الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 رسالة إلى حاج

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عريس لقطه
عضو فضى
عضو فضى
عريس لقطه

ذكر
عدد الرسائل : 1383
رسالة إلى حاج 210
بلد الإقامة : الجيزه
احترام القوانين : رسالة إلى حاج 21010
العمل : رسالة إلى حاج Broadc10
الحالة : رسالة إلى حاج 1410
نقاط : 8143
ترشيحات : 5
الأوســــــــــمة : رسالة إلى حاج Awfeaa10

رسالة إلى حاج Empty
مُساهمةموضوع: رسالة إلى حاج   رسالة إلى حاج I_icon_minitime23/8/2016, 23:30

مشعل بن عبد العزيز الفلاحي

 
هاهي أصوات الملبين بدأت تلج إلى مسامع الناس من كل حدب وصوب ، وهاهم الراحلين إلى بيت الله يتجهون إلى هناك ، ولكأنني اليوم أرقب هذه الجموع وهي في طريق سيرها ، أو كأني بهم اليوم في شعاب مكة ، وفي جنبات الحرم ، وهم ما بين محرم يعيش يوم التروية ، أو على ضفاف عرفات ، أو حتى يعيش أيام التشريق مع جموع الناس هناك . وهذا المشاهد بالذات عندما ترتفع أصواتها بالتلبية أو بالتكبير إنما تبعث في نفسي الأمل ، وتحدو في روحي بحادي الشوق ، أن أشاركها هذه الشعارات الربانية في حجها المبارك لهذا العام ، وقبل أن أبدأ حديثي معك أخي الحاج أدعو الله لك بالتوفيق والسداد وهنيئاً أيها الحاج بالحج.
أخي الحاج : أحييك بتحية أهل الجنة تحيتهم يوم يلقون ربهم سلام فسلام الله عليك ورحمته وبركاته ، سائلاً المولى أن يحقق لك حجك ، ويغفر لك ذنبك ، ويبارك لك في عمرك . ولتسمح لي يارعاك الله بهتاف أجترته مشاعر سفرك إلى أرض مكة هناك .
أخي الحاج : إن الرحلة تشرُف كثيراً بمن سترحل إليه ، ورحلة الحج بالذات إنما هي رحلة إلى رب العالمين ، رحلة إلى بيت لا أعظم منه على وجه الأرض ! رحلة إلى مآثر الأنبياء ومواطئ أقدام الرسل هناك . رحلة هي النجاح بكل ما تعنيه هذه الكلمة ، وحينما ترحل إلى هناك تكون بإذن الله تعالى في عداد من بلغهم صوت النبي الكريم إبراهيم الخليل عند ندائه بالحج من على مشارف مكة . وهنيئاً بهذه التلبية ، وأنت مع كل ذلك وقبله وبعده من وفد الله تعالى وقد صح في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وفد الله ثلاثة وذكر منهم الحاج والمعتمر ) . فمن ياتُرى أحسن حالاً منك في هذه الأيام المباركة . لقد بدأ إبراهيم الخليل وابنه اسماعيل يجهدان في البناء في هذا البيت العظيم ، غير أنهم يلبّون أمر الله تعالى لكن لا يرون أحداً من البشر حولهم ، فالأرض مجدبة ، والصحراء متباعدة ، والقوم في ذلك الزمان يبحثون عن أرض معشبة فمن يحج هذا البيت ياترى ؟ فجاء التوجيه الرباني لإبراهيم : (( وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق )) قال ابن كثير رحمه الله تعالى : (( أي ناد في الناس بالحج ، داعياً لهم إلى الحج إلى هذا البيت الذي أمرناك ببنائه ، فذكر أنه قال : يارب وكيف أبلّغ الناس وصوتي لا ينفذهم ؟ فقال : ناد وعلينا البلاغ ، فقام على مقامه وقال : يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجوه فيقال : إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض ، وأسمع من في الأرحام والأصلاب ، وأجابه كل شيء سمعه من حجر وشجر ومدر ، من كتب الله أن يحج إلى يوم القيامة : لبيك اللهم لبيك . وهذا مضمون ما روي عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف والله أعلم . اهـ رحمه الله . ولعلك أيها الحاج أحد من ولجت أذنيه هذه الدعوة المباركة من نبي الهدى فتحقق عظيم الخير والإحسان فهنيئاً بالتلبية وحجاً مبروراً ، ولا حرمك الله تحقيق هذه الاستجابة . وليس هذا فقط حفظك الله فلقد جاء رسولك صلى الله عليه وسلم بذكر شيء من الفضائل لهذه الرحلة المباركة فقال: (من حج هذا البيت فلم يرفث ، ولم يفسق ، رجع كما ولدته أمه ) متفق عليه من حديث أبي هريرة . وللبخاري : ( رجع كيوم ولدته أمه ) . وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلى الجنة ) متفق عليه . وروى الإمام مسلم في صحيحيه من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة . وإنه ليدنوا ثم يباهي بهم الملائكة . فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ ) . وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تابعو بين الحج والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة ) رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني . وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة : ( وفد الله عز وجل ثلاثة : الغازي والحاج والمعتمر ) رواه النسائي وصححه الألباني . وهذه الفضائل قل أن تجتمع في عبادة من العبادات . لذا حق لمن يسّر الله تعالى له الحج أن يعد ذلك نعمة من نعم الله تعالى .
أخي الحاج : في كل طريق تسعاه من المهم جداً أن تختار رفيق السفر المبارك ، ذلك الذي يعينك على الحق ، ويكون عوناً لك على لأواء السفر ، ومشقة الرحلة ، ورحلة الحج بالذات تحتاج منك إلى دقة في اختيار رفيق الرحلة ، وتمعّن في اصطفاء الأوفياء والصالحين ، وكيف لا يكون ذلك وقد قال رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم : ( مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير ) ولتعلم يا رعاك الله أن الحج عبادة جليلة يترتّب عليها بعد توفيق الله تعالى مغفرة الذنوب ، وتكفير السيئات ، وعود الإنسان من تلك الديار كيوم ولدته أمه ، وفضل مثل هذا ينبغي أن تحرص فيه على رفيق صالح يدلك على الخيرات ، ويعينك على أداء هذه العبادة على وجهها الصحيح . فإذا عزمت على الانضمام إلى إحدى الحملات على كثرتها فتخيّر منها ما تعينك على أداء هذه العبادة وفق ما جاء بها الشارع الكريم .
