التعلم الحركى

مقــــدمـــــة:

لا يختلف اثنان على أن موضوع التعلم من الأمور التي تشغل بالنا جميعا من أباء وأمهات ومربين ومعلمين ، بل وكأعضاء في اى مجتمع من المجتمعات وهو موضوع يثير الكثير من الجدل حول ماهيته وطبيعة القوانين التي تحكمه وتحدد نظرياته وتطبيقاته وكذلك اختلاف النظرة إلى ما يجرى داخل الإنسان وما يتم في بيئته من تفاعلات تؤدى فى مجموعها إلى إحداث تغير في السلوك ونمط الحياة بحيث يقال: أن أنسانا قد تعلم شيئا .
حاول الإنسان منذ القدم ان يتعرف على أسباب سلوكه، وكيف يتكون هذا السلوك، وكيف ينمو ويتطور ، ولماذا يتحرك الإنسان ، وكيف يفكر وينفعل .
وكان في القدم يرجع العلماء في تعليل السلوك الى العوامل الفطرية ، اعترض البعض على هذا التعليل ، وان الإنسان لا يرث كل ما يفعله ، وإنما تتكون هذه الأفعال نتيجة لمجموعه من الخبرات الهائلة التي يمر بها من ميلاده حتى مماته.
ولم يقف علماء النفس في العصر الحديث عند هذا فقط ، بل أصبح كل اهتمامه منصب عن الكشف عن كيف يتعلم الإنسان هذه الحركات والأفكار والانفعالات، وما هي الظروف المحيطة والشروط التي إذا توافرت تؤدى إلى أفضل وأسرع تعلم ، وما هي القوانين العامة التي تخضع لها عملية التعلم .

والتعلم جوهري للوجود الانسانى واساسى للتربية وهو منطلق اساسى لدراسة علم النفس ولازم لفهم حقيقة العقل البشرى .ومنذ أن بدأ الاهتمام بدراسة سلوك الإنسان ظل التعلم موضع اهتمام الباحثين والدارسين حتى إن بعض المفكرين أمثال أرسطو وجون لوك كانوا يعتبرون التعلم قضية رئيسية كما بلغ الاهتمام بقضايا التعلم ومشكلاته ذروته في أوائل القرن العشرين .

ومن أهم مهام معلم التربية الرياضية هو مسئوليته المباشرة لمساعدة الآخرين في تعلم المهارات ، ويكمن في هذا الدور الحاجة لمعرفة إن كانت عملية التعلم قد تحققت أم لا. فالتعليم ظاهرة لا يمكن ملاحظتها مباشرة فالمدرس يستدل على حدوث التعلم من التغيرات الحادثة في السلوك أو الأداء نتيجة وجود الفرد في موقف تعليمي.

واستطاع علماء النفس في العصر الحديث ان يضعوا مجموعه من النظريات التى تتضمن كل منها مجموعه من القوانين تفسر لنا ما يحدث فى المواقف التعليمية للمهارات الحركية .



مفهوم التعلم:


التعلم من المفاهيم الأساسية في مجال علم النفس، و بالرغم من ذلك فانه ليس من السهل وضع تعريف محدد لمفهوم التعلم، وذلك لأنه لا يمكننا ملاحظة عملية التعلم ذاتها بشكل مباشر، و لا يمكن اعتبارها وحدة منفصلة أو دراستها بشكل منعزل،فالتعلم يعتبر عمليات افتراضية يستدل عليها من ملاحظة السلوك.
يعرف التعلم عموما، بكونه عملية تغيير ،شبه دائم في سلوك الفرد. ولا يمكن ملاحظته مباشرة، ولكن يستدل عليه من أداء الفرد ، وينشأ نتيجة الممارسة .و قد يتفق علماء النفس عموما، على أن التغيرات السلوكية الثابتة نسبيا تندرج تحت التغيرات المتعلمة، وهذا يعني أن التغيرات المؤقتة في السلوك لا يمكن اعتبارها دليلا على حدوث التعلم.

التعلم أمر مألوف في حياتنا الاعتيادية ولكن تعريفة تعريفا علميا بغية الوصول إلى فهم حقيقي لماهيته يظل مسالة مثيرة للجدل. وقملا نجد من الخبراء من يتفق مع غيرة وذلك بسبب التعريفات واختلاف النظريات .

ويعتبر التعلم سمة من السمات التي يتميز بها الإنسان بصفة دائمة ومستمرة والتعلم يبدأ من الطفولة ولا يتوقف إلا بخروج الروح من الجسد .

والتعلم هو حدوث تغيير على الأداء والاستجابة الظاهرة. ويتم التعلم بعاده تحت تأثير الخبرة والممارسة والتدريب وله صفة الدوام النسبي.
والتعلم هو مقدار النتيجة الذي طرأ على سلوك الكائن الحي نتيجة مروره بخبرات محددة ومقدار انتفاع الإنسان نفسه بتلك الخبرات لخدمة الإنسان نفسه والآخرين .
ويعرف التعلم في علم النفس أنة مصطلح يشير إلى الارتباط الذي يحدث بين مثير يدركه الكائن الحي واستجابة يصورها هذا الكائن سرا أو علانية .

التعلم هو تغير ثابت نسبيا في السلوك ينشأ عن نشاط يقوم به الفرد أو عن التدريب أو الملاحظة،ولا يكون نتيجة النضج الطبيعي أو الظروف العارضة.

يتضمن التعلم كل ما يكتسبه الفرد من معان وأفكار واتجاهات وعادات ومعارف ومهارات حركية سواء تم هذا بطريقة مقصودة أو غير مقصودة .

كلمة التعلم في القاموس الفرنسي "لاغوس" ، تعني الدراسة واكتساب معارف .

ويعرف ثورندايك التعلم بقولة " أنة سلسلة من التغيرات في سلوك الإنسان "

ويرى وود ورث woodworth, R.: " أن التعلم عبارة عن نشاط يصدر عن الفرد يؤثر في نشاطه المقبل ".

بمعنى أن التعلم سلوك يقوم بة الفرد يؤثر في سلوكه المقبل ويزيد من قدرته على التوافق.

ويعرف جيلفوردGuilford التعلم أنة " التعلم عبارة عن التغير في السلوك الناتج عن استشارة " .

ويتفق كل من أحمد زكي صالح (1971) ومحمد حسن علاوى (1983) على أن التعلم هو " تغييراً أو تعديل في سلوك الفرد نتيجة قيامه بنشاط على شريطة ألا يكون هذا التغيير أو التعديل قد تم نتيجة للنضج أو لبعض الحالات المؤقتة كالتعب أو تعاطي بعض العقاقير المنشطة وغير ذلك من العوامل ذات التأثير الوقتي على السلوك أوالأداء " والتعلم عملية بديهية طبيعية معقدة ومركبة ولا يكاد يخلو أي نوع من أنماط السلوك البشرى من التعلم ، والتعلم بصفة عامة أساس في حياة الفرد في تطوير شخصـــــــيته الإنسانية .

ويعرف محمود محمد سالم ( 1997 ) ان التعلم هو " عبارة عن عملية تغــيــيــــر أو تعديل في سلوك الفرد نتيجة لقيامة بنشاط ، بشرط ألا يكون هذا التغيير أو التعديل قد تم نتيجة النضج أو نتيجة لبعض الحالات المؤقتة المترتبة على التعب أو تعاطي عقاقير منشطة ". نظرا لما لها من تأثير وقتي على السلوك الصادر أو نمطية الأداء.

ويعرف عمرو بدران(2008) التعلم : " تغيير شبة دائم في سلوك الإنسان ( معرفيا – مهاريا – وجدانيا ) ، نتيجة مروره بخبرات مقصودة أو غير مقصودة والممارسة والتدريب " .




وظيفة التعلم :
يرى الباحث في ضوء ما خلص العلماء من تعريفات أن التعلم له وظيفة في غاية الأهمية وتتلخص فيما يلي :
1 ) إن التعديل الذي يطرأ على سلوك الفرد يجب أن يساعده على ما يصادفه من مشكلات وفى نفس الوقت لدية الرغبة في التوصل إلى حلها والتغلب على ما يعترضه من عقبات .
2 ) إن التعلم لا يهدف إلى تعديل سلوك الفرد فحسب ، بل يكتسب خبرات معرفية تزيد من نموه وإدراكه لفهم العالم المحيط بة .
3 ) إن التعلم يتيح للفرد أن يعدل من سلوكه لتحقيق مزيد من التوافق مع كل من البيئة الطبيعية والاجتماعية .
4 ) ما يكتسبه الفرد من التعلم من اتجاهات وميول ايجابية ، وقيم ومبادئ سامية ، تساعده على أن يتواءم في المجتمع الذي يعيش فيه .

