الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 شاعرية الأميري بين مدرستين د. خالد بن سعود الحليبي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
شاعرية الأميري بين مدرستين د. خالد بن سعود الحليبي 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : شاعرية الأميري بين مدرستين د. خالد بن سعود الحليبي 111010
العمل : شاعرية الأميري بين مدرستين د. خالد بن سعود الحليبي Unknow10
الحالة : شاعرية الأميري بين مدرستين د. خالد بن سعود الحليبي Mzboot11
نقاط : 17868
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : شاعرية الأميري بين مدرستين د. خالد بن سعود الحليبي 13156210

شاعرية الأميري بين مدرستين د. خالد بن سعود الحليبي Empty
مُساهمةموضوع: شاعرية الأميري بين مدرستين د. خالد بن سعود الحليبي   شاعرية الأميري بين مدرستين د. خالد بن سعود الحليبي I_icon_minitime1/3/2010, 11:07

شاعرية الأميري بين مدرستين
د. خالد بن سعود الحليبي


كان الأميري ـ في كثير من لقاءاته ـ يعد نفسَه من المدرسة الحديثة روحاً ومضموناً، ومن المدرسة القديمة صياغة؛ لأنه كان يلتزم الوزن والقافية ؛ مع التنويع فيهما أحياناً .
فإلى أي حدٍّ يصدق هذا الحكم الذاتي من الشاعر على شعره ؟
أ / ماهية الاتباع والتجديد عند الأميري :
يعرف الأميري التجديد بأنه : نوع من التمشي مع تصاعدية الحياة وحركتها وتجددها، ويمكن أن يكون في المعاني وفي الصياغة، ويمكن أن يكون في وحدة القصيدة وتناول الموضوعات الجديدة، ويمكن أن يكون في انطلاق الشعر في آفاق الحياة المستجدة(1) .
ويستدرك في مقام آخر فيقول: ((التعبير عن المشاعر الإنسانية ؛ كالحنان والحب والألم والأمل والتأثر بالجمال والدعوة إلى الخير، والتعبير عن مختلف الأهواء والأحاسيس الإنسانية، ليس فيه قديم ولا حديث، وإنما هناك صادق أصيل وسطحي عابر))(2).
فالتجديد عند الأميري يتصل بالغرض الشعري والأفكار وبناء القصيدة والصياغة والموسيقى، ولا علاقة له بالحس والمشاعر، أو ما يعبر عنه اليوم بـ (التجربة الشعرية) .
((وإذا كان بعض النقاد يرى في المعاصرة أنها ليست في المعايشة الزمانية فقط، أو الانقطاع عن التراث، أو الاهتمام بمشكلات العصر، وإنما هي في التشبع بروح العصر ومتطلباته، والصلة القوية بما يصلح من التراث، والتعبير عن أزمات الإنسان المعاصر ومعاناته، فإنه بهذا المقياس يسقط كثير من الشعراء من غربال الناقد، وتبقى قلة منهم ذات أحجام تستعصي على الغربال، ولا شك أن شاعرنا [ الأميري ] واحد من هؤلاء))(3).
ب/ موقف الأميري من التأثر بالآخرين :
إن الاتباع في حد ذاته لا يعني التقليد المذموم ؛ فالاتباع سمة أصالة ومحافظة على القديم النافع الصالح للعصر مما ورثناه من العصور السابقة، مع ظهور سمات العصر، وخصائص الشخصية الذاتية، ومحاولات الإبداع في بعض الأحيان . والتقليد سمة ضعف وقصور ؛ لأنها تعني ـ فيما تعنيه ـ ضياع شخصية صاحبها، واستسلامه التام لتفكير سابق، وتكبيلا للموهبة عن الابتكار والتجديد.
والأميري في أكثر ما كتب لا يظهر عليه اتباع حاد لشاعر محدد، بل تبدو فيه أصالته واستقلال شخصيته الشعرية، ولغته الخاصة إلى حد بعيد . وما ورد من شعره مشيراً إلى نص معين، فإنه يكون فيه متبعاً وليس مقلداً غالباً .
وقد نفى أن يكون ـ في أية مرحلة من مراحله الشعرية ـ قد أخذ قصيدة ونسج على منوالها، مع أن الباحث قد يجد أكثر من قصيدة يلاحَظُ فيها احتذاءٌ واضح، ولكن يمكن أن يفسر قول الشاعر على أنه لم يتعمد ذلك، وإنما انطبعت تلك القصيدة بقالبها الفني في نفسه، فكتب على منوالها دون قصد للتقليد . ولعل أهم عباراته التي حدد فيها مدى تأثره بالآخرين هو قوله: ((كل ما قرأته أثَّر فِيَّ ولم يؤثر في الوقت نفسه ؛ أثَّر في أعماق كياني ووجداني، فلما خرج نتاجي بعد ذلك شعرا أو نثراً أو فكراً، خرج ولا شك فيه نأمات وفيه نسمات من هذا الذي دخل إلى شعوري، وأما شاعر ما معين فلا أذكر أنني تأثرت به))(4). ولعله يعني أنه لم يتأثر به تأثر ذوبان ؛ كما هو حال الشعراء المقلدين .
ويلمح من نبرة الشاعر في حديثه عن تأثره بالآخرين رغبته الشديدة في ألا يُنْسَبَ إليه تأثر بأحد، والواقع أنه (( لن يضير كاتباً ـ مهما تكن عبقريته، ومهما سما فنه ـ أن يتأثر بإنتاج الآخرين، ويستخلصه لنفسه، ليخرج منه إنتاجاً منطبعاً بطابعه، متسماً بمواهبه. فلكل فكرة ذات قيمة في العالم المتمدين جذورها في تاريخ الفكر الإنساني الذي هو ميراث الناس عامة، وتراث ذوي المواهب منهم بصفة خاصة، ويقول بول فاليري Paul Valery في كتابه Choses Vues: "لا شيء أدعى إلى إبراز أصالة الكاتب وشخصيته من أن يتغذى بآراء الآخرين، فما الليث إلا عدة خراف مهضومة"))(5).
ولذلك يقرر الدكتور مصطفى سويف ((أن عملية الإبداع يوجهها الإطار، وقد يقال : إن في هذا القول قضاء على جوهر الإبداع من حيث إنه الخلق على غير مثال، ولكن هذا الاعتراض يحمل بعض الخطأ، فإن الإطار من حيث هو كلٌّ منظمٌ يخضع لظروف الشخصية المختلفة ؛ بحيث لا يمكن أن يكون الإطار الذي أحمله أنا مطابقا تماما للإطار الذي تحمله أنت، … فالشخصية على الدوام لها مميزاتها الخاصة … ))(6).
ج/ صُوَرٌ من تأثر الأميري بالشعراء القدماء والمحدثين :
مع قلة قراءات الأميري الأدبية فقد ظهرت روح عدد من نصوص الشعراء القدماء والمحدثين المحافظين وأساليبهم في عدد من قصائده .
ويذكر الشاعر الأميري أن أكثر الشعراء قرباً من نفسه : ابن زيدون وأبو فراس (( فقد كان يجد فيهما من عمق العاطفة، ورهافة الذوق، وسمو الطموح، وجرأة اقتحام الحياة، ونبل المعاناة، ما يتلاقى مع كثير من مشاعره وأشواقه وتطلعاته، [ إلى جانب ] علو الهمة واستشعار الغربة وعشق الجمال، فضلا عن مكابدة التشتت، وكثرة الأسفار، والسجن في سبيل المبدأ))(7).
وممن قرأ لهم أيضاً: المتنبي وجرير والبحتري والبوصيري وابن الفارض، ومن المعاصرين (المحافظين) : البارودي وشوقي وحافظ وخير الدين زركلي ( ت: 1396هـ/1976م ). ومن المجددين: شعراء المهجر، ونزار قباني، ومحمود حسن إسماعيل، وإبراهيم ناجي، وعمر أبو ريشة، وشفيق جبري ( ت: 1400هـ/1980م )، وعزيز أباظة .
وفيما يلي استحضار لعدد من النصوص التي تفاعل معها الشاعر مضموناً وشكلاً:
يقول أبو فراس يرثي أمه(Cool:
أَيَا أُمَّ الأَسِيرِ سَقَاكِ غَيْثٌ * * * إِلى مَنْ بِالفِدَا يَأْتِي البَشِيرُ
إِذَا ابنُكِ سَارَ في بَرٍّ وَبَحْرٍ * * * فَمَنْ يَدْعُو لَهُ أَو يَسْتَجِير
… إِلَى مَنْ أَشْتَكِي ؟ وَلِمَنْ أُنَاجِي * * * إِذَا ضَاقَتْ بِمَا فِيهَا الصُّدُورُ
بِأَيِّ دُعَاءِ دَاعِيَةٍ أُوَقَّى ؟ * * * بِأَيِّ ضِيَاءِ وَجْهٍ أَسْتَنِيرُ ؟
ويقول الأميري يرثي أمه(9):
لِمَنْ أُرْسِلُ البَسْمَةَ الشَّاكِرَهْ ؟ * * * لِمَنْ أَسْرُدُ الطُّرْفَةَ النَّادِرَهْ ؟
لِمَنْ أَتَخَيَّرُ أَشْهَى الثِّمَا * * * رِ ؟ لِمَنْ أَقْطِفُ الزَّهْرَةَ العَاطِرَهْ ؟
لِمَنْ أَتَجَمَّلُ ـ رَغْمَ الهُمُو * * * مِ - وَقَدْ غَادَرَتْني إِلى الآخِرَهْ !!
