شاطئ النخيل / المحطة البخارية بالمساعيد / كورنيش الشاطئ وكورنيش النخيل / المستشفى العسكرى / المجسم الحضارى لمدخل مدينة العريش / المركز الثقافى لمؤسسة الأهرام
مدينة رفـــــح
أطلق هذا الاسم نسبة إلى مدينة رافييا الفرعونية القديمة وهى حصن مصر الشرقى وتتكون مدينة رفح من رفح القديمة وامتداداتها وحى الإمام على.
المساحــة: 506 كم مربع.
عدد السكان: 54047 نسمة.
عدد القـرى: 11
عدد التوابع: 45
شاطئ رفح/منفذ رفح البرى/قرية أبو شنار/حقول البرتقال الشهيرة فى رفح/النصب التذكارى أمام مجلس مدينة رفح/بوابة صلاح الدين/حد الأسلاك الشائكة الدولية بين مصر وفلسطين/مصنع الشركة الوطنية للصناعات الغذائية.
مدينة بئـر العبـــد
يُعتقد بأن تسميته بهذا الاسم ترجع إلى اسم بئر مشهور كان مملوكاً لأحد العبيد تحط عنده الرحال للتزود بالماء على طريق حورس الحربى والدرب السلطانى.
المساحــة: 3857 كم مربع.
عدد السكان: 47587 نسمة.
عدد القـرى: 23
عدد التوابـع: 89
بحيرة البردويل/ من معبد سيوة قلعة وآثار الفرما / قلعة الطينة / قلعة المحمدية الإسلامية / قلعة البلاح / آثار قاطية وقصرويت / محمية الزرانيق / طريق حورس الحربى القديم والدرب السلطانى / شاطئ رمانة وبالوظة السياحى / جزيرة القلس / ملاحات سبيكة / ترعة الشيخ جابر.
مدينة الشيخ زويد:
أطلق هذا الاسم على الشيخ زويد، نظراً لوجود ضريح أحد مجاهدى الفتوحات الإسلامية فى عهد عمر بن الخطاب، ويُقال إنه من أولياء الله الصالحين وقد ظهرت له كرامات كثيرة .
المساحــة: 783 كم مربع.
عدد السكان: 41572 نسمة.
عدد القـرى: 14
عدد التوابع: 140
الزراعات المتميزة مثل الخوخ واللوز / مطار الجورة / منطقة لية الحصين بالخروبة / التلال الأثرية / شاطئ الشيخ زويد / سبحة الشيخ زويد.
مدينة الحســـنة:
سُميت على اسم مدينة الحسنة التى كان اسمها قديماً بئر الحسنة، وتقع فى منطقة وسط سيناء، ويعتمد السكان على الرعى وبعض الزراعات القليلة.
المساحــة: 10622 كم مربع.
عدد السكان: 30405 نسمة.
عدد القـرى: 20
عدد التوابع: 111
منجم فحم المغارة / سد الروافعة / عين الجديرات وواحتها الطبيعية / عين قديس / معظم محاجر ومناجم الثروة المعدنية بالمحافظة / ممر الختمية وممر الجدى / منطقة المليز / منطقة الصناعات الثقيلة / منفذ العوجة.
مدينة نخـــــل
كانت مدينة نخل عاصمة سيناء القديمة، وكانت بمثابة مركز بلاد التيه، وقيل بأنها سُميت ( نخل ) لنعومة رمالها، والتى تبدو وكأنها نُخلت بمنخل.
المساحــة: 11043 كم مربع.
عدد السكان: 10928 نسمة.
عدد القـرى: 10
عدد التوابع: 49
قلعة نخل التاريخية التى بناها السلطان قنصوة الغورى/منابع وادي العريش/طريق الحج القديم/اللوحة الأثرية لسلطان المماليك قنصوة الغورى على طريق الحج/ ممر متلا الشهير بـ "جبال التيه".
مشروعات التنمية فى سيناء
ترعة الشيخ جابر
ويعتبر مشروع ترعة السلام دعماً للهدف الاستراتيجى العام للتنمية فى محافظة شمال سيناء، حيت يتم إقامة مجتمع زراعى يُساهم فى إيجاد فرص عمل ويُراعى عند إنشائه مختلف الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والبيئية ، ويهدف المشروع إلى استصلاح واستزراع مساحة نحو 400 ألف فدان شرق قناة السويس بسيناء، وقد اعتمدت وزارة التخطيط للعام المالى 2001/2002 مبلغ 475 مليون جنيه، وتبلغ استثمارات مشروع تنمية شمال سيناء فى نطاق المحافظة مبلغ 220 مليون جنيه من إجمالى الاعتماد.