شروط التعلم :
1)وجود مشكلة أمام الفرد يتعين عليه حلها .
والمشكلة : هي كل موقف جديد يعوق وصول الفرد لحاجاته أو رغباته لا يكفي حله الخبرة السابقة أو السلوك المعتاد .
2) وجود دافع يدفع الفرد للتعلم .
3) بلوغ الفرد مستوى من النضج الطبيعي يسمح له بالتعلم .





مراحل البحث في التعلم :

يقسم هورتن وتيرنج ( 1976) تاريخ البحث في التعلم إلى ثلاث مراحل وهيِ:

1 - مرحلة ما قبل السلوكية :

وقد بدأت هذه المرحلة بفلسفة جون لوك الذي يقال انه وضع الأساس لنظرية تداعي الخبرة .بريطانيا، ويرى جون لوك أن العقل البشري يولد صفحة بيضاء تخط الخبرة عليها فيما بعد.
وقد ارتبط مفهوم التعلم بكون العقل البشري يتميز بعمليات فطرية خاصة مستقلة عن الخبرة. ويرى العالم الألماني "ولهم فونت" الذي تنسب إليه المدرسة التركيبية في علم النفس أن المتــــعلم يلاحظ عملياته العقلية أي يقوم بالاستبطان الذاتي. كما تميزت هذه الفترة بأعمال هرمان ايبنجهـــاوس في مجال الذاكرة التي لعبت دورا كبيرا في التطور اللاحق لتجــــارب ثورندايك وكلارك هل وايدوين جاثري .وفي الوقت الذي كان فيه علم النفس التجريبي لا يزال في مراحله الأولى ،كان ايبنجاوس يقدم نظرة منهجية لدراسة التعلم البشري.
2 - المرحلة السلوكية :

أما المرحلة السلوكية التي تميزت بنظرية الارتباطين التي تبنها جون واطسون، وقد جاءت نتيجة لتأثير أعمال العالم الروسي أيفان بافلوف في نظريته الشهيرة في لاشتراط الكلاسيكية، ونظرية ادوارد ثورندايك صاحب التعلم بالمحاولة والخطأ و لاشتراط الإجرائي لبور يس سكينر وغيرهم ممن كان لهم بصمات في عملية التعلم.
3 - المرحلة المعاصرة :
في هذه المرحلة اتجه علماء النفس إلى التفكير في وضع تخطيط للقدرات المعرفية و الوجدانية للكائن الحي في عمليات التعلم حيث ازداد الاهتمام بالدافعية والارتباط والتعزيز . بينما زاد الاهتمام بالدافعية والاقتران والتعزيز .


دلت نتائج البحوث أن التعلم يحدث خلال ثلاثة مراحل أساسية، يمكن تقديمها على الشكل التالي:

1 - مرحلة الاكتساب :
وهي المرحلة التي يدخل المتعلم من خلالها المادة المتعلمة إلى الذاكرة.

2 - مرحلة الاختزان :
تتميز بحفظ المعلومات في الذاكرة.

3 - مرحلة الاسترجاع :
و تتضمن القدرة على استخراج المعلومات المخزنة في صورة استجابة.
يعتبر فهم المعنى السيكولوجي للتعلم، هو معرفة ما لا يقدر تعلمه.
فالتعلم ليس ما يحدث في غرفة الدراسة . و إنما التعلم يحدث بشكل مستــمر في حياتنا اليومية ولا يتعلق الأمر بكل ما هو صحيح فقط ، فالخطأ يعد تعلما أيضــا ، ولا يقتصر التعلم على المعرفة والمهارات و إنما يتضمن تعلم الاتجاهات والعواطف . إذا التعلم هو تغيير دائم في سلوك المتعلم وقد يكون مقصودا أو غير مقصودا و يتخــلله المرور بالخبرة والتفاعل البيئي أما التغيرات الناتجة عن النضج لا تعتبر تعلمـــــــا، والتغيرات الطارئة المؤقتة الناجمة عن التعــب والجــوع تستثنى أيضا من التــــعلم .

أشكرك أستاذ محمد عبد القوى موضع رائع فى ميزان حسناتك

مشكورررررررررررررر

أفادك الله ياكابتن محمد

احييك علي هذا الموضوع