فالموضوع الشعري عند الشاعرين متطابق تماماً، والتساؤل اليائس الممض في النصين مؤداهما متقارب، غير أن جزالة أبي فراس لم تؤثر على الأميري، بل لزم شاعرنا رقته المناسبة للمقام والعصر .
وكان تأثره بشوقي واضحاً، وكثيرون ـ كما يقول أحمد الجندي ـ من شعراء سورية من جيل الأميري الذين تأثروا بشوقي(10). ومن ذلك نلاحظ أثر عينية شوقي التي قالها على لسان قيس؛ ومنها(11):
جَبَلَ التُّوْبَادِ حَيَّاكَ الحَيَا * * * وَسَقَى اللهُ صِبَانَا وَرَعَى
فِيكَ نَاغَيْنَا الهَوَى في مَهْدِهِ * * * وَرَضَعْنَاهُ فَكُنْتَ المُرْضِعَا
وَحَدَونَا الشَّمْسَ في مَغْرِبِهَا * * * وَبَكَرْنَا فَسَبَقْنَا المَطْلَعَا
... هَذِهِ الرَّبْوَةُ كَانَتْ مَلْعَباً * * * لِشَبَابَيْنَا وَكَانَتْ مَرْتَعَا
كَمْ بَنَيْنَا مِنْ حَصَاهَا أَرْبُعاً * * * وَانْثَنَيْنَا فَمَحَوْنَا الأَرْبُعَا
وَخَطَطْنَا في نَقَا الرَّمْلِ فَلَمْ * * * تَحْفَظِ الرِّيحُ، وَلا الرَّمْلُ وَعَى
... مَا لأَحْجَارِكِ صُمّاً كُلَّمَا * * * هَاجَ بِي الشَّوقُ أَبَتْ أَنْ تَسْمَعَا
على قصيدة الأميري (على صخرة بيرون)؛ التي منها(12):
مِنْ هُنَا ( بَايْرُونُ ) في أَمْسٍ نَأَى * * * نَشَدَ الحُبَّ وَغَنَّى وَدَعَا
صَخْرَةٌ تُشْرِفُ مِنْ نَهْدَتِهَا * * * وَتَرَى الكَوْنَ جَمَالاً مُمْتِعَا
... وَفِرَاءٌ فَوْقَ أَكْتَافِ الرُّبَا * * * وَسَحَابٌ يَتَولَّى مُسْرِعَا
... يَا حَبْيباً ضَمَّهُ شَرْقُ السَّنَا * * * أَنَا في الغَرْبِ أَعُضُّ الأَدْمُعَا
حَسْرَةً، فَادْنُ وَخُذْ قَلْبي إِلى * * * صَدْرِكَ الحَانِي نَرَ الحُسْنَ مَعَا
بِعُيُونٍ أَرْبَعٍ هَائِمَةٍ * * * وَفَمٍ ضَمَّ شَفَاهَا أَرْبَعَا
نُسْمِعُ اللَّيْلَ لُحُوناً صَعَدَتْ * * * مِنْ فُؤَادَيْنَا تَهُزُّ الأَضْلُعَا
في رُؤَى تَعْصِبُ أَحْدَاقَ النُّهَى * * * أَبْدَعَ الحُبُّ لَهَا مَا أَبْدَعَا
... يَا حَبِيبي مَا الهَوَى مَا بَيْنَنَا * * * أَمَلٌ مَا زَارَ حَتَّى وَدَّعَا
... آهِ مَا أَظْمَأَ نَفْسِي لِهَوًى * * * يَتَرَوَّى القَلْبُ مِنْهُ جُرَعَا
يَا حَبِيبي، مَنْ حَبيبي يَا تُرَى ؟! * * * حُرَقٌ تَدْعُو وَطَيْفٌ يُدَّعَى
تَغْرُبُ الشَّمْسُ فَلا يَنْفَعُهَا * * * وَهَجٌ قَدْ كَانَ يَبْدُو نَافِعَا
سَيَقُولُ الحُبُّ يَوْماً : كَانَ لي * * * شَاِرٌ يُنْشِدُنِي وَانْتُزِعَا
يَا حَبِيبي هُوَ بَرْقٌ خَاطِفٌ * * * يَا رَعَى اللهُ سَنَاهُ يَا رَعَى
ادْعُني إِنْ شِئْتَ أَوْ لا تَدْعُني * * * فَأَنَا بَعْدَ غَدٍ لَنْ أَسْمَعَا
فالأميري حين وجد نفسه عند هذه الصخرة، وتذكر حبيبه البعيد عنه، وجاشت قريحته بمناجاته، وجدت تجربته في وعيه الباطن إطار قصيدة شوقي المستقرة فيه قالباً مناسباً؛ حيث يتناسب جوها مع هذا الجو (تَذَكُّر قيسٍ حبيبتَه وهو على جبل التُّوباد)، فنسج على منوالها .
