ملاحظة هامة :
بداية العصر الميلادي (المسيحي) تكون في سنة 1 ب. م. ، والسنة التي تكون قبل هذه البداية هي سنة 1 ق. م. ن وهذا يعني عدم وجود سنة صفر بعد الميلاد أو قبله ، حيث لم ينظر الرومان إلى العدد صفر كعدد ذا قيمة ، وبالتالي لم ينظروا إليه في حساباتهم التقويمية . وهذا الترتيب يعطي مجالا رحبا ، لا حد له للمناقشة والجدل فيما يتعلق بنهاية أي قرن وبداية القرن التالي ، غير أنه نقاش لا جدوى منه ، ولا وجود للدهشة أو الخلل في ذلك .
وفي أيامنا الحالية ، فإن أياً من التقويمين (اليولياني والغريغوري) يؤرخان ببداية العصر الميلادي ، أي مع ميلاد المسيح . ويعود تحويل التأريخ اليولياني إلى ميلاد المسيح للراهب (ديونيسيوس إكسيغيوس) الذي قام بإجراء ذلك في سنة 532 ميلادية ، حيث اعتمد على الروايات التي تشير أن ميلاد المسيح كان في يوم 25 ديسمبر سنة 754 رومانية ، ولذا اعتبر (ديونيسيوس) ان اليوم الأول من شهر يناير من سنة 754 رومانية بداية التاريخ الميلادي ، وهي بداية أول سنة ميلادية . فالتاريخ الروماني يزيد بمقدار 753 سنة على التاريخ الميلادي . علما أن السنة الحقيقية لمولد المسيح أسبق مما تقدم بأربع سنوات – أي في 25 ديسمبر عام 750 رومانية - ، والبعض يعتبرها أسبق بسبع سنوات . وما نريد قوله هو : أن الميلاد الحقيقي للمسيح أسبق من ميلاده التقويمي . وعليه يجب أن نميز ما بين التاريخ الميلادي ، وميلاد المسيح ، وأن اصطلاح قبل الميلاد أو بعده تأريخ لا يشير بدقة إلى ميلاد المسيح فعليا .
التقويم السرياني
تعود بداية التقويم السرياني إلى الأول من شهر تشرين الأول (أكتوبر) عام 312 ق.م. ، ويعرف بتقويم الإسكندر – لأنه وضع في عهده – كما ويعرف بالتقويم السلوقي – نسبة إلى سلوقس نيكاتور أحد قادة الإسكندر المقدوني .
وهو تقويم شمسي سنته تساوي 365 يوما للبسيطة و 366 يوما للكبيسة موزعة على 12 شهرا ، وتحدث السنة الكبيسة كل رابع سنة حيث تقبل القسمة على أربعة ، وأول سنة كبيسة هي الثالثة ثم السابعة ثم الحادية عشر ..... وهكذا . ويتقدم التأريخ السلوقي على التأريخ الميلادي ب 311 سنة و 3 أشهر (تحتوي على 92 يوما) . وهكذا توافق أول تشرين الأول سنة أولى سريانية مع الأول من أكتوبر سنة 312 ق.م. ، ونتيجة لتساوي السنتين السريانية واليوليانية ، وكذلك توافق عدد أيام الأشهر المتناظرة مع بعضها فإن التحويل من وإلى بعض سهل جدّا . وحيث أن الروم افتتحوا سنتهم في فصل الشتاء ، لذا فالتقويم المستخدم حاليا في سورية هو التقويم الغريغوري ذو الأشهر السريانية . (انظر أسماء الأشهر السريانية بالجدول أعلاه) .
التقويم الفارسي
ينسب هذا التقويم إلى (يزجرد شهريار) آخر ملوك آل ساسان بفارس . وتعود بدايته إلى يوم الثلاثاء المصادف 16 يونيو (حزيران) سنة 632 يوليانية . وقد اعتمد على سنة طولها 365 يوما . وقسمت السنة إلى 12 شهرا ، طول كل شهر منها 30 يوما . وتضاف في نهاية الشهر الثامن الخمسة أيام الباقية ، وتعرف بالأيام اللواحق . وكان يطلق على رأس السنة اسم النيروز ، ومعناه اليوم الجديد .
الـتقـويم الـجـلالي
لقد وضع المسلمون تقويما شمسيا سنة 468 هجري لا يقل دقة عن التقويم الغريغوري ، رغم أنه كان سابقا له بأكثر من 500 سنة . والذي أمر بوضع هذا التقويم هو : السلطان السلوجي جلال الدين شاه (سلطان خراسان) ، وسمي التقويم باسمه ، ثم وضعوا تقويما شمسيا آخر جديدا يبدأ من 10 رمضان سنة 471 هجري (16 آذار سنة 1079 م.) ، وقد شارك في وضعه الشاعر الفارسي الشهير عمر الخيام بالتعاون مع سبعة من العلماء ، ودعي ذلك التقويم أيضا باسم التقويم الجلالي .
ومتوسط السنة الجلالية 365,2424 يوما (365 يوما و 5 ساعات و 49 دقيقة و 5,45 ثانية) وهي بذلك تزيد عن السنة الشمسية بمقدار 19,45 ثانية ، بينما يزيد متوسط السنة الغريغورية عن السنة الشمسية بمقدار 26 ثانية ، وهذا يعني أن السنة الجلالية أقرب إلى الدقة .
وقد قسمت السنة الجلالية إلى 12 شهرا بواقع 30 يوما لكل شهر ، مع إضافة خمسة أيام للسنوات البسيطة وستة أيام للكبيسة . ويتبع الكبس دورة تتكرر فيها السنوات الكبيسة ثماني مرات في كل 33 سنة ، بفاصل زمني بين السنة الكبيسة والأخرى 4 سنوات ، بحيث تكون السنوات الكبيسة وفق الآتي :
السنوات : 4 ، 8 ، 12 ، 16 ، 20 ، 24 ، 28 ، 33 ....... ، وهكذا ليكون الفاصل خمس سنوات بين السنة الكبيسة السابعة (ترتيبها 28) والسنة الأخيرة في الدورة التي ترتيبها 33 . وقد اتخذ يوم الاعتدال الربيعي بداية للسنة (رأس السنة) حيث تدخل الشمس أول نقطة في برج الحمل ، وأطلق على هذا اليوم اسم النيروز (اليوم الجديد) .
التقوبم الـصــيني
توصل الفلكيون الصينيون في أوقات مبكرة من تاريخهم إلى وضع تقويم رسمي للإمبراطورية الصينية بدقة عالية الدرجة . وهم أول من اعتبر السنة الشمسية 365,25 يوما ، واستخدموا السنة الكبيسة قبل 360 سنة من تبني الرومان لتقويم يوليوس قيصر عام 46 ق.م. . وفي أثناء حكم أسرة سونغ (960 – 1279 م.) توصلوا إلى دقة في قياس طول السنة إلى الرقم 365,2425 يوما ، وجرى التصحيح للتقويم الإمبراطوري الرسمي على هذا الأساس . وكان هذا النظام الجديد متطابقا مع التقويم الغريغوري إلى حد كبير ساد في العديد من دول أوربا منذ العام 1582 م. ، ولكن النظام الصيني سبقه بمدة 383 سنة .
وفي عام 1608 م. حددت السنة الشمسية ب (365,242190 يوما) على يد الفلكي الصيني (سينغ يون لو) من أسرة مينغ . وبلغت دقة هذا الرقم 0,00001 يوما . وقد انتهى العمل بالتقويم الصيني في 31 كانون الأول عام 1873 ، الموافق لليوم الثاني من الشهر الثاني عشر لسنة 54 للقيصر هونغ تي – حيث كانت السنون الصينية مقسمة إلى حقبات أمد كل منها ستون سنة تقويمية وكانت غالبا ما تنعت بأسماء القياصرة الصينيين .
الـدورة الـشـمـسـسـيـة
يكاد يكون من المسلم به أن أهم تقويمين شمسيين معروفين ومعمول بهما حاليا هما : التقويم الغريغوري (الغربي) والتقويم اليولياني (الشرقي) ، واللذان يعرفان معا بالتقويم الميلادي (ميلادي غربي ، وميلادي شرقي) . وعموما ، فإن التقويم الغريغوري ليس تقويما جديدا ، وإنماهو تصحيح للثغرات التي اكتشفت في التقويم اليولياني . وإذا كانت الدورة السنوية الشمسية تشير عموما إلى دورة التقويم اليولياني ، فإن التقويم الغريغوري يتبع دورة سنوية ، إلا أن الفرق بين الدورتين واضح ، يتمثل في طول كل من الدورتين ، لذا يمكننا أن نطلق على دورة التقويم اليولياني الدورة الشمسية القصيرة ، تمييزا لها عن دورة التقويم الغريغوري الطويلة .
الدورة اليوليانية
إن مدة هذه الدورة 28 سنة . إذ إنه في التقويم اليولياني تتكرر التواريخ كل 28 سنة في الأيام نفسها من الأسابيع والشهور . وهذا نتيجة لكون مجموع عدد أيام السنين ال 28 والبالغة 10227 يوما (28 × 365,25) تقبل القسمة على العدد سبعة دون باق ، ولذا فإن ال 28 سنة يوليانية تحتوي على عدد صحيح من الأسابيع (1461 أسبوعا بالتمام والكمال) . وهذا ما يسهل إعداد نتائج تتضمن دورة كاملة أو جزء منها ، أو أكثر من دورة .
فإذا كان 8 آذار سنة 1961 يولياني يوافق يوم الثلاثاء ، فإن 8 آذار سنة 1989 سيوافق يوم الثلاثاء أيضا . ويمكن تعيين اسم أي يوم لشهر بداية السنة في هذا التقويم ببساطة ، وذلك بقسمة السنة على 28 ، فعدد باقي القسمة سيدل على السنة اليوليانية الموافقة من أي دورة من الدورات السابقة أو اللاحقة . فإن أردنا معرفة اسم اليوم الذي ستبدأ به سنة 1990 : فبقسمة 1990 على 28 ينتج رقم 24 كباقي قسمة ، وبذا فإن بداية سنة 1900 ستوافق بداية السنة 24 في أي دورة سابقة . وإذا اعتمدنا الدورة السابقة مباشرة ، فهذا يعني أن سنة 1985 هي السنة 24 في الدورة ، وبدايتها يكون يوم اثنين ، ولذا فإن رأس سنة 1990 يولياني سيكون يوم اثنين أيضا . وبتحديد اليوم الموافق لرأس أية سنة ، يمكن تحديد أسماء أوائل الشهور الأخرى في السنة ..... وغيرها من السنوات اللاحقة . فإذا كان أول كانون الثاني (يناير) يوافق يوم الاثنين ، فإن أول شباط سيوافق يوم الخميس ، وأول آذار سيوافق أيضا يوم الخميس – لأن عدد أيام شباط عدد صحيح من الأسابيع في السنين البسيطة ، أما إذا كانت السنة كبيسة فيضاف يوم آخر - ، وأول نيسان يوم الأحد ، وأول أيار يوم الثلاثاء ..... وهكذا . مما يسهل من إعداد النتيجة الخاصة بالتقويم اليولياني .
الدورة الـغـريـغـوريـة
يتبين من خلال الحساب أن مدة الدورة الشمسية الغريغورية تساوي 400 سنة غريغورية . ومجموع عدد أيام ال 400 سنة يساوي 146097 يوما (400 × 365 + 97 سنة كبيسة) . وهذا العدد من الأيام يقبل القسمة على سبعة دون باق للقسمة ، وبذا فإنه يحتوي على عدد صحيح من الأسابيع يساوي 20871 أسبوعا . وفي هذه الدورة نجد أن التواريخ الموافقة لأيام محددة في الشهر تتكرر دوريا كل 400 سنة . وتطبق هذه الدورة على السنين الغريغورية فقط ابتداء من سنة 1582 م. .
الـسـنـة الـشـمـسـيـة
أما السنة الشمسية فهي المدة المنقضية بين مرورين متتاليين للشمس من نقطة الاعتدال الربيعي . وينقص طولها بحدود (20) دقيقة عن طول السنة النجومية . فإذا فرضنا أن الشمس غادرت نقطة الاعتدال الربيعي في بدء السنة ، فإنها تعود إلى المكان الذي كانت تشغله نقطة الاعتدال الربيعي بين النجوم في مدة سنة نجومية كاملة ، غير أنها قبل أن تبلغ ذلك المكان بمقدار (20) دقيقة زمنية تقترن بنقطة الاعتدال الربيعي التي تكون قد بادرت إليها وتقدمت نحوها بمقدار 50,2 ثانية . ويطلق على السنة الشمسية ، اسم السنة المدارية ، ويبلغ طولها 365,2422414 يوما وسطيا ، أو 365 يوما وسطيا و 5 ساعات و 48 دقيقة و 46 ثانية .