خط سكة حديد الإسماعيلية - رفح
يبلغ طول خط السكة الحديد 225 كم من الإسماعيلية / العريش / رفح، ويتضمن الخط 13 محطة، تم الانتهاء من 6 محطات هى القنطرة شرق / جلبانة / بالوظة / رمانة / نجيله / بئر العبد.
تبلغ تكلفة إنشاء الخط 320 مليون جنيه من الفردان حتى بئر العبد بطول 100 كم كمرحلة أولى، وتضم المرحلة الثانية بطول 125 كم 7 محطات ( التلول - الروضة - الميدان - العريش - الريسة - الشيخ زويد - رفح ) بالإضافة إلى وصلة شرق بورسعيد بتكلفة 800 مليون جنيه.
كوبرى الفردان
يقع كوبرى الفردان عند " 65 كيلو " شمال مدينة الإسماعيلية بـ 11 كم، ويعتبر الأول من نوعه فى العالم كأطول كوبرى سكة حديد معدنى متحرك، حيث يصل الطول الكلى للكوبرى 4 كم فوق اليابس وعبر القناة .
يبلغ عرض الكوبرى من الداخل 10.2 متر وأرضية الكوبرى معدنية يمر بمنتصفها خط السكة الحديد وعلى كل من جانبيه حارة بعرض 3 متر لمرور السيارات والشاحنات بحمولة 70 طن ، وتبلغ تكلفة إنشاء الكوبرى 380 مليون جنيه .
مشروع خط غاز عبر سيناء
يبلغ طول المسار 193.5 كم من شرق القناة حتى الشيخ زويد ، بتكلفة 192.5 مليون دولار، تم الانتهاء من خط الغاز فى نهاية ديسمبر 2000.
وتقوم شركة جاسكو بتنفيذ خط غاز إلى منطقة الصناعات الثقيلة بوسط سيناء بطول 45 كم، بتكلفة 69 مليون جنيه، هذا وتقوم شركة غاز الشرق بتنفيذ خط غاز العريش – طابا بطول 250 كم لخدمة أغراض التصدير للمشرق العربى، بالإضافة إلى خط فرعى لتغذية محطتى كهرباء المساعيد الغازية والبخارية بطول 7.5 كم بتكلفة 13 مليون جنيه.
مشروعات الربط الكهربى
تم إنشاء خطوط الربط الكهربى القنطرة العريش 220 ك.ف، والشط / رأس النقب 500 ك.ف، وتم الربط على الشبكة الموحدة بالجمهورية يوم 6/12/98 حيث تم تصدير فائض الكهرباء إلى محافظات مصر.
كما تم إنشاء محطة محولات القنطرة شرق جهد 220/66 م.ف.أ ( جهد عالى ) ومحطة محولات قاطية / رمانة / بالوظة جهد 66/22 م.ف.ا ( جهد متوسط ) ومحطة محولات بئر العبد جهد 20/66 م.ف.أ ( جهد عالى ) بالإضافة لمحطة محولات بغداد لخدمة منطقة الصناعات الثقيلة، وقد تم ربط المنطقة بالشبكة الموحدة فى 2/10/2000.
الزراعـــة والــثروة السمكيــــة
تعتمد الزراعة على عنصرين رئيسيين هما التربة ونوعيتها والموارد المائية المُتاحة، وبناء على الارتباط بين هذين العنصرين فإن المنطقة الساحية استغلت أغلب الموارد المائية المتاحة بها، وتم استصلاح واستزراع حوالى 300 ألف فدان بالجهود الذاتية وخاصة بمنطقة دلتا وادي العريش ومنطقة شرق العريش، وتكون الزراعة المطرية للفواكه مثل الخوخ واللوز والتين والعنب والنخيل جزءً كبيراً من هذه المساحة، وتتركز الزراعة بالرى المستديم من الآبار للخضر بأنواعها المختلفة وبنظام الرى بالتنقيط بمنطقة دلتا العريش والشريط الساحلى فى شرق العريش، وتصل المساحة المنزرعة على مصادر مياه مستقرة بالمحافظة فى حدود 148 ألف فدان.
