ذات يوم جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في جنازة مع اصحابه يهودي اسمه زيد بن سُعنة ، يتقاضاه ديناً ،فأخذبمجامع قميصه وردائه، ونظر إليه بوجه الغليظ ، وقال :يا محمد ،ألاتقضني حقي ؟ وأغلظ في القول ، فغضب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونظر إلى زيد وعيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير ثم قال : يا عدو الله ، اتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع ، وتفعل ما أرى ؟! فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر من لومه لضربت بسيفي راسك .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر الى عمر في سكون وتؤدة ثم قال : (( يا عمر ، انا وهو كنا أحوج إلى غير هذا ، أن تأمرني بحسن الأء ، وتأمره بحسن التباعة ،اذهب به يا عمر فأعطه حقه وزده عشرين صاعاًمن تمر ))
يقول زيد ( اليهودي ) لما زاده عمر عشرين صاعاًمن تمر : ماهذه الزياده يا عمر قال عمر :أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدك مكان نقمتك .
قال زيد : أتعرفني يا عمر ؟ قال عمر: لا ، من أنت ؟ قال : زيد بن سعنة .
قال عمر : الحبر ؟ قال زيد : الحبر. قال عمر : فما دعاك أن فعلت برسول الله
صلى الله عليه وسلم وما فعلت ، قلت له ما قلت ؟ قال زيد يا عمر لم يكن له من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
جين نظرت إليه إلا اثنين ، لم أخبرهما منه : هل يسبق حلمُه جهله ، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً ، فقد اختبرتهما ، فأشهدك يا عمر أني قدرضيت بالله ربا ، والإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ، وأشهدك أن شطر مالي صدقة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضي الله عنه _ أو على بعضهم ، فإنك لاتسعهم ، قال قال زيد : أو على بعضهم ،
فرجع زيد ( اليهودي ) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداًعبده ورسوله وآمن به ، وصدقه