أفراح .....
قولى أنا المليكة ..
لحناً عراقياً من الرًُصافة جاء .
يهمسُ لكل العازفين على وتر الجمال ..
و يسكب الألهام فى قصائد الشعراء .
قولى أنا أشجى .. و أشهى وجهاً رأيته ..
و أنا أرقى .. و أرق ألحان السماء .
قولى أنا نتاج الفن العراقى بين الكُرد و العجم ..
حين نقش الجواد الكُردى أثرهُ ..
على سجادة الفُرس بألوان النُبل و الكبرياء .
فغدوت مقاماً للعزف متفرداًَ ..
لا النهاوند طاولنى .. ولا الحجاز جاورنى ..
و بقيت وحدى أغرد فى فضاء الروح كما أشاء .
حكايةٌ أنا .. من الأحزان و الأشجان ..
و الترحال نحو المدى المفتوح بالخوف ..
و حنينى دوماً يسبقنى إلى الوراء .
أسطورة من أساطير الأزمنة القديمة ..
مقدورها التنقل من مدينة إلى مدينة ..
تحمل حقائب الشوق ..ووجع القلب ..
و ما تبقى فى الذاكرة من الوجوه و الأسماء .
راحلةٌ لا أدرى إلى أين ..
فى الضلوع ناياً لا يكفُ عن النحيب ..
ووجهاً يشربُ الحُسن من ماء البكاء .
و على الجبين مازال نخيل العراق ..
و صدى بغداد يلاحقنى ..
و أبى المدفون فى التراب يواصلنى النداء .
و إن فتحتُ حقيبة يدى يوماً ..
و لم أتكحل بتراب الوطن ..و أتجمل ..
أعيشُ مرارة الزمن .. و مشاعر الغرباء .
أفراح .....
يا سفينة نوح ترسو على الجُودى ..
و تنشر الوجود من بعد الطوفان ..
و تكتب لغة الأرض و قوانين البقاء .
و يا رسائل السحر من عهد بابل ..
و وجه الخير من بقايا الأنبياء .
قولى .. بأعلى الصوتْ .. من أنتْ ..
فى زمان ٍ قلً فيه الحب .. وجفت ينابيع الصفاء.
قولى .. أنا العشق فى زمان الحقد ..
و أنا فى ظلام الكره شمعات الضياء .
قولى يا سيدة الكون .. و يا مليكة العمر ..
و يا معجزة الله الكُبرى فى كل النساء .