ولأن الواقع الحميري ما زال قائما بيننا فلا مانع من إعادة مقال كتبته ونشر لي قبل ما يقرب من سنتين تقريبا
********************
كثير من الناس يكتبون وقليل منهم من يملك قلما رشيقا 0 ومن هذه القلة " يوسف معاطي" ذو القلم الأوكرباتي ولكن خانه القلم فذكر في مقالته مما ذكر
" ان في هذه الأيام يوجد تيار معاد للحمير في الحياة العربية "
والحقيقة عكس ذلك تماما فنحن نعيش في
" عشق الحمير "
فكل شيء الآن مصبوغ بصبغة " حميري " فوجدنا من ينهق قائلا لن أعيش في بردعة أبي وآخر يطالب بإنشاء مجلس قومي لحقوق الآتان " الحمارة "
ومن لم يصدق فلينظر الي الإستحمار الأمريكي في العراق الذي يصب في آذاننا ببيانات بلهاء " ترفصها " الحمير شكلا وموضوعا بينما نحن نقبلها ونرددها وكأنها من " قدس الأقداس " في جميع وسائل الإعدام العربية
مثلا
" إنفجار سيارة مفخخة شرق بغداد أثناء مرور رتل عسكري أمريكي مما أدي لتدمير ثلاث آليات أمريكية ومصرع امرأة عراقية وطفلها " !!!!!!!!!!
ماذا عن الجنود الموجدين في الآليات المحطمة ؟؟؟؟؟ !
يأتي الرد 000 وانت مالك
ومدام الأمر هكذا فلا عجب أن يصدر بيان غدا يقول
انفجار سيارة مفخة " شرق بغداد " أثناء مرور رتل عسكري أمريكي مما أدي الي مصرع امرأة عراقية وطفلها " جنوب الموصل "
إليكم بيان استحماري آخر
سقوط طائرة أمريكية في أفغانستان ومصرع طاقمها وغير معروف حتي الآن إن كانت جنسية طاقمها بولندي أو بريطاني " !!!!!!!!!!
وحسب علمي أنه لا يوجد عجلاتي طيارات يقوم بتأجيرها أو يعطيها " لفة سلف " لأحد ثم إن طاقم الطائرة كان من عناصر طلبان
ألم أقل لكم أنه استحمار وليس استعمار
ألا يعلم الجميع أن أنكر الأصوت لصوت الحمير 0 ومع ذلك نجد الآن " أعبطها حمار " بإمكانه أن يكسر الدنيا بشريط كاسيت !!! وكلما وجهت أذنيك طاردتك أغنية
حمار الغناوي غاوي 0 0 يـبرطع في الــودان
ينهق ع اللي فاته 0 0 وخانه مع الحصان
شيء آخر
بالأمس كان يوصف شديد الغباء بأنه راضع من حمارة ! اليوم الأبحاث العلمية تقول " أن لبن الحمير مفيد لحالات كذا وكذا وكذا " وأنه أقرب الألبان للبن الأم ويوصي بعض الأطباء بإرضاعه للأطفال !
ألا يكفيهم الكبار !!!!!!!!!
تعالوا نسلط الضوء علي شيء غفل عنه كثير من الناس وهو
أن كل الحكومات المتعاقبة شغلها الشاغل هو توفير القوت الآزم للمواطن والأكتفاء الذاتي من القمح والجميع فشلوا في ذلك حتي الآن وما زلنا نستورد القمح وآخرها خمسون ألف طن من سوريا 000
فهل سمع أحدا منكم أننا استوردنا برسيم !!! أبدا لم يحدث 0! لماذا ؟
لأن الحكومات المتوالية رفعت شعار ( الأمن الغذائي للحمير ) أي البرسيم قبل القمح أحيانا
فاسمتعنا بذلك فأصبحنا نستخدم مشتقات حميري
مثلا نحب " تحمير " الطعام والبطاطس " المحمرة "
ولما انتبهنا قبل اليابان لفائدة البرسيم الغذائية وصنعنا منه عصير برسيم في محل للعصائر في العتبة في الأربعينيلت من القرن الماضي فكنا نسخر ممن يشربون هذا العصير وبدلا من أن نقول لهم هنيئا 0 قلنا لهم 000 نهيقا 0 !! حتي أغلق المحل أبوابه 0 وبذلك حافظنا علي طعام الحمير من أن يشترك فيه إنسان فلوا نجحت التجربة لجاعت الحمير
ففضلنا جوع الإنسان !
ولعلو شأن الحمير العربية نجد العالم كله يستخدم الروبوت في تطهير حقول الألغام فينادي مناد مناد أنه نجح في تطهير بعض حقول الألغام بإستخدام الحمير
ببساطة الحمار لدينا يساوي الربوت الياباني !!!
وأختم كلامي بالعجب العجاب
هل تذكرون عندما ضبطت شحنة مخدرات منذ عدة سنوات في السلوم واستخدمت الحمير في نقل البضاعة فتم القبض عل الحمير بعدما هرب أصحابها واهتدت الشرطة لحيلة طريفة وهي إطلاق سراح الحمير وتتبعها للوصول الي لمنازل المهربين ونجحت الحيلة وتم القبض علي المهربين ( فكما هو معروف أن الحمار يهتدي لبيته دون مساعدة ) ولكنهم أفرجوا عن المهربين بعد ذلك لعدم الأخذ بشهادة الحمير
الخلاصة أننا أول أمة في العالم التي يعمل فيها الحمير كمرشدين
ويكفيك قولا عزيزي القارئ استدلالا بأنك لو وصفت إنساتا ماهرا في صناعته لقلت بأنه فنان مع العلم بأن الفنان اسم من أسماء الحمار 000 أي والله !!!!!!!!!!!
ملحوظة كتبت المقال قبل ظهور الأغنية العاطفية ( بحبك يا حمار )
*******************
نشر تحت عنوان " ياما في الشرق حصاوي "
بجريدة ( إضحك للدنيا )
في العدد السادس بتاريخ 5 \ 5 \ 2005
الموافق 26 من ربع الأول 1426