هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10157 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: موسيقية القصة 27/11/2009, 05:58 | |
| موسيقية القصة قراءة فى اعمال محمد عبد الحافظ ناصف و على الفقى وعماد ابو زيد يقول تودوروف ك من يجرؤ اليوم ان يفصل بين ما هو ادب وبين ما لا يمت بصلة اليه فهناك منوعات ادبية لاتحصى تعرض نفسها علينا ضمن منظورات مختلفة جداد ربما يكون هذا القول - على اختلاف بيئته - حقيقة الا انها فى هذه الحالة لا تعد مدخلا بقدر انتمائها لان تكون مهربا من محاولة التحديد فالقانون الادبى يفرض وجوده على الشكل سواء هدمت الحدود بين الاجناس ام لم تهدم انه لا خلاف – باى حال من الاحوال – على ما هو ادب وما ليس بالادب 000 وربما ايضا يكون لزاما علينا ان نتساءل - ما الادب او على الاخص كيف نحكم على شكل ما بانه ادب او لاادب ربما يبدو - مع ذلك – ان الادب غير قابل لان يحدد بحدود صارمة او انه سيظل محتكما الى طبيعة الذائقة التى تستطيع ان تميزه عما سواه وعلى المنوال نفسه يتغير ىدائما مفهوم الادب بتغير الازمان ذلك انه بابسط تعبير كائن حى يتطور بتطور مستحدثاته وقد ينبع كنهر من منبع واحد ولكنه لايتوقف عند نقطة ما 00 ولو الى فراغ ى ذلك هو الادب الذى تأتى صعوبة تحديده لانه منتج خيالى يرتبط بمكنون النفس منتجا منها واليها والنفس تتأبى التأطير 00 والادب كذلك ايكون الامر هكذا لان الادب دائما يطرح مفهومه من خلال النوع ( شعر – قصة – مسرحية ) ام لان عتباته ( العنوان - النوع المحدد من قبل المؤلف ) هى التى تكشف عنه ؟ انها ليست اشكالية تتعلق بالانواع كافة 00ذلك على الرغم من انه يمكن طرح مفهوم للادب من خلال مفهومه الابتداعى لكن الاهم ان الاجناس الادبية قد بدأت منذ زمن بعيد فى تحولاتها مع مسألة التجنيس الادبى واصبحت تتماس فيما بينها وتتبادل التقنيات ويستعين جنس ادبى ما بخصائص جنس اخر واصبح التبادل فى التقنيات يتم من حقل ادبى الى حقل ادبى اخر مجاور ليغدو من مقتنياته او جزءا من نسيجه واليات كتابته فاللغة فى تشكلها الادبى مكون اساس لكل من الشعر والمسرح والرواية والقصة والغة فى ذاتها تحما ابعاد ها وتشكيلاتها الجمالية التى قد تنتمى بعضها الى الشعر وبعضها الى الرواية وبعضها الى المسرح الا ان هذا الانتماء ليس نهائيا (لا يمكن تجاوزه ) وانما هوانتماء جمالى قد يتغير من عصر الى اخر ومن بيئة الى بيئة اخرى بحسب عامل التلقى الذى يمثل مكونا اساسيا من مكونات تحديد الحمالى ومن هنا فان ما يتم تحديده اليوم على انه من سمات الشعر ربما فى الغد القريب يصبح من ماهيات السرد وهكذا تبعا لطبيعة الادب الذى يسعى دوما الى التجريب ومن ثم التطوير المستمر وتحديث الاليات ولقد استجابت القصة منذ زمن بعيد استجابة تامة للتيارات الحديثة فى المعرفة والفر اكثر من استجابة الشعر او المسر حية وهى كوثيقة اجتماعية او تاريخية اكثر قابلية لتلقى المؤثرات الخارجية وامتصاصها وتسجيلها بدقة واحساس وافاضة وتمكنت فى عصرنا من تتبع التغيرات العلمية والسيكولوجية والاجتماعية وتشبعت بها وتعطى النظريات ى الجديدة القصة الحديثة طابعا معينا والمصاعب التى تقالها القصة هى نفس المصاعب التى نقابلها فى عالمنا ولكى نقدر القصة الحديثة ونتذوقها لابد لنا ان نلم بموضوعات شتى قد لا تبدو مرتبطة بعضها ببعض وفى الوقت نفسه لابد ان تكون لدينا استعدا لتقبل التجديد والابتكار والابتداع مهما كان مجافيا للذوق السليم ومضادا للعقل والمنطق ويقول موباسان " ان القصصى ليس غرضه ان يقص قصة او يسلينا اويثير شعورنا بل هدفه هو ان يجبرنا على ان نفكر ونفهم المغزى العميق الخفى للحوادث وفنه لا يتجلى فى المؤثرات العاطفية او فى جمال اللغة او البداية المشوقة او الصراع المؤثر بل تكمن قدرته فى حشد التفاصيل الدقيقة المتكررة التى ستعمل على ابراز المغزى الجوهرى فى عمله ) وقوله ستعمل يعنى ان المغزى لن يتضح الابعد الانتهاء من القراءة بحرص وصبر واناة ولذلك سأحاول – جاهدا – التعامل بحرص وصبر واناة مع اربع مجموعات قصصية (حديثة ) * هى نصل : لعماد ابو زيد ومقاعد خالية امحمد عبد الحافظ ناصف و الذبيحة لعلى الفقى واحزان طفل لحسام المقدم لاتناول مدى امتصاص تلك المجموعات للموسيقى ومحاولة تقليدها فى سرعة تأثيرها وفى قدرتها على نقل احساسات مختلفة فى وقت واحد الى السامع فالموسيقى تفعل بسهولة وبسرعة فائقتين ما لا تستطيع الالفاظ ان تفعله الا بعناء ومشقة او ما لايمكن فعله اطلاقا وللموسيقى ايضا القدرة على تصوير الحياة بما فيها من متناقضات
على الفقى ومجموعته (الذبيحة ): البوح هو البنية المركزية التى تقوم عليها نصوص مجموعة الذبيحة لعلى الفقى من حيث انه يمثل مدخلا ذا طابع اعترافى يقوم على رصد العالمين الداخلى والخارجى على حد سواء ومحاولة طرح ما ينتج عن تعالقهما وتجادلهما من رؤى وتهويمات وهو يعنى ان الرؤية هنا لاتقوم على رصد عناصر العالم الخارجى وطرح دلالاتها التصويرية المحددة ولكنها تحديدا تقوم على رصد اثر هذه العناصر بمكوناتها الخام وغير الموعى بدلالاتها الموضوعية الملاشرة (ظاهريا على الاقل ) على الداخل الذى تفجر بالانفعال والمعنى وهو ما يمنحنا فى النهاية بنية قصصية لايمثل الحدث عمودها الفقرى ولكن يحتل التداعى الحر الذى توجهه روح الطفل المندهش البؤرة المركزية للنص القصصى 0 ولعل هذا المنحى نجده بوضوح فى قصص على الفقى من حيث حضور منطق التداعى الحر على حساب الحدث السردى الذى يكاد يختفى وحضور منطق التذكر على حساب الحركة الخارجية فى الزمن الموضوعى فالحدث الحقيقى يتم داخل الذات الراوية وليس خارجها : ( اراك ترتدى نعليك وانت تراقب طابور النمل من باب شقتك حتى مطبخك الصغير 0000 اين منتهاه ؟ تحتار 00 هل اوله فى لمطبخ وبيوته بخزاءنها خارج الشقة او العكس ؟ تتمتم لنفسك 000 سارق ؟ ما انت بسارق 00 اشرب بعض ال ماء من الكوب البلاستيك 0000 ) لذلك فاننا فى قصص على الفقى بازاء سياحة داخل تلافيف الذا الراوية لا يحكمها الا منطق الحركة الايقاعية للمعنى والعبارة الخاصة بفعل التداعى ومن هنا فان الخارج وان كاتن لايمثل عنصرا فاعلا بذاته المستقلة - فانه فاعل بقدرته على تفجير فعل التذكر وتحميله بالمضامين والرؤى الغنية بالدلالات والمفعمة بالمعانى وهو ما يطرح امكانية نظرية وفعلية لمفهوم البوح الذى يحمل معانى الاعتراف والاجترار لعناصر قارة فى مجال الذاكرة الراوية وكأنها تقوم بطقس تطهرى : ( ايام طويلة لا افارقك لا اغادر مضجعك انا بجوار المك على سرير خاص لمرافق فى غرفة نظيفة ) (وانا انتظر صباح الغد حتى تفتح عينيك وترانى بجانبك رأ سى بجوار رأسك ويدى على قلبك ) غير ان اهم ما يلفت النظر هنا ان فعل التذكر والبوح الذى يقوم على الغوص داخل الذات والتفتيش فى خباياها ودهاليزها يتوارى نسبيا ليحل محله ( اة ليتجاور معه بقوة ) اسلوب الوصف السردى المرتكز على الحضور القوى للحدث الخارجى وان كان وصفا معتمدا على انطباع هذا الحدث بصورة خاصة جدا على الذات التى تفهمه وتترجمه بدورها على مستوى رؤيتها