يظن الجميع ان ابقراط اليونانى هو ابو الطب وعميد الاطباء وهذا خطا شائع ولكن الحقيقة ان اول من اتقن علم الطب هو ايمحوتب الذى عاش ابان الاسرة الثالثة الدولة القديمة فى عهد الملك زوسر
ويعنى اسمة الذى ياتى فى سلام ويوجد الان متحف باسمة فى سقارة شاهد على عظمة هذا الرجل الذى كان اول من استخدم الاحجار فى البناء بدلا من الطوب اللبن وهذة بعض المعلومات عنة:
ايمحوتب من الشخصيات الفريدة والتي صنعت جزءا من التاريخ المصري القديم ولتعدد مواهبه يطلق عليه لقب الحكيم. وقد عاش الحكيم ايمحوتب في أيام حكم الملك زوسر في الأسرة الثالثة واستمرت ذكراه حية في مصر القديمة نحو ثلاثة آلاف عام، وهو أول حكيم ترك بصماته على قلوب المصريين الذين أحبوه ورفعوه إلى صفوف الأولياء والصالحين فأصبح ربا للطب. وكان لمصر صيتا ذائعا عالميا في تعليم وممارسة الطب حتى أن هوميروس قال "في مصر رجالا حذقوا الطب اعظم من أي جنس ادمي اخر"
ولد ايمحوتب في بلدة "عنخ تاوي" من ضواحي مدينة منف وذلك نحو سنة 3000 قبل الميلاد ، ووالده "كا-نوفر" كان مهندسا معماريا ووالدته السيدة "خردو-عنخ" ويقول المؤرخون انه ولد في اليوم السادس عشر من شهر "ايبيفي" Epiphi وهو الشهر الثالث من موسم الحصاد "شومو" Shomu
وقد عاش ايمحوتب حياة حافلة بالنشاطات المختلفة، فقد كان من مناصبه:
1-وزيرا في عهد الملك زوسر
2-طبيبا
3-مهندسا معماريا
4-حكيما وكاتبا
5-رئيسا للكهنة وكبير للمرتلين
6-فلكي
وإذا تناولنا كل من هذه المناصب وبدأنا بالوزير لوجدنا انه في هذا الوقت كان يقوم بمهام مختلفة ومسؤليات كبيرة نستشفها من ألقابه فهو "كبير القضاة" والمشرف على التسجيلات الملكية و"حامل الختم الملكي" و"رئيس كل الأشغال الملكية" و"المشرف على كل شئ في المملكة"…….الخ
فمن لقبه "المشرف على كل الأشغال الملكية او "رئيس المعماريين في مصر العليا والسفلى نعلم مكانته العظيمة في عالم التشييد والبناء ، ولابد انه اخذ في هذا المجال عن والده المهندس المعماري "كا-نوفر" والذي كان يلقب "معماري مصر العليا والسفلى" وقد قام ايمحوتب بتصميم هرم سقارة المدرج في ممفيس (سقارة حاليا) وهو مكون من ستة مصاطب تعلو بعضها البعض ويبلغ ارتفاعه نحو 65 مترا وهو مبني من الحجر الجيري ويه ممرات مكسوة بالقاشاني الأخضر وعليها اسم الملك زوسر وكل ألقابه وتتجمع ممراته الكثيرة لتؤدي الى بئر عظيمة للدفن لحفظ جسد الملك.
وبناء هذا الهرم العظيم يدل على قدرة ايمحوتب على التصميم المعماري والقدرة التقنية في تجهيز الأحجار ونقلها ولا شك أن بناء هذا الهرم مهد الطريق لبناء الأهرام الأكبر والأعظم بعد ذلك، ويحيط بالهرم مبان كثيرة والمجال يضيق عن ذكرها تفصيليا ويذكر التاريخ أن ايمحوتب بنى معبدا في إدفو لكن لم يتبقى منه شيئا الآن ومن ألقابه كاهن الطقوس نعلم انه كان رئيسا للكهنة أي من الطبقة العليا، وكان يكلف بأعمال خاصة على مستوى عال مثل رش الماء المقدس على تمثال المعبود ن ويقرأ النصوص المقدسة في المعبد أثناء العبادة وكان يشترك في الطقوس الخاصة بالتحنيط مثل طقس فتح الفم والمقصود به إعادة الوظائف الحيوية لجسم المومياء (والتي سلبها منها الموت والتحنيط) فكان الكاهن يمسك بأداة خاصة يلمس بها فم المومياء وعينيها حتى تتكلم أو بمعنى اصح ترجع لها رمزيا الوظائف الحيوية واشتهر ايمحوتب بأنه اعظم حكيم في مصر القديمة، واستمرت هذه الشهرة لمدة 3000 سنة في عقل سكان مصر القدماء، وفي الواقع ما زلنا نذكره حتى الآن في القرن الواحد والعشرون أي بعد اكثر من خمسة آلاف سنة وقد ألف في الطب والعمارة وبقيت بعض مؤلفاته حتى بداية العصر المسيحي ، وله حكم وأمثال توارثها الأبناء عن الأباء لأجيال عديدة.
كان فلكيا دري الأجرام السماوية وحركاتها والكسوف والخسوف وطول السنة الشمسية، وقرن بين الشمس والقمر والنجوم والأرباب، وأمكن للمصري أن يعين طول السنة بدقة حين رصد نجم "الشعرى اليمانية" أو النجم سيريوس ثم توجيه الأهرامات للجهات الأصلية (ذلك يرجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد) مما يدل على براعة في الرصد الفلكي.
وخطى ايمحوتب بشهرة عظيمة كطبيب وذكر مانيتون انه كان طبيبا في أيام حكم زوسر ثم اصبح فيما بعد "ربا للطب" (وفي مصر الحديثة تستخدم نقابة الأطباء وجامعة القاهرة صورته وهو جالس شعارا ورمزا للعلم والطب).
ولابد انه كان يمضي ساعات كثيرة في تخفيف ألام المرضى والاشتراك في قراءة النصوص الخاصة بمساعدة المتوفى لبلوغ السماء والراحة الأبدية.
وتزوج ايمحوتب من السيدة "رنبت-نوفرت" والتي أنجبت له ولدا أسماه "رع-حتب" والذي صار بعد ذلك مهندسا معماريا مرموقا.
وفي العصر الصاوي أعادوا الاحترام لأجدادهم الحكماء وعاد لايمحوتب اعتباره ربا للطب والشفاء وسموه "ايمحوتب بن بتاح" وبذلك رفعوه إلى صف أرباب ممفيس "بتاح-سخمت-ايمحتب"
واشتهر بان له كرامات في شفاء المرضى، وحفظ الناس من الحوادث، وإعطاء أطفال لمن لا تحمل، وكان المرضى ينامون في معبده طليا للشفاء والكثيرون منهم ذكروا انهم شفوا بعد ذلك، وسماه الإغريق ايموثسImouthes وقرنوه برب الطب عندهم اسكلبيوس Asklepios وقد بنيت معابد لايمحوتب احتراما له والمعبد الأساسي كان في ممفيس والذي تحول بعد ذلك إلى مدرسة للطب والحكمة.