ومع بروز أثر أفكار شوقي وأسلوبه على الأميري في هذا النص، فإنه لم يخل من أثر مصدر آخر، نلمحه في الموسيقى والأسلوب والمضمون تلقَّاه الشاعر من قصيدة (الأطلال) لإبراهيم ناجي؛ التي منها(13):
يَا فُؤَادِي رَحِمَ اللهُ الهَوَى * * * كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِني وَاشْرَبْ عَلَى أَطْلالِهِ * * * وَارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً * * * وَحَدِيثاً مِنْ أَحَادِيثِ الجَوَى
وَبِسَاطاً مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ * * * هُمْ تَوَارَوْا أَبَداً وَهْوَ انْطَوَى
... آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمِي * * * لِمَ أُبْقِيهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيّ
... لا رَعَى اللهُ مَسَاءً قَاسِياً * * * قَدْ أَرَانِي كُلَّ أَحْلامِي سُدَى
وهكذا تتناص النصوص وتتحاور، وتلتقي في نص واحد .
وظهرت تأثيرات عامة لعدد من القصائد الحديثة على شعر الأميري؛ مثل: قصيدته (عندليب)(14) فهي متأثرة بقصائد نزار في (طفولة نهد) وما شابهها، وقصيدته (حلم غرير)(15) فهي متأثرة بقصيدة (حيرة) لإبراهيم طوقان(16)، وقصيدته (قضاء)(17) فهي متأثرة بقصيدة العقاد الشهيرة (نفثة)(18)، وقصيدته (حرم الحب) فهي متأثرة بقصيدة (العودة) لإبراهيم ناجي؛ فإن قول الأميري(19):
حَرَمُ الحُبِّ الذِي يَجْمَعُنَا * * * لَمْ نَزَلْ حَوْلَ حِمَاهُ حَائِمَيْنْ
لَمْ نَقَعْ فِيهِ وَصُنَّا ذِمَماً * * * وَسَنَبْقَى طَائِفَيْنِ عَاكِفَيْنْ
يذكرنا بقول الدكتور إبراهيم ناجي(20):
هَذِهِ الكَعْبَةُ كُنَّا طَائِفِيهَا * * * وَالمُصَلِّينَ صَبَاحاً وَمَسَاءْ
كَمْ سَجَدْنَا وَعَبَدْنَا الحُسْنَ فِيهَا * * * كَيْفَ بِاللهِ رَجَعْنَا غُرَبَاءْ
ويلاحظ كذلك احتفاظ الشاعر بأصالته في هذا الأخذ، فقد بدت في صورته شخصيته المتحرزة من الوقوع في الفاحشة، مع التغيير في ملامح الصورة أيضاً؛ حتى لم تعد ملكاً تاماً لناجي، وإنما أصبحت أميرية الطابع والصياغة .
وكان البعد عن مثل هذه الأساليب أولى بالشاعر المسلم؛ حتى لايعرِّض المصطلحات العبادية المقدسة للاستهتار باقتراضها في شعر الغزل ونحوه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
شاعرية الأميري بين مدرستين د. خالد بن سعود الحليبي 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : شاعرية الأميري بين مدرستين د. خالد بن سعود الحليبي 111010
العمل : شاعرية الأميري بين مدرستين د. خالد بن سعود الحليبي Unknow10
الحالة : شاعرية الأميري بين مدرستين د. خالد بن سعود الحليبي Mzboot11
نقاط : 17868
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : شاعرية الأميري بين مدرستين د. خالد بن سعود الحليبي 13156210

شاعرية الأميري بين مدرستين د. خالد بن سعود الحليبي Empty
مُساهمةموضوع: رد: شاعرية الأميري بين مدرستين د. خالد بن سعود الحليبي   شاعرية الأميري بين مدرستين د. خالد بن سعود الحليبي I_icon_minitime1/3/2010, 11:09

ونجد في قصيدته الغزلية (هاتف) ؛ ملامح غزليات أبي ريشة لغةً ومضموناً، وإن لم يجتذبها نص معين؛ ومنها(21):
(القُرْصُ) دَارَ، وَصَوْتِي في تَهَدُّجِهِ * * * يَكَادُ في الأُذْنِ يُلْقِي وَجْدُهُ نَارَا
وَقَد رَأَيْتُكِ - رَغْمَ البَوْنِ - مُقْبِلَةً * * * وَالصَّبُّ أَنْفَذُ خَلْقِ اللهِ أَنْظَارَا
أَحْسَسْتُ مِنْ صَدْرِكِ الظَّمْآنِ وَقْدَتَهُ * * * كَأَنَّمَا جَمْرهُ في أَضْلُعِي ثَارَا
وَحَارَ قَوْلي، وَكَمْ في النَّفْسِ مِنْ فِكَرٍ * * * حَارَتْ، وَكَمْ مِنْ هَوى في القَلْبِ قَدْ حَارَا
كَتَبْتُ بِالمِرْوَدِ الغَالي الذِي لَثَمَتْ * * * شِفَاهُهُ عَيْنَكِ الخَضْرَاءَ تَكْرَارَا
... كَتَبْتُ وَالثَّغْرُ مُزْدَانٌ بِبَسْمَتِهِ * * * وَالقَلْبُ يَزْفُرُ في الأَضْلاعِ قِيثَارَا
كَتَبْتُ مِنْ هَاتِفِي أَرْقَامَهُ فَسَرَى * * * بَينَ الهَوَاتِفِ خَفْقُ القَلْبِ تَيَّارَا
ويبدو إعجاب الأميري بقصيدة (النَّهْرُ المُتَجَمِّد) لميخائيل نعيمة، في انطباع فكرتها الرئيسة وأسلوبها المتنوع الرشيق، وموسيقاها الملونة العذبة في أكثر من نص؛ مثل: قصيدة (ياليل)(22)، وأجزاء من قصيدة (في وحدتي) التي يقول في بعض مقاطعها(23):
في وِحْدَتِي انْتَبَهَ الشُّعو * * * رُ عَلَى اخْتِلاجَاتِ الحُشَاشَهْ
وَتَبَيَّنَتْ عَيْنَايَ فَوْ * * * قَ ( الرَّادِ ) في قَلَقٍ فَرَاشَهْ
وَإِذَا العُبُوسُ يَزُولُ عَنْ * * * نَفْسِي وَتَلْتَمِعُ البَشَاشَهْ
في وِحْدَتي أَبْصَرْتُهَا * * * تُلْقِي إِلى الرَّادِ الشِّفَاهْ
وَكَأَنَّهَا في نُورِهِ الـ * * * ـوَانِي تَرَى دَرْبَ النَّجَاهْ
أَوْ أَنَّهَا ظَمْأَى تَعُبُّ * * * خِلالَهُ رَاحَ الحَيَاهْ
في وِحْدَتِي ؛ حَتَّى الفَرَا * * * شَة خَلَّفَتْ خَدِّي وَطَارَتْ
وَرَمَتْ بِهَيْكَلِهَا عَلَى * * * بَلُّورِ نَافِذَتِي وَدَارَتْ
فَفَتَحْتُهَا حَتَّى تَطِيـ * * * ـرَ، وَلَسْتُ أَدْرِي أَيْنَ صَارَتْ
في وِحْدَتِي، عَادَ العُبُو * * * سُ إِلَيَّ وَانْتَكَأَتْ جِرَاحِي
هَذِي الفَرَاشَةُ قَدْ مَضَتْ * * * تَسْعَى مُرَفْرِفَةَ الجَنَاحِ
سَرَحَتْ كَمَا يَهْوَى الهَوَى * * * وَلَبِثْتُ مَغْلُولَ السَّرَاحِ
إن فكرتها تشير إلى فكرة قصيدة (النهر المتجمد) التي يقول فيها ميخائيل نعيمة(24):
يَا نَهْرُ هَلْ نَضَبَتْ مِيَا * * * هُكَ فَانْقَطَعْتَ عَنِ الخَرِيرْ
أَمْ قَدْ هَرِمْتَ وَخَارَ عَزْ * * * مُكَ فَانْثَنَيْتَ عَنِ المَسِيرْ
بِالأَمْسِ كُنْتَ مُرَنِّماً * * * بَيْنَ الحَدَائِقِ وَالزُّهُورْ
تَتْلُو عَلَى الدُّنْيَا وَمَا * * * فِيهَا أَحَادِيثَ الدُّهُورْ
بِالأَمْسِ كُنْتَ تَسِيرُ لا * * * تَخْشَى المَوَانِعَ في الطَّرِيقْ
وَاليَوْمَ قَدْ هَبَطَتْ عَلَيْـ * * * ـكَ سَكِينَةُ اللَّحْدِ العَمِيقْ
… لَكِنْ سَيَنْصَرِفُ الشِّتَا * * * وَتَعُودُ أَيَّامُ الرَّبِيعْ
فَتَفُكُّ جِسْمَكَ مِنْ عِقَا * * * لٍ مَكَّنَتْهُ يَدُ الصَّقِيعْ
... يَا نَهْرُ ذَا قَلْبي أَرَا * * * هُ كَمَا أَرَاكَ مُكَبَّلا
وَالفَرْقُ أَنَّكَ سَوْفَ تَنْـ * * * ـشَطُ مِنْ عِقَالِكَ وَهْوَ .. لا
ففي كل قصيدة من القصيدتين يجري شاعرها موازنة بين الذات وجزء من الطبيعة، بين الذات المحصورة في دوائر القلق المحكمة، والجزء الطليق من الطبيعة؛ الذي عرضت له عوارض حبسته عن الحرية والانطلاق، ولكنه انفتل عند الأميري من عُقُلِه، وظل موعوداً بالانفتال عند ميخائيل، بينما ظل الشاعران مكبلين بالقيود التي لا يرجوان لها فكاكا .
وملمح آخر: هو اللفتات الجمالية العميقة عند نعيمة، واللفتات الإنسانية الرفيعة عند الأميري، التي دعته أن يفتح نافذته ليطلق سراح فراشته، وكأنه لا يريد لها أن تعاني ما يعانيه من الأسر النفسي . وتلك من نواحي التجديد التي تحسب للأميري .
وقصيدة (غفوة صاحية) التي كتبها عام 1380هـ (1960م)، والتي منها قوله(25):
سَأَسْمُو عَلَى زَيْفِ هَذِي الحَيَاةِ * * * إِلى مَعْرِجِ العُزْلَةِ النَّائِيَهْ
وَأَهْجُرُ ضَوْضَاءَ لا تَنْتَهِي * * * تُثِيرُ وَتُحْرِقُ أَعْصَابِيَهْ
إِلى مُبْهَمَاتِ الظَّلامِ العَمِيـقِ * * * إِلى حَيْرَةِ اللَّيْلَةِ السَّاجِيَهْ
إِلى مَنْبَعِ الصَّفْوِ خَلْفَ السَّمَاءِ * * * إِلى مَرْتَعِ الأَمْنِ وَالعَافِيَهْ
أَزِيدُ فُتُورِي وَأُطْفِي لَظَى * * * شُعُورِي، وَأَكْبِتُ أَشْعَارِيَهْ
… وَإِذْ ذَاكَ بَعْدَ الهُدَى وَالهُدُوءِ * * * وَغَوْصِي عَلَى لا نِهَايَاتِيَهْ
سَأَرْجِعُ كَالفَجْرِ بَعْدَ الفَنَاء الـ * * * ـمُولِّدِ، وَالغَفْوَةِ الصَّاحِيَهْ
… وَيُطْلِقُني قُدْرَةً في الوُجُود * * * تُؤَدِّي رِسَالَةَ إِيمَانِيَهْ
... رِسَالَةَ مَجْدٍ إِلى اللهِ يَرْقى * * * تُحَقِّقُهُ أُمَّةٌ هَادِيَهْ
هذه القصيدة تشير بوضوح إلى جزء من قصيدة محمود حسن إسماعيل الموسومة بـ (راهبة الضحى)؛ التي كتبها عام 1934م، وهو يخاطب فراشة(26):
تَعَالَيْ نَطِرْ في سَمَاءِ الخَيَالِ * * * وَنَهْفُ بِجَنَّتِهِ النَّائِيَهْ
بَعِيداً عَنِ الكَوْنِ حَيْثُ المُنَى * * * تَرِفُّ بِأَظْلالِهِ هَانِيَهْ
وَحَيْثُ الشَّذَا مِنْ أَزَاهِيرِهِ * * * أَفَاوِيحَ مِنْ حُلُمٍ طَافِيَهْ
وَنَبْرُ الصَّدَى مِنْ مَطَارِيبِهِ * * * طُيُوفٌ عَلَى أَيْكَةٍ شَادِيَهْ
... هُنَالِكَ لا أَدْمُعٌ ثَرَّةٌ * * * تَهَاوَى، وَلا مُهْجَةٌ شَاكِيَهْ
