السجود في سورة النجم
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه انه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم «والنجم »
فلم يسجد فيها - رواه البخاري .
بداية «السنة » هي ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير
او صفة، وهي طريقته صلى الله عليه وسلم وهو القائل: «عليكم بسنتي » اي طريقتي،
والسنة هي المصدر الثاني للتشريع الاسلامي بعد القرآن الكريم.
ومفردات هذا الحديث «والنجم » اي سورة النجم، فلم يسجد فيها موضع السجود وهو
عند الاية الثانية والستين في قوله تعالى «فاسجدوا لله واعبدوا .»
وفي هذا الحديث ان زيد بن ثابت الانصاري رضي الله عنه قرأ على رسول الله صلوات
الله وسلامه عليه فلم يسجد فيها صلى الله عليه وسلم وبهذا الحديث تمسك المالكية
وقالوا لا سجود في النجم ولا في المفصل عموما.
فقد احتج الامام مالك على غيره بما جاء بهذا الحديث من عمل اهل المدينة ومنهم
زيد بن ثابت رضي الله عنه وقال ان في القرآن احدى عشرة سجدة فقط لانه صلى الله
عليه وسلم لم يسجد عندما قرأ عليه زيد سورة النجم في حين ان مذهب الامام الشافعي
الجديد يرى اثبات السجود في سور المفصل فمن الجائز ان يكون رسول الله صلوات الله
وسلامه عليه سجد فيها تاره، ثم لم يسجد تارة اخرى ليكون في فعله بيان بأنها سنة
وليدفع ما عساه ان يتوهمه البعض بأنها فريضة ومن الجائز ان يكون صلى الله عليه
وسلم قد ترك السجود لمانع منعه من ذلك كأن يكون غير متوضىء مثلا والله اعلم.
وقد يتساءل البعض ما معنى المفصل والجواب ان العلماء رضي الله عنهم قد قالوا:
القرآن العزيز اربعة اقسام الطول، والمئون والمثاني والمفصل.
وفي تفسير ابن كثير وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: اعطيت السبع
الطول مكان التوراة، واعطيت المئين مكان الانجيل واعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت
بالمفصل » والسبع الطول اولها البقرة وآخرها براءة لأنهم كانوا يعدون الانفال وبراءة سورة
واحدة وسميت هذه السور طولا لطولها اما المئون ما ولي السبع الطول وسميت بذلك لأن
كل سورة منها تزيد على مائة اية او تقاربها، اما المثاني ما ولي المئين وقد تسمى سور القرآن
كلها مثاني ومنه قوله تعالى: «كتابا متشابها مثاني » ومعنى مثاني ان الانباء والقصص
تثنى في القرآن الكريم. وعليه يؤخذ من هذا الحديث باختصار:
-1 السجود في سورة النجم من تركه لا شيء عليه.
-2 توضيح الرسول عليه الصلاة والسلام الاعمال لأمته وتركه بعض الاشياء في
بعض الاحيان حتى لا يظن احد ان ذلك الفعل واجب.
-3 مذهب المالكية لا سجود في النجم ولا في المفصل عموما.
-4 مذهب الشافعي الجديد يرى اثبات السجود المفصل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله