يبدو أن التعرض لصدمات كهربائية خفيفة خلف الأذنين يمكن أن يكون له تأثير ملحوظ على ذلك الجزء من الدماغ المسؤول عن حفظ التوازن عند الإنسان، والذي يمنعنا من السقوط أو الترنح .
يشار إلى أن للدماغ جملة معقدة من المنظومات والنبضات العصبية الدقيقة مهمتها مراقبة التوازن وإدراك أبعاد التوازن ، لكن عند البعض قد يتعرض هذا النظام المتطور والمعقد إلى مشاكل أو حالات ضعف، وهو ما يؤثر بالضرورة على التوازن وبالتالي السقوط أو الترنح والدوار .
ويقول فريق بحث من جامعة بوسطن الأمريكية إنه ابتكر طريقة يمكن من خلالها إعادة انتاج النبضات والإشارات العصبية، لكن هذه المرة من مصدر خارجي . والتقنية الجديدة، التي تنشر مجلة نيوساينتست العلمية مقتطفات من البحث الخاص بها، تعتمد على تعريض الدماغ لتيار كهربائي ضعيف للغاية لا ضرر منه أو ألم يمكن أن يصدر منه، من خلف كل أذن ، ومن خلال زيادة أو إنقاص قوة التيار من أذن إلى أخرى، يتوهم الدماغ أن وضعية الرأس قد تغيرت، وهو ما يدفعه بشكل تلقائي إلى تفعيل النشاطات اللازمة لإجراء التعديلات المطلوبة لمواجهة الأمر واعادة التوازن .
تطبيقات مفيدة
ويقول الباحث المشرف على الدراسة الدكتور جيم كولينز، في تصريح للمجلة، إن العملية تشبه التلاعب بتصور الدماغ حول ما هو عمودي، ويشعر الإنسان اثناء التجربة كما لو أنه يتحرك ، ويرى الدكتور كولينز أن بالإمكان استخدام هذه التقنية وادماجها في بنية الأطراف الصناعية، ومساعدة مستخدميها من المعاقين على ايجاد المعدل الصحيح من التوازن
كما يمكن أن تستخدم في التخفيف من آلام وأمراض الحركة التي يشعر بها المسافرون على متن السفن أو الطائرات .
ونظريا يمكن ايضا استخدام هذه التقنية في الآلات والأجهزة المعتمدة على الواقع الافتراضي لجعل المتعة أكثر عمقا وأطول زمنا .
عن موقع بي بي سي أونلاين