"لا يزال الفوهرر حيًا ويقود الدفاع في برلين".
لم يعد لدى الفوهرر ما يقوده وأصبح موته في حكم المقرر. تداعت إلى ذهنه ذكريات علاقته بموسولليني الذي كان يخشاه ويكرهه عندما قُتل دولفوس، وعاد وقدره عندما قام بدعمه في ميونخ أثناء مشكلة السوديت. كم رغب في شنقه، عندما عرف أنه على اتصال بالفرنسيين والإنجليز مع بداية الحرب! لكنه عاد وشكر له استمرار وفائه للمحور وامتناعه عن فتح جبهة ثانية عليه. ثم شعر بالسخط عليه عندما ظهر ضعف الجيوش الإيطالية في حرب اليونان وشمال أفريقيا! إلا أنه تعاطف معه، عندما تم إقصاؤه عن السلطة واحتجازه بجبال الغران ساسو.
عندما بدأت محاكمة وجوه النازية في نوفمبر 1945، لم يتبق من المدينة التاريخية الثرية إلا 110 مبنى سليمًا. فقد هدم قصف الحلفاء جميع مظاهر النازية، وأتى على كل ما اجتمع في تلك البقعة من مبانٍ تاريخية وفنية على مدى قرون تاريخية. لكن هناك مباني ظلت صامدة، مثل قصر العدالة ذي الطوابق الثلاثة، وأروقة شديدة الاتساع، كما سلم من القصف أيضًا الجزء الغربي منه، الذي على هيئة نصف قطر، ويضم زنزانات حجز المتهمين.
تحميل الرواية من هنا