فى مجال الثروة السمكية
تستغل الآن بحيرة البردويل والتى تجاوز انتاجها حوالى 3000 طن سنوياً أغلبه أسماك متميزة، ورغم أن الأصل فى الصيد هو من البحر إلا أن استغلاله لا يتمشى مع حجم الثروة السمكية المتاحة، مما دفع المحافظة مع الأجهزة المعنية لتطوير عمليات الصيد لزيادة حجم الانتاج وتصدير الفائض إلى الأسواق العالمية .
السياحـــة فى سيـــناء
وتعتبر سيناء كنزاً سياحياً وأرض بكر للاستثمار السياحى بكنوزها الثرية وشواطئها البديعة .. بشعابها المرجانية وأحيائها البحرية .. بمناخها المعتدل طوال العام .. بجبالها الجميلة ووديانها الصالحة لسياحة السفارى والمغامرات، فرغم حداثة اكتشاف هذا الكنز السياحى فقد شهدت أرض سيناء نهضة كبيرة فى الاستثمار السياحى والمنشآت السياحية الحديثة وتلالات فى كل من شرم الشيخ ودهب وطابا ونوبيع على خليج العقبة، وفى رأس سدر ووادى الغرندل على خليج السويس، وفى العريش ورفح فى شمال سيناء .
وسيناء يوجد بها العديد من أنواع السياحة، مثل السياحة الترفيهية، السياحة الشاطئية، سياحة الغوص والرياضة المائية، السياحة الأثرية والتاريخية، السياحة الدينية، السياحة العلاجية، سياحة السباقات والمهرجانات، حيث أن أشهر المهرجانات التى تشهدها سيناء هى مهرجانات وسباقات الهجن .. فهى رياضة بدوية خالصة.
وقد ازدادت الطاقة الإيوائية للفنادق والقرى السياحية فى سيناء .. وازدادت معها الخدمات الخاصة بكل نوع من أنواع هذه السياحة .. مُستفيدة من البنية الأسياسية التى شيدت فى سيناء خلال خطط التنمية الماضية والتى يجرى تدعيمها وتطويرها باستمرار.
أهم المعالم الأثرية فى سيناء
تتمتع سيناء بوجود عدداً هائلاً من المناطق الأثرية، مثل منطقة آثار بيلوزيوم " الفرما " - تل المخزن - تل الكنائس - تل الشهداء - تل المحمديات - تل الكرامة - تل قصراويت - تل الدراويش - تل المضبعة - تل الفلوسيات - تل السويدات - تل لحفن - تل الخروبة - تل زعيزع " قبر عمير " - تل الكوثر تل الست - تل لحيمر - تل أبو شنار - تل رفح - تل العصاليج - تل الخوينات - تل مزار - يتل القلس - قلعة العريش - قلعة نخل - لوحة نقش الغورى - قلعة الطينة - قلعة أم مفرج - قاطية.
سيناء بعد ثورة 25 يناير
رغم ما احتواه هذا الملف عن جهود تنمية سيناء، فإن هذا الجزء العظيم من أرض مصر لم يلق بعد حقه الكامل من التنمية ومازال ينتظر المزيد من الجهد والتطوير. فسيناء يمكنها استيعاب أكثر من ثلاثة ملايين مواطن وقادرة على زراعة مئات الألاف من الأفدنة ويمكنها أن تكون مجتمعا عمرانيا وصناعيا يخفف الكثير عن وادي النيل الذي ضاق على أكثر من 85 مليون نسمة.
إن سيناء بموقعها الجغرافي الفريد بين قارات العالم القديم تنتظر أفكار الثوار وجهود الشباب وأموال المستثمرين الشرفاء كي تكون
"هونج كونج" جديدة أو "دبي" المصرية . إن سيناء بحق هي كنز جغرافي سياحي صناعي تجاري زراعي معدني. كنز ينقل مصر إلى المستقبل.
ومن حق مصر أن تفخر بأبنائها الذين سالت دماهم الطاهرة من أجل تحرير أراضيها وصون كرامتها .. فلنرفع رؤوسنا عالياً احتفالاً بهذا اليوم العظيم، ولننظر إلى المستقبل ونحاول أن نجعل منه أفضل لإبنائنا وأحفادنا.