الصلاة و السلام على رسولنا و على آله الطيبين و صحابته اجمعين .
اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب و الحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و على جميع الصحابة و امهات المؤمنين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
=========================
المرأة التي رفضت شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم.....!!!!!!!!!!!
هذه القصة .. قصة امرأة رفضت شفاعة سيد الخلق وحبيب الحق ... رفضت شفاعة من سيشفع للناس كافة يوم القيامة..!!!
إنها قصة عجيبة وغريبة .... وقعت أحداثها في المدينة المنورة ... في بيت النبي صلى الله عليه وسلم في زمن الوحي...
وعصر النبوة....
إنها قصة امرأة استنشقت عبق الإسلام في عبوديتها وحريتها... امرأة عاشت في بيت النبي صلى الله عليه وسلم
فكانت تأكل من طعامه ويأكل من طعامها...
يسألها وتسأله... يتصدق عليها وتهدى له ...
ملأت عينيها بنور النبي صلوات الله عليه وسلامه وعطرت مسامعها بحديثه.....
وأصغت في شجانا إلى كلامه...
ترى من تكون هذه المراة؟؟؟...
===================
وما قصتها؟؟؟؟
ولماذا رفضت شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟
وفي أي شيء كان يشفع؟؟؟؟ ولمن....؟؟؟؟
هيا معي أحبتي في الله أعرفكم عليها وعن نبذة لحياتها الرائعة::::
إنها بريرة .... المرأة التي ولدت في قيد العبودية...
كانت جارية صغيرة لقوم من الأنصار عاشت حية العبودية القاسية البائسة ,, ظلت منذ نعومة أظافرها تتنقل بين حلب الشاة وحمل المياه... فلم تكن سعيدة , بل كانت في غاية الحزن والألم فقد حرمت منذ صغرها من الحنان الأبوي والأمومة وألقيت في قيود العبودية....
تزوجت من مغيث بن جحش وكان مملوك من عبيد آل أبى احمد بن جحش ورزقت طفلا ...
ثم أخذت الانتقال من عمل إلى أخر خارج بيت آل زوجها إلى أن استقرت في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي خدمة السيدة عائشة رضي الله .
وارتاحت في خدمتها وكانت سعيدة للعمل في بيت رسول الله ....ز وقد رفع العمل في بيت رسول الله من حالها فأصبح الناس
يعرفونها ويغدقون عليها بالهدايا
وفى يوم دار حوار بين الرسول الكريم صلوات الله عليه والسيدة عائشة عن بريرة حول شرائها من سيدها فأشار عليها النبي
أن تشتريها ثم تعتقها لوجه الله ففرحت بريرة بما سمعت فرحا شديدا لأنها ستفوز فوزين
الأول: أن السيدة عائشة سوف تشتريها من سيدها وهذا فوز ما بعده فوز... فمن لا يريد أن يكون في جوار النبي صلى الله عليه وسلم
وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها
الثاني: أن السيدة عائشة سوف تعتقها ...
فنظرت إلى السماء رافعة يديها وهى تتضرع إلى الله عز وجل والدموع تغمرها ثم أخذت تقبل يد السيدة عائشة ورأسها
بلغ من الخلاف بينها وبين زوجها وأهله أشده فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن تكون بعد حريتها زوجة لمملوك أو مفارقته إلى زوج حر مثلها فاختارت الفراق دون تردد ...
=====================
النبي صلى الله عليه وسلم يأكل من هدية بريرة
أتى رجل إلى باب بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسـأل أين بريرة فخرجت له..... فقال لها: مبارك عتقك وحريتك خذي هذه الشاة الصغيرة هي لك فاذبحيها وكلي منها ..... فشكرته وأخذت الشاه وذهبت بها لبيت الحبيب المصطفى وقامت تذبحها وجهزتها حتى صارت صالحة للأكل....
وعندها دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى القدر يغلي ورائحة اللحم يملأ البيت ... فجلس وسأل عن شيء يأكله
فأحضرت له السيدة عائشة طعام خال من المرق واللحم ... فقال لها: الم أر عندكم لحما؟؟؟؟
فردت السيدة عائشة قائلة: هذا لحم تصدق به على بريرة وأنت لا تأكل الصدقة ....
هنا تبسم الصادق الأمين قائلا: هو صدقة لبريرة وهدية لنا ..... فأكل منه لأنه هدية أهدته إياه بريرة ((( البخاري ( 1495 ))))
=========================
بريرة ترفض شفاعة رسول الله صلي الله عليه وسلم
كان زوجها مغيث يتوسل لها ويرجوها باكيا العودة له أمام الناس فكان يقول لها :: عودي إلى حبيبتي .... وبينما هو
كذلك رآه النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس بين أصحابه ونظر إلى دموعه المنهمرة على لحيته وسمع توسلاته فرق قلبه
وأشفق عليه وعلى حاله فقال لأصحابه: ألا تعجبون من حب مغيث بريرة وبغض بريرة مغيث((( النسائي 5322 )))
وذهب النبي صلى الله عليه وسلم لبريرة واخبرها عن مغيث وما آل إليه من ضعف وبكاء وعرض عليها أن ترجع له وان ترحم بكاءه ... ولكنها تذكرت أيام العبودية فردت على النبي الكريم مسرعة بسؤال يدل على فطنتها ...
يا رسول الله أأمر هو .... أم شفاعة؟؟؟؟.............. فقال صلى الله عليه وسلم: لا إنما أنا اشفع له!!!!
قالت : يا رسول الله لا حاجة لي فيه!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وهكذا رفضت بريرة شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم والعودة لزوجها...
=====================
بريرة وحديث الإفك
عندما ارتفع صوت الإفك وخاض الناس في سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها .... دعا الرسول صلى الله عليه وسلم
على بن أبى طالب وأسامة بن زيد عندما أبطأ الوحي عليه يستشيرهما ويسألهما في فراق أهله
فقال أسامة: أهلك يا رسول الله ولا نعلم والله إلا خيرا
وأما على بن أبى طالب فقال: يا رسول الله لم يضيق الله عليك ... والنساء سواها كثير,, وسل الجارية تصدقك.
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة , قال: أي بريرة هل رأيت فيها شيئا يريبك؟؟؟؟
فقالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق ما رأيت منها أمرا أعيبه عليها قط... غير أنها جارية صغيرة حديثة السن تنام عن العجين, فتأتي الطيور الداجنة فتأكله (((( البخاري في الشهادات 2661 ))))
========================
وفــــــــــــــــــــاة بريرة
أحست بريرة بدبيب المرض يسرى في جسدها فنهضت في ضعف إلى مرقدها ... استلقت بجسدها الهزيل الذي كابد الهموم
والأحزان في فراش المرض... انطرحت بأطراف ساكنة لا تتحرك منها إلا الشفاه التي ارتعشت في همهمات التسبيح......
لم يطل رقادها في فراش المرض , فسرعان ما أتاها ملك الموت, ليقطف روحها من حديقة الدنيا....
ارتفعت روحها خفاقة تحلق فوق المدينة المنورة بجناحين من نور صاعدة الى ربها.....
حلقت روحها في أجواء المدينة كأنها تلقي عليها نظرة الوداع على أماكنها الطاهرة.... كأنها تودع المسجد النبوي
الذي كان يقوم فيه النبي صلى الله عليه وسلم ..... أرادت أن ترتشف عبق منزل الوحي , وتودع الذكريات
حمل جثمانها , ووري في التراب, ورحلت عن الدنيا.... رحلت بريرة إلى الله .... تسأل النبي صلى الله عليه وسلم
شفاعة الآخرة ... بعد أن رفضت شفاعة الدنيا
فرحمة الله عليها ...... وإنا لله وإنا إليه راجعون