أخي الحاج : تذكر وأنت على مشارف السفر أو في ثنايا طريق الرحلة أو حتى في جنبات مكة أنه ينبغي التخلّص من حقوق المخلوقين أياً كانت هذه الحقوق سواء كانت حقوقاً مالية ، أو حقوقاً معنوية . فأي حج هذا وللمخلوقين في ذمتك أموالاً مغصوبة أو مسروقة أو مأخوذه على غير وجهها الشرعي . وأي حج هذا وبينك وبين المسلمين خصومة مزمنة ، وتقاطع طويل ، وتهاجر تعاقبت عليه الأزمان دون أن تنجح في تغيبه من واقع الحياة . إن من يريد الحج اليوم لمغفرة الله تعالى هو أحوج ما يكون إلى مراجعة نفسه قبل أن يحزم حقائب السفر . وليتذكّر في سفره حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحُمِل عليه )) رواه البخاري من حديث أبي هريرة . أو قوله صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهيده وقال هم سواء ) رواه مسلم من حديث جابر بن عبد الله . أو حديثه صلى الله عليه وسلم : هجر المسلم سنة كسفك دمه ، وقوله صلى الله عليه وسلم : تعرض الأعمال إلى الله في كل اثنين خميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا المتخاصمين فيقول انظروا هذين حتى يصطلحا ) . وغير ذلك من الحقوق التي يحتاج الحاج من أمثالك إلى تسويتها ، وسدادها ، والتخلّص منها قبل أن يطأ حرم الله تعالى إن أراد موعود رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي مر معنا في بداية الحديث .
أخي الحاج : هاهو بيت الله تعالى بين ناظريك فتمعّن في هذا البناء ، وتأمّل فيه كثيراً ، وتذكّر أن إبراهيم وابنه اسماعيل شيّدا هذا البناء على أمل أن تصل أنت وإخوانك إليه . وتذكر وأنت تجوب المشاعر المقدسة بدءاً بالحرم وإنطلاقاً إلى منى ، وانتظار يوم العمر في عرفات ، والمبيت بمزدلفة ، والعودة إلى منى من جديد تذكّر رحلة نبيك صلى الله عليه وسلم حينما حج حجة الوداع ، فأي رحلة أعظم من رحلة على آثار ومواطئ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام . إن هذا البيت يارعاك الله بيت الله ، وهذه الرحلة التي تشهدها اليوم إنما تسير فيها على مواطئ الأنبياء وقد حجوا هذا البيت مثلما تحج أنت هذا العام ، فلكأنك اليوم تسير على أقدام القوم . ولعل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يشعر بذلك حينما - مرَّ بوادي الأزرق" فقال لأصحابه: "أي واد هذا؟" قالوا: هذا وادي الأزرق. قال: "كأني أنظر إلى موسى عليه السلام هابطًا من الثنية، وله جؤار إلى الله تعالى بالتلبية". ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - على ثنية يقال لها: ثنية هَرشى فقال: "أي ثنية هذه؟" قالوا: "هذه هَرشى" قال: "كأني أنظر إلى يونس بن متى عليه السلام على ناقة حمراء جعدة - يعني مجمعة الخلق شديدة -، عليه جبة من صوف، خطام ناقته خُلبة - يعني من الليف- وهو يلبي . وهنيئاً بهذه القدوة ، وهذه الآثار ، وقريباً ستصل بإن الله تعالى إلى الاجتماع بالقوم لا حرمنا وإياك رؤيتهم والأنس بهم في ظلال الجنان .
أخي الحاج : لك أن تتأمّل في من حولك من الحجيج أمم من أقطار الدنيا كلها ولك أن تتساءل تُرى ما الذي جاء بالقوم من هناك ؟ ولماذا اجتمعوا هنا جميعاً ؟ هاهي أرض مكة اليوم بمشاعرها المقدسة تحتظنكم جميعاً دون أدنى فارق ، بل لا ترعي الفوارق أي اهتمام مهما كانت . ولك أن تدرك أن هذه الجموع كلها إخوانك على الطريق ، جاءوا للغاية التي جئت أنت من أجلها فيالله العجب ما أعظم الهدف ! وما أرقى الغايات التي تتنافس على الحج إلى بيت الله تعالى ! ولتعي أن بين هؤلاء فقير تلمس في عينيه حاجته إلى الطعام والشراب ، وبين هؤلاء مريض يجهد على عناء حاله وضعف جسده وماله ، وبينهم كذلك جاهل بأحكام شرعه فلأول مرة تطأ قدمه على تراب مكة فما واجبك تجاه هؤلاء القوم ؟ إن مثلك لا يخفى عليه إن شاء الله أن الجود والسخاء في المشاعر المقدسة من أعظم القربات فالله الله لتطعم ذلك الفقير ، وليهنأ بخدمتك ذلك المريض ، وليرى منك ذلك التائه حسن المعاملة ، وروعة الأخلاق ، وليشعر من حج لأول مرة أو من يجهل بدينه أنهم أمام من يريد لهم الخير فتراة توزّع مطوية ، وثانية تهدي شريطاً ، وثالثة توجّه بكلمة دافئة حديث معروف إلى من يجانبه ، ورابعة أراك في جنبات الطريق تهدي ضالاً ، أو تعين منكوباً ، أو تجود بالخير لمن يستحقه . وحين يؤذن منادي الرحيل بالعودة إلى الديار تكون أنت من أسعد الناس بالرحلة ، ومن خير الحجاج أثراً ورفعة . ولك مني ومن غيري دعاء بظهر الغيب أن يرفع ذكرك ، ويعلي شأنك ، ويكتب أجرك . وهنيئاً إن شاء الله بالعود كيوم ولدتك أمك .
وأخيراً : هذي رسالتي بين يديك في أي مكان كنت هي جزء من بعض الواجب الذي حدّثتك عنه وأعتقد أنه غير كافٍ لأداء الواجب العظيم ، آملاً أن نلتقي وإياك في رحاب مكة ، وأن توقفنا الرحلة على أداء واجب مما ذكرت ، ولن أنسى لك هذا العمل العاجل . وعسى أن يجعل الله تعالى في أيام الدنيا فسحة لنا لنرى الواقع بالخير ماثلاً ، وبالنجاح متحققاً . والله يتولاك برعايته . وحج مبرور .
أخوك / مشعل بن عبد العزيز الفلاحي

saaid.net
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سيشوار
مرشح
سيشوار

ذكر
عدد الرسائل : 429
نقاط : 6401
ترشيحات : 0

رسالة إلى حاج Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسالة إلى حاج   رسالة إلى حاج I_icon_minitime24/8/2016, 22:11

رسالة إلى حاج 13842977701
رسالة إلى حاج HI257170
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عريس لقطه
عضو فضى
عضو فضى
عريس لقطه

ذكر
عدد الرسائل : 1383
رسالة إلى حاج 210
بلد الإقامة : الجيزه
احترام القوانين : رسالة إلى حاج 21010
العمل : رسالة إلى حاج Broadc10
الحالة : رسالة إلى حاج 1410
نقاط : 8143
ترشيحات : 5
الأوســــــــــمة : رسالة إلى حاج Awfeaa10

رسالة إلى حاج Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسالة إلى حاج   رسالة إلى حاج I_icon_minitime17/2/2017, 15:25

رسالة إلى حاج NEz81844
رسالة إلى حاج 288248_1323682731
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رسالة إلى حاج
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رسالة
» رسالة
» ..... رسالة
» رسالة شوق ...!!!!
» رسالة إلى حـاج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات الإسلامية :: المنتدى الإسلامي العام :: منتدى الحج والعمرة-
انتقل الى: