عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17865 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: نظرة على " عود ريحان " لسمير الفيل 8/10/2009, 06:00 | |
| نظرة على " عود ريحان " لسمير الفيل.
بقلم :محمد باقي محمد
| سوريا
كعادته يشتغل " سمير الفيل " على مادة معجونة بالحياتي ، فيأتي على امرأة عاملة ، نحن في قاع المجتمع إذن ، مع أولئك البشر الذين ينتجون الخيرات المادية للمجتمع ، ولا يأخذون منه إلاّ القليل ، فلا هم بأصحاب الجاه ولا أصحاب المال ولا هم أصحاب القرار !
ثمّة امرأة عاملة ، اعتادت أن تنحني على عود ريحان ، وتقطفه أثناء عودتها من المشغل ، لتضعه في المزهرية ، ربّما لأنّ هذه الشريحة ليس لها إلاّ مثل هذا البذخ الماتع والبسيط لتجمّل به حياتها البائسة ، بيد أنّها تفاجأ بأحدهم يطيح بها أرضاً في البستان ، تمهيداً للعبة ذكورية فظة ، فتسكت خوف الفضيحة من جهة ، ناهيك عن الفضول نحو ملمس نوع آخر من الرجال ، والحرمان الناجم عن فكرة " وما ملكت أيمانكم " المسيطرة على الرجال في عموم العالم المخلف ، فيندفعون للاستمتاع من غير أن يحسبوا حساباً للشريك المُؤنث ، بيد أنّها تضع للعبة حدوداً ، تنهض على أثرها ، وهي تنفض عن ظهرها نثار الحشائش اليابسة !
حدث بسيط في ظاهره ، مكتوب بأسلوب حكائيّ مُبسّط ، بيد أنّ التدقيق ، سيكشف نفاذاً إلى الجوهر ، إذْ يعكس المتن الروح العملية ، التي تكتسبها الشرائح العاملة في تعاملها مع الحياة بظروفها ووجوهها المختلفة ، ونفاذاً إلى المنظومة الذهنيّة التي تنتج جملة السلوكات ، تلك السلوكيات التي تصدر عن جموع البشر الرثة والمهملة ، مع أنّها هي التي تنتج حضارة المجتمع التي تعيش فيه !
ولأنّ النصّ يتحصّل على السهل الممتنع ، لم يأبه " الفيل " كثيراً بالشكل ، لا لجهل منه بحديثها أو قديمها ، ولكن لأنّ النفاذ إلى الجواني الكاشف لآليات التفكير جعلته يكتفي بإنجازه هذا ، فجاء التنفيذ تقليدياً ، يتكىء على سرد مُعبّر عنه بالفعل الماضي ، أي بوساطة ضمير الغائب الشهير " هو " ، ولكي تكون التوليفة منسجمة ، اجترح القاص زمناً فيزيائياً تقليدياً ، يسير من الماضي نحو الحاضر فالمُستقبل ، لكنّ إلماحات بعينها سمحت بأن يطل المنكسر برأسه بين الفينة والأخرى عبر التذكّر ، ما يشي بذكاء شديد في التناول المحسوب !
لقد جمعت لغة " الفيل " الجميل إلى الرصين ، فأولت التعبيريّ الأهمية الرئيس ، واشتغلت بدلالة اقتصاد لغوي صارم ، نأى بالمتن عن الإنشاء المجاني ، في لغة اشتهر عنها ميلها إلى مثل هذا الإنشاء ، فجاءت على الدال ، الذي يسلك طريقه إلى هدفه عبر أقصر الدروب ، تماماً كما زوج المرأة العاملة بطلة القصة ، ولكن مع فارق النوايا ، فـ " الفيل " تعمّد مثل هذه اللغة ، ليبعد عن نصّه شبح الترهّل ، فيما كان الزوج باحثاً عن متعته بغضّ النظر عن متعة الشريك ومشاعره ، وهو إلى ذلك لم يهمل الشاعريّ ، ولكن بعيداً عن المجنح ، أي في اندماج كامل للشاعري مع الموقف ، ما يدفعنا للإقرار بتناسب المقال مع المقام !
ثمّ ها هي الرمزية تطل برأسها في الخواتيم ، فتكسبه غنائية القصيدة وشجنها المجبول بالحياتي ، وتختتم بالمدهش ، الذي يتوفر على المفارق والصادم ، ويفسّر لنا لماذا وسم الفاص نصّه بـ " عود الريحان " ، ذلك أنّ الأنثى هي شبيه عود الريحان في الطعم والرائحة والدور البسيط ، ولكن العميق والنفاذ نفاذ الحياة ذاتها ، وليس هذا بالجديد على قاص مُتمرّس من وزن " الفيل " ، ما اقتضى التنويه !
* مصدر : موقع القصة العربية .
|
|
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10155 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: نظرة على " عود ريحان " لسمير الفيل 8/10/2009, 07:54 | |
| مجهود رائع ومشاركات قيمة دائما بــــارك الله فيكِ أستاذتنا الغالية اصدق الدعوات بدوام العطاءالراقى |
|
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17865 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: نظرة على " عود ريحان " لسمير الفيل 27/10/2009, 09:39 | |
| |
|