قواعد في كيفية الإعراب
القاعدة الأولى : قد يعطى الشيء حكم ما أشبهه كقوله تعالى : {ولم يعْي بخلقهن بقادر دخلت الباء في خبر(إنَّ) لأن هذه الجملة بمعنى : أوَليس
الله بقادر ، وكقولهم : ‘‘علمت زيدٌ من هو’’ برفع زيد جوازاً لأنه نفس (من) المعنى ، وكقولهم : ‘‘ إن أحداً لايقول ذلك ’’ حيث استعملوا (أحداً) في الإثبات لأنه نفس الضمير المستتر في يقــول .
القاعدة الثانية" : قد يعطى الشيء حكم الشيء إذا جاوره كقول بعضهم : ‘‘ هذا جُحُرُ ضبٍّ خربٍ ’’ بالجر ، والأكثر الرفع ، وكقولهم : رِجْسٌ نِجْسٌ ، والأصل : نَجِس ، وكقولهم : ‘‘ أخَذَه ما قدُم وما حدُث’’ بضم دال حدث .
القاعدة الثالثة قد يشرب لفظ معنى لفظ آخر فيعطى حكمه ويسمى ذلك تضميناً ، وفائدته أن تؤدى كلمة واحدة مؤدى كلمتين كقوله تعالى : {يشرب بها عباد الله}"[5]" أي يروى بها .
القاعدة الرابعة: التغليب يغلبون الشيء مع غيره عليه كقولهم : الأبوين وقولهم : الخافقين للمشرق والمغرب ، أي المخفوق فيه .
القاعدة الخامسة: يعبر بالفعل عن وقوعه وهو الأصل ، وعن مشارفته ، كقوله تعالى: { فبلغنَ أجلهنَّ } وعن إرادته وأكثر ما يكون ذلك بعد أداة الشرط ، كقوله : {فإذا قرأت القرآن" وقوله : { وكم من قريةٍ أهلكناها فجاءها بأسنا } أي أردنا إهلاكها .
القاعدة السادسة": يعبر عن الماضي والآتي كما يعبر عن الحاضر قصداً لإحضاره في الذهن ، كقوله تعالى : { وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة " لأن لام الابتداء للحال .
القاعدة السابعة": قد يكون اللفظ على تقدير ، وذلك المقدر على تقدير آخر ، قالوا عسى زيد أن يقوم ، أي قياماً أي قائماً وقيل على حذف مضاف أي عسى أمر زيد قياماً أو عسى زيد صاحب قيام .
القاعدة الثامنة]": قد يغتفر في الثواني ما لا يغتفر في الأوائل ، كقولهم: رب رجلٍ وأخيه . فعملت (رب) في (أخيه) وهو معرفة ولو باشرها لم تعمل فيه .
القاعدة التاسعة: يتوسعون في الظرف والمجرور ما لايتوسعون في غيرهما ، فأجازوا الفصل بهما بين الفعل
الناقص ومعموله بين فعل التعجب والمتعجب منه وبين الحرف الناسخ ومنسوخة وبين الاستفهام والقول الجاري مجرى الظن وبين حرف الجر ومجروره وبين المضاف والمضاف إليه وبين (إذن) و(لن) ومنصوبهما وقدموهما خبرين على الاسم في باب (إنَّ) ومعمولين للخبر في باب (ما) ومعولين لصلة (أل) وعلى الفعل المنفي بـ(ما) وعلى (إن) معمولين لخبرها وعلى العامل المعنوي .
القاعدة العاشرة: من فنون كلامهم القلب ، وأكثر ما يقع في الشعر ، كقوله :
وَمَهْمَهٍ مُغْبَرَّةٍ أَرْجَاؤهُ كَأَنَّ لَونَ أَرْضِهِ سمَاؤهُ"[]"
أي كأن لون سمائه لون أرضه ، ومنه في غير الشعر : أدخلت القلنسوة في رأسي ، والأصل : أدخلت رأسي في القلنسوة .
القاعدة الحادية عشرة من ملح كلامهم تقارض اللفظين في الأحكام ، ولذلك أمثلة منها : إعطاء كلمة (غير) حكم (إلا) في الاستثناء ، وإعطاء حكم (إلا) حكم (غير) ، ومنها إعطاء (أن) حكم (ما) المصدرية في الإهمال وبالعكس ، ومُثِّل له بقوله : ‘‘ كما تكونوا يولى عليكم ’’"[ ذكره ابن الحاجب ، والمعروف : ‘‘كما تكونون’’ ، ومنها : إعطاء (إن) حكم (لو) في الإهمال وبالعكس ، ومنها : إعطاء (إذا) حكم (متى) في الجزم بها وبالعكس ، ومنها : إعطاء (لم) حكم (لن) في النصب بها وبالعكس كقوله:
لن يخب الآن من رجائك من حرك دون بابك الحلقةومنها إعمال (ما) النافية عمل (ليس) وإهمال (ليس) عند انتقاض النفي ، ومنها إعطاء (عسى) حكم (لعل) في العمل كقوله :
* يا أبتا علك أو عساكا
وإعطاء (لعل) حكم (عسى) في اقتران خبرها بـ(أن) كقوله : ‘‘ فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ، ومنها إعطاء الفاعل إعراب المفعول وبالعكس عند أمن اللبس ، كقولهم : ‘‘خرق الثوبُ المسمارَ’’ وسمع نصبهما كقوله :
- قَدْ سَالَمَ الحَيَّاتِ مِنْهُ القَدَمَا [الأفْعُوَانَ وَالشُّجَاعَ الشَّجْعَمَا
وَذَاتَ قَرْنَينِ ضَمُوزاً ضِرْزِمَا
في رواية من نصب الحياتِ ، وسمع رفعهما كقوله :
- [إِنَّ مَنْ صَادَ عَقْعَقاً لمَشُومُ] كَيْفَ مَنْ صَادَ عَقْعَقَانِ وَبُومُ