وَلا عَالَمٌ بِالأَذَى صَاخِبٌ * * * وَدُنَيَا بِأَشْبَاحِهَا زَارِيَهْ
وَلا زَهْرَةٌ تَنْتَشَي في الصَّبَاحِ * * * بِكَأْسِ النَّدَى الحُلْوَةِ الصَّافِيَهْ
وَيَأْتِي المَسَاءُ بِأَنْوَائِهِ * * * فَتَسْقِي أَعَاصِيرَهُ السَّافِيَهْ
رَبِيعُ حَيَاةِ الهَوَى كُلِّهَا * * * بِأَفْيَائِهَا البَرَّةِ السَّاجِيَهْ
فَهَيَّا نُهَلِّلُ في ظِلِّهَا * * * فَنَطْفُو بِغُدْرَانِهَا الجَارِيَهْ
وَنَسْبَحُ في جَوِّهَا كَالخَيَال * * * يُرَفْرِفُ في مُهْجَةٍ غَافِيَهْ
وَنَنْسَى الدُّنَى وَأَهَاوِيلَهَا * * * وَآلامَهَا المُرَّةَ العَاتِيَهْ
ومع التأثر الكبير والاحتذاء الواضح من الشاعر بهذه القصيدة الوجدانية الحالمة، فإنه حرص على ثبات هويته الإسلامية ورؤيته الخاصة . فإن محمود حسن إسماعيل أراد الهروب من العالم ولم ينو العودة ؛ لأنه لا يملك الإحساس ـ في هذه التجربة على الأقل ـ الذي يملكه الأميري بالرسالة التي في عنقه. وهو ما حدا بالدكتور وليد محمود علي، إلى التفريق بين اغتراب الأميري وعزلته؛ واغتراب غيره من شعراء الرومانسية وعزلتهم ؛ فالأميري بناهما على أصل فكري، بينما كانت الغربة والعزلة عند أولئك الشعراء عاطفة أكثر منهما فلسفة(27).
وأشير إلى دقة الأميري في تغيير كلمة في بيته :
سَأَرْجِعُ كَالفَجْرِ بَعْدَ الفَنَاءِ الـ * * * ـمُوَلِّدِ، وَالغَفْوَةِ الصَّاحِيَهْ
فإنه حين نشرها في المجلة، كتب (والنومة)(28)، وحين نشرها في الديوان غيرها إلى (غفوة) كما هي عند محمود حسن إسماعيل، والدقة تكمن في التفاته إلى الفرق بين الغفوة التي تعني النعاس؛ وهو فترة في الحواس(29)، وبين النومة ؛ التي قد تعني ـ إلى جانب النعاس ـ الاستغراق في النوم، إذ لا يرغب الأميري في استمرار العزلة، واستغراقه فيها، وإنما هي غفوة يرتاح بها، ويعيد بناء نفسه ثم ينطلق من جديد .
ووجد عن الأميري نوع من الشعر التأملي الفلسفي، الذي تكثر فيه التساؤلات الظامئة، وهو فيما يبدو متأثر فيه بشعراء المهجر وجماعة أبوللو(30)، ومن ذلك قصائده (ذرة) و(شعاع) و(معمى) و(اللانهاية) و(مع الوجود) و(مدى)(31) و(قلب كبير) ؛ التي يقول فيها(32):
إِلهِيَ كَمْ ذَا اهْتَدَتْ مِنْ عُقُولٍ * * * بِفِطْرَتِهَا دُونَ بَحْثٍ حَفِيّ
وَكَمْ مِنْ عُقُولٍ غَذَتْهَا العُلُومُ * * * نَأَتْ عَنْ هُدَاهَا لِسِرٍّ خَفِيّ
وَأَمَّا أَنَا فَرَهِينُ الحُدُودِ * * * وَخَلْفَ حُدُودِيَ مُسْتَهْدَفي
تَحَيَّرْتُ بَيْنَ دُرُوبِ الحَيَاةِ * * * وَلَمْ أَدْرِ أَيَّ خُطاً أَقْتَفِي
وَمَا أَنَا بِالمُسْتَسِيغِ القُعُودَ * * * وَلا أَنَا بِالشَّارِدِ المُسْرِفِ
وَبِي ظَمَأٌ حَائِرٌ ثَائِرٌ * * * أَرُوحُ وَأَغْدُو وًلا أَشْتَفِي
إِذَا عَزَّ في كَوْنِيَ المُسْعِفُونَ * * * فَإِنَّكَ يَا خَالِقِي مُسْعِفِي
فإن هذا النص وأمثاله يشير إلى أثر قصيدة الطلاسم على الأميري، وإن كان تأثراً متحفظاً؛ إذ لم يسر الأميري خلف أبي ماضي في ضياعه وتيهه الذي انتهى إليه، بل اعتصم بالله فوهبه السكينة والطمأنينة، ويقين الإيمان، وعاد من تساؤلاته أكثر قرباً من الله . وهو ما يدل على أن الأميري ـ في تأثره ـ يحتفظ دائماً بملامح شخصيته الشعرية .
وهكذا نجد أن الشاعر جمع بين التأثر بشعر القدماء والتأثر بشعر المحدثين، وكان ـ مع أكثر القصائد تأثيراً وتفاعلاً ـ ممسكا بزمام شاعريته، محتفظاً بشخصيته الخاصة وأصالته .
الهوامش :
1. مقابلة، الشرق، السنة : 9، العدد : 404، 5/5/1407هـ، ص : 33 .
2. مقابلة . العلم، السنة : 20، العدد : 5706، 19/7/1385هـ .
3. مقابلة . ؟ . السنة : 8، العدد : 379، الجمعة 6/11/1412هـ .
4. مقابلة، حوار محمد قرآنيا . الفيصل، العدد : 18، ذو الحجة 1398هـ .
5. الأدب المقارن للدكتور محمد غنيمي هلال، ص: 23.
6. الأسس الفنية للإبداع الفني في الشعر خاصة للدكتور مصطفى سويف : 176 .
7. ديوان أذان القرآن : 84 .
8. ديوان أبي فراس الحمداني : 161-162 .
9. ديوان أمي : 182-183 .
10. انظر : شعراء سورية لأحمد الجندي : 15 .
11. مجنون ليلى لأحمد شوقي ؟، 1400هـ ( 1980 )، ص : 119 .
12. ديوان غُربة وغَرب ( مخطوط ) .
13. ديوان إبراهيم ناجي : 132-133 .
14. راجع : ديوان ألوان طيف : 420 .
15. راجع : ديوان غزل طهور ( مخطوط ) .
16. راجع : ديوان إبراهيم طوقان : 106 .
17. راجع : ديوان ألوان طيف : 186-190 .
18. راجع : ديوان العقاد : 1/226 .
19. ديوان ألوان طيف : 324 .
20. ديوان إبراهيم ناجي : 13 .
21. ديوان ألوان طيف : 237-238.
22. راجع : ديوان ألوان طيف : 192-197 .
23. ديوان مع الله : 161-167 .
24. ديوان همس الجفون، مؤسسة نوفل ببيروت، ط : 5، 1988م : 10-13 .
25. ديوان ألوان طيف : 256-259 .
26. الأعمال الكاملة للشاعر محمود حسن إسماعيل .
27. HE WORKS OF UMAR BAHA, AL-DIN AL- Mahmood Ali, P. 131 , 257 AMIRI:.by Walid
28. نومة صاحية، عمر الأميري . مجلة الأفق الجديد، العدد : 5 . 23/6/1381هـ.
29. انظر : القاموس المحيط للفيروزآبادي ؛ مادتي : غ ف و، و : ن ع س .
30. انظر : النزعات الشعرية عند جماعة أبوللو لأحمد بن عبد الله اليحيى، ص : 72-73 .
31. راجع : ديوان مع الله : 56، 57، 83، 86، 104-108.
32. المصدر السابق : 130-131 .
نشر بتاريخ 03-02-2007
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
 
شاعرية الأميري بين مدرستين د. خالد بن سعود الحليبي
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جسور شاعرية
» أمين شرطة بالإسكندرية يشهر سلاحه في وجه طبيبة و''يُكسر يد'' آخر بالمستشفى الأميري
» ويزهر القندول - عوض سعود عوض
» وثيقة الأمير سلمان في نسب آل سعود
» وفاة الأمير «بندر بن سعود»

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات الأدبية :: المنتديات الأدبية :: منتدى الدراسات النقدية والبلاغة-
انتقل الى: