الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 111010
العمل : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Unknow10
الحالة : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Mzboot11
نقاط : 17865
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 13156210

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Empty
مُساهمةموضوع: ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5   ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 I_icon_minitime8/10/2009, 08:10

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5)

بقلم: أ. د. خليل أبو ذياب
..............................

تقاس عظمة الشاعر باقتداره على الإبداع، كما تقاس جماهيريته بمقدار تعبيره عن هموم الآخرين، ومبلغ تمثلهم في شعره ووجدانه ليستطيع أن يحتل مساحة واسعة من خريطتهم الوجدانية؛ والشاعر هناك / في الإبداع، وهنا / في الجماهيرية ، يحتاج إلى قدر واسع ورصيد ضخم من التجارب الرفيعة والعميقة التي تحقق له ذاته الفنية التي لا يكون شاعرا بدونها.
ولو قلبنا النظر في شعراء الأمم في كل العصور لما أخطأنا هذه الحقيقة، ولما تجاوزنا هذه الفكرة ، بل ولتمثـلناها تمثلا دقيقا وعميقا منذ هوميروس شاعر الإغريق في ملحمتيه المشهورتين "الإلياذة والأوديسّــة"، وكذلك فرجيل شاعر الرومان اللاتين في "الإنياد"، ودانتي شاعر الطليان قي "الكوميديا الإلهية"؛ وكذلك شعراء العرب منذ امرئ القيس وزهير والنابغة وأضرابهم الجاهليين، ومن ورائهم سائر الشعراء الذين لحقوا في الأعصر الأدبية التالية إلى عصرنا الراهن من أمثال المتنبي وأبي العلاء وأبي تمام والبحتري وكذلك شوقي والبارودي وحافظ وغيرهم وغيرهم ممن ملؤوا الساحة الأدبية بالشعر كما هو مشاهد وملموس ولا يتطلب دليلا أو برهانا لتأكيده وتحقيقه!
وغنيّ عن البيان أن قلة من الشعراء في كل عصر هم الذين يثبتون وجودهم الفني، ويحققون ذواتهم الإبداعية، وتظل أسماؤهم تتردد على الزمان، وتضمخه بعبيرها الشذي، وهم أولئك الذين ملكوا طاقات الإبداع، وسيطروا على ناصية التعبير، وانطلقوا يعبرون عن تجاربهم الذاتية والوجدانية، كما لم يغفلوا عن تجارب الآخرين ومشكلاتهم المتنوعة فمضوا يعبرون عنها تعبيراً لا ينقصه الإبداع والروعة والجمال!
وهذا يعني أن الشاعر المبدع الذي يستحق أن ينضم إلى قافلة المبدعين، ويعدّ منهم ينبغي أن تتجسد لديه تجارب الآخرين التي ينبغي أن ترتفع إلى مستوى إبداعه وعبقريته .. ومن هنا فإن تفاوت مستويات الشعراء، بل تفاوت مستويات التعبير عند الشاعر الواحد ذاته ما بين قصيدة وأخرى، بل وفي نطاق القصيدة الواحدة كما هو شائع ومألوف ومقرر دون أن نجد لهذه القضية أو الحقيقة ناقضا كمظهر من مظاهر الشذوذ يفسدها، أو يدحض اطرادها، يرجع إلى نقص في التجربة الوجدانية التي تفجر طاقاته الإبداعية؛ وسواء أكان هذا النقص مرده إلى ذات الأديب / الشاعر، أم إلى البيئة / المحيط الذي يتنفس فيه، ويتشكل منه، فإن الإبداع يجب أن يتخلق من رحم التجربة، أو بذرتها، وكلما كانت التجربة، أو قل تلك البذرة قوية وسليمة ومبرأة من العيوب أو الفساد والعفن، وتوافرت لها ظروف الاستنبات الطبيعية المناسبة، كانت قادرة على التخلق السليم، وقادرة على أن تضرب بجذورها في رحم الأرض التي بذرت فيها، لتطلق ساقيها في الفضاء الرحيب لتؤتي أكلها في كل حين.
أما إذا كانت الأخرى، فربما تموت البذرة وهي ما تزال في رحم الأرض ويحتضنها التراب من كل الجهات؛ وإذا قدّر لها أن تخرج من ذلك الرحم، وتلك التربة، فإنها تخرج نكدة خبيثة فاسدة وعاجزة عن مقاومة عوامل الطبيعة المتغيرة من حرّ وبرد وجفاف ورطوبة ريح ومطر وما إلى ذلك ..
هذه المقدمة المسرفة في الطول ـ ومعذرة إذا لم تجد ما يبررها إلى الآن، لا نظن أو نعتقد أنها منفصمة العرى، مبتوتة العلائق مع موضوع هذه الدراسة التي ستتناول قضية من قضايا الإبداع عند شاعرنا الكبير سمو الأمير عبد الله الفيصل، وهي قضية "الحرمان"، أو قل ظاهرة الحرمان التي تجسدت في أبلغ صورها وأوسعها وأعمقها عند هذا الشاعر الذي يعد أكبر شاعر معاصر جسد هذه القضية أو هذا الموضوع تجسيدا رائعاً وعظيماً وبالغاً، حتى إنه وسم به أول ديوان يخرجه، وجعله عنواناً ضخماً له، مقررا أن أغلب ما احتواه من قصائد وأشعار إنما هي «من وحي الحرمان» الذي كان يحسه أعمق إحساس، ويصدر عنه في كل ما يبدع من أشعار؛ بل إنه تجاوز هذا الحد أو المقدار عندما وصف نفسه بأنه "المحروم"، ومضى يتغنى بكل ذلك في كافة جوانب الديوان، وينشره في ثنايا قصائده وأمشاج مقطوعاته؛ بل إنه لم يقف عند حدود هذا الديوان الأول ليتنفس عبق الحرمان فيه إلى الديوان الثاني الذي أصده وعنونه بـ «حديث قلب» حتى جاء مسرحا واسعا وفسيحا ومضماراً رحيباً يجري فيه الشاعر أفراس الحرمان لتلتقي بصواحبها السابقات أفراس ديوانه الأول، مما جعل هذا الديوان الثاني استمراراً واعياً، وتواصلا حميما مع سلفه الأول أو شقيقه الأكبر «وحي الحرمان» في تجسيد هذه الظاهرة النفسية والفنية الإبداعية التي عنّته طويلاً، وأعنتته وأشقته وآلمته على طول حياته الشعرية المديدة!
وواضح أننا أمام تجربة أو ظاهرة لا نكاد نحسّها بهذا الزخم ، وتلك الكثافة والتركيز حتى عند شعراء الغزل العذري ـ شعراء الاستلاب العاطفي، أو الحرمان الوجداني، ولا حتى عند شعراء المدرسة الرومانسية الحديثة أو المعاصرة الذين رقموا أسماءهم في سجل الخلود، ونقشوا أشعارهم على معابد الشعر المقدسة ..
وإذا كان شعراؤنا الغزلون العذريون قد جسدوا هذه الظاهرة من خلال ممارساتهم النفسية، وأفعالهم أو ممارساتهم الواقعية على ما شاع فيها من اختلاق وافتئات كاد يميع معالمها الحقيقية، فإننا نجدهم قلما عبّروا عنها بالقول أو باللفظ أو بالصراخ والإعلان والشكوى الصاخبة كتلك التي تلقانا عند شاعرنا الكبير "عبد الله الفيصل" شاعر الحرمان الأكبر؛ ذلك أنك أينما يممت وجهك، وألقيت ببصرك في صحائف هذا الديوان وأبيات قصائده الكثيرة الساخنة أو قل الملتهبة، فإنك واجد لا محالة فيها قدرا ضخما من آلام الشاعر وقسطاً واسعاً من أحزانه التي تفجرها وطأة الحرمان التي يعاني منها أقسى معاناة وأبلغها، ويخيّل إليك، أو قل تحس، من خلالها أنها تأخذ بخناقه وتكاد تقضي عليه قضاء مبرماً؛ ومع كل هذا فإن الشاعر المحروم لا يملّ من إعلانها وترديدها، وكأنه يحس سعادةً غامرةً وهو يمارس هذا الإحساس الحاد من خلال عنوانات كثير من قصائد الديوان التي تطالعك بمجرد وقوع بصرك عليها من مثل "الحرمان"، و"غربة الروح"، و"أمل المحروم"، فضلا عن عنوان الديوان الأول البكر الذي نتولى في هذه الدراسة الحديث عنه وهو "وحي الحرمان"، وكذلك شاعره ومبدعه الذي أبى إلا أن يصف نفسه ويمهره بهذا اللقب الجديد «المحروم»؛ حتى إذا يممت وجهك في فضاءات القصائد التي يحتويها، وتخللت نسيجها القشيب الذي لا تكاد العين تخطئ مظهرا من مظاهر هذا الحرمان أو الإحساس الحاد بالحرمان الذي كان الشاعر يعانيه أبلغ معاناة!
(يتبع)




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 111010
العمل : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Unknow10
الحالة : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Mzboot11
نقاط : 17865
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 13156210

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5   ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 I_icon_minitime8/10/2009, 08:11

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (2 ـ 5)

بقلم: أ. د. خليل أبو ذياب
..............................

(2)
وهذا الزخم الحاد، والإحساس الهائل بهذا الحرمان الذي يشيع في كل جانب من جوانب الديوان هو الذي دفعنا إلى محاولة درس هذه الظاهرة التي تجسدت في قصائد الديوان بشكل لافت ومميز في هذه الدراسة التي بين أيدينا، وستكون هذه الدراسة من زاويتين رئيستين هما: تحليل ظاهرة الحرمان كما تجسدت في شعر عبد الله الفيصل، والأخرى تفسير تلك الظاهرة وتعليلها؛
أما الزاوية الأولى، فإننا إذا قلبنا قصائد الشاعر التي ضمها هذا الديوان «وحي الحرمان»، وكذلك القصائد الأخرى التي جاءت في ديوانه الثاني «حديث قلب» الذي واصل فيه الحديث عن هذه الظاهرة، ووصف لواعجه القاسية وآلامه المبرحة التي كانت ما تزال تفعل فعلها في نفسه وتلون مشاعره وأحاسيسه، وذلك لأن دوافعها وأسبابها لم تنته من نفسه، ولم تزل من خواطره لتنتهي من شعره وتتجرد منها قصائده، بل ظلت حية نابضة تسري في عروقها، وتتمثل له بوضوح .. ومن هنا فما إن نقلب صحائف هذا الديوان، أو قل الديوانين كليهما، وفتشنا قصائدهما ألفينا مظاهر الحرمان بادية للعيان، وأحسسنا آثارها وأصداءها ماثلة مبثوثة في كل ثنية من ثنايا قصائده وحتى مقطوعاته القصيرة على نحو ما نجد في هذه الأبيات من إحدى قصائده حيث يقول: قالوا، وقد ظنّوا بأني امرؤ .:. لا يستبيني ما أرى منْ جمالْ
يا ظامئ القلب، ألا ترتوي .:. والحسنُ من حولِك زاهي الظلال
يحسد ك الناس على بعض ما .:. تلقـاه من حـبّ ذوات الـــدلال
فأنت تشكو ظــمـــأ دائما .:. لـلــحـب .. للنجوى .. ليوم الوصال
كأنك الهارب من ديــمــة .:. تبلغ الريّ بوهـــج الرمـــال!
ونرى الشاعر هنا يعلن ما لا يراه الآخرون أو يتوقعونه بالنسبة إليه خاصة من خلال معايشتهم له ومعاشرتهم إياه ، ومعرفتهم لحقيقته التي قد لا تتبدّى لكثيرين من ورائهم ممن لا تصلهم به صلة ما أو رابطة، وكذلك إدراكهم أبعاد تجاربه الحقيقية التي يسودها قدر هائل من الغرابة بسبب مكانة الشاعر وإمكاناته الواسعة، وهذا ما يجعلهم يبادرون بإعلان حسدهم له على ما يجد من حب الغانيات الفاتنان في كل مكان، وود الغيد الحسان اللاتي يتهافتن على حبه راغبات في وصاله، متمنيات ذلك الحب والوصل .. ومع ذلك لا يفتأ الشاعر المحروم من الإفضاء إلى هؤلاء القوم بما يموج في نفسه من آثار الحرمان، وما تمتلئ به نفسه من مظاهر الظمأ والفراغ والخواء الوجداني القاتل؛ وقد جسدت كل ذلك تجسيدا رائعا وضخما كلمة "ظمأ"؟ التي كرست هذه الحقيقة تكريساً بعيداً وعميقاً، والتي اتخذها عنوانا بالغ الإيحاء، قوي الدلالة على فكرة "الحرمان" وحقيقة الإحساس به في أعماقه حيث تأصلت في نفسه ، وتجذرت في وجدانه .. وهنا يرصد الشعر المحروم موقفه، أو رأيه، أو وجهة نظره من زاوية غير التي يرصده منها أصفياؤه وخلانه، مما جعله يندفع مجسدا معاناته التي تكاد تفتك به عسى أن يعوا حقيقة وجده، ويفهموا وجدانه وإحساسه الذي يعاني منه حيث يقول:
فقلت يا من لامني ظـامـئـــا .:. في الحب لا أرضى بكل الحسان
ضجّ احتدام النار في أضلعي .:. واشتعــل القـلب بها واللســان
لو كنت تدري أي حسن أرى .:. فيه صدى حبّي، وألقى الحـنان
لقلت مثلي عن بروق الهوى .:. معظمهـا مصحوبـة بالدخان
وقلـما يلقى بها عاشق .:. مثلي هـوى يرتاح فيها الحنان
ويحاول تقريب هذه القضية الغريبة لخلصائه وأصفيائه في محاولة جادة لإقناعهم بوجهة نظره من خلال تجسيده لتلك الحبيبة التي يتمناها أو يتخيلها، والتي تتوق إليها نفسه وتتمناها خواطره في هذا النموذج الذي يجمع جمال الخـَلق كلهم، بكل ما توافر فيها من صفات نفسية كريمة، وشيات عظيمة، وأحاسيس وجدانية بالغة حيث يقول:
يا لائمي في ظمئي إنني .:. غريبُ أطوار الهوى في الدنـا
أهوى جمال الخلق في غادة .:. تحفظ هاويها: نأى أم دنـا
وأرتوي من حبّ فتـّانـةٍ .:. لغير مَن تهواه لا تـُجْتـَنَى
وفي حناياهـا تضيء ا لمنى
صابرة مهما يُثِرْها الجوى .:. تلجم في عقـّتها الألسنا
أرأيت إلى هذه الحبيبة التي تهفو إليها نفس الشاعر الظامئة إليها، المتعطشة إلى واحتها الظليلة الوارفة، وتتحرق إليها كبده التي شققها الوجد والظمأ إلى مائها العذب النمير، تلك الحبيبة التي جعلته يزهد كل الزهد فيما ينتشر من حوله من مظاهر الجمال الخاوي، وقشور الحسن الصدئة؛ وهذا ما جعله يبقى ظامئا صاديا يكابد حُرَق الصدى، ويمارس أُوار الهيام لا يرتوي من أي ماء يعرض له غير مائها المنشود، وحتى يجد توأم روحه وخدن نفسه؛ وليس ذلك بعزيز على الله أو بعيد كما يظن، أو يؤكد شاعرنا المحروم: (حديث قلب 34)
هــذا الذي أهواه يا لائمي .:. في ظمئي، والحسن حولي وريفْ
وسوف أبقى دائماً ظامـئـا .:. حتى أرى خِدناً لقلبي ألـيفْ
لا بدّ للهــيـمـان أن يلتقي .:. بمـا يُرجّـــي من هــواه العفيـفْ
فيرتوي من منهـلٍ سائـــغ .:. مـمــنّــع لم تــدْن منه الأنـــوفْ
من قـبـل أن يذهب عهد الصبا .:. وقـبـل أن تـُقبـل ريــح الخريف!
