رسالة خاصة الى لساني ولسانك ....؟
####################
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا لسانى ... يا قِطعةٌ مِنِّى ...
أبعثُ إليكَ برسالة ،، فيا ليتك تعيها ،، و تفهمها
جيداً ،، فانتبه لكلامى ..
يا لسانى ... أنتَ سببُ سعادتى و هنائى ،، أو
سببُ تعاستى و شقائى ..
فماذا ترضى لى ... ؟ !
أترضى لى الذنوبَ و الآثام و العذاب ،، أم ترضى
لى الحسناتِ و الثواب .. ؟ !
أترضى لى الخـيرَ أم الشـر .. ؟ !
أترضى لى الجنةَ أم النار .. ؟ !
يا لسانى ... اعلم أَنِّى مُحَاسَبَةٌ على كُلِّ كلمةٍ
تنطقُ بها .. فلا تقل إلا خيراً ، فإنك فى الآخرة
ستشهدُ لى أو عَلَىّ ..
أَمَا علمتَ قولَ النبى صلى الله عليه و سلم :
(( و هل يَكُبَّ الناسَ فى النار على وجوههم إلا
حصائدُ ألسنتهم ))
و أنتَ تعلم أَنِّى لا أُطيقُ النار ،، أنا أضعف من
ذلك بكثير ... !
يا لسانى ... أَمَا علمتَ قولَ رَبِّكَ سبحانه
وتعالى :
(( مَا يَلفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ))
[ ق : 18 ] .
فلا تتكلم إلا بما فيه مَصلحة .
يا لسانى ... لا تغتب أحداً ، فإنَّ رَبَّكَ جَلَّ و عَلا
نهاك عن الغِيبة فقال :
(( و لا يَغْتَب بَعْضُكُم بَعُضَاً )) [الحجرات :12] .
يا لسانى ... لا تَنِمّ ،، فالنميمة مُحَرَّمَة ، و قد
قال
رسولُنا صلى الله عليه و سلم :
(( لا يدخل الجنةَ نَمَّام )) [متفقٌ عليه] .
يا لسانى ... لا تكن كَذَّاباً ، فقد قال نبيك صلى
الله عليه و سلم :
(( و إنَّ الكذبَ يهدى إلى الفجور ، و إنَّ الفجورَ
يهدى إلى النار ، و إنَّ الرجلَ ليكذب حتى يُكتَبَ
عند الله كَذَّاباً )) [متفقٌ عليه] .
أيَسُـرُّكَ أنْ أُكتَبَ عند الله كَذَّابَة ...
لاااااااا
فاحذر الكذب ، و تحرَّى الصِّدق ، و اجعله شعارك
مهما كَلَّفَك ذلك و مهما كَلَّفَنى .
لا تقل إلا حقاً ،، و لا تنطق إلا صِدقاً .
يا لسانى ... إياكِ و شهادة الزُّور ، فقد قال رَبُّكَ
سبحانه :
(( و اجتنبوا قَوْلَ الزُّور )) [الحج : 30] .
و أثنى سبحانه و تعالى على عباده فقال :
(( وَ الَّذِينَ لا يَشهَدُونَ الزُّورَ )) [الفرقان : 72] .
و عن أبى بَكْرَة - رضى الله عنه - قال : قال
رسولُ الله صلى الله عليه و سلم :
(( ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر ؟ )) قلنا : بلى يا رسولَ
الله ، قال : (( الإشراك بالله ، و عقوق الوالدين ))
و كان مُتكئاً فجلس ، فقال : (( ألا و قول الزُّور ،
وشهادة الزُّور )) فما زال يُكَرِّرها حتى قلنا : ليته
سكت . [متفقٌ عليه] .
فاحذر يا لسانى أن تشهدَ زُوراً ، فإنَّ ذلك يُغضِبُ
رَبِّى عليك ،، و أنتَ جُزءٌ مِنِّى .
يا لسانى ... إيَّاكِ أن تلعنَ أو تَسُب ، فالمؤمن
ليس بلعَّان كما أخبر بذلك النبىُّ صلى الله عليه
و سلم فى قوله : (( ليس المؤمن بالطَّعَّان ، و لا
اللعَّان ، و لا الفاحِش ، و لا البذئ )) [رواه
الترمذى و قال : حديثٌ حَسَن] .
فلا تلعن إنساناً مهما كان عاصياً ، و لا تلعن
حيواناً و لا طيراً و لا غيره .
طَهِّر نفسك من اللعن ..
و لا تَسُبّ ميتاً ، فقد نهاك نبيك صلى الله عليه
وسلم عن سَبِّ الأموات فقال :
(( لا تَسُبُّوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما
قَدَّموا )) [رواه البخارى] .
يا لسانى ... لا تدعوا على أحدٍ مهما بلغ من
المعاصى و الذنوب ، بل ادعُ له بالهِداية .
يا لسانى ... احفظ نفسك ، و لا تنطق إلا خيراً ،
فإنْ لم تجد ما تنطق به فالصمتُ أولى و أحسن
فى حقك ، و قد قال نبينا صلى الله عليه
وسلم :
(( مَن كان يُؤمنُ بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو
ليصمُت )) [متفقٌ عليه] .
أَمَا سمعتَ لقول الصحابىِّ الجليل عبدالله بن
مسعودٍ رضى الله عنه :
{ و اللهِ الذى لا إله إلا هو ليس شئٌ أحوج إلى
طُول سِجنٍ من لسانى } .
و كان يقول : { يا لسان ، قُل خيراً تغنم ،
واسكت عن شَرٍّ تسلم ، مِن قبل أن تندم } .
و صدق و اللهِ فى كلامه ... صدق ... فيا لسانى
انتبه لقوله ، و خُذ به ، و اعمل بمضمونه .
يا لسانى ... إنى أخشى عليك النار ،، و أخافُ
من غضب الجَبَّار ،، و أريدُ لك النعيم ،، و أخشى
عليك العذابَ الأليم .
يا لسانى ... اعزِم من الآن على الصمت عن كُلِّ
شَـر ،، و عدم النُّطق بما يَضُـر .
اعزِم على النُّطق بما فيه الخيرُ و المَصلحة ،
والصمت عَمَّا فيه مَفسدَة .
إيَّاك أنْ تتأثر بِمَن حَولك .. !
إيَّاكَ أنْ تتأثر بالمُغتابين و النَّمَّامين .. !
إيَّاكَ أنْ تتأثر بِمَن ينشرون الشائعات ، و لا يُراعون
الحُرُمات .. !
إيَّاكَ أنْ تتأثر بالأَفَّاكين .. !
أو تنضم لفِئة الكَذَّابين .. !
يا لسانى ... احفظ نفسك و احفظنى ... و لا
تُهمِل رِسالتى فتُهلكنى .
يا لسانى ... إِنِّى أُريدك أنْ تُصبحَ قائداً لى
يقودنى إلى الخير ، و يأخذ بيدى للجنة ،
ويسعى جاهداً فى صلاحى .
يا لسانى ... أكثِر مِن ذِكر الله ، فهو واللهِ مَنجاة ..
حافِظ على الأذكار بالليل و النهار ...
فإنِّى آمَلُ فيكَ الخير ، و إنكَ لراغبٌ فيه .
فابدأ مِن الآن ،، و تُبْ ،، و قُـل :
أستغفرُ اللهَ و أتوبُ إليه .