عود ريحان
بقلم : سمير الفيل
ككل مساء تضع رئيفة المزهر في ماء القلة ، وتسندها على الشباك . تغطي الحافة المستديرة بعود ريحان قطفته ، وهي راجعة من البستان القريب من مشغل الحرير الذي تعمل فيه وردية آخر النهار .
كل مساء تطفيء نور البيت كله ، ولا تترك سوى سهاري له ضوء خافت ثم تتظاهر بالنوم . يأتي فيجد الأطباق على السفرة فيأكل حتى يشبع ثم يرتمي على السرير جاذبا إياها ناحيته ، فتتثاءب . تهمس له : إنت رجعت؟
حين كانت تميل على حوض الريحان أحست بيدين قويتين تحيط بخصرها من الخلف وتهوي بها نحو الأرض المعشوشبة . خافت الفضيحة فلم تصرخ وخشيت أن تفوت فرصة أن تعرف ملمس نوع آخر من الرجال فاستسلمت بقدر معلوم . حدجته بنظرة تجمع بين الحزم والتفهم : كل شيء إلا الحرام ، فاهم ياروح أمك ؟!
مد يده ونزع السوتيان ، وجرت يده على منابع الفتنة النائمة . هبطت يده إلى أسفل فمنعته . تركته يقبلها وكانت شفتاها مشققتين من الحرمان فزوجها من ليلة الدخلة يذهب إلى هدفه من أقصر الطرق .
داخت ، وهو يجوس مناطقها الساحرة. شهقت للمتعة التي غزت خلاياها ، لكنها لم تسمح له بأن يخلع عنها قطعة التيل البيضاء . قبل أن تسقط في دائرة الحرام دفعته في صدره بيد قوية نافضة عن جلبابها الأسود نثار الحشائش اليابسة.
دون كلمة مضت نحو بيتها . حين انتهى زوجها من طعامه تجشأ ، ثم راح للشباك كي يشرب فلم يجد عود الريحان على حافة القلة !
5/7/2009.