{ رسالة إلى المربد }

قالَ الـَّذينَ تركتهم في كربلاءْ
والدُّرة ِ المعروفةِ النـَّجف الإباءْ
فكلاهما جـسدٌ بقلبٍ واحدٍ
مِنْ طيِّـبـينَ الذ ِّكر ِ عندَ الأولياءْ
مِنْ مُطعِمي زادَ الحسين بعشرةٍ
والأربعينَ بها لهُمْ عُـقـِدَ الـِّلواءْ
قالوا لنا وهموا لكم في لهفةٍ
خـُذ ْللنخيل ِالباسقاتِ معَ الهواءْ
خـُذ ْ للمياهِ الجارياتِ بنا لخيرْ
ممـزوجة بدماءِنا طيـن ٌ وماءْ
خـُذ ْ للذينَ قـلوبهم مُزدانة
بالحبِّ والخير الـَّذي فيهِ النقاءْ
خـُذ ْ للذينَ ولاؤهم لمُحمَّدٍ
والآل مِنْ بيتٍ عظيم ٍ في النجاءْ
خـُذ ْ للذينَ طباعهم معروفة
في بصرةِ الخير ِالـَّتي فيها النماءْ
خـُذ ْ للذينَ إذا رَمَتنا الداهيا
تِ بـعِلـَّةٍ فعقـُولهم فيها كِفاءْ
خـُذ ْمِنْ مياهِ الطفِّ في البلدِ الأميـ
ن ِوأمنه المخصوص من ربِّ السماءْ
خـُذ ْ من ترابٍ طاهر ٍطهُرَت بهِ
أجساد كلُّ التائبيـنَ الأشـقياءْ
خـُذ ْ من صراخ المُثكلاتِ بزينبٍ
ينزفنَ من حُزن ٍعلى أهل الكساءْ
خـُذ ْ للأطايبِ من كرام البصرةِ
من آل ِ طيٍّ أو تميم لهم وفاءْ
من آل ِ مالك ِ إخوة ً من بينهم
ممَّن مشى خلفَ الآئمةِ بإقتداءْ
خـُذ ْ بعض جُرح ٍ نازفٍ تبكي لهُ
كلُّ العوالم ِ في البراري والسماءْ
خـُذ ْ من عيون ٍ باكياتِ بكربلاءْ
واصرخ بصوتٍ قـُلْ لهم إنـَّا سواءْ
في كلِّ ما جاءَتْ بهِ الإخوان من
خلل ٍ وسوءٍ في الإدارةِ والقضاءْ
لكنـَّما عذرا ً لبعض ٍ منهموا
إذ أنهم لم ْ يألفوا حُـكم الزباءْ
والعذر مرفوعٌ بتاتا ً عنهموا
ممَّن بقى في غير ظلٍّ للبقاءْ
لكنـَّما مهلا ً عليهم إخوتي
نعطيهم الوقت الـَّذي فيهِ السَّخاءْ
فالعقلُ أولى من قطيعةِ وصلهم
والعقلُ أحجى من نفير ٍ أو عداءْ
والصبرُ أولى من حماقةِ جاهل ٍ
فالجهلُ يُردي للمتاهةِ والبلاءْ
والصبرُ في آل ِ النبيِّ مُحمَّدٍ
هو أسوة ٌ للناس ِ من ربِّ الإماءْ
يا مِربدا ً كانت نوايانا بهِ
إصلاحُ ذاتَ البين ِ بينَ الأقرباءْ
لا عَنْ قيادة أو سياسة إنـَّما
حقـِّي أ ُدافعُ عن حياض ٍ وانتماءْ
أرنو لبيتٍ شاهق ٍ مُـتنـَوِّر ٍ
فيهِ العراقـَة َ والأصالة َ والفداءْ
لا بيتَ خوفٍ أو رُهابٍ مُستـترْ
لا بيتَ ضعفٍ وانكسار ٍ والتِواءْ
لكنـَّني من ها هُنا أعلنتُ صو
تي داويا ً كالرعد ِ في كبَدِ السماءْ
إنـِّي أ ُناشدكم جميعا ً كلـُّكم
باسم ِ العراق ِ وكربلاء لها عزاءْ
أن تدخلوا في بيعةٍ ما بينكم
إذ ْأنَّ في التفريق ِ تيه ٌ في العراءْ
لنْ يُـنقذ ِ الشيء الذي قد ينكسرْ
إلاَّ إذا كـُنـَّا جميعا ً أقوياءْ