هل تحب ان تكون ذبابة ؟؟؟
كالعادة ليلا اثناء تصفحى لبعض الكتب ضايقتنى بعض الذبابات اللائى تحومن فى الغرفة بصوتهن المزعج المشتت للانتباة
فما كان منى الا ان ذهبت واحضرت الصاعق الكهربى الذى كان يمتلىء بعش العنكبوت بسبب عدم استخدامة منذ فترة كبيرة
اخرجت العناكب منة ولكننى لم استطيع ان انظف مكان سكنها واقصد خيوط العنكبوت التى كانت تملأ الصاعق
وبعد ذلك اغلقت مصابيح الكهرباء وانتظرت ...
وبعد مرور دقيقة تقريبا سمعت صوتا مذعجا يتكرر ولا يتوقف منبعث من الصاعق الكهربى وعندما اقتربت منة وجدتها ذبابة عالقة فى خيوط العنكبوت وتحاول الهرب وهذا الصوت هو صوت اجنحتها
فما كان منى الا ان تجاهلتها وانتظرت ...
وبعد دقيقة اخرى تقريبا ذهبت الى دورة المياة لكى اغسل شعرى ورأسى وعندما عدت لاحظت ان الصوت قد اختفى فاخذنى الفضول لاعرف اين ذهبت تلك الذبابة وهنا كانت المفاجأة
لقد ماتت الذبابة ...
رغم انة لا توجد عناكب لكى تخدرها او تقتلها
ماتت وهى عالقة بمكانها بعد مرور وقت هين جدا من وقوعها بخيط العنكبوت
لقد ماتت هذه الذبابة لسببين هما الخوف واليأس
لقد يأست تلك الذبابة من محاولاتها الغير مجدية للفرار من هذه الشبكة العنكبوتية ووقتها ازداد خوفها من مصيرها المحتوم وهو الموت المحقق على ايدى عنكبوت ضخم
ولكنها لم تكن تعلم انة ليست هناك عناكب فى الاساس
لقد فرضت تلك الذبابة سببا لموتها ليس بموجود فماتت قبل ان تعرف انها ربما نجت لو استمرت بمحاولة الهرب ولم تيأس ولم تخف
ولكنها استسلمت للواقع الذى رأت انه مفروض عليها وهى لا تعلم بانة واقع مزيف وغير صحيح
كل هذه الافكار دارت برأسى لحظة رؤيتى للذبابة
فاطفأت الصاعق واشعلت الانوار وعدت الى كتابى مرة اخرى ...
وبعد قليل هذا الذباب المزعج مرة اخرى ...
حاولت ان اتجاهلة فى بادىء الامر ولكن اثناء قراءتى وقفت احدى تلك الذبابات على الكلمة التى كنت اقرأها فى تلك اللحظة
ووقتها رفعت يدى ببطأ ثم ضربت الكتاب بقوة محاولا قتل الذبابة ولكنى لم افلح فى ذلك
وطارت الذبابة واخذت تحوم فى الغرفة بلا سبيل تعرفة وتتخبط بالذبابات الاخرى التى تشبهها
وهاهى تعود مرة اخرى ... وانا رفعت يدى مرة اخرى وضربتها بقوة
لقد نجحت هذه المرة ... لقد قضيت على الذبابة المزعجة
ولكنى رأيت غيرها الكثير بالغرفة ...
.
.
لعلك تتعجب الان وتتسائل ما علاقة هذه القصة بعنوان الموضوع ... لن ادعك تتسائل كثيرا وستعرف الجواب حالا
.
.
ارى كثيرا من البشر الان يشبهون الذباب فمنهم من يريد ان يصل الى هدفة وتحقيق ما يريد من انجازات ولكنة لا يعرف الطريق من اين
فما بة الا ان يحوم فى الدنيا بلا سبيل يعرفة ... فقط يتخبط مع بغيرة من البشر الذين غالبا يشبهونة حتى يتخبط مع الشخص الخاطىء والذى يكره مضايقتة لة
فما بة الا ان يحاول التخلص منة حتى يتخلص من مضايقتة لة وترتفع يدة عاليا للايذاء
واما ان تصيب واما ان تخيب
وفى كلتا الحالتين فهو انسان ضائع بلا طريق ...
.
وهناك نوع اخر وهم من يستسلمون من البداية ويخافون اجتياز ابواب الحياة لمعرفة ماذا تحوية بالداخل
فهؤلاء لا يفعلون شيئا الا ان يبقوا مكانهم فى انتظار مصيرهم الذى من وجهة نظرهم محتوم وليس هناك سبيل اخر غيرة
فهم قد يأسوا من المحاولة فاستسلموا لكل ما يورد اليهم
ومن اقل مشكلة يقعون فيها تجدهم يموتون خوفا
وان كانت تلك المشكلة مجرد ( مقلب ) سخيف من صديق قديم ...
هؤلاء ينتظرون واقعهم الذى لم ولن يتغير طالما لم يتغيروا ... واقع مؤسف ... فهم يموتون يوميا لمجرد الخوف من الدخول الى ساحة الدنيا ومعرفة اصول المعركة ...
هكذا سيظلون الى الابد ... جسد بلا عقل ...
.
.
والان بعد معرفة الذباب
هل تحب ان تكون مجرد ذبابة ... ام ماذا تحب ان تكون ... ؟؟؟
.
.
* بقلمى
* مصطفى الاعصر