الإحصاء فيما كتبه الشعراء 1

تطبيق علم الاحصاء فيما كتبه
الشعراء

قال الله سبحانه وتعالى" وكل شيء أحصيناه عددا " صدق الله
العظيم

مقدمة:

عزمت الأمر قبل ذهابي إلى معرض الكتاب الدولي ، أن
أعود بالغنائم الإلكترونية بدلا عن الأسفار التي أرهقني حملها ماديا وجسمانيا في
الحل والترحال ما بين براري كندا الصاعقة ودوحة الجزيرة العربية الدافئة .


وبما أنني من هواة الأدب العربي القديم ، أو بتعبير أدق ، الشعر الذي ينطبق
عليه علم العروض ( وهو العلم الذي يبحث في أوزان الشعر كما أنشأه عالمنا الجليل ،
الخليل بن أحمد الفراهيدي ) . فمن بين الغنائم التي عدت بها ظافرا ، الموسوعة
الشعرية الإصدار الثاني من المجمع الثقافي العربي بالإمارات المتحدة . هذه الموسوعة
تحتوي على كنوز الأدب العربي الراقي في قرص صغير .هذا القرص الصغير يغنيك عن آلاف
الكتب . ومن قال : "خير جليس في الزمان كتاب" كان يقصد به زمانه فقط . أما زماننا
هذا فلن يثبت الحال على جليس واحد !

وبعد أن استمتعت بروائع الماضي منتقلا
بين ابداعات العصور المختلفة ، قررت وضع هذا الزخم الهائل من الأبيات والقصائد
والشعراء في أطر احصائية بسيطة ، حيث تسهل متابعتها ومقارنتها حسب التسلسل الزمني .
وهكذا دائما تطغى المهنة على الهواية والثقافة العامة . فقررت أن أغزو بأرقامي عالم
الشعر والشعراء متسلحا بالوسط والتوزيع البسيط . لعلي أسبر أغوار هذا المحيط . أما
المستحدث من الشعر ، فلا ناقة لي فيه ولا بعير . بل هو في نظري نثرا عاديا ، خلى من
العروض ورصانة التعبير ! وأعوذ بالله من هتك "العروض" واهمال "الفروض" واغفال
"القروض"!!!

البيانات الاحصائية :

البيانات الإحصائية التي قمت
بتحليلها هي التي وردت في الموسوعة الشعرية , الإصدار الثاني ، للمجمع الثقافي
العربي بالإمارات العربية المتحدة . والتي جمعتها في الجدول رقم 1 مع ذكر القرن
الميلادي بالتقريب لكل عصر . ويلاحظ في هذه البيانات ، كثرة عدد الشعراء في العصر
الجاهلي وانخفاض عدد الشعراء نسبيا عبر العصور التاريخية . وعكس ذلك مع عدد القصائد
والأبيات التي كتبت من هؤلاء الشعراء ، فقد ارتفع هذا العدد بصورة ملحوظة في العصر
العباسي مقارنة مع العصر الجاهلي والحديث برغم من محدودية عدد الشعراء في ذلك العصر
. كذلك الحال مع عدد الأبيات الشعرية ، فلقد زادت في العصر العباسي وبلغت الذروة قي
العصر الحديث .

جدول رقم1 : يوضح عدد الشعراء وعدد القصائد مع عدد الابيات
عبر العصور التاريخية من القرن الثالث الميلادي والى القرن العشرين





المصدر
: جمعت من الموسوعة الشعرية ، المجمع الثقافي العربي ، الامارات.

تقديرات
المعالم الاحصائية الرئيسية :

قمت بادخال البيانات الاحصائية السابقة
بالجدول رقم1 على برنامج ( SPSS ) الاحصائي ، وتوصلت إلى بعض النتائج الواقعية التي
عكست الوضع الصحيح في كل عصر . كما كانت هناك بعض المفارقات والتي قد تكون نتيجة
عدم توفر كل البيانات المطلوبة . ويبدو ذلك جليا في العصر الجاهلي كما سوف أوضح
آنفا . وكذلك ظهرت هذه المفارقات في العصر الحديث ، إذ تم رصد 51 شاعرا فقط .‍
فهناك كثير من شعراء العصر الحديث لم تظهر أسمائهم ضمن هذه الحقبة
الأخيرة!

جدول رقم2 : يوضح متوسط عدد القصائد لكل شاعر( متوسط1 ) ومتوسط عدد
الأبيات في كل قصيدة( متوسط2 ) ومتوسط عدد الابيات لكل شاعر ( متوسط3 ) لجميع
العصور التاريخية .‍‍‍




المتوسطات
إلي أقرب واحد صحيح كما وردت في مستخرج SPSS

معالم الشعر الجاهلي
:

في الجدول رقم 2 السابق ، متوسط عدد القصائد لكل شاعر في هذا العصر هو ست
قصائد ، في حين أن متوسط عدد الأبيات في القصيدة الواحدة هو تسع أبيات ومتوسط عدد
الأبيات لكل شاعر جاهلي هو 54 بيتا . ولهذه القيم المتدنية في هذا العصر أسبابها .
خاصة عندما تقارن قيم هذه المعالم بقيم معالم المعلقات العشرة .

جدول رقم3 :
التوزيع التكراري لعدد القصائد مع عدد الشعراء الذين كتبوا هذا العدد من القصائد في
العصر الجاهلي .





في الجدول
أعلاه : 168 شاعرا جاهليا ظهرت لهم قصيده واحدة فقط ، و 46 شاعرا لهم قصيدتين ، و27
شاعرا ظهرت لهم 3 قصائد ....الخ .

فوجود 168 شاعرا بقصيدة واحدة ، أدى إلى
خفض قيمة المتوسط الحسابي لهذا العصر! هذا يدل على عدم جمع وتحقيق قصائد معظم شعراء
هذه الحقبة المزدهرة . ويظهر ذلك جليا اذا ماقارنا هذه الأرقام بعدد أبيات المعلقات
العشر كما وردت في الجدول رقم 4 التالي :

جدول رقم 4 :المعلقات العشر وعدد
الابيات في كل منها :




متوسط عدد
الابيات في المعلقة الواحدة هو 69 بيتا ، بينما متوسط عدد الأبيات للقصيدة الواحدة
في العصر الجاهلي كله هو تسع ابيات ! يظهر هذا جليا في الرسوم البيانية السابقة إذا
ما قارنا عدد الشعراء مع عدد القصائد والأبيات التي دونت في العصر الجاهلي .


وهذه دلالة على أن معظم أبيات الشعر الجاهلي لم يتم تدوينها وحفظها . فعلي
ضوء المقارنة مع المتوسط الحسابي للمعلقات ، يمكن تقدير نسبة أبيات الشعر الجاهلي
المفقودة ، إذا اعتبرنا أن المعلقات هي الأساس والمقياس الحقيقي لما كتبه الشعراء
في الجاهلية . وهذا افتراض منطقي لو أخذنا في الإعتبار روح التنافس التي كانت تسود
في ذلك العصر بين شعراء القبائل للفوز بشرف القاء قصيدة في سوق عكاظ واعتبارها من
أمهات الشعر العربي الجاهلي . استنادا على أن المتوسط العام للأبيات في المعلقة
الواحدة هو 69 بيتا ، بينما المتوسط العام لهذه الحقبة هو تسع أبيات للقصيدة
الواحدة . بالتالي تكون نسبة الأبيات المفقودة للشعراء الجاهليين هي 87% . أي ماتم
جمعه وتحقيقه من هذا الشعرالجاهلي هو نسبة 13% فقط !!! هذا الادب الرفيع بكل مافيه
من ابداعيات وفصاحة وبلاغة ، ودقة في الوصف , وبكاء علي الأطلال ,...ألخ . يفوق كل
ماكتب وجمع من أي أدب عالمي مقارن . جل ما تحصلنا عليه، يمثل هذه النسبة
الضئيلة!!!

الجدير بالذكر أنّ اكثر القصائد في هذا العصر كتبها عنترة بن
شداد وهي 146 قصيدة والثاني النابغه الذبياني 80 قصيدة . كذلك أكثر أبيات شعر كتبها
عنترة وهي 1769 بيتا والثاني في عدد الأبيات هو زهير بن ابي سلمى 894 بيتا
.

عصر المخضرمين:

وهؤلاء الشعراء هم من عاشوا بين أواخر الجاهلية
وصدر الاسلام .

