إعداد هيثم إسماعيل كلية التربية الرياضية جامعة أسيوط
مقدمة:
التدريب من أحسن الطرق لضمان التطور المستمر ويجعل اللاعبين قادرين على الوصول إلى المستويات الرياضية العالية من خلال تنمية وتطوير قدرات الفرد البدنية والوظيفية والنفسية.
ويشير بسطويسي أحمد (1999م) أن التدريب الرياضي لا يتوقف على مستوى دون آخر وليس قاصرا على إعداد المستويات العليا فقط، فلكل مستوى طرقه واساليبه، وعلى ذلك فالتدريب الرياضي عملية تحسين وتقدم وتطوير مستمر لمستوى اللاعبين فى المجالات الرياضية المختلفة.(5: 24)
التدريب الرياضي يقوم على المعارف والمعلومات والمبادئ العلمية المستمدة من العديد من العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية كالطب الرياضي والميكانيكا الحيوية وعلم الحركة وعلم النفس الرياضي وغير ذلك من العلوم المرتبطة تطبيقاتها بالمجال الرياضي.(21:21)
ومن المعروف أن تدريب الناشئين يهدف فى المقام الأول إلى تهيئتهم وإعدادهم للتقدم بمستواهم وفقاً لخصائص المرحلة السنية التي ينتمون إليها، وتنمية وتطوير قدراتهم البدنية والبيولوجية والنفسية، وتعتبر مرحلة تدريب الناشئين، قائمة بذاتها يتداخل فيها تدريب المبتدئين مع المتقدمين.(28: 10)
ويعرف مفتي إبراهيم (1996م) الناشئين بانهم: هم الصغار من الجنسين، البنين والبنات الذين تتراوح أعمارهم ما بين (6 إلى 14 عاماً) وتندرج هذه السنوات تحت كل من مراحل الطفولة المتوسطة (7 إلى 10سنوات تقريباً)، مرحلة الطفولة المتأخرة (11-13سنة تقريبا)، ومرحلة المراهقة حتى سن 14سنة. (25:
ويضيف كلا من عبد العزيز النمر وناريمان الخطيب (2000م) أن الناشئين هم الأولاد الأصغر من 13-15 سنة بصفة عامة بالرغم من الاختلافات الفردية بينهم فى سن البلوغ. (13: 28)
ويشير عصام عبد الخالق (1994م) إلى عدة عوامل تؤثر فى عمليات تدريب الناشئين منها:
• مراعاة الخصائص السنية للناشئ إذ تتأثر طرق رفع المستوى الرياضي للفرد بدرجة كبيرة بالتطور البيولوجي له وبمقدرته على التكيف والملائمة لمتطلبات المستويات العليا.
• مميزات النشاط الرياضي حيث يتسم كل نشاط بصفات خاصة تتطلب مدة زمنية معينة لتشكيل التدريب الذي يحقق ارتفاع المستوى المطلوب.
• بناء مرحلة إعداد الناشئين طبقاً لمتطلبات المستويات العالية مراعياً فى ذلك النمو الطبيعي، التطور التدريجي لامكانيات الناشئ ومستواه واتجاهه المطور الذي سارت إليه المستويات العالية.
وتختلف طول فترة تدريب الناشئين باختلاف تلك الخصائص الفردية للاعب ومميزات النشاط الرياضي الممارس. (16: 27)
ويشير عصام عبد الخالق (1992م) إلى أن إعداد الناشئين هو تهيئة الناشئ للوصول إلى المستويات الرياضية العالية المناسبة لخصائص مرحلته السنية ومميزاته الفردية وإمكانية التطور البيولوجي لديه وقدرته على التلاؤم والتكيف لمتطلبات المستويات العالية.(15: 22، 23)
ويرى محمد عبد الرحيم إسماعيل (1998م) أن هناك العديد من العوامل التي يجب أن توضع فى الاعتبار لضمان نجاح تدريب الناشئين هي:
1- الدافعية وفلسفة البرنامج:
أي أن البرنامج يوفر البيئة لاحداث تدريب الصغار ويتطلب هذا تطوير فلسفة واستخدام أدوات البرنامج التي تشمل على اعتبارات الدافعية وبرنامج واقعي يقدم للنشء والذي يجب أن يعتمد على الفهم السيكولوجي والفسيولوجي الواضح لاحتياجات وكفاءات النشء.
2- وضع الأهداف والتمرينات المتوقعة والواقعية:
من الأهمية معرفة التمرينات المتوقعة والواقعية لبرنامج التدريب التي يمكن انجازها حيث يعتمد التوقع المحدد على فهم كيفية استجابة النشء فى مختلف المراحل السنية لبرامج التدريب المختلفة.(23: 31،30)
ويذكر مفتي إبراهيم (1996م) أن مبادئ التدريب الرياضي تعتبر هي الأساس الذي تبنى عليه عملية التدريب ككل ويجب أن يلم بها المدرب حتى يستعين بها فى تنفيذه البرامج التدريبية المختلفة.(25: 205)
لذلك يؤكد أسامة كامل راتب (1997م) على ضرورة عدم النظر إلى هذه المبادئ على أنها منفصلة عن بعضها البعض حيث تشكل فيما بينها وحدة واحدة
(3: 97)
العوامل التي تؤثر فى تدريب الناشئين:
يتأثر هدف وواجبات والمحتويات التنظيمية لتدريب الناشئين بثلاثة عوامل هي:
1- التطور الذي تم التوصل إليه واتجاه التطور فيما يختص بتدريب المستويات العالية حيث تحددت متطلبات تدريب المستوى العالي وإتجاهات التطور المعروفة والمنتظر حدوثها فى هذا المجال شكل وملامح تدريب الناشئين، وذلك إذا أراد المدرب تدريب الأطفال والصبيان بصورة سليمة طبقا لطرق التدريب الحديثة والواجبات التي يمكن أن تلقى على عاتق الرياضيين عند وصولهم المستوى العالي.
2- خصائص مراحل النمو المختلفة للأطفال والصبيان إذ تتأثر طرق تنمية المستوى الرياضي لدرجة كبيرة بالنمو البيولوجي، ولكل مرحلة من مراحل النمو أثر خاص على مقدرة التكيف وكذا على مقدرة الرياضي على أداء الجهد وعلى مقدرة التعلم الحركي، وعلى مقدرة النمو النفسي للأطفال والصبيان.
3- خصائص نوع النشاط الذي يمارسه الناشئ: تشكل خصائص نوع النشاط الذي يمارسه الناشئ الصفات المحددة للمستوى والتي بناء عليها يتم تشكيل التدريب وكذا تحديد فترة إستمرار تدريب الناشئين.(10: 272)
ويمكن توضيح الأسس العلمية والمبادئ الأساسية لتدريب الناشئين من الجنسين فى عدة نقاط هي:
- أولا: الاستجابة الفردية للتدريب.
- ثانياً: التدرج والتحكم فى درجة الحمل المقدمة للناشئين.
- ثالثاً: التكيف.
- رابعاً: الموازنة بين خصوصية التدريب وشموليته.
- خامساً: برمجة تدريب الناشئين.
- سادساً: الإحماء والتهدئة.
- سابعاً: التقدم المناسب بدرجات الحمل.
- ثامناً: التنويع
- تاسعاً: الإحماء والتهدئة.
أولا: الاستجابة الفردية للتدريب (الفروق الفردية):
الاستجابة الفردية هي وحدة اللاعب المنفردة فى الاستجابة للتدريب(27: 203)
من الطبيعي أن يكون الناشئون غير متشابهين فى القدرات حتى فى المراحل السنية الواحدة، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب منها:
الوراثة Heredity التغذية Nutrition
النضج Maturity البيئة Environment
وبالتالي فإن استجابتهم وتقبلهم واستفادتهم من التمرين الواحد تكون مختلفة.
ومن أهم ما تتميز به عملية التدريب الحديث عن أي نشاط رياضي آخر هو مراعاتها للفروق بين اللاعبين فى النشاط الرياضي الواحد وخلال وحدة التدريب نفسها، والفروق الفردية لا تراعي فقط فى الألعاب الفردية ولكن أيضا أثناء تدريب الألعاب الجماعية.(25: 206،205)
ويذكر عماد الدين عباس (2005م) نقلا عن أبو العلا، وشعلان أن التدريب الفردي يستخدم لتطبيق مبدأ الفروق الفردية، ويتم فى الجانب البدني بزيادة أو نقصان لحمل التدريب بما يتوافق مع حالة كل لاعب على حدة وأيضا فى الجانب المهاري والخططي. (18: 166)
ويشير واين ويستكوت (2008م) Wayne L. westcott ، مفتي إبراهيم حماد (2001م)، حنفي مختار (1988م) إلى أن الإستجابة الفردية للتدريب ترجع لعدة اسباب منها الإختلاف فى كل من النضج والوراثة وتأثير البيئة والتغذية والنوم والراحة ومستوى اللياقة البدنية والإصابة بالأمراض، والدوافع.
1- النضج: Maturity
كلما زاد النضج كانت هناك فرض أفضل للمشاركة فى التدريب والإستفادة منه، فالجسم نضجا يحتاج إلى طاقة ومتطلبات أكثر للنضج والتطور وتكون استجابته وتفاعله مع التدريب أقل.
ويضيف حنفي مختار(1988م) يجب أن يراعي المدرب أن اللاعب صغير السن يعطي حملاً يختلف من حيث الشدة والحج عن اللاعب الأكبر منه سناً مع مراعاة أن الصغار يعطون حملاً ذا حجم كبير وشدة منخفضة.
2- الوراثة: Heredity
كافة أعضاء وأجهزة جسم الإنسان تتحدد خصائصها من خلال الوراثة، فحجم الرئة والقلب والألياف العضلية وغيرها من العناصر الأخرى التي تتأثر بالتدريب الرياضي مشكلة طبقا للصفات الوراثية، 25% من التدريب الهوائي والتحمل تحدده الصفات الوراثية أما الـ75% الأخرى فهي تتأثر بالبيئة.
3- تأثير البيئة
المؤثرات النفسية والبدنية المحيطة بالناشئين/الناشئات تؤثر بصورة مباشرة على تدريبهم، إلى جانب أنه يجب مراعاة الضغوط النفسية الواقعة على كاهل الناشئ/الناشئة ووضع ذلك فى الإعتبار عند تخطيط برامج التدريب.
4- التغذية: Nutrition
يحدث التدريب الرياضي تغيرات فى أنسجة الجسم وأعضاء اجسام الناشئين/الناشئات وهو ما يتطلب البروتين وباقي عناصر الغذاء الأخرى .
5- الراحة والنوم: Rest and Sleep
تدريب الصغار يتطلب مزيدا من الراحة والنوم عن البالغين، على المدرب مراقبة التعب والخمول والكسل لدى اللاعبين، وتقديم النصح بساعات إضافية من النوم أو الراحة.
6- مستوى اللياقة البدنية: Level of physical fitness
يحدد مستوى اللياقة البدنية الذي يكون عليه الناشئ معدل تطور المستوى، يحدث أن يكون لدى المدرب لاعبان فى سن واحد وعمرهما الرياضي واحد ومستوى أدائهما واحد تقريبا، ولكن المدرب الواعي يقوم بتدريب كلا منهما بطريقة مختلفة نظراً لاختلاف طريقة الأداء لتميز كلا منهما بقدرات حركية تختلف فى الشكل العام لأداء المهارات. ومن هنا كان الواجب على المدرب تطوير القدرات الضعيفة لكل لاعب حتى فى الفرق الجماعية عن طريق التدريب الفردي.حنفي ومفتي
7- المرض والإصابة: Illness and Injury
المرض والإصابة سوف تؤثر على مدى إستجابة الرياضيين للتدريب، والأفضل هو تفادي المشكلة قبل استفحالها، والعديد من المشاكل الصحية والعجز يحدث خلال تنفيذ المجهود الشديد خلال التدريب الرياضي، لذا فعلى المدربين تفادي المشاكل التي يتوقع حدوثها، وعلى المدربين التأكد من شفاء الإصابة أو المرض تماماً قبل إشراك الناشئ فى التدريب أو المنافسة.
8- الدوافع: Motivation
الناشئين من الجنسين سوف يؤدون رياضياً ويحرزون تقدما إذا كانت لديهم الدوافع لذلك، وسوف تكون الدوافع اكثر تأثيرا إذا ما كانت مرتبطة بتحقيق أهدافهم الشخصية، إذا ما شارك الناشئ فى التدريب تبعاً لرغبة الوالدين فإنهم سرعان ما يبتعدون عنه لأن ليس لهم دوافع تدفعهم للاستمرار فى الممارسة.
(29: 1-4) (26: 45-48) (7: 31-33)
ويؤكد ذلك محمد حسن علاوي فى أن التدريب يتميز بالصبغة الفردية حيث يختلف تدريب البنين عن البنات فى نواحي متعددة حتى فى الفريق الجماعي الواحد، يتطلب ذلك كله اختيار طرق وأساليب متعددة للتدريب الرياضي كما يتطلب الأمر التركيز على نواح بدنية ونفسية معينة واستخدام وسائل مختلفة للرعاية والتوجيه والإرشاد. (22:22)
ثانيا التدرج والتحكم فى درجة الحمل المقدمة للناشئين:
يؤدي التدريب الرياضي المنتظم إلى التكيف وتحسين الاستجابات الفسيولوجية للجسم.(2: 438)
ويذكر عبد العزيز النمر وناريمان الخطيب (1996م) أن التدرج بالحمل التدريبي أحد العوامل الأساسية عند تصميم أي برنامج تدريبي.(12: 48)
ويؤكد ذلك مفتي إبراهيم (2001م) فى أن درجة الحمل يجب ألا تكون ثابتة ولكن يجب أن تزداد بمرور الوقت وطبقا للقدرات والتكيف. (26: 50)
وتؤكد نبيلة عبد الرحمن، سلوى عز الدين (2004م) أنه لإنجاز التكيف بإستخدام مبدأ زيادة الحمل فإن التدريب يجب أن يتبع مبدأ التدرجن وعندما يزداد حمل التدريب بسرعة كبيرة فإن الجسم لا يستطيع التكيف، بل يحدث له هبوط فى المستوى.(27: 199)
ويشير يحيى السيد الحاوي (2002م) نقلا عن ماتفيف بأن حمل التدريب هو العبء البدني والعصبي الذي يقع على جسم اللاعب نتيجة المثير الحركي الهادف.(28: 118)
ويعرفه مفتي إبراهيم حماد (1996م) بأنه كمية التأثير المعينة الواقعة على أعضاء وأجهزة أجسام الناشئين عند ممارسة تمرين أو أداء بدني بشكل عام. (25: 206)
ويعتمد التدرج فى شدة الحمل على عاملين هامين، الأول مستوى اللاعب، أما الثاني الفترة من الموسم الرياضي التي يتم فيها زيادة مكونات الحمل.
وحمل التدريب يشمل الحمل الداخلي والحمل الخارجي حيث الحمل الداخلي هوانعكاس لتأثير الحمل الخارجي على الجسم وأجهزته الداخلية وكذا حالته النفسية، أما الحمل الخارجي فإنه يشتمل على قوة ومدى المثير وعدد مرات التكرار لأداء المثير أو جملة المثيرات. ويتناسب تأثير الحمل الخارجي طرديا مع تأثير الحمل الداخلي للاعب الناشئ. لذا فإنه كلما زاد الحمل الخارجي نتج عنه زيادة في التغيرات الوظيفية والكيمياء الحيوية والتغيرات النفسية لأجهزة جسم اللاعب الداخلية.(28: 119،118)
ويرى الباحث أن مبدأ التدرج يعني أن الأحمال التدريبية يجب أن ترتفع بشكل تدريجي مناسب بحيث تطابق الأحمال التدريبية مقدرة اللاعب الحيوية لحظة التدريب.
حيث يشير أسامة كامل راتب (1997م) على ضرورة أن يوضع فى الاعتبار مبدأ التدرج عند تصميم أي برنامج تدريبي حيث أن الزيادة السريعة المفاجئة تؤدي إلى حدوث التدريب الزائد ويصبح جسم اللاعب غير قادر على التكيف مع حمل التدريب
(3: 103)
والتدرج يعني سير خطة التدريب وفقا لما يأتي:
- من السهل إلى الصعب.
- من البسيط إلى المركب.
- من القريب إلى البعيد.
- من المعلوم إلى المجهول.
ومن حقائق التدريب الرياضي أن اللاعب لا يستفيد من حمل التدريب إلا إذا كان هذا الحمل يصل إلى الحد الخارجي لمقدرته. (20: 62)
ويذكر مفتي إبراهيم حماد (1996م) ضرورة التحكم فى درجة حمل التدريب المقدم للناشئين من خلال عدة أساليب كالآتي:
1- التغيير فى سرعة الأداء.
2- التغيير فى صعوبة الأداء البدني.
3- التغيير فى عدد مسارات الجري والعوائق. (25: 195)
وذلك على النحو التالي:
• التكرار – بزيادة عدد الفترات التدريبية.
• الشدة – بزيادة الحمل.
• الزمن – بزيادة الدوام (الاستمرارية). (27: 199)
ويشير بهاء الدين إبراهيم سلامة (2001م) أنه يجب مراعاة عاملين أساسيين فى هذا المبدأ هما التدرج بزيادة حمل التدريب واستمرار التدريب وطبقاً لذلك فإن نجاح البرنامج التدريبي يتوقف على تطبيق هذا المبدأ عند الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى أكثر تقدما. (6: 29)
ومبدأ التدرج لا يقتصر تطبيقه عند الارتقاء وتطوير الجوانب البدنية فقط، بل يطبق أيضا عند الارتقاء بالجوانب المهارية والخططية. (29: 2)
ثالثاً: التكيف:
يعرف عبد العزيز النمر وناريمان الخطيب (2000م) التكيف أنه الإجهاد المنتظم الناتج عن التدريب، يؤدي إلى حدوث تغيرات فى الجسم، فالجسم يتكيف مع المتطلبات الزائدة المفروضة عليه تدريجيا بالتدريب. (13: 298،297)
إن الحمل الذي يعطى للاعب يسبب إثارة لأعضاء ولأجهزة الجسم الحيوية من الناحية الوظيفية والكيميائية، وتغير فيها، ويظهر ذلك فى شكل تحسن فى كفاءة الأعضاء والأجهزة المختلفة، بالإضافة إلى تميز الأداء بالاقتصاد فى الجهد نتيجة لاستمرار أدائه للحمل رغم بدء شعوره بالتعب، ومن ثم يبدأ تكيفه على هذا الحمل.
(18: 163)
والتكيف يجب أن يتم بطريقة متسلسلة وعلى فترات زمنية تسمح للأجهزة الحيوية بالتكيف من هذه الأحمال، ولتحقيق هذا التكيف يجب أن يمتد التدرج فى مكونات حمل التدريب لفترة مناسبة تبعاً لتخطيط برامج التدريب لأن التدرج غير المنتظم لا يساعد على حدوث التكيف وبالتالي لا ينمي الوظائف الحيوية.(6: 288)
ويشير مفتي إبراهيم (2001م) إلى أن التدريب الرياضي المقنن يحدث تغيرات فى الأجهزة الوظيفية لأجسام اللاعبين/اللاعبات للتكيف مع متطلباته.(26: 44)
وأهم الإرشادات الخاصة بمبادئ التكيف لدى الناشئين من الجنسين هي:
1- أن تؤدى التمرينات الجديدة إلى تقدم ملحوظ بالنسبة للمبتدئين عن الناشئين المتقدمين فى المستوى.
2- المدة المناسبة لحدوث التكيف لدى الناشئين ما بين (10إلى15يوم).
3- تناسب حمل التدريب لكل لاعب حتى يمكن التقدم بالمستوى بالسرعة المثالية المطلوبة.
4- عند تقنين حمل التدريب للناشئين فى المراحل الأولى يجب أن يميل الحجم إلى الكبر والشدة إلى التوسط حتى يتناسب ذلك مع مراحل نموهم.
5- أن يتناسب عدد وحدات التدريب مع سن الناشئ بحيث لا يقل عن 3وحدات ولا يزيد عن 6وحدات فى الأسبوع حتى تحدث عملية التكيف بدرجة مناسبة.
6- يراعى عدم إعطاء الناشئين فترات راحة طويلة بين وحدات التدريب المختلفة حتى لا تفقد أجسامهم التكيف السابق اكتسابه. (25: 208،207)
ويشير عماد الدين عباس (2005م) إلى أن عملية التكيف هي نتاج للتبادل الصحيح بين الحمل والراحة وينظر إليها كوحدة، فعند إعطاء حمل أثناء وحدة التدريب اليومية فإن هذا الحمل مع تكراره يؤثر فى أعضاء وأجهزة الجسم ويصل بها إلى مرحلة التعلب المؤثر وهذه هي اللحظة التي يبدأ فيها الجسم في عملية التكيف والتي تكتمل أثناء فترة الراحة (الاستشفاء) ويعقب هذه الفترة فترة زيادة استعادة الاستشفاء (التعويض الزائد) وفيها يرتفع أداء اللاعب، لذا يجب على المدرب أن يراعي مقدار الراحة المناسبة وتوقيتها عند تشكيله لحمل التدريب حتى لا يصل اللاعب إلى عدم القدرة على التكيف نتيجة قلة تأثير الأحمال التدريبية، أو المبالغة فى زيادة حمل التدريب، الأمر الذي يصل به إلى مرحلة الإجهاد.(18: 163)
ومن أهم مظاهر التكيف الناتج عن التدريب المنتظم ما يلي:
- التحسن فى التنفس ووظائف القلب والجهاز الدوري وكمية الدفع القلبي.
- التحسن فى التحمل العضلي والقوة والقدرة.
- التحسن فى صلابة العظام وقوة الأربطة والأوتار والأنسجة الضامة.
(12: 191)
رابعا: الموازنة بين خصوصية التدريب وشموليته:
والمقصود بخصوصية التدريب التركيز على مهارات حركية خاصة خلال تدريب الناشئين أو التركيز على عناصر بدنية بعينها أكثر من غيرها، وشمولية التدريب تعني عدم التركيز فى التدريب على عنصر من عناصر اللياقة البدنية بعينها أو التركيز على مهارات حركية بعينها لفترة طويلة.
والموازنة بين خصوصية التدريب وشموليته واحدة من أهم أساسيات تدريب الناشئين إذ أن خصوصية التدريب أمر وارد فى المراحل السنية التالية بعد تخطي المرحلة الأولى
(25: 216)
ويشير عبد العزيز النمر، وناريمان الخطيب (1996م) أن الأداء يتحسن بصورة أفضل إذا كان التدريب خاصاً بنوع النشاط الممارس وهناك ثلاثة عناصر أساسية للخصوصية يجب أن توضع فى الاعتبار وهي:
• خصوصية نظم إنتاج الطاقة.
• خصوصية النشاط الرياضي.
• خصوصية العضلات العاملة واتجاهات العمل العضلي.(12: 189)
والشكل رقم (1) يوضح العلاقة بين خصوصية التدريب وشموليته خلال المراحل السنية المختلفة للناشئين، ويتضح من الشكل أنه خلال المراحل السنية المبكرة، يكون المحتوى التدريبي يغلب عليه الشمولية وخصوصيته، وهكذا إلى أن يأتي عمر الناشئين فى المرحلة السنية (11سنة تقريبا) حيث يكون هناك تساوي تقريبا بين شمولية التدريب وخصوصيته، وبعد هذه المرحلة يبدأ محتوى التدريب تغلب عليه الخصوصية كلما تقدم الناشئون فى السن إلى أن يصلوا إلى ما بعد 15سنة تظهر خصوصية التدريب بشكل يكاد يكون مطلقا هذا مع مراعاة شمولية التدريب وخصوصيته، وبعد هذه المرحلة يبدأ محتوى التدريب تغلب عليه الخصوصية كلما تقدم الناشئون فى السن إلى أن يصلوا إلى ما بعد 15سنة تظهر خصوصية التدريب بشكل يكاد يكون مطلقاً هذا مع مراعاة شمولية التدريب وخصوصيته خلال الفترات التدريبية للموسم الرياضي الذي يكون مأخوذا فى كافة المراحل السنية التي لها منافسات ومباريات