الوتر الحزين شخصيات هامة
العمر : 57 عدد الرسائل : 18803 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 32783 ترشيحات : 121 الأوســــــــــمة :
| موضوع: النوع السادس معرفة من تقبل روايته ومن ترد 24/5/2010, 23:32 | |
| النوع السادس معرفة من تقبل روايته ومن ترد
فيه مسائل الأولى - قال ابن فارس في فقه اللغة تؤخذ اللغة سماعا من الرواة الثقات ذوي الصدق والأمانة ويتقى المظنون فحدثنا علي بن إبراهيم عن المعداني عن أبيه عن معروف بن حسان عن الليث عن الخليل قال إن النحارير ربما أدخلوا على الناس ما ليس من كلام العرب إرادة اللبس والتعنيت قال ابن فارس فليتحر آخذ اللغة أهل الأمانة والصدق والثقة والعدالة فقد بلغنا من أمر بعض مشيخة بغداد ما بلغنا
وقال الكمال بن الأنباري في لمع الأدلة في أصول النحو يشترط أن يكون ناقل اللغة عدلا رجلا كان أو امرأة حرا كان أو عبدا كما يشترط في نقل الحديث لأن بها معرفة تفسيره وتأويله فاشترط في نقلها ما اشترط في نقله وإن لم تكن في الفضيلة من شكله فإن كان ناقل اللغة فاسقا لم يقبل نقله الثانية - قال ابن الأنباري يقبل نقل العدل الواحد ولا يشترط أن يوافقه غيره في النقل لأن الموافقة لا يخلو إما أن تشترط لحصول العلم أو لغلبة الظن بطل أن يقال لحصول العلم لأنه لا يحصل العلم بنقل اثنين فوجب أن يكون لغلبة الظن وإذا كان لغلبة الظن فقد حصل غلبة الظن بخبر الواحد من غير موافقة وزعم بعضهم أنه لا بد من نقل اثنين كالشهادة وهذا ليس بصحيح لأن النقل مبناه على المساهلة بخلاف الشهادة ولهذا يسمع من النساء على الانفراد مطلقا ومن العبيد ويقبل فيه العنعنة ولا يشترط فيه الدعوى وكل ذلك معدوم في الشهادة فلا يقاس أحدهما بالآخر
ومن أمثلة ما روي في هذا الفن عن النساء والعبيد قال أبو زيد في نوادره قلت لأعرابية بالعيون ابنة مائة سنة مالك لا تأتين أهل الرققة فقالت إني أخزى أن أمشي في الزقاق أي أستحي وقال أبو زيد زعموا أن امرأة قالت لابنتها احفظي بيتك ممن لا تنشرين أي لا تعرفين وفي الجمهرة قال عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابية تقول لابنتها هممي أصابعك في رأسي أي حركي أصابعك فيه وفي الجمهرة المنيئة الدباغ يدبغ به الأديم والنفس كف من الدباغ قال الأصمعي جاءت جارية من العرب إلى قوم منهم فقالت تقول لكم مولاتي أعطوني نفسا أو نفسين أمعس به منيئتي فإني أفدة أي مستعجلة وفيها قال أبو حاتم قلت لأم الهيثم ما الوغد فقالت الضعيف فقلت إنك قلت مرة الوغد العبدفقالت ومن أوغد منه وفي الغريب المصنف قال الأصمعي أخبرني أبو عمرو بن العلاء قال قال لي ذو الرمة ما رأيت أفصح من أمة بني فلانقلت لها كيف كان مطركم فقالت غثنا ما شئنا الثالثة - قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في فتاويه اعتمد في العربية على أشعار العرب وهم كفار لبعد التدليس فيها كما اعتمد في الطب وهو في الأصل مأخوذ عن قوم كفار لذلك
انتهى ويؤخذ من هذا أن العربي الذي يحتج بقوله لا يشترط فيه العدالة بخلاف راوي الأشعار واللغات وكذلك لم يشترطوا في العربي الذي يحتج بقوله البلوغ فأخذوا عن الصبيان
وقال ابن دريد في أماليه أخبرنا عبد الرحمن عن عمه الأصمعي قال سمعت صبية بحمى ضرية يتراجزون فوقفت وصدومي عن حاجتي وأقبلت أكتب ما أسمع إذ أقبل شيخ فقال أتكتب كلام هؤلاء الأقزام الأدناع وكذلك لم أرهم توقوا أشعار المجانين من العرب بل رووها واحتجوا بها وكتب أئمة اللغة مشحونة بالاستشهاد بأشعار قيس بن ذريح مجنون ليلى لكن قال أبو محمد بن المعلى الأزدي في كتاب ( الترقيص ) أخبرنا أبو حفص قال أخبرنا أبو بكر الثعلبي عن أبي حاتم قال قال أبو العلاء العماني الحارثي لرجل يرقص ابنته من الرجز
كأنما قدت على متن الصفا | محكوكة العينين معطاء القفا | كأنما تنشر فيه مصحفا | تمشي على متن شراك أعجفا |
فقلت لأبي العلاء ما معنى قول هذا الرجل قال لا أدريقلت إن لنا علماء بالعربية لا يخفى عليهم ذلك قال فأتهم فأتيت أبا عبيدة فسألته عن ذلك فقال ما أطلعني الله على علم الغيبفلقيت الأصمعي فسألته عن ذلك
فقال أنا أحسب أن شاعرها لو سئل عنه لم يدر ما هو فلقيت أبا زيد فسألته عنه فقال هذا المرقص اسمه المجنون بن جندب وكان مجنونا ولا يعرف كلام المجانين إلا مجنون أسألت عنه أحدا قلت نعم فلم يعرفه أحد منهم الرابعة - قال ابن الأنباري نقل أهل الأهواء مقبول في اللغة وغيرها إلا أن يكونوا ممن يتدينون بالكذب كالخطابية من الرافضة وذلك لأن المبتدع إذا لم تكن بدعته حاملة له على الكذب فالظاهر صدقه
الخامسة - قال الكمال بن الأنباري المجهول الذي لم يعرف ناقله نحو أن يقول أبو بكر بن الأنباري حدثني رجل عن ابن الأعرابي غير مقبول لأن الجهل بالناقل يوجب الجهل بالعدالة وذهب بعضهم إلى قبوله وهو القائل بقبول المرسل قال لأنه نقل صدر ممن لا يتهم في نقله لأن التهمة لو تطرقت إلى نقله عن المجهول لتطرقت إلى نقله عن المعروف وهذا ليس بصحيح لأن النقل عنالمجهول لم يصرح فيه باسم الناقل فلم يمكن الوقوف على حقيقة حاله بخلاف ما إذا صرح باسم الناقل فبان بهذا أنه لا يلزم من قبول المعروف قبول المجهول هذا كلام ابن الأنباري في اللمع
|
|
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17866 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: النوع السادس معرفة من تقبل روايته ومن ترد 20/7/2010, 13:14 | |
| أستاذى على الدين صاحب الوتر الحزين
لقد أفضت علينا من العلم الكثير والكثير
ولا زلنا مستمتعين ولما تقدم شغوفين منتظرين
بارك الله فيك
وجزيت عنا خير الجزاء
دمت متألقا أستاذى |
|