جدول رقم 5 :عدد القصائد وعدد الشعراء الذين كتبوا هذا العدد
من القصائد في عصر المخضرمين :




وأكثر القصائد
التي كتبت في هذا العصر من نصيب الامام علي بن ابي طالب , كرم الله وجهه , والذي
نظم 426 قصيدة وثاني أكبر عدد هو 372 قصيدة لحسان بن ثابت شاعر الرسول ( ص ) . أما
أكثر الأبيات الشعرية فجاءت 2540 بيتا لحسان بن ثابت . ومن أشهر شعراء هذه الحقبة
الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه ( 33 قصيدة ) وأبو سفيان بن حرب والد معاوية
والحطيئة الشاعر الهّجاء سليط اللسان والخنساء أميرة الرثاء وكعب بن زهير فتى
الاسلام المنعّم .

العصر الإسلامي :

تدنت المتوسطات الحسابية إلى
أقل قيم سجلت في الجدول رقم 2 السابق حيث كان متوسط عدد القصائد للشاعر الواحد هو
قصيدتين ومتوسط عدد الأبيات في القصيدة الواحدة هو ست أبيات بالتقريب ومتوسط عدد
أبيات الشعر للشاعر الواحد هو 12 بيتاّ والسبب في ذلك انحسار شعر الغزل والمجون
والهجاء والفخر وكل ما يتعارض مع قيم ديننا الحنيف . وانحصر الشعر في هذا العصر في
مدح الرسول (ص) وذكر الفضائل الحميدة ووصف الغزوات والفتوحات الاسلامية . كذلك قوله
تعالى في سورة الشعراء (الايات 224 - 226) { و الشعراء يتبعهم الغاوون .ألم تر أنهم
في كل واد يهيمون . وأنهم يقولون ما لا يفعلون } ، ولهذا ربما امتنع الكثير من قرض
الشعر خوفا من أن يوصفوا بعدم فعل ما يقولون !

جدول رقم6 :عدد القصائد مع
عدد الشعراء الذين كتبوا هذا العدد من القصائد في العصر الإسلامي .





في الجدول
أعلاه ، 52 شاعرا كتبوا قصيدة واحدة فقط وثلاث شعراء فقط كتبوا خمسة قصائد أو أكثر
!!

أكثر القصائد التي كتبت في هذا العصر ، هي32 قصيدة لعبيد العنبري . ومما
يجدر ذكره أن عبيدا هذا كان لصا حاذقا . هرب إلى الصحراء خوفا من تطبيق حد السرقة
عليه ، واصطحب الوحوش وأنس بها وذكرها في أشعاره التي حوت أكبر عدد من الابيات :
166 بيتا .




المصدر : الموسوعة الشعرية 2 " الشعر ديوان العرب "

، المجمع الثقأفي ، أبوظبي ، الإمارات العربية المتحدة . عام2001 .

إبراهيم عبدالعزيز عثمان / قطر

أخي هذا الموضوع كان باسم الأستاذ إبراهيم عبدالعزيز وهذا رابطه
http://ofouq.com/today/modules.php?name=News&file=article&sid=790
فهلا نسبته إلى اسم صاحبه من باب الأمانة العلمية
وتاريخه الخميس 01 مايو 2003

ربنا لأ تؤاخنا إن نسينا أو أخطأنا

صدق الله العظيم

فى بداية الأمر أرحب بك أستاذنا الكريم خيثم

فمرحبا بك وأهلا بين أخواتك وإخوانك

ومرحبا بكل ملا حظاتك واقتراحاتك


أستاذى الكريم

إن ما حدث لم يكن من سبيل القصد بل على سبيل الخطأ الغير مقصود

فأستاذنا على الدين طلعت (الوتر الحزين ) لم يمهر ماكتبه بإمضائه

ولم يشر إلى أنها بقلمه كما يفعل دائما فى كتاباته وأشعاره

وما حدث هو سهو قد يحدث للكثير مع سرعة النقل

أستاذى كن على ثقة أن منتديات الشاعر عبد القوى الأعلامى تعطى

دائما لكل ذى حق حقا ولا ننسب لأنفسنا مالم يكن فكل منا له قلمه

ويعلم ماله وما عليه ويدرك تماما حقوق الملكية الفكريه

أستاذى تمت إضافة المصدر

وارحب بكم مرة أخرى

شكرا لكم

التعليق علي ما ذكرت و ما أفردت سيكون في الصفحة الثانية