التـــجربة الــهندية فى القضاء على مشكلة الفقر:
تلعب تكنولوجيا المعلومات والاتصالات دورا هاما في تقوية المجتمعات الفقيرة وتمكين متخذي القرار والهيئات المختلفة على جميع المستويات من مراقبة التقدم في الاستراتيجيات المختلفة التي تتبعها، بالإضافة إلى تبادل المعلومات فيما بينها، وقد اندفعت الكثير من الدول النامية في بناء أنظمة للاتصالات والمعلومات بدون وضع استراتيجية محددة لتكامل تلك الأنظمة مع استراتيجيات وخطط التنمية، ومن بينها الفقر ودعم التنمية الريفية، و تعتبر الهند من الدول ذات الدخل المنخفض، حيث يقع35% من السكان تحت خط الفقر، ويعيش 80 من الفقراء في المناطق الريفية.
و قد تبنت الهند العديد من المبادرات من أجل مكافحة الفقر منها توفير فرص عمل وشبكات الأمان، بالإضافة إلى التنمية الريفية من خلال توفير فرص عمل للفقراء سواء في الأنشطة الزراعية أو غير الزراعية، وارتكزت تلك الاستراتيجيات على عدد من المبادئ والأولويات وهي:
- زيادة وتحسين المهارات البشرية، و إصلاح الهيئات المحلية.
- تامين الحصول على الغذاء وسبل المعيشة الأساسية.
- دمج المرأة والفئات المحرومة في التنمية و توفير فرص العمل بدون تحيز.
- توفير معلومات ذات جودة عالية وفي الوقت المناسب من أجل مراقبة الأوضاع ومدى التطور
الذي تشهده السياسات.- دعم التبادل المعرفي من خلال توصيل الهيئات المختلفة مع بعضها البعض.
ونظرا لما تلعبه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبح من الأولويات التي يجب أن توضع في الحسبان عند وضع إستراتيجيات خاصة بالتنمية، وقد أدركت الهند ذلك منذ فترة فقامت بالاستثمار في البنية الأساسية للاتصالات والمعلومات وذلك من خلال الدور الرائد للمركز القومي للمعلومات والذي قام بتنفيذ مشاريع توصيل شبكات الاتصال في المناطق المختلفة من الهند، وذلك تنفيذا للاستراتيجية الجديدة التي أقرت في الخطة الخمسية العاشرة والتي بدأت في عام 2003، والتي اعتبرت أن الزراعة هي أهم قطاعات الدولة ويجب أن تتم التنمية الريفية من خلال الدخول إلى العهد الجديد لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتبادل المعرفي من خلال تلك التكنولوجيا المتطورة، والتأكيد على تنمية المهارات البشرية للتعامل مع تلك التكنولوجيا والاستفادة منها، لذلك بدأت الهند في:
-بناء أنظمة خاصة بجمع وتحليل المعلومات عن تلك المناطق.
-بناء النظم الخاصة لنشر المعلومات التي تهم هذه المجتمعات من ناحية والمنظمات العاملة في التنمية الريفية من ناحية أخرى.
-بناء أنظمة لتبادل المعلومات بين المنظمات المختلفة، وخاصة العاملة في مجال تقليص الفقر وتوفير الغذاء.
د - تجربة البنك الدولي- مع مشاريع تنمية الريف والحضر-تعتبر مكافحة الفقر أحد المهام الرئيسية للبنك الدولي، والتي تنص على أن المهمة الأساسية للمنظمة هي تقليل الفقر و تحسين الظروف المعيشة للفقراء و ذلك من خلال النمو المستمر للاقتصاد الوطني و الذي يؤثر بالتبعية على مستوى معيشة جميع فئات المجتمع، بالإضافة إلى الاستثمار في الموارد البشرية من خلال توفير التدريب المهني اللازم لزيادة المهارات و زيادة فرص العمل، و قد قام البنك الدولي بعدد من المشاريع و البرامج للحد من الفقر في كل من الحضر والريف في العديد من الدول النامية.
تجربة الهند:
تعتبر الهند من أكثر الدول النامية اهتماما بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومن خلال دراسة قامت بها منظماتFAO، DFID، ODI، لتحليل دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية الريفي وتقليص الفقر في عدد من الدول منها الهند، والذي يتركز على تسهيل عملية التبادل المعرفي، وتبادل المعلومات بالإضافة إلى تحسين الاتصال بين الهيئات المعنية وبعضها البعض لزيادة التنسيق، وأخيرا منح الفرصة للمجتمعات الفقيرة في المشاركة في دعم القرار ومعرفة ما يدور من مشاريع تنموية في مختلف المناطق والاستفادة منها لأقصى حد، وقد بدأت الهند بالفعل في الاستثمار في البنية الأساسية للاتصالات والمعلومات وبناء الأنظمة اللازمة لذلك مع بداية الخطة الخمسية العاشرة (2002-2007).