فيستمد من ثم دلالاته الخاتصة محققا مرماه الخاص من حيث بث اثر شعورى وعاطفى محدد هذا الدمج بين العام والخاص اقصد بين الحدث العام وتبديه او تجليه الخاص من خلال رؤية الذات بمكوناتها المعرفية والروحية ( المزاجية والشعورية ) الخاصة ما نجده بوضوح فى قصة الذبيحة التى منحت عنوانها المجموعة ككل بما يوحى ان الكتب يعتبرها القصة الرئيسة فى المجموعة وهو ما يوجب مناقشتها بعناية خاصة ان جدل العام والخاص هنا يختلف اختلافا بينا عن ما رصدناه فى القصص السابقة من حيث ان هذا العام الخارجى ليس حدثا يقوم على بنية سردية حركية ذات طابع تطورى من (1) الى (2) كقصة الصديرى ص 37 وانما هو حالة هو وضعية قارة وساكنة وذات ملامح محددة ثابتة ونهائية تلك هى وضعية التشابه التىتحمل دلالة التقولب والتماثل وتنفى وتقمع التميز والاختلاف ومن ثم تقمع الذات وتشيئها لتتناسب مع النموذج الكلى وكعادة على الفقى يبدأ بوعى طفولى او برؤية طفولية ( بما يسمح باستخدام التأملات الذهنية فيما تفعله (فهيمة ) كأداة فنية رئيسة تقوم على تقنية االتداعى الحر بفعل خصوبة العالم الداخلى وغناه المعنوى والتصويرى المثير بيد ان هذا العالم الداخلى لا يتحرك هنا بصورة ذاتية مستقلة قائمة على اجترار الذات او الاحلام الخاصة ولكن يتحرك على اساس اعادة تأويل الاحداث والمشاهدات التى ربما هى لدى الكاتب محددة سلفا وتصبح الخطوة التالية هى ادراكها من جديد ورصد دلا لاتها المستجدة فالنص برمته يقوم على فكرة الادراك التى تفضى بدورها الى مفهوم البوح من حيث هو محاولة لطرح نتيجة ذلك الادراك الذاتى الخاص للغاية وليس من قبيل المصادفة ان تبدأ القصة بهذه العبارة : ( التقطت فهيمة من بين كومة الزبالة الورقة بعشرة ةاسدلت جلبابها على الوفاض ) فاتلامر متوقف على الادراك باعتباره فاعلا تاليا للوجود المادى المحدد للمكان وعلى الفقى فى هذه المجموعة لا يكترث بالربط المنطقى والتمعن الذهنى وهو نوع من اللامعقولية لان العقل يعجز عن ان يعلل لتصرفات الانسان وتداعى الخواطر وقد ادرك على الفقى اهمية الموسيقى فى التركيب القصصى ونقلنا بقصصه الى الاستماع حيث اخضع المعنى للصوت وكأنه يعزف لبتهوفن حيث تجد التغيرات فى الامزجة والانتقالات الفجائية وقار يتبعه مزاح وكوميديا تشير فجأة الى المآسى واكثر ما يثير الاهتمام هو التغير فى اللحن وليس هذا من نغم الى نغم بل من مزاج الى مزاج فتقدم لنا فكرة ثم تتطور وتغير شكلها وتشوه حتى تصبح مختلفة عن الفكرة الاولى ولو انها لا تزال كما هى الى حد ما وتأتى الانتقالات الفجائية عنده سهلة للغاية من خلال شخوص وحبكات متوازية تقابل الواحدة الاخرى وربما يكون هذا نوع من انواع السيطرة الاستبدادية للكاتب لكن المؤكد ان على الفقى استطاع امتلاك عالمه بكل مكوناته حيث جاءت قصص المجموعة فى تنويعات اما مشاهد حالمه تجتر الدكريات والمعانى او تناولا ذاتيا لحدث عام او استخداما لروح مغامر فى رؤيته لعالمه الخاص مع تماس شفيف مع القضايا العامة والكلية وتبقى رؤية العالم التى تطرحها المجموعة رؤية جيل انكسار المثل وسقوط الشعارات وانهيار اليقين ليحل محله الضياع والشك والاحساس بالخديعة والهزيمة |
|
رأفت الجندى المدير الإداري
العمر : 65 عدد الرسائل : 9511 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 13232 ترشيحات : 29 الأوســــــــــمة :
| |
أبو طربوش عضو فعال
عدد الرسائل : 145 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6123 ترشيحات : 0 الأوســــــــــمة :
| |