كثيراً ما نجد البعض يقول في جمع (حَفِيد) وهو ابن الابن أو الابنة: أَحْفاد.
وهذا غير صحيح، والصواب: حَفَدَة يؤكَِّد ذلك القرآن الكريم قال الله تعالى: ''وَجَعَل لَكُم مِن أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً'' سورة النحل، من الآية (72). ويجمع أيضاً على (حُفَدَاء). و(الحفيد) ليس ابن الابن فحسب، بل هو ابن الابنة أيضاً – ولم أجد في المعاجم اللغويَّة كلمة أحفاد. وللحَفَدَة معانٍ أخرى فهم الأعوان والخدم والأَخْتَان والأَصْهار؛ جاء في المختار: ''و(الحَفَدَة) بفتحتين – الأَعْوان والخَدَم وقيل الأَخْتَان وقيل: الأَصْهَار وقيل وَلَد الوَلَد'' وفي المصباح: ''وقيل لأولاد الأولاد: حَفَدَة؛ لأنَّهم كالُخدَّام في الصّغَر''.
يتبيَّن من المعاجم اللغويَّة أنَّ جمع (حَفِيد) هو حَفَدَة وحُفَدَاء لا أَحْفَاد.
********************************
هذا شاهد عَيان – بفتح العين، وهذا غير صحيح، والصواب أن يُقال: هذا شاهد عِيان – بكسر العين – على وزن (فِعال) بمنزلة صِراع، وقِتال، ونِزَال، وغيرها. و(العِيان) هو المعاينة والرؤية بالعين، كما في المعاجم اللغوية، جاء في المختار: «و(عاينَ) الشَّيْءَ (عِياناً) – بكسر العين – رآه بعينه».
وفي الوسيط: «عاينَه مُعاينةً، وعِياناً: رآه بعينه، ولقيتُه عِياناً، ومعاينةً: لم أشُكّ في رؤيتي إياه. وفي المثل «ليس الخبر كالعِيان» كل ذلك بسر العين.
يتبيَّن أن (عِيان) بكسر العين هي الصواب، لأنها توافق النطق العربي الصحيح.
*******************************
دَارَ في خُلْدي بضمّ الخاء، وسكون اللام يريدون (في بالي)، وهذا غير صحيح، والصواب: دارَ في خَلَدِي – بفتح الخاء واللام أي في بالي – كما في المعاجم اللغويّة، وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح؛ جاء في المختار: «(الخَلَد): بفتحتين: البالُ، يقال: وَقَعَ ذلك في خَلَدِي أي في قلبي» وفي الوسيط: «(الخَلَد): البال والنّفْس. ومنه يقال: لم يَدُر في خَلَدِي كذا والجمع (أخلاد)».
يتبيَّن أنَّ الصواب: وَقَعَ في خَلَدِي بفتحتين لا خُلْدِي بضمّ الخاء وسكون اللام
********************************
حوادث مريرة، وهذا غير صحيح، والصواب: حوادث مُرَّة وهو الذي يوافق النطق العربي الصحيح؛ لأنَّ معنى المريرة: العزيمة، والحبل، وعزَّة النفس. كما في المعاجم اللغويَّة، جاء في المختار: «المرارة بالفتح ضدّ الحلاوة، والمُرَّة، وشيء مُرُّ، وهذا أَمَرّ من كذا. والأَمَرَّان: الفقر والهَرم... ورجل (مَرِير) أي قويّ ذو مِرّة» وفي الوسيط: «(الُمرَّة): مؤنَّث المُرّ: ضدُّ الحُلْوَة، والجمع (مَرَائر)...... و(المريرة): طاقة الحَبْل، وعِزَّة النفس والعزيمة. والجمع مَرَائر. ويقال: استمرَّت مريرتُه على كذا: أَلِفَه واسْتَحْكَمَ أَمْرُهُ عليه».
يتبيَّن أنَّ الصواب: حوادث مُرَّة لا مَرِيْرِة - لأنَّ الأولى أكثر وفاءً بالمعنى.
********************************
لَقَّبُوه كذا – بتعدية الفعل بنفسه إلى مفعولين، وهذا غير صحيح، والصواب لقَّبوه بكذا، لأنَّ الفعل (لَقَّبَ) يتعدَّى إلى المفعول الأول بنفسه وإلى المفعول الثاني بحرف الجرّ (الباء) يقال: لَقَّبوه بكذا – كما في المعاجم اللغويَّة – فهكذا نطقت العرب – و(اللقب) قد يكون مدحاً أو ذماً – كالفاروق والحطيئة.
جاء في المختار: «(اللَّقبُ): النَّبْز. و(لَقَّبه) بكذا فَتَلَقَّب به»، وفي المصباح: «و(لقَّبْتُه بكذا)»، وفي الوسيط: «(لَقَّبَه بكذا: جَعَلَه لقباً له ... و(اللَّقَبُ) اسمٌ وُضِعَ بعد الاسم الأول، للتعريف، أو التشريف، أو التحقير والأخير منهيٌّ عنه».
يتبيَّن أنَّ الصواب: لَقَّبَه بكذا، لا لَقَّبَه كذا. أي أنَّ الفعل (لَقَّبَ) يتعدَّى إلى المفعول الأول بنفسه، وإلى المفعول الثاني بحرف الجرّ (الباء).
******************************
لا تَخَافْ من هذا الأمر – بإثبات الألف بعد حرف الخاء، وهذا خطأ، والصواب: لا تَخَفْ، لأنه فعل مضارع مجزوم بـ (لا) الناهية، وعلامة جزمه السكون، وهنا التقى ساكنان: الألف والفاء في الفعل (تخاف) لذلك حُذِفت الألف للتخلّص من التقاء الساكنين فصار الفعل: لا تَخَفْ بدلاً من لا تَخَاف. يؤكَّد ذلك الشاهد القرآني، قال الله تعالى: «قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ اُلأَعلَى» طه، أيه (68).
يتبين أنَّ صواب النطق: (لا تَخَفْ) وليس (لا تَخَافْ).
******************************
يخلط كثيرون بين كلمتي الوَسْوَاس - بفتح الواو - والِوسْوَاس - بكسرها - فيستعملون إحداهما مكان الأخرى مع أنَّ بينهما فرقاً، يقولون مثلاً: نعوذ بالله من الوِسْوَاس - بكسر الواو، وهذا خطأ، والصواب: الوَسْوَاس – بفتحها أي الشيطان. والفرق بينهما أنَّ (الوَسْوَاس) بفتح الواو: الشيطان، ومرضٌ يختلط معه الذَّهن، أمَّا (الوِسْوَاس) بكسر الواو فهو الكلام الخفي، مصدر (وَسْوَسَ) يقال: وَسْوَسَ وِسْوَاساً أو وَسْوَسَةً أي الحديث بما لا نفع فيه ولا خير أو الكلام الخفيّ المختلط غير الواضح - كما في المعاجم اللغويَّة ففي مختار الصحاح: ''(الوَسْوَسَة): حديث النّفْس ووِسْوَاساً بكسر الواو – و(الوَسْوَاسُ) بالفتح الاسم. ويُقال لصوت الحُلِيّ (وَسْوَاس). والوَسْوَاس أيضاً: اسم الشيطان''. انتهى كلامه.
يتبيَّن أنَّ كلمة (الوَسْوَاس) بفتح الواو تعني الشيطان، والمرض النفسي، وصوت الحُلِيّ، أمَّا (الوِسْواس) بكسر الواو فمعناه الكلام غير الواضح أو غير المفهوم أي ما يسميَّه بعضهم بالكلام الفاضي.
***********************************
كثيراً ما نسمعهم يقولون: طِفْلة – بكسر الطاء – وهم يردّدون البيت المشهور: تَعَلَّق قلبي طفلة عربيَّة . . . . . . . . . . . . .
وهذا غير صحيح، والصواب: طَفُلَة بفتح الطاء وهي الناعمة الرقيقة أما (طِفْلة) بكسر الطاء فهي المولودة الصغيرة أنثى طِفْل بكسر الطاء وقد فرقت المعاجم اللغويَّة بينهما – جاء في الوسيط: «(الطَّفل) بفتح الطاء: الرّخْصُ الناعم الرقيق. وهي طَفْلَة. يقال: امرأة طَفْلَة الأنامل: ناعمتها....و(الطِّفُل) بكسر الطاء – المولود» ويطلق (الطَّفل) بكسر الطاء على المذكَّر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع قال الله تعالى: «ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً» سورة (الحج)، من الآية (5) وقال عزَّ وجلّ: «أَوِ الطِّفْلِ الّذِينَ لَمْ يَظِْهرَوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ» سورة (النور)، من الآية (31).
وِيقال: طِفْل وطِفْلة وأطفال كما هو مشهور على أنَّ كلمة (طِفْل) تغني عنها وفقاً للشاهد القرآني السابق.
*************************************
يظنّ كثيرون من الناس أنَّ كلمة (بَاتَ) في قولنا بات فلانٌ بمعنى نَامَ، وهذا غير صحيح، والصواب أنها بمعنى أَدْركه الليل، نامَ أو لم يَنَم، قال الله تعالى: «والَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِهِّمْ سُجَّداً وَقِيَاماً» سورة الفرقان آية (64). جاء في المصباح «بَاتَ يَبِيتُ بَيْتُوتَةً، ومبيتاً فهو (بائت) وتأتي نادراً بمعنى نام ليلاً، وفي الأعم الأغلب: بمعنى فَعَلَ ذلك الفعل بالليل فإذا قلت (بَاتَ يفعل كذا) فمعناه، فَعَله بالليل، ولا يكون إلا مع سهر الليل» وعلى ذلك الآية السابقة. «قال الفرّاء: بات الرجل: إذا سَهر الليل كلّه في طاعة أو معصية، وقال الليث: من قال: بات بمعنى نامَ فقد أخطأ. وقد تأتي (بَاتَ) بمعنى صارَ: بات عند امرأته – أي صار عندها سواء حصل معه نوم أولا.
يتبيّن أنَّ معنى (بَاتَ) أدركَه الليل أو سهر الليل – نَامَ أو لم ينم.
*******************************
تَفَرَّجَ على كذا بمعنى شاهده، وهذا غير صحيح، والصواب: نَظَرَ إلى كذا أو شاهد كذا؛ لأنَّ (تَفَرَّجَ) انفراج الهمّ أو تَكَشُّفه – كما في المعاجم اللغويَّة، وهو الذي يوافق الاستعمال اللغويّ الصحيح، ورد في المعجم الوسيط: ''(تَفَرَّجَ) الشيءُ أو الغمُّ أو الكرب: انْفَرَجَ''. ونَبَّه على أنَّ قولهم: تَفَرَّجَ الرجل بكذا، وعليه – معناه تَسَلَّى بمشاهدته ليطرح همَّه وأنَّ هذا استعمال شائع في العصر الحديث أي أنَّ هذه الكلمة بهذا المعنى الأخير (مُحَدَّثَة) وليست مستعملة قديماً عند العرب الذين يحتج بعربيَّتهم بهذا المعنى.
يتبيَّن أنَّ الصواب: شاهَدَ كذا لا تَفَرَّجَ عليه لأنَّ (تَفَرَّجَ) يراد به تفريج الهمّ.
*********************************************
يخلط كثيرون بين كلمتي (الرُّؤيَة) و(الرُّؤْيا) فيستعملون إحداهما مكان الأخرى مع أنهما مختلفتان في المعنى كأن يقال: «وقفتُ أُمتَّعُ النفس برؤيا المناظر الخلاَّبة». والصواب: «وقفتُ أُمتَّع النفس برؤية المناظر الخلاَّبة»؛ لأنَّ الرؤية بمعنى النظر. ويقولون: «طِرْتُ على جناح الرُّؤية لأُعانق الأحلام» والصواب: طِرْتُ على جناح الرُّؤْيا لأعانق الأحلام؛ لأنَّ الرؤيا هنا مرتبطة بالخيال. وحقيقة الأمر أنَّ بينهما فرقاً فالرؤية: النظر بالعين أو بالقلب مجازاً، والرؤيا: ما يراه النائم، أو يتخيَّله الأديب. جاء في مختار الصحاح: «(الرُّؤْيَة) بالعين... وبمعنى العِلْم... و(رأى) في منامه (رُؤيا)». وفي الوسيط: «رآه رؤية: أبصره، واعتقده... ورأى في منامه رُؤيا: حَلَمَ» انتهى. يتبيَّن أنَّ (الرُّؤية): النظر، أما (الرؤيا) فهي ما يراه النائم.