وإذا كان هذا الأمل الحبيب إلى النفس دغدغ وجدان الشاعر المحروم، وعابث نفسه المحزونة في هذا النموذج الآنف الذكر "ظمأ"، فانساب بكل رقة ولطافة ورهافة ليكشف عن مكنونات نفسه، ويعلن عن آماله وأحلامه بدنوّ هذا الحبيب وقرب لقائه، ووشك ائتلاف روحيهما، فإننا نجده يصرخ من أعماقه عندما تبعثرت شظايا تلك الآمال المهشمة، ولم يعد ذلك الحبيب الضائع المنشود، أو قل النموذج الذي يسعى إلى إيجاده بكل ما وسعه الجهد والطوق، والذي لم يكن يبرح خاطره، ويتراقص طيفه في وجدانه؛ وطال الانتظار على شاعرنا المحروم، واستبدّ به الشوق والوجد، فضاق به ذرعاً، وطفق يصرخ بأعلى صوته:
أنا ضقتُ بالحرمان يا ربّي .:. والريّ من حولي، فما ذنبي؟
ومرة أخرى يحاول أن يقنع نفسه بما ينتشر من حوله من مظاهر الحسن وآثار الجمال التي تهفو إليها النفوس الظامئة، وتشرئب إليها القلوب الحزينة؛ ولكنه يجد من دونها أسواراً عاليةً منيعةً تحول ما بينه وبينها، وحواجز منيعة تجعل الوصول إليها دونه خرط القتاد؛ فلا سبيل إلى تجاوز تلك السدود، بله تحطيمها ليبلغ ذلك المورد الصافي العذب ليعبّ منه ما شاء مطفئا ما يتأجج في أعماق نفسه من أوار الهوى ولهيب الصبابة؛ وانظر إليه وهو يتمزق لوعة وحسرة وهو يعاني من عجز الوصول إلى ذلك الحبيب الذي تهفو إليه نفسه، فيقول:
حولي شبابٌ ضاحك يانعٌ .:. كالزهـر في أحلى ليالي الربيعْ
والبدر من فوق الربا ساطع .:. يلاحقُ السحبَ، ولا يستطيع
وسنــا ه في قلبي .:. بهفو إلى الحـب
يــــا ربّ ما ذنبي؟! .:. أنا ضقتُ بالحرمان يا ربّــي
ويحاول شاعرنا المحروم تجسيد مظاهر الحرمان الذي بعاني منه ويكابده فيقول :
وأين حظّي من الجمـال .:. في ا لهجــر والصدّ والوصال
ونشوة الوعـد والمطال .:. وبهـجة المعـتز والــدلال؟!
والذي يغلب على الظن أن ترديده لهذه العبارة أو الفقرة، وتكريرها في ختام القصيدة، أو قل أنهى بها صرخته النفسية الحادة التي جأر بها، وما يتجسد فيها من مظاهر الحرمان الطويل والظمأ النفسي البالغ لم يكن ضربا من الترف الفني، وإنما كان تعبيرا نفسيا عميقا وحادا عن آلامه المبرحة وعذاباته الطويلة:
يا ربّ ما ذنبي؟ .:. أنا ضقتُ بالحرمانِ يا ربــي!
وفي الحق إننا نجد في هذا التعبير ذلك النموذج الذي كان شاعرنا المحروم يبحث عنه طويلا في صحراء نفسه الخاوية، وبيداء حياته المقفرة دون جدوى؛ ولكنه لم ييأس وظل يسابق الريح على أفراس الأمل الكابية محاولا أن يعثر عليه ليحتضنه وهو يدلف إلى عتمة العمر؛ وقد تجسدت تلك المحاولة اليائسة في قصيدة "روضة الهوى"، حيث مضى يكشف لصاحبته أبعاد صبابته ووجده وهيامه الطويل بها، وبحثه المضني عنها في صحراء حياته الملتهبة؛ وإنما كان ذلك كله بسبب ضغوط أحدثها قلبه وعيناه منذ أن التقت بها، فاصطفاها قلبه، وارتاحت لها عيناه حيث وجدتا فيها الملهمة الصادقة، أو العروس الجميلة لقصائده التي يبدعها؛ ومنذ ذلك الحين تعلقت بها عيناه، كما تعلقتا بالقمر الذي كان يحمل لهما البشرى بهبوط تلك الحبيبة الملهمة له بأجمل الشعر؛ تلك الفاتنة التي توشك أن تهبط من عليائها في موكبها الملائكي الباذخ؛ ولكن دون جدوى! فلا هي هبطت عليه، ولا هو يقوى على الانفلات من ربقة واقعه ليصعد إليها ليواصل مسيرة حبه ووجوده؛ وكل ما وجده أمامه وبمقدوره أن يمارسه هو تلك النظرات الدامية الحرّى يرسلها إليها حينا بعد حين عسى أن تلتقي بها فتعيدها إليه ليواصل رحلة العشق والصبابة والوجد؛ ولكنه لا يجد أمامه سوى الزفرات الحرى والأنات الباكية يصعدها صوب هذه الحبيبة! وما أقسى هذه الأنات، وما أشدّ ذلك البكاء، وما أقسى ذلك العذاب على نفس العاشق المدنف المستهام! يقول: (ق 18 / وحي الحرمان)
قد ساءلت من أنت؟ قلتُ: أنا الذي .:. قضّيتُ عمري مدنفا أهواك
وأطعتُ عيني في الغرام وخافقي .:. أقضي الليالي السودَ في نجواك
أرنو إليك على بعادك مثلمـا .:. يرنو الحزينُ لساطع الأفلاك
وأبثّ للنجم المسهّدِ لوعتـي .:. يا ليتني بعد النوى ألقـاكِ!!
ويبدو أن توسلات شاعرنا المحروم قد تحققت بعد لأي، أو هذا ما ادّعاه، أو توهمه من فرط الوجد والصبابة التي كانت تموج في نفسه، فحققت له ضربا من اللقاء، وهيّأت له صورة من الوصال الروحي في غير عالم الواقع النكد عبّر عنها في قوله من هذه القصيدة:
وتعانق الروحان في روض الهوى .:. فثملتُ حتى غبتُ عن إدراكي
بيد أن هذه النشوة العابرة التي حظي بها، والوصال الذي نالته نفسه، واللذة التي اغتصبتها نفسه في غفلة من الزمان عبر ذلك العناق الوهمي، سرعان ما استحال من جديد يأساً مريراً، وحزنا كاوياً، وحرمانا قاتلا بعد أن شُـدّ بعنف من جديد إلى حياته البائسة، وواقعه الرهيب عندما تبين له أن حبها لم يكن أكثر من وهم أو حلم عبر أفق حياته في لحظة يأس أو أمل مضن مخلفا فيها أطيافا هائلة من الحسرة والألم والعذاب: (وحي الحرمان، ق 28)
كان حلماً يا فؤادي حبّها .:. وخيالا ما ألا قي من هواها
قبل هذا الشوق والوجد الذي .:. تركته في فؤاد ي مقلتاها
فإذا بي ولقاهــا غايتــي .:. أجد الحبّ صحيحاً من سواها
خدعتني بالمنى معسولــة .:. فمضت كالريح يا قلبي سناها
(يتبع)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 111010
العمل : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Unknow10
الحالة : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Mzboot11
نقاط : 17865
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 13156210

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5   ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 I_icon_minitime8/10/2009, 08:12

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (3 ـ 5)

بقلم: أ. د. خليل أبو ذياب
..............................


وظل شاعرنا المحروم المدنف يعيش على ذكريات ذلك الحلم، وما كانت ترسم له من مباهج، وتخيّل له من أحلام وأمنيات ولذائذ:
ذكريا ت الأمسِ ما أعذبها .:. ليتهـا ظلّتْ كما كنتُ أراهـا
جنةٌ ذاتُ زهورٍ غضَّـةٍ .:. عبقتْ طيبا كمـا لذَّ جَـناهـا
حتى إذا لم يجد غير قبض الريح من تلك الذكريات وتلك الأحلام، أيقن أن أمله فيها قد خاب وضلّ، وأن حبّه قد آل إلى سراب لا ريّ فيه، وألفى نفسه في مواجهة الواقع بكل آلامه وأوصابه وهمومه ليستسلم لكل ذلك كارها مرغماً، أو راضياً مقتنعاً:
ودّعتُ أيامَ الربيع الناضـرِ .:. ودفنتُ آمالي ووحي خواطري
ووأدتُ ما في القلب من ذكر الصبا .:. ونفضـتُ عن ذهني خيال الشاعر
ومثل هذا الموقف بكل ما ينطوي عليه من مأساة حقيقية بالغة الأسباب والدوافع التي يعلنها الشاعر متمثلة في الغدر والخيانة ، وهما أعدى ـأعداء الحب الحقيقي النقيّ العفيف كما يقرر الشاعر :
لا حبّ والغدر الخؤون يحوطه .:. ولّى الغرامُ مع الحبيبِ الغادر
ويكشف الشاعر عن محاولاته المستميتة لحماية هذا الحب والحفاظ عليه من عاديات الزمان:
هي وردةٌ ظمأى وقد روّيتها .:. إذ قلّ عنها الغيثُ ماء نواظري
أيقظتها، بل صغتها في قالبٍ .:. من نور آمالي وزين مشاعري
ومنحتها قلباً على أترابهـا .:. قد عزَّ يرعاهـا بحبٍّ طاهرِ
لم أدر حين سقيتُها ورعيتُها .:. أني سأُجزى بالعقوق السافرِ
وما دامت تلك الحبيبة قد قابلت إخلاصه في حبه لها ورعايته له وإيثاره إياها على أترابها ولداتها ممن يتهافتن على حبه ويحرصن على الفوز به ـ بكل هذا العقوق والجحود، بل وبكل هذا الغدر والخيانة، فإنها لم تعد جديرة بذلك الحب، أو حقيقة بالفوز بذلك القلب الذي آثرها على كافة أترابها ولداتها ممن يسعين جاهدات للظفر به؛ وهذا ما جعله ينفتل إلى قلبه ليحرضه على التنكر لها والإعراض عنها، باذلا له كل ما في وسعه من مواساة وتعزية عند فراقها وفقدها!
ولكن، تُرى، هل يستجيب هذا القلب لهذه العواطف الجريحة والتوسلات المعذبة التي يسفحها هذا الشاعر المعذب المكتوي بنار تلك الحبيبة الجاحدة، فتهدأ نفسه وتستعيد توازنها المفقود؟! أم تتراكم فيها مظاهر الحرمان والإحساس الحاد بالظمأ الحارق من جديد؟! تأمل ما يقول شاعرنا المحروم:
يا قلب لا يحزُنْك ما ضيّعتـه .:. من حبك الوافي لعهدٍ غابـر
بل لا يروّعْكَ الزمانُ بمـكره .:. إن الكريمَ لَيُبْتَلى بالماكـر
هلْ كان ذاك الودُّ إلا خـدعةً .:. خلابـةً مبذولةً من فَاجرِ
كم ذا بذلتُ صداقةً ومحبـةً .:. وجنيتُ ما يجني فقيد بصائر
فارْبَأْ بنفسك أن تكون معذبا .:. وانظر إلى الماضي بعين الساخر
ولا يملّ هذا الشاعر من إعلان مثل هذا الموقف الساخط الرافض بكل ما يمتلئ به من إحساس بالكبرياء والقهر والظلم؛ مما يجعل هذا الموقف صورة من صور الحب الفاشل الذي عاشه الشاعر المدنف المحروم بكل أحاسيسه ومشاعره ، وكانت تراكماتها من مكونات ظاهرة الحرمان في نفسه وشعره على السواء، يؤكد هذا كله ما جاء في قوله من قصيدة أخرى:
كم تمنّيتُ أن أعيش بعيداً .:. عن هواك المؤرق المحمــومِ
هارباً من لظى الهوان على القر .:. بِ، وفي البعد عن عذابي المقيم
فأواري هشيم وجدٍ صريـعٍ .:. لم أنل منهُ غيرَ وطء الهموم
بهروبي من الغرام وقدْ كـا .:. نَ سراباً ضيّعتُ فيه نعيمي
يا حبيبي هل كان حبك يوماً .:. غير ليلٍ ملبّـدٍ بالغيومِ؟!
غمرتْهُ بــوارقٌ ورعــود .:. منْ أكاذيب وجدِك المزعومِ
ثم لا شيء غير نُكـرٍ وصدّ .:. ومديدٍ من العذاب الأليمِ!
وأشدّ ما كان يؤلم نفس هذا الشاعر ، ويمزق قلبه أن ينسى ذلك الحبيب، أو يتناسى ما أحدث في نفس عاشقه من الأذى والعذاب والألم، وما أورثه من تباريح الجوى والوجد والحرمان والصبابة، ليبادره بالشكاة والعتاب، فيعدو الظالم الفاتك مظلوما كسير القلب، محطوم الجناح، ويضحي القاتل الآثم قتيلا مغدوراً؛ هكذا انكفأت المقاييس في مفهوم هذا الحبيب مما أضرم في نفس ذلك العاشق المدنف سعيرا لا تهدأ ، وجحيما لا تنطفئ!
ببد أن شاعرنا المحروم على الرغم من كل ما قاسى وعانى من ظلم حبيبه وجحوده، بكل ما كانت تهفو إليه نفسه الظامئة لعذب الحب وحميم الوصل وطيب اللقاء، لم يجد بدا من تحقيق هذه الفكرة وكشف أبعادها بين الظالم والمظلوم / القاتل والمقتول، ليدرك كل منهما حقيقة صاحبه، كلون من ألوان التنفيس عما تمتلئ به نفسه من عذابات الوجد والصبابة وآلام الحرمان فيقول:
فلمَ العَتْبُ إنْ جزيتك هجراً .:. كنتَ فيه البادي وكنت ظلومي
ولمَ اللومُ بعد صبري طويلا .:. وانخداعي بحبك الموهــومِ؟
وعند هذه اللحظة لا يملك شاعرنا المدنف المحروم إلا أن يعلن بكل أسف ومرارة سأمه من مثل هذا الحب الذي كان من طرف واحد ـ هو طرف الشاعر المحروم، والذي لا يجني، ولم يجن منه غير الألم والعذاب، ولم يورّثه غير الحسرة والأسى؛ بل إنه يضاعف في أعماقه الإحساس الحاد بالحرمان الذي لا يفارقه، ولا يغيب من نفسه، يقول:
قد سئمتُ الهوى وأحببتُ دمعي .:. فبدمعي ريٌُّ لقلبي الحطيم
وارتضيت الهروب من عالم الحب .:. فراراً من عُذَّلٍ وخـصومِ
وائداً بين أضلعي خـفقـاتٍ .:. لـفـؤادٍ محـطم محرومِ
أيقظتها فيه الوعود بوصْـلٍ .:. كان أدنى منه مطالُ النجوم
مثلٌ كنتُ أجتديه بدمعي .:. وبسهدي وحيرتي ووجومي
يا حبيبا أعطيته كلَّ حــبي .:. وتوسّمتُ فيه فلب الرحيم
فطوى بالـجحـود حلـماً كبيرا .:. ثم ألقاه يابســاً كالهشيم
فعلى نفسك الملامةُ والعَتــ .:. ــبُ لأني في الهجر غير ملوم
أرأيت كم كان هذا الشاعر يبحث عن بلسم لجراح روحه وآلام نفسه، وريّ لهيام روحه، وشفاء لحرمان قلبه، ولم يأل جهدا في بذل ما يطيق، وفوق ما يطيق لاستمرار هذه العلاقة الحميمة التي كان يعيش على الأمل فيها من خلال بقاء ذلك الحب الكبير الذي لم تحسن تلك الحبيبة فهم حقيقته، ولم تعِ واجباتها تجاهه فحطمته برعونتها وقتلته بعقوقها وغدرها وأكاذيبها وهجرها!
كذلك كان الشك من العوامل البالغة الأثر في تقويض معبد الحب المقدس، وتمزيق علاقات المحبة وأواصر المودة بين المحبين؛ وطالما شكا المحبون المدنفون، والعشاق الملتاعون من هذه الظاهرة القاسية المدمرة، التي قد ترتبط بظاهرة أخرى لا تقل عنها تدميرا للحب، وتمزيقا للوشائج وهي ظاهرة "الغيرة المجنونة"!
وقد عانى شاعرنا الأمير المحروم من ظاهرة الشك، ومارس آثاره التي تفجرت في أعماق صاحبته فدمرت حبه تدميرا ذريعاً؛ يقول : (وحي الحرمان، ق 31)
قضيت على حبي، قضيت على ودّي
وأنت التي قد كنت أوري بها زندي
شككت بإخلاصي، فعكرت صفونا
كما ارتبت في حب ترعرع في مهدي
فآثرت أن تقضي على الحب والهوى
بما جئت من شك ، وما شئت من بعـد
ويحاول جاهدا تبرئة ساحته من تلك التهمة البشعة التي قذفته بها صاحبته مؤكدا لها صدقه وإخلاصه لها لما فطر عليه من خلق كريم ، وما زرع الله في جسده من قلب رحيم ، وما فاض به ذلك القلب من صادق الود وعظيم الحب ونادر الوفاء:
فلي شيمة تأبى عليّ خداعه
إذا ما استجاش القلب تبصرني جندي
ولي من غرامي ما يقدّس حبها
ولي من وفائي ما يذكرني عهدي
ونراه يتوسل إليها مرة أخرى أن لا تبادره باللوم والعتاب، ولا تكثر عليه بالشكوى لئلا تنكفئ الموازين، وتتبدل القيم، وتختلط الأمور فيصبح الظالم مظلوماً، ويغدو البريء مذنباً:
فلا تظلميني بالملام فإنني
كفيل بحمل العبء ـ عبء الهوى وحدي
وأخفيت في الأحشاء نار صبابتي
وإن كان هذا مُوردي ظلمة اللحــد
بل إنه يحاول جاهدا أن يدفع تلك الحبيبة عن تهورها ، ويكبح من اندفاعها، ويعدل من سوء تصرفاتها معه ، فيعلن لها مرة أخرى مبصِّراً إياها بما يترتب على هذا السلوك من آثار مدمرة يمارسها الشك في مثل تلك العلاقات النظيفة الودودة ، فيقول محذراً ولائماً:
فما بعد هذا الشك حبّ مؤمل
ولا بعد هذا الشك في الوصل ما يجدي
على أن هذا الشك عينه كان في بعض الأحيان كما يرصده شاعرنا المحروم المعذب بأوار هذا الشك، يصدر عنه ذاته، ويمارسه هو نفسه على نحو ما نجد في قوله من قصيدة أخرى: (36)
كلُّ ما أرجوهُ يا ليلاي منك ِ .:. لفظَةٌ تمحو خيالاتي وشكِّي
وعلى هذه الشاكلة، فإننا لو مضينا نستعرض آثار الحرمان ومظاهره في شعر الأمير عبد الله الفيصل لألفينا أنفسنا نعيد سرد كافة قصائده وأبياتها ونثبتها مرة أخرى متكاملة لا نكاد نغادر منها شيئا ذا بال، وما ذلك إلا لأن هذا الشاعر حرص بالغ الحرص على تسجيل هذه الظاهرة والتعبير عنها والكشف عن مظاهرها النفسية البالغة التي استقرت في قاع نفسه، ولونت أحاسيسه ومشاعره بلونها الداكن الكئيب؛ وما ذلك إلا لأن هذا الأمر صبغ قصائده كلها صبغةً خاصةً، حيث شاعت آثاره ومظاهره فيها شيوعا يستعصي على الحصر والرصد خصوصاً في مثل هذا المقال المحدود المحكوم بالحجم، وإن كنا نجد في سرد هذه النماذج والشواهد متعةً أكيدةً ونلمس فيها إحساسا نابضا بالحياة، مما يجعلنا مدفوعين لسرد طائفة أخرى من تلك الشواهد والنماذج الماتعة التي امتلأت بها قصائده الروائع التي حرصت على تجسيد أحاسيسه الحادة بالغربة الروحية القاسية، أو الاغتراب النفسي وآلامه المبرحة التي أورثته إياها الحبيبة، وخلفها في نفسه ذلك الحب الضائع الذي بذل في سبيل إحيائه وبعث الحياة فيه من جديد، والحفاظ عليه من روحه ونفسه وقلبه كل غال ونفيس، ولم يبخل عليه بشيء على نحو ما نجد في قصيدة "سمراء" التي يقول فيها: (وحي الحرمان ق 13)
سمراءُ يا حلمَ الطفولـهْ .:. يا مُنيةَ النفسِ العليله ْ
كيْـف الوصولُ إلى حما .:. كِ، وليس لي في الأمر حيله
إنْ كان في ذُلّي رضَـا .:. ك، فهذه روحي ذليــله
فوسيلتي قلْـبٌ به .:. مثواكِ إن عزّتْ وسيلــه
فلترحمـي خفقــانه .:. لك، واسمعي فيه عويله
قـلب رعاك وما ارتضى .:. في حبه أبداً بديــله
سمراء يا أمل الفــؤا .:. د، وحلمه منذ الطفوله
ولا يكف شاعرنا المحروم عن التعبير عن هذه الأحاسيس الدامية الحزينة التي فجرها في أعماقه ما لقي من صاحبته من الهجر والحرمان وتصرم المودات، حتى غدا لا يملك غير هذه الصرخات المكتومة، والآهات المكلومة ينفثها من أعماق روحه المسحوقة، ويلونها بأصباغ دماء قلبه النازفة في محاولة يائسة لاستعادة الحبيبة الضائعة، وترقيق قلبها الهاجر لإنهاء هجرانها فتعود تيادله حبا بحب، وودا بود، يقول: ( نفسه ق 11)
يا حبيبي أين أيام الصفاء .:. يوم كنا كل صبح ومساء
في تـــلا قٍ وعنـــاقٍ وهنــاءْ
ويمضي في إطلاق صرخاته الحادة، وينفث أناته الحزينة الملتاعة عسى أن تصغي غليه تلك الحبيبة فيرق له قلبها فتعود إليه لتغمره بحنانها وحبها المنشود مبدلة ما غمرته به آنفا من صدود وإعراض وحرمان، وتُحسن له بعد كل ما بدر منها من إساءات بالغة بحرمانه من حبها ووصالها، وترعى وده، وتحفظ عهده، يقول: ( نفسه ق 33)
يا صغير السنِّ، يا مرهـفـه ْ .:. شوق مَن جافيته أتلـفهْ
إن تكن تقوى على طول التوى .:. فهْوَ في بعدك ما أضعفه
أو تكنْ لا تعرف الوجد الذي .:. لم يُبْله، آن أنْ تعرفه
فلقدْ أدنيته من حتْفِـهِ .:. وسوى وصلك لنْ يسعفهْ
ولكن يبدو أن كل الاستغاثات والصرخات المكبوتة منها والمعلنــة قد تبددت في الفضاء، وتناثرت أشلاؤها على حطام نفسه وروحه و تبعثرت على صخرة الشك والصد، والهجر والحرمان، ولم تعد تجديه فتيلاً، أو تحقق له نفعاً، فضلاً عن أن ترجع إليه حبيبا ضائعا في زحمة الشك والغيرة ، وليس ثمة ما يقطع علائق الحب وحبائل المودة، ويصرّم هاتيك الروابط غير الكذب والافتراء والافتئات والغش والخداع ومعسول الأماني وزائف الأحلام وكاذب الوعود التي ما يني أمثال تلك الحبيبة تخدرهم بها في كل حين دونما طائل أو جدوى! ومن هنا وجدنا هذا الشاعر كثيرا ما يستجدي تلك الحبيبة مثلية المعاملة، أو المعاملة بالمثل؛ وتلك هي أقصى ما يتمناه العشاق المدنفون، والمحبون المتيمون من صواحبهم؛ تأمل قوله : (نفسه ق 5)
هــل رأت عيناك في الصحو وفي بعض السهادِ
صـورَ البُعْــدِ الذي أذكَـى خيَـالي وفؤادي
وترامى بظنــوني في النَّـــوى في كُـل نادِ
وكما نجد ذلك في قصيدته الثانية "أراك" من ديوان "وحي الحرمان"، حيث يقول:
أراك، فما لعينك لا تراني .:. وأنت وصبوتي فرسـا رهان
نصبت حبالتي لك فاستحالت .:. حُــبىً، وبقيت منطلق العنان
(يتبع)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 111010
العمل : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Unknow10
الحالة : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Mzboot11
نقاط : 17865
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 13156210

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5   ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 I_icon_minitime8/10/2009, 08:13

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (4 ـ 5)

بقلم: أ. د. خليل أبو ذياب
..............................
ولا يملك شاعرنا المحروم إزاء كل هذا الصد والحرمان والهجر إلا أن يعلن وقد تملكه الغيظ عن سبيل آخر عزم على سلوكه في معاملة تلك الحبيبة الهاجرة العابثة بقلبه وأحاسيسه ومشاعره يتمثل في قوله:
مضى زمنُ المحال فلا تَمَنّ .:. فقد كذبت بواديك الأماني
وها أنا في هواك أضعتُ عمري .:. مقاربة على أمل التداني
وهنا يكشف الشاعر الأمير المحب لصاحبته التي عبثت بقلبه ونفسه عن سلطان الحب والهوى القاهر الذي يمكنه بوساطته أن يخضعها له راغمة غير راغبة، فلا تجد أمامها سوى أن تستجديه عفوه ورضاه فضلا عن حبه الذي فرطت فيه برعونتها وعبثها ودلالها؛ ولكنه يتراجع عن ذلك العزم إجلالا للحب وإكراما للودّ وما له من سلطان قاهر على القلوب والنفوس لا يدانيه سلطان آخر في الوجود، يقول:
ولولا الحبُّ في الأعناق رقٌّّ .:. مـلـكتك باليمين وباليـماني
وهو يدرك أن هذه العلاقة الكريمة إذا ما بلغت هذا الحد فلن يكون للحب مكان في النفوس، ولن يكون للود نصيب من القلوب، ولن يكون لهذا أو ذاك جلال أو بهاء ما جعله برغم كل ما يلقى من هوانها وأذاتها وهو العاشق المتيم يعرض عن سلطان الإمارة مستجديا سلطان الحب والهوى، متذرعا بالصبر عسى أن يعطف عليه قلب الحبيبة، ويرحمه من عذاباته، وإن لم يخف برمه وضيقه بهذا الصبر العقيم، يقول: (وحي الحرمان ق 32)
أرى الصبرَ أوشك أن ينفـدا .:. وأوشكتُ في القرب أن أبعدا
وأوشك قلبي أن يستريـح .:. وأوشك طرفي أن يرقُدا
يخـيّـل لي أنني قد أضعتُ .:. شبابي وقلبي وعمري سدى
تناءيتُمُ زمـنــاً طـائلاً .:. وبِنّا كما بان رجعُ الصدى
وهكذا عاش الشاعر المستهام يعاني مرارات الصد وعذابات الهجر حتى لم تعد نفسه تهشّ إلى ما كانت تهشّ إليه من قبل حيث أُفرغت الأشياء من مضامينها الحقيقية، واستحالت قشورا فارغة زائفة لا تنطوي على أي معنى، وقد تساوت الأشياء لأنها بلغت مرحلة العدم، يقول: (وحي الحرمان ق 21)
لا الصدُّ يشجي، ولا لقياك تسعدني .:. فما أنا مثل ما قد كنتَ تعهدني
فلا البلابل تسبيني صوادحـهــــا .:. في مطلع النور إن غنّت على فنن
ولا الزهور إذا مــا الطلّ بللهـــا .:. توحي لي الشعر أو بالحسن تفتنني
وما أنا بالذي تغريه بارقــة .:. من الوصـال، ولا الهجران يهد مني
فقد نسيتُ من الأيامِ أعذ بهـا .:. كما تناسيت آهــاتٍ تعــذّبنــي!
وعلى هذه الشاكلة ألفينا شاعرنا الأمير عبد الله الفيصل ينثر ملامح حرمانه الأسيان، ويبعثر أشلاء حبه الضائع في جوانب هذا الديوان الأول الذي أصدره الشاعر الأمير عسى أن يخفف من لاعجات الأحزان، ومبرحات الأسقام .. وقد كان يمكننا أن نسرد نماذج أخرى تجسد هذه الظاهرة مما شاع في شعره الذي ضمنه هذا الديوان "وحي الحرمان" لولا خشية الإطالة، ولا نقول خشية الإملال؛ فمثل هذه النغمات الشجية تفعل في النفس والقلب والشعور فعل السحر الحلال، وإنما قصدنا إلى أن يخلص القارئ إلى هذا الديوان ليقرأه ويمتع نفسه بأنغامه الشجية وألحانه العذبة، وألا نفسد عليه كل تلك المتعة الهائلة بما نقتطف له من أزاهير قصائده ، وورود أبياته ..
أما الزاوية الأخرى التي نودّ التعرض لها في هذه الدراسة أو الجولة، فهي التي تهدف إلى تعليل ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل، وما يحيط بها أو يجللها من غرابة لا تنقضي، وعجب لا ينتهي؛ ذلك أن مثل هذا الأمير الشاعر / الشاب ـ عند نظم كثير من قصائد هذا الديوان، وما أودعها من آهات وأنات، ونشر فيها من زفرات وعبرات ـ ليُستغرَبُ منه وعنه صدور مثل هذه الأنات الطويلة السخينة، والآهات المعذبة التي تتمخض عن هذا الحرمان خصوصا وأن الحرمان في العادة يرتبط في أذهان الناس من خلال صورته المادية المحسوسة التي تتعلق بمتاع الدنيا ولذائذ الحياة وحاجاتها الضرورية دون أن تنصرف أذهانهم أو أوهامهم إلى مغزاها النفسي أو الوجداني!
وأغلب الظن أن شاعرنا الأمير جوبه كثيرا بما جوبه به غيره ممن لفّ لفّه، بما يفيد الاستغراب ويثير العجب من قبل الآخرين الذين يقرؤون هذه التجارب الحرمانية التي تصدر عن مثل هذا الأمير رافضين، أو غير مقتنعين بمثل هذا الإحساس الحاد بالحرمان الذي يصوره هذا الشاعر الأمير بكل ما يمتلكه من مكانةٍ فارهةٍ، وعيش مرفّه، ونعمة بالغة لا يمكن أن تتعايش مع هذا الإحساس الحاد بالحرمان الذي يصدر عنه هذا الشاعر الأمير في قصائد هذا الديوان، بل لعلهم لا يتورعون عن وصف كل هذا الإحساس بأنه ضرب من الادعاء الزائف والافتئات المزعوم الذي لا يقوم على أساس حقيقي، ولا يصمد لحجة أو برهان مؤكدين أن كل هذا الإحساس بالحرمان الذي تمتلئ به قصائد الديوان ليس أكثر من وسيلة من وسائل الرياء الفني ـ إذا جاز التعبير ـ أو الادعاء بما ليس له ظل من الحقيقة رئاء وسمعة!
وقد أحس الشاعر الأمير ـ المحروم ـ بما أحسه غيره أن فكرة الحرمان في شعره ووجوده النفسي أمر قد لا يكون له ما يبرره أو يمنطقه بناء على ما غرق فيه من ألوان الترف ومظاهر النعيم والملك والجاه، فانبرى فريق منهم، كما انبرى الشاعر نفسه، يبحثون عن دوافعه وبواعثه عسى أن يقتنع بها الآخرون فيبرروا ما يحسه هذا الشاعر الأمير ويعانيه ويكابده من مظاهر الحرمان في صميم وجوده وحياته!
ولعلنا لا نعدو الحقيقة، أو نجاوز الحد حينما نزعم بادئ ذي بدء أن هذه المكانة السامقة، وذاك السلطان العظيم، وذلك الثراء العريض هي السبب أو قل الأسباب الحقيقية لإحساسه المرهق بالحرمان من خلال ما تهيئه وتحققه له من ضروب المتاع واللذة وصنوف النعيم التي يحلم بها المحرومون في الدنيا!
وإذا حاولنا أن نقتحم دائرة الحرمان التي أغلقها شاعرنا الأمير على نفسه، وسجنها فيها في محاولة لاستكناه حقيقة هذه القضية، ونتحسس أبعاد التعليلات التي انتهى إليها الباحثون، فإننا نجد بعضهم يحاول أن يردها إلى السلبيات الاجتماعية التي تنجم عن المكانة التي يتسنمها الشاعر الأمير، والجاه الذي يتمتع به والثراء العريض الذي يغرق فيه، يقول الشاعر اللبناني صلاح لبكي: "لعل أعمق ما في مأساة "محروم" / الأمير عبد الله الفيصل أنه لا يستطيع الإطلال عليك إلا من وراء أمير شاب في مقتبل العمر، غني، وزير لوزارتين، من أسرة حاكمة، فهو لا يعرف ما وراء معاملة الناس له، هل يكرمونه لنفسه، لأنه إنسان يستحق التكريم عن جدارة، أو لأنه يتمتع بالمركز الخطير والنفوذ الكبير والمال الوفير؟!
بل ما أفجع الحرمان الذي يحول دون المرء وحقيقة ما يكنه الناس له كإنسان! إنه يأبى إلا أن يظل صاحبه رهين غربتين: غربة نفسه في الأرض، وغربة مؤاخاته لمن لا يعرف مدى الصدق في مؤاخاتهم له"! ( وحي الحرمان: المقدمة ص 6).
وواضح أن الشاعر اللبناني الأديب هنا يردّ ظاهرة الحرمان في نفس الأمير عبد الله الفيصل إلى علاقته بغيره من الناس، وما يجد من تقديرهم له، وما يمكن أن يشوبها من رياء وسمعة وتزلف، أو يحكمها من مجاملة قد ترقى على مستوى النفاق على حرصه وتعطشه إلى أن تتكشف له نفوس الآخرين على حقائقها فتستريح نفسه وتعيش واقعها الأبيض النقي الخالي من هاتيك الضغوط النفسية المبرحة!
وتلحّ باحثة أخرى (منيرة العجلاني: عبد الله الفيصل ص51) على عقدة الشك في حقيقة علاقات الآخرين بالشاعر الأمير عبد الله الفيصل مشايعة الرأي السابق، والتي ترسخت في أعماق نفسه؛ تلك العلاقة التي كان يريدها أن تنبع من تقديرهم الحقيقي الواقعي لإنسانيته وذاتيته مجردتين من هالة الإمارة والسلطان، وهيلمان الجاه والمال، وأن يكون تقديرهم الحقيقي له نابعاً من ذاتيته وإنسانيته وشاعريته، وليس من أي شيء آخر؛ وهذا ما جعل أميرنا الشاعر، أو شاعرنا الأمير تختلط الأمور في نفسه وقلبه وعقله اختلاطا ضخما أفضى إلى ذلك الإحساس الضخم بالحرمان الذي سيطر على مناحي تفكيره واستقطب كافة أحاسيسه ومشاعره ..
(يتبع)



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 111010
العمل : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Unknow10
الحالة : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Mzboot11
نقاط : 17865
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 13156210

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5   ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 I_icon_minitime8/10/2009, 08:14

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (5 ـ 5)

بقلم: أ. د. خليل أبو ذياب
..............................

بيد أن كل هذه التفسيرات أو التأويلات، أو قل المحاولات الجاهدة للتفسير والتأويل بغية الوصول إلى تفسير أو تأويل معقول مجرد من الإسراف والغلو لظاهرة الحرمان في شعر الفيصل وشيوعها بكل هذا الحجم، ترصد القضية من غير زاوية الشعر الذي هو في اعتقادنا مركز الحرمان الحقيقي، ومجاله الرحيب المستكن في أعماق نفسه ووجدانه؛ أما علاقة الشاعر بالآخرين، فهي علاقة خارجة، أو هكذا ينبغي أن تكون، عن دائرة الشعر؛ والإحساس بالحرمان إنما هو موضوع شعره الأساس، وغايته ومادته وصورته الرئيسة، وكل شيء فيه، مما يدفعنا إلى محاولة أخرى جادة، أو هكذا نظنها، للكشف عن أسبابه ودوافعه أو تفسيره من خلال تأمل شعره وليس من خلال علاقاته بالآخرين، أو علاقة الآخرين به، والتي نظن ظنا أنها لم تكن تهمه أو تعنيه في هذا الإطار الشعري قليلاً أو كثيراً إذا ما كانت تعنيه خارج إطار الشعر أو الشعرية بشكل أو بآخر؛ وهو أمر لا يدفع إلى أن يسمي ديوانه هذا "وحي الحرمان"، ولا أن يصف نفسه بـ "المحروم" مقرراً أنه نتيجة دقيقة وكاملة لما كان يحسه ويعانيه من حرمان حقيقي على كافة المستويات الاجتماعية والنفسية وغيرها!
وعلى الرغم من محاولة الشاعر الأمير إلقاء الضوء على هذه القضية أو الظاهرة المميزة له، والتي تميز بها شعره بشكلٍ لافتٍ، إلا أنه لم يسلط ذلك الضوء على صميم الظاهرة، وإنما على أطرافها الخارجية أو الجانبية ومظاهرها الخارجية التي تركت القضية غامضة مجهولة دون أن تضيف إليها أو تسلط عليها بصيصا من الضوء يفسرها تفسيرا منطقيا معقولاً؛ يقول الأمير الشاعر محاولا الكشف عن حقيقة الحرمان الذي يحسه ويعاني منه وبواعثه في نفسه وشعره: "أجل! أنا محروم؛ والحرمان مرادف للشقاء، أو بداية له، أو هو دليل عليه؛ والشقاء عكس السعادة؛ والسعادة، ما هي؟ وفي أي شيء تكون؟ هل هي في المنصب والجاه؟ أو هي في الإمارة والوزارة؟ أو هي في الشباب والجمال؟ أو هي في الثروة والمال؟ إن كانت كذلك ـ في كل ذلك ـ فأنا سعيد كل السعادة. ولكن أنت محروم من السعادة إذا فقدت الإحساس بها ولو اجتمعت لك كل متمماتها واعتباراتها! لماذا؟ لأن إحساسك متأثر بعوامل أخرى من الألم والأسى تشغله وتستأثر به عن الشعور بالسعادة! ولهذا وحده أنا محروم"! (وحي الحرمان: المقدمة).
وواضح أن شاعرنا الأمير "المحروم" يردّ هذه الظاهرة في شعره ونفسه إلى فقدان الإحساس بالسعادة والذي هو متأثر بعوامل أخرى من الألم والأسى التي تشغله عن الإحساس بتلك السعادة وتحرمه منها ليظل ظامئا إليها ما بقيت تلك العوامل والدوافع أو البواعث!
وواضح أيضا أن هذا التعليل يسوده التعميم والإطلاق ولا يمس حقيقة القضية، ولا يتغلغل في صميم المشكلة التي استقطبت أحاسيس الشاعر الأمير، بل بقيت متأرجحة، يغري لها من جهة، ويدفع عنها من جهة أخرى، لأننا لا نزال نتساءل عن تلك العوامل المعطلة للإحساس بالسعادة، والتي ما يزال شاعرنا الأمير يحتفظ بها لنفسه ولا يريد أن يبوح بها للآخرين، وإن كنا نجد في إعلانه عن فشله في تجاربه العاطفية المتعددة بوادر يمكن الإفادة منها في تشخيص ظاهرة الحرمان في شعره أو تفسيرها؛ يقول الشاعر الأمير المحروم عن تلك التجارب العاطفية: "أحببت أربع مراتٍ، وكنتُ فاشلا في حبي خلال المرات الأربع .. ومن هنا شعرت بعقدة تجاه الحب، الحب الصادق من الطرف الآخر؛ وربما كان هذا أحد أسباب شعوري بالحرمان، وأحد أسباب شكي الدائم في صدق الحب والحبيبة"! (عبد الله الفيصل ص 52).
وواضح أن شاعرنا الأمير هنا يقترب كثيرا من التشخيص الحقيقي لمشكلة الحرمان معه، أو مشكلته هو مع الحرمان والإحساس الحاد به، والذي فجرته تلك العلاقات العاطفية التي كان يعقد عليها آمالا كبارا، واحدة بعد الأخرى لتحقق له السعادة المنشودة ، والاستقرار النفسي المأمول!
ومن هنا وجدناه يرصد القضية من زاويته النفسية الخاصة أو البحتة، في حين كانت المرأة / الحبيبة / الطرف الآخر ترصدها من أكثر من زاوية لعل أبرزها زاوية المكانة الاجتماعية المتميزة للحبيب، ولذا لم يلتقيا، وتحطمت تلك العلاقات أو التجارب، وأورثته شكا في كل علاقة عاطفية أخرى تالية يمكن أن تحدث لقناعته البالغة بأنها لن تكسر الحاجز الاجتماعي بينه وبينها، وأنه لن يجد فيها من خلال هذا الإطار الاجتماعي المتميز الحبيبة القادرة على تجاوز هذا الإطار الاجتماعي ورصد علاقتها به من خارجه!
هذا هو السبب الذي يراه شاعرنا الأمير مفسرا ومعللا لظاهرة الحرمان في شعره ونفسه حيث كان يبحث عن الحب الحقيقي الذي لا تفسده الظاهرة الاجتماعية، ولا يحول بينها وبينه الوضع الاجتماعي المتميز للحبيب المأمول، ولا يتنفس في جو السلطان والجاه والمال، وكذلك الحبيبة القارة على تجاوز هذا الإطار الاجتماعي نزولا عند الإطار النفسي أو الوجداني!
وواضح أن شاعرنا الأمير يطلب أمراً لا سبيل إلى إدراكه أو تحقيقه؛ ومن غير شك فقد كانت نفسه تتوق إلى تجارب وجدانية صاخبة وصادقة لا تقتلها مظاهر الترف والجاه والسلطان، تجارب قادرة على أن تهزّه من الأعماق، ويحس من خلالها نبضات الحبيبة وأنفاسها تختلط بأنفاسه ونبضاته! كان يريد أن يحس حقيقة الصد والهجر والحرمان والعذاب والغربة والإحساس الحقيقي الصادق بالحرمان ليتذوّق من بعد حلاوة الوصل وطيب اللقاء وعذوبة الحب! ولكن أنّى له تلك التجارب، ومن أين تأتيه هاتيك الممارسات، ولا صد ولا هجر ولا حرمان، بل كل شيء مبذول، وما أيسر الوصول إليه والتمتع به إلى أبعد الحدود، وكل ذلك خارج عن نطاق تفكيره وإحساسه ورغائبه؛ ولو تحقق له هذا الأمر لما وجدنا شيئا من آثار الحرمان تنتشر في شعره ولا في نفسه ، فضلا عن حياته أيضا!
على أننا نجد القضية ذات بعد آخر وراء ما ذكر الشاعر الأمير، وإن كان البعدان يرتبطان ارتباطا وثيقا حيث يفضي أحدهما إلى الآخر ويتممه؛ ذلك أن الحرمان الذي عانى منه الشاعر الأمير وكابده طويلا فيما يتراءى للآخرين لم يكن أكثر من حرمان فني إذا جاز التعبير، نجم عن خواء وجداني بسبب انعدام التجارب العاطفية الحقيقية الساخنة والقادرة على تفجير الأحاسيس والمشاعر حتى ليمكننا أن نزعم أنه لم يكن ظامئا إلى الحب الصادق الذي يفجر الأحاسيس والمشاعر، بل كان ظامئا إلى التجربة العنيفة الصاخبة التي يمكن أن تفجر طاقاته الإبداعية الحبيسة من بعد أن تفجر أحاسيسه ومشاعره؛ ومن هنا ألفى شاعرنا نفسه مضطرا إلى افتعال التجارب العاطفية أو الشعورية، واصطناع العلاقات الوجدانية التي كانت نفسه تهفو إليها!
هذا من جهة، ومن جهة أخرى اضطر إلى الرضا والقناعة بما لديه من تجارب وعلاقات انكفأ يجسدها ويصورها تصويراً يدنو كثيرا من الواقع مما لا يرتضيه ولا يتقبله سمو الشعر ورقيّه وجلاله وجماله!
وشاعرنا الأمير ليس بدعاً من الشعراء في هذه القضية النفسية أو الوجدانية؛ فأمامنا طوائف من هؤلاء الشعراء القدامى والمحدثين ـ على الأقل، فضلا عن غيرهم من الشعراء العالميين في كل العصور، الذين خلقت تجاريهم العاطفية الوجدانية شخصياتهم الفنية، وفجرت طاقاتهم الإبداعية، ويمكن تبين هذه القضايا أو الأمور عند كثيرين منهم مما لا سبيل إلى إحصائهم مكتفين بنماذج محدودة منهم لعل من أشهرهم أبا فراس الحمداني في رومياته الرائعة، وقيس بن الملوح صاحب ليلى العامرية، وقيس بن ذريح صاحب لبنى، وجميل صاحب بثينة وأضرابهم من شعراء الغزل العذري القدامى، وإبراهيم ناجي وغيره من شعرائنا الرومانسيين المحدثين مما لا سبيل إلى إحصائهم في مثل هذه العجالة مكتفين بمن ذكرنا منهم ..
ولعل حال شاعرنا الأمير مع تجاربه العاطفية كحال جميل بن معمر صاحب بثينة عندما كان يحرم من رؤية صاحبته تستقطبه الأحاسيس والمشاعر، وتنتهبه الآلام، وتستغرقه الهموم فيبدع من الشعر ما شاء الله له، حتى إذا ما قدر له اللقاء والوصل، وأيقن أنه لم يعد يحس الحرمان أو يعلني منه، انطفأ لهيب الشوق، وخمد أوار الوجد، ألفيته لا يقدر على شيء من الإبداع؛ وقد جسد هذه الحقيقة في قوله الرائع في بيته المشهور:
يموتُ الهوى مني إذا ما لقيتها ويحيا إذا فارقتُها فيعودُ
وهو عين ما حدث لقيس بن ذريح في فترة صبابته ووجده وعشقه العذري الصاخب للبنى، حتى إذا ما قدّر له اللقاء بل الزواج منها، انكفأت المعاير، وتبدلت الأمور، فخفت حدة الشوق والوجد، وخمد لهيب العاطفة، وتبدلت مقاييسه النفسية حتى إنه لم يعد قادرا على الإبداع الذي كان يقدر عليه في مرحلته الأولى ـ مرحلة الحرمان، ويتهيّـأ له آنذاك بكل ما كان يشيع فيه من أحزان وآلام تتفطر لها القلوب، وتتفتت الأكباد!
وكأن الإبداع مرهون، أو مرتبط ارتباطا ضخما ووثيقا بالحرمان النفسي أو العاطفي الوجداني! وهو ذاك الذي جعل شاعر الطليان "دانتي" يبدع "الكوميديا الإلهية" ليقول في حبيبته "بياتريتسي" ولها كل ما كانت تموج به نفسه من أحاسيس ومشاعر، مع أنه في الحقيقة لم يتعامل معها تعاملا واقعياً حميماً، بل يتعامل معها وجدانياً، وهو يصنع لها ذلك التمثال الباذخ، أو يخلق منها تلك الحبيبة القديسة من غير أن تعلم، وبذلك لم تكن تبادله ذلك الحب الذي يملأ قلبه ويملك عليه أحاسيسه وعواطفه، ويسيطر على وجدانه، فقال فيها ما لم يقله شاعر صب مدنف في حبيبته من قبل ومن بعد ـ ربما!
وعلى هذه الشاكلة تبينت لنا أبعاد مشكلة الشاعر الأمير عبد الله الفيصل مع الحرمان، والذي سيظل محروما هو ومن هم على شاكلته، ما دامت علاقته بالحبيبة، أو قل علاقتها به تتولد أو تتخلق خارج رحم التجربة الوجدانية الصادقة البحتة، وما دامت تلك الحبيبة ترصده من داخل الدائرة الاجتماعية المتميزة!



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
هويدا رأفت الجندى
مراقب عام
مراقب عام
هويدا رأفت الجندى

انثى
عدد الرسائل : 4821
ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 111010
العمل : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Collec10
الحالة : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 2210
نقاط : 10155
ترشيحات : 11
الأوســــــــــمة : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 1111110

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5   ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 I_icon_minitime8/10/2009, 11:44

شكـــــــ وبارك الله فيكِ ـــــــراً

أستاذة عبيــــــــــــــر

يسعدنى متابعة موضوعاتكِ المتميزة

لا حرمنا الله منكِ ولا من جود قلمكِ المتميز

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 01uqfdh3t7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 111010
العمل : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Unknow10
الحالة : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Mzboot11
نقاط : 17865
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 13156210

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5   ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 I_icon_minitime26/10/2009, 04:13

هويدا رأفت الجندى كتب:
شكـــــــ وبارك الله فيكِ ـــــــراً

أستاذة عبيــــــــــــــر

يسعدنى متابعة موضوعاتكِ المتميزة

لا حرمنا الله منكِ ولا من جود قلمكِ المتميز

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 01uqfdh3t7





ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 W6w_w6w_2005042602232895cb29c6


ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 16670520ne3


ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 4efd1d2b843au

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Jarro
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبوووود
عضو خيالي
عضو خيالي
عبوووود

ذكر
عدد الرسائل : 2181
ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 210
بلد الإقامة : العياط - مصر
احترام القوانين : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 111010
العمل : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Collec10
الحالة : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 510
نقاط : 9206
ترشيحات : 5
الأوســــــــــمة : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 2222210

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5   ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 I_icon_minitime4/12/2010, 03:14

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 605barakallahabeermahmoxw4

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 12yuk2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طارق البورسعيدي
عضو متقدم
عضو متقدم
طارق البورسعيدي

ذكر
عدد الرسائل : 660
ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 210
بلد الإقامة : بورسعيد
احترام القوانين : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 111010
العمل : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Unknow10
الحالة : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 710
نقاط : 7176
ترشيحات : 5
الأوســــــــــمة : ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Awfeaa10

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5   ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 I_icon_minitime5/7/2016, 09:10

ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5 Do
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ظاهرة الحرمان في شعر الأمير عبد الله الفيصل (1 ـ 5
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحرمان .. عبد الله الفيصل رحمه الله
» وفاة الأمير السعودي والشاعر المعروف محمد عبد الله الفيصل بعد
» السعودية: وفاة الأمير عبد الله بن فيصل
»  الحرمان
» الحرمان العاطفي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات الأدبية :: المنتديات الأدبية :: منتدى الدراسات النقدية والبلاغة